الاب نوئيل كوركيس
ܥܘܢܝܬܐ: ܐܬܪܐ ܘܐܬܪܐ ܫܢܝܬܘܢ… ܣܝܡܬ ܚܝܐ ܣܡܬܘܢ ܒܗ.
عـونيثا : من أثـرا لأثـرا شـنـّـيتـون … سـيمَث حَـيّي سَـمْـتـون بِه
مِن بـلـد إلى بـلـد إنـتـقـلـتـم … دواء الحـياة تـضعـون به
تعــتبر ظاهـرة الهجـرة أزلية … (من إحـدى الظواهـر الإجـتماعـيّة، وهي عـبارة عـن إنـتـقال الفـرد من وطنه الأم إلى وطن آخـر للإسـتـقـرار والعـيش فـيه، وذلك لأسباب وظروف كـثيرة ومتـنوّعة، وأكـثر الـدول التي فـيها مهاجـرون في وقـتـنا الحاضر هي الدول الغـنيّة مثل الولايات المتحـدة الأميركـيّة، أستراليا، الـدول الأوربـية).
وأن أول شخـص حمل أمتعـته ورحل هـو أخـونا الكـبـير أبرام الكـلـداني الذي أمره اللـه أن يخـرج من أور الكـلـدان في جـنوب العـراق (أوروك) قـبل آلاف من السنين بحـثاً عـن الحـرية الـدينية، وبهجـرته عـمل ثورة روحـية تأريخـية وقـلب مفاهـيم العالم، هـكـذا أحـفاده إستـقـروا في مصر بسبب المجاعة وهـناك أيضا غـير التأريخ مجـراه، ونحـن نـراهم الـيـوم أين وصلـوا!.
هاجـر الأوربـيون إلى العالم الجـديـد “أميركا” بسبب المجاعة وقسم آخـر لاجل الحـرية الدينية، واليوم وبجهـود أولـئك المهاجـرين، تعَـد الولايات المتحـدة الأميركـية من الدول المتـقـدمة حضاريا ومن أحسنها وأرقاها بسبب العـقـول المهاجـرة التي إستـقـرت فـيها، فـلو كان العالم الـفـيزيائي آيـنـشتايـن لم يهاجـر من ألمانيا، ربما كان قـد قـضي نحـبه مثل ملايـين البشر الذين أحـرقهم هـتـلـر في الأفـران، ولا كانت تـظهـر نظريته “النسبـية” إلى الـوجـود، ولم يكـن يتغـير العالم! هذه بعض الأمثلة من التأريخ البعـيد والقـريب.
إن الحضارات المتـقـدمة يصنعها المغامر، فلا خـوف من الهجـرة، إن الإنسان يحـرر نفسه من وضعه المزري الذي لا يطيقه بعـد، ويجازف كي يصل إلى حـياة فـيها رجاء وأمل بأن تكـون له ولأولاده حياة ومستـقـبل أفـضل، هـناك مقـولة مشهـورة التي تـقال في أميـركا The Land of Opportunity” بلد الفـرص” لانـد أوف أﭘـورتِـنِـتي” فالهجـرة (حـق مشروع يتـطـلب التخـطيط له وتحـمّل تبعاته!) ومَن يخاف الهجـرة لـن يتـقـدم، ولـيـبـقَ متـذمراً باكـياً عـلى الأطلال طوال حـياته.
إنّ مِن أسباب الهجـرة وعـلى وجه الخـصوص (الوضع الأمني والمأساوي) والذي يفـصح عـنه الكـثيرون من رؤوساء الكنسيين والمدنيين، مما جعـل أكـثر من مليون كلداني ومسيحي خرج إلى غـير رجعة حـتى إذا لم تعـتـرف بـهـذا.
ماذا تـقـول عـن الأمة التي تعيش في ظل حكـومة دستورها مبني عـلى الشريعة الإسلامية، وأبناؤها (النواب المسيحـيـين في مجـلس النواب) مؤيـدون بالكامل أنهم أهل الـذمة ــ المكـوّن المسيحي ــ ؟
ماذا تـقـول عـن الإكـليروس من جميع الكـنائس والمذاهـب الذين يستلمون رواتبهم الشهـرية من جهات وأحزاب سياسية؟ أو من فـتات الجـمعـيات الإنسانية الغـربـية والتي هـم بدورهم لهم أجـنـدات من قِـبل دولهم! وإلاّ، كـيف تسمح تلك الدولة أن تصرف أموال ضرائب شعـبها خارج بلـدهم؟ ألا يقـول الكـتاب المقـدس: “الذي يخـدم المذبح من المذبح يقـتات“.
ماذا تـقـول عـن المؤوسسات الكـنسية والخيرية التي تسَـيّـرُ أمورها من “بركة زكاة” الدولة والأحـزاب؟ إذا كان ذلك من ضمن حـقـوقهم الدستورية كما يدّعي البعض مِن المستـفـيـدين! لماذا لا يقـرر ذلك في الدستور؟ بـربّكـم، هل قـرأتم أو سمعـتم أنه يوجـد في المسيحـية كـلمة “زكاة”؟؟؟ وإنما إنجـيلـنا يقـول: (إذا عـملت “صدقة”!! لا تـدع يمينك تعـرف بشمالك).
وماذا تـقـول عـن رؤوساء الكـنائس المنغـمرين بالسياسة حـتى الـنخاع وهم لا يفـقهـون من دهاليزها شيئاً؟؟؟ عـضو مجـلس محافـظة!!! عملاء لأحـزاب كـردية وغـيرها، وكـلها موثـقة.
أيها الكلداني الأبي
تمَثل بأخـيك الكـبـير أبرام الذي سمع صوت الرب وهاجـر. لأن بالحـقـيقة في كل حـقـيـبة تحملها، فـيها جـوهـرة يجب إستـثمارها، ولا تـنسَ إحـدى ــ عـونياثا ــ من صلاة الشهـداء بحسب طقسنا الكلداني لصباح يوم الثلاثاء والتي تـقـول:
ܐܬܪܐ ܘܐܬܪܐ ܫܢܝܬܘܢ، ܘܡܢ ܡܪܟܼܘܢ ܠܐ ܫܢܝܬܘܢ، ܘܟܠ ܐܬܪܐ ܕܥܒܪܬܘܢ ܒܗ، ܣܝܡܬ ܚܝܐ ܣܡܬܘܢ ܒܗ.
من أثـرا لأثـرا شـنـّـيتـون، ومن مرخون لا شنيتون، وكل اثرا دعبرتون به،. سـيمَث حَـيّي سَـمْـتـون بِه
مِن بـلـد إلى بـلـد اذا إنـتـقـلـتـم، ومن ربكم لا تنتقلون، وكل بلد تعبرون به، (ترياق) دواء الحـياة تـضعـون به
فـيا أيها الأخ والأخـت في أميركا، قـوموا بواجـبكم ومسؤولياتكم تجاه هذا البلد المبارك الذي إحـتضنـنا وإعـتبرنا كأحـد مواطنيه بدون تميـيز، كي نـشارك مع بقـية الشعـوب من جميع القـوميات والهويات والأجناس في إزدهار وتـقـدم الإنسانية جمعاء، وكـذلك كلامي موجّه إلى كل شخص كلداني في البلد الذي إستـقـر فـيه، ولـنـتعـلم حكمة من الرئيس الأميركي الراحل جـون كـندي الذي قال يوم تـنصيـبه في 20 كانـون الثاني 1961 لـيـكـون الرئيس الـ 35 لهـذا الوطن العـظيم:
“My fellow Americans, ask not what your country can do for you, ask what you can do for your country”…… (John F. Kennedy).
إخواني الأميركـيين، لا تسأل ماذا يمكن أن يفعـله بلدك لك، إسأل ما يمكـنك القـيام به لبلدك. ………. جـون ف. كـندي
لهذا يجـب أن نفعل ما نسطيع فعـله، وليس فـقـط أن نأخـذ من خـيراته الوافـرة، وإنما عـلينا إحـتـرام الـدستور والسير بحـسب أنظمته وقـوانينه التي تضمن حـقـوق وواجبات كل فـرد، والذي لا يقـبل به، عـليه مغادرته فـوراً إلى حـيث أتى.
فـنحـن الكلدان أصحاب أسمى وأرقى الحضارات (حضارة العراق – أوروك) يجب أن نقـوم بدورنا المستمر في بناء وديمومة حضاراتـنا .
إن بذرة النبوغ مزروعة في جـيناتـنا، ألـسنا أحـفاد أولـئـك الـذين أرادوا الوصول إلى السماء لـبناء برج بابل (باب أيل)؟ مَن كان يملك هكـذا طموح؟ هل فكـر أحـد من قـبل الكـلـدان بهـذا الأمر؟؟ ألم نبحث عـن الخـلود بنزولنا إلى أسافـل العالم (كلكامش !) . فـنحـن الكلدان نعـشق الحياة . تأمّل برمز بابل العـظيمة بأسدها رافع الرأس، كـيف يحمي الإنسان الممتـد تحـته وبـين أرجـله براحة وطمأننية؟؟؟ .
والآن نـرى هـذا الإنسان (نفس الإنسان) مُهان الكـرامة، عـزة نفسه مسـلـوبة منه، حتى ضميره ليس ملكا له، وهـو عـلى أرضه لكـنه واقع تحـت أقـدام المجـرمين وحـثالة المجـتمع بكل أصنافهم ! . وليعـرف الجميع أن حكام ــ العـراق .. أوروك ــ منـذ سقـوط آخـر دولة كلدانية في عام 538 قـبل الميلاد وإلى اليوم يُعـتبرون دخلاء وغـرباء (بإستـثـناء الـفـتـرة الـقـصيرة من حُكم المرحـوم عـبد الكـريم قاسم 1958-1963م) لـذا لا تـتعجـبوا من الحـروب الـذي نعـيشها اليوم وما لحـقـنا من دمار بسبـبها، لأنهم أجَـراء ــ والأجـير عـنـدما يرى الذئب قادما يترك الرعـية ويهـرب ــ ((الإنجـيل المقـدس)) … وأعـداء الإنـسان أهـل بـيته !!!!! والنـتيجة هي لا بد وأن تـتكالب جميع هذه القوى الدخـيلة والأجـيرة وتخـطط لتحارِب الشعـب الأصيل بلا هـوادة، وكلامي موجّه إلى الرئاسات الكـنسية أيضا “هـوذا الوارث لنأتِ ونقـتله ونرث ميراثه” وتحـرم وتطرد الـنـقي والصافي الذي يسير عـلى خطى المسيح، ومعه كل من لا يخـدم خططها التخـريـبـية في محـو هذا الإرث، هـؤلاء الرؤساء بكل أسف يضطهـدون كل من يطبق تعاليم الإنجـيل، أفـلم يحـن الوقـت لـلـ ” قـمـﭼـي .. سوط ” يسوع كي ينظف هـيكـله ويطرد تجار هـيكله؟؟؟
لأن “الراعي الصالح” هـو الذي يقـود رعـيته إلى مرعى خـصب ويدعـو كل واحـد بإسمه . يا أيها الرعـية يقول يسوع .. إن الرعـية لا تستمع إلى صوت الغـريب، إذن لماذا تـنقادون وراء زعـيم فاسد، هذا الزعـيم، أياً كان دينيا أم مدنيا، إذا كـنـتم حـقا مؤمنين بكلام المسيح، إعـملوا ما يقـوله لكم، ولا تذهـبوا وراء الغـريب حتى إذا تظاهـر وإدّعى أمامكم بالأصالة والغـيرة!! كـفى جهلا، ولا تـغـمـضوا عـيـونـكم عـن الحـقـيقة فإن هـؤلاء يقـودونكم إلى الهاوية.
في الختام تأملوا في هذا النص المقدس من انجيل مار متي الفصل 24:
15 «فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ
16 فَحِينَئِذٍ لِيَهْرُب الَّذِينَ فِي الْيَهُودِيَّةِ إِلَى الْجِبَالِ،
17 وَالَّذِي عَلَى السَّطْحِ فَلاَ يَنْزِلْ لِيَأْخُذَ مِنْ بَيْتِهِ شَيْئًا،
18 وَالَّذِي فِي الْحَقْلِ فَلاَ يَرْجعْ إِلَى وَرَائِهِ لِيَأْخُذَ ثِيَابَهُ.
19 وَوَيْلٌ لِلْحَبَالَى وَالْمُرْضِعَاتِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ!
20 وَصَلُّوا لِكَيْ لاَ يَكُونَ هَرَبُكُمْ فِي شِتَاءٍ وَلاَ فِي سَبْتٍ،
21 لأَنَّهُ يَكُونُ حِينَئِذٍ ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ابْتِدَاءِ الْعَالَمِ إِلَى الآنَ وَلَنْ يَكُونَ.
22 وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ.
23 حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا.
24 لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا.
25 هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ.