Articles Arabic

قراءة في لغة كتابة القرأن مع أستطراد لأراء العالم الألماني كرستوف لوكسنبرغ

الجزء الثاني
 يوسف تيلجي
ومضة:
(بين العقيدة الدينية والعلم هناك دوما صراع، يستعر حينا ويخمد حينا أخر، ولكن الغلبة دوما للعلم، أي للعقل .. كاتب البحث)
الموضوع:
ظل كتاب 2007 Die syro-aramäische Lesart des Koran: Ein Beitrag zur Entschlüsselung der Koransprache (2000)  لعالم فقه اللغة، الألماني وبروفيسور اللغات السامية والعربية القديمة كرستوف لوكسنبرغ. الخاص في فقه اللغة التاريخي والمقار  philology  “، والذي يعمل على فك أسرار اللغة القرآنية، هو الكتاب الأبرز في فك طلاسم بعض المفردات اللغوية القرانية الغامضة، والذي أحتار الكثير من المفسرين/ حتى الصحابة، في حل معنى قصدها ّوتفسيرها، سابقا وبموضوع ذات علاقة بالأمر، قد أكتسبت اللغة الأرامية أهمية ملحة في حقبة “قبل وبعد كتابة القرأن” و”حقبة الحياة التي عاشها الرسول”، لأسباب منها :
1.     كانت هناك أهمية ثقافية ولغوية للغة الارامية المكتوبة في نظر العرب عامة وفي نظر نساخ القرآن. ففي زمن الرسول محمد لم تكن العربية بعدُ لغةً مكتوبة؛ فقد كانت السورية–الآرامية هي لغة التواصل المكتوبة في الشرق الأدنى، بدءًا من القرن الثاني للميلاد وحتى القرن السابع. وكانت هي لهجة آرامية، لغة مدينة–دولة الرَّها في أعالي الرافدين، وهي المتداول بها مجتمعيا، وهكذا ظلت الارمية، حتى بزوغ القرآن، هي وسيط التواصل الأوسع وأدات نشر الثقافة عند الآراميين والعرب.
2.      وهذه اللغة هي التي أبدعت، بنفس الوقت، النتاج الأدبي الأغنى في الشرق الأدنى، بدءًا من القرن الرابع، حتى تم استبدال العربية بها في القرنين السابع والثامن. ومن الأهمية بمكان التأكيد على أن الأدب الآرامي، بما هو الرحم اللغوي التي وجدت فيها هذه الثقافة، ويكاد أن يكون مسيحيًّا حصرًا. ويُظهِر جزءا من دراسة كوستوف لوكسنبرغ ، حول أن التأثير الارامي على أولئك الذين أوجدوا العربية المكتوبة كان ينتقل عبر وسط مسيحي وأن تأثير هذا الوسط كان حاسمًا ومؤثرا .
3.     والأمر لا يمكن أن يكون غير ذلك لأن تلك الآداب كانت السوابق الأدبية للعربية المكتوبة. وقد وضع لوكسنبرغ دراسته لاختبار صحة الفرضية التالية: بما أن الارامية المكتوبة كانت لغة العرب المكتوبة، وبما أنها كانت تشكل الوعاء الثقافي للشرق الأدنى، مثلها كمثل الآكادية التي سبقتْها أو العربية التي تلتْها، فإن من الأرجح جدًّا أن تكون الارامية قد تركت بعض الأثر على الذين طوَّروا العربية المكتوبة. ويمضي لوكسنبرغ مفترِضًا أن هؤلاء العرب كانوا متنصِّرين ومشاركين في الليتورجيا (*1) المسيحية.
4.     وقد تنبَّه الدارسون الغربيون، منذ القرن التاسع عشر، إلى تأثير اللغات الأجنبية، ولاسيما اللهجة الآرامية المسماة، على مفردات القرآن. وقد جمع لوكسنبرغ كل ما يمت إلى هذا المنحى من البحث، وصولاً إلى فحص منهجي عن عربية القرآن بغية تأمين حلٍّ شامل لصعوباته النصِّية العديدة. وقد استندتْ النتائج التي استخلصها حول أصل القرآن، وقصة انتقاله من محمد إلى عثمان، والثيمات (*2) المضمَّنة فيه، إلى حجج مشتقة من أدلة جُمِعَتْ وفُحِصَت من خلال أدوات مناهج الاشتقاق والقراءة النقدية للنصوص. فلا يستند أيُّ جزء من هذه المنهج على القبول الأعمى للافتراضات الدينية والموروثة ، أيًّا كان نوعها ../ (*3) .
أضاءة:
قد بين )البروفيسور الألماني كريستوف لوكسنبرغ) في كتابه المشار أليه في أعلاه، أنه هناك أيضاً إمكانية، أن حرف ارامي عن طريق الخطأ كُتب بنص عربي، وقد قام لوكسينبيرغ بفحص أكثر فقرات القرآن غموضاً، منها: فبعد أن ولدت مريم عيسى في القرآن العربي، يقول لها الملاك (أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)، ولكن في نسخة لوكسينبيرغ يبين تفسيرا أخر: (أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ وَضعَكِ شَرعِيّا)، أولا، دعنا نفسر معنى، الأية السابقة / 24 من سورة مريم، ثم سأبين قرأتي الخاصة للموضوع عامة، .. فقد جاء في تفسير أبن كثير (( قرأ بعضهم ( من تحتها) بمعنى الذي تحتها. وقرأ آخرون: (من تحتها) على أنه حرف جر. واختلف المفسرون في المراد بذلك من هو؟ فقال العوفي وغيره، عن ابن عباس  فناداها من تحتها) جبريل، ولم يتكلم عيسى حتى أتت به قومها، وكذا قال سعيد بن جبير، والضحاك، وعمرو بن ميمون، والسدي، وقتادة: إنه الملاك جبريل، أي: ناداها من أسفل الوادي. وقال مجاهد  فناداها من تحتها قال: عيسى ابن مريم، وكذا قال عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة قال: قال الحسن: هو ابنها. وهو إحدى الروايتين عن سعيد بن جبير: أنه ابنها، قال: أولم تسمع اللـه يقول : فأشارت إليه )مريم: 29 ) ؟ واختاره ابن زيد، وابن جرير في تفسيره وقوله : (ألا تحزني أي: ناداها قائلا لا (تحزني، قد جعل ربك تحتك سري) قال سفيان الثوري وشعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب  قد جعل ربك تحتك سريا، قال: الجدول. وكذا قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: السري: النهر. وبه قال عمرو بن ميمون: نهر تشرب منه. وقال مجاهد: هو النهر بالارامية . وقال سعيد بن جبير: السري: النهر الصغير بالنبطية .وقال الضحاك: هو النهر الصغير بالارامية . وقال إبراهيم النخعي: هو النهر الصغير . وقال قتادة: هو الجدول بلغة أهل الحجاز  .وقال وهب بن منبه : السري : هو ربيع الماء  .وقال السدي : هو النهر ، واختار هذا القول ابن جرير . وقد ورد في ذلك حديث مرفوع ، فقال الطبراني  :حدثنا أبو شعيب الحراني : حدثنا يحيى بن عبد الله البابلتي حدثنا أيوب بن نهيك ، سمعت عكرمة مولى ابن عباس يقول : سمعت ابن عمر يقول : سمعت رسول الـله يقول : إن السري الذي قال الـله لمريم : قد جعل ربك تحتك سريا ، نهر أخرجه الـله لتشرب منهوهذا حديث غريب جدا من هذا الوجه . وأيوب بن نهيك هذا هو الحبلي قال فيه أبو حاتم الرازي : ضعيف . وقال أبو زرعة : منكر الحديث . وقال أبو الفتح الأزدي : متروك الحديث ، وقال آخرون : المراد بالسري : عيسى ، عليه السلام ، وبه قال الحسن ، والربيع بن أنس ، ومحمد بن عباد بن جعفر . وهو إحدى الروايتين عن قتادة ، وقول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، والقول الأول أظهر ; ولهذا قال بعده .. / نقل بتصرف من موقع quran.ksu.edu.sa/…/sura19-aya2  )) .
القراءة:
أولا أن جهد ودور “أبن كثير” وغيره ، لم يرشدنا الى تفسير معين محدد ، بل هو ينقلنا من فرد الى أخر ، ومن قول الى أخر ، ومن رأي الى أخر ، ومن تفسير الى أخر ، ومن حديث الى أخر ، كلها أجتهادات ومحاولات ، فتفاسير وأراء ! ( العوفي ، ابن عباس ، سعيد بن جبير ، والضحاك ، وعمرو بن ميمون ، والسدي ، وقتادة ، عبد الرزاق ، سفيان الثوري وشعبة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب ، علي بن أبي طلحة .. وصولا الى قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ) ، يمنحوك تفسيرهم وأجتهادهم في هذا الصدد ! ، ولم يمنحوك  نافل القول وحقيقة المعنى ، ودقة المراد من الأية ، وصدق المعنى منها ، أما لعدم الأطلاع ، أو للنقص في الفهم اللغوي لمفردات القرأن ، وكيفية كتابته ، وهذا الأمر وقع به أيضا اللغوين والمفسرين المعاصرين وحتى الحداثويين .
 ثانيا –  أن التفاسير بعضها تشذ عن الاخرى ، ويوجد بها نوعا من التباعد و الخلاف و الأختلاف ، وهذا يجعلنا أن نبتعد عنها جميعا ، فبينما البعض يقول مثلا أن السري هو ” النهر أو ماءا للشرب ” ، يذهب الاخر بخياله ويفسر السري بأنه  ” عيسى بن مريم عليه السلام ، وبه قال الحسن ، والربيع بن أنس ، ومحمد بن عباد بن جعفر  ” . لأجله أرى أن هذين التفسيرين غير منطقيين ! .
ثالثا أما التفسير الأول ، الذي يعتبر أن السري هو نهرا لتشرب منه العذراء مريم أم عيسى ، فهو أيضا يبتعد عن العقلانية والقبول ، فهل من المنطق أن الـله تعالى يفجرا نهرا لأجل أن يشرب منه أمرءا واحدا أو أثنين ! ، ولماذا يربط النص شرب الماء بقوله للعذراء مريم ( أَلَّا تَحْزَنِي ) !  .
رابعا ( أن بعضا من علماء المسلمين في الماضي كانت لديهم الثقة في فهم الكلمات الدخيلة / الأجنبية في القرآن ، ففي القرن العاشر الميلادي الطبري أحد أهم المفسرين، حدد كلمات عبرية ، لاتينية ، أغريقية ، فارسية ، حبشية وارامية في القرأن . لكن الفرق أن كرستوف لوكسينبيرغ يدعي ( وجود معاني جديدة لم تكن مطروحة سابقاً ) ، ومبدئيا حتى الطبري أراه أكثر جرأة وعلمية من مفسري ومن شيوخ أسلام الزمن الحالي ، لأن رجال الأسلام الحاليين ، هم كالنعام ، رأسهم في التراب وأجسادهم ظاهرة للعيان ، والاكثر من هذا أن أجسادهم عارية ! ، لأنهم بعيدون عن البحث العلمي التام ! ، خوفا من التجاوز على صنمية النص ! .
 خامسا تبين الكثير من المواقع الأسلامية ومنها مركز الفتوى وأسلام ويب وغيرها حول تعلم “زيد بن ثابت” للغات عدا العربية ، ففي موقع قصة الأسلام islamstory.com/ar / نقل بتصرف (( وحين بدأ الرسول في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي ، وإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرته .. فقال الرسول لزيد   تعلّمْ كتاب يهـود ، فإنّي ما آمنهم على كتابي “.  ففعلتُ ، فما مضى لي نصف شهـر حتى حَذِقْتُـهُ ، فكنت أكتب له إليهم ، وإذا كتبوا إليه قرأتُ له . وعن ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت قال : قال لي رسول اللـه: “ أتحسن الارامية ؟  قلت : لا. قال  فتعلمها فإنه تأتينا كتب. قال فتعلمتها في سبعة عشر يومًا . قال الأعمش : كانت تأتيه كتب لا يشتهى أن يطلع عليها إلا من يثق به ، من هنا أطلق عليه لقب ترجمان الرسول.. )) ، مما سبق وهو مؤكد أن زيدا يتقن العبرية والأرامية، أضافة للغته العربية .. شخصيا : أرى أن هذا الأمر ، قد يجعل كاتب الرسول وموثق وحيه وترجمانه ، أن يختلط الأمر عليه لغويا في كتابة النصوص القرأنية ، خاصة أن اللغة العربية كانت لا تلبي الغرض الكامل لها عمليا في الكتابة وذلك لما بها من نقص في التنقيط والتشكيل و التحريك ، لهذا كانت بعض المفردات كتبت بلغة أخرى غير العربية ، لأن الأخيرة قاصرة في صياغتها اللغوية لبعض التعابير والمفردات .
سادسا أن الأمر الذي لم يأخذه المفسرون بعين الاعتبار ، هو تأثير ودور اللغات الأخرى / غير العربية ، في تفسير النصوص . ” لأجله راعى البروفيسور كرستوف لوكسبيرغ  معنى جذر الكلمة في اللغة الارامية، أو أمكانية قراءة خاطئة للكلمة في حالة كون النص منقط أو مشكل بشكل خاطئ ” .
سابعا أرى أن كتابة الأية حسب نهج لوكسنبيرغ ” أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ وَضعَكِ شَرعِيّا ” ، يدل على أن الـله أكرمها بولادة المسيح عيسى بن مريم ، دون دنس وأصبح بذلك وضعها شرعيا ، لأنه جاء بأرادة ربانية ألهية ، لا تقبل الشك ، وبرئها وطهرها اللـه أمام العالمين من أي خطيئة .
ثامنا أضافة لكل ما سبق وما قيل وما يقال وما سيقال ، أن بعض المفسرين أنفسهم أعترفوا بوجود صعوبة في تفسير بعض المفردات ، وأعترف وقال بعضهم بملأ فيه أن بعض المفردات ارامية.. (  حيث قال مجاهد أن السري: هو النهر بالارمية ، وقال الضحاك أن السري : هو النهر الصغير بالارامية ) ، ولا أرى من قرينة أو حجة أثبت مما ذكره هؤلاء المفسرين من أن القرأن به تعابير وكلمات وتعابير ارامية ! .
تاسعا وحتى أقرب الصحابة للرسول ، أبو بكر الصديق ، والذي كان مرافقا له بغار حراء ، والذي نزل بحقه نصا قرانيا ، ( إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّـهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللّـَهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللـَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّـَهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ / سورة المائدة  40 ) ، كان هو أيضا جاهلا ببعض المفردات القرأنية ، وهو الذي عاصر القران من بدايته حتى نهايته ، فقد ورد في الموقع التالي https://forums.alkafeel.net/showthread.php   ما يلي (  في ارشاد المفيد رحمه اللـه ، وروى أن أبا بكر سئل عن قول الـله تعالى ” وفاكهة وأبا /31 سورة عبس ” فلم يعرف معنى الأب من القرآن ، وقال : أي سماء تظلني أم أي أرض تقلني أم كيف أصنع ان قلت في كتاب اللـه بما لا أعلم ..)، وبموضوع ذات صلة، يتعلق ب ” أبو بكرالصديق وعمر بن الخطاب ” معا ، وجهلهما ببعض الكلمات الواردة في القرأن، فقد ورد في / موقع يا حسين، ما يلي ( .. وأخرج البيهقي وغيره عن أبي بكر أنه سئل عن كلمة ” الكلالة ” الواردة بالنص التالي ﴿ قل اللـه يفتيكم في الكلالة إن امرؤ .. / 176 سورة النساء ) ؟ فقال : إني سأقول فيها برأيي ، فإن يكن صواباً فمن اللـه ، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان : أراه ما خلا الولد والوالد ، فلما استخلف عمربن الخطاب ، قال : إني لأستحي أن أرد شيئاً قاله أبوبكر ..  ) .
عاشرا – في نهاية الجزء الثاني من البحث لي تساؤل ، بخصوص أبو بكر الصديق وعمربن الخطاب ، بصفتهما من أقرب المقربين للرسول ومن العشرة المبشرين بالجنة (*4) ، وأشارة ” للفقرة تاسعا ” الواردة في أعلاه ، فهما من المؤكد قد سمعا تلاوة ما سبق من أيات وقت نزولها ، / ومنها ما ذكر في أعلاه ، ومن المفروض أنهما يعرفان حتى ” سبب النزول “ ، فألم يسألا  الرسول عن معنى هذه المفردات في حينه ! ، أم كانا يسمعان فقط ، غير مكترثان بالمعنى ! .
ختام :
أذا أبتعدنا عن هالة قدسية النص ،  فلا أرى أن موضوع ” قراءة أرامية للنص القرأني ” ، به أنتقاص أو تشكيك أو أهانة للنص القرأني ، خاصة أذا نظرنا للقضية علميا من الناحية اللغوية ، لأنه من الجلي وجود تأثر وتأثير لغوي بالمفهوم المطلق ، أو المفهوم المحدد ، لأي نص من قبل باقي اللغات التي رافقت أو تعايشت مع القرأن نطقا أو كتابة ، والعربية واحدة منها ، والنص القرأني لا يخرج عن هذا النطاق أو الحدود ، وأن المكتشفات لكثير من الرقائق والصفائح و الوثائق ، أضافة للتطور التقني اللغوي والفحص الأشعاعي الرقمي المتقدم للنصوص القديمة .. جعل من الباحثين ، خاصة الغربيين منهم / مثل البروفيسور كرستوف لوكسبيرغ ، أن يكون لهم السبق في هذا الصدد ، وبقى العرب متأخرين بقرون في هذا المضمار ، لأجله أرى أننا لا زلنا نعيش حالة من التغييب الفكري بشأن البحث والتمحيص ومن ثم تحليل ، لغة وكتابة وبنية النص القراني ! .   
————————————————-
(*1) الليتورجيا : كانت هذه الكلمة تعني في اليونان القديم وخاصة في أثينا أي عمل عام أو خدمة عامة تعود بالفائدة على الشعب ولمصلحته . ومن ثمّ أخذت هذه النقطة مدلولاً دينياً فأخذت تعني أيّة عبادة شعبيّة أو خدمة للآلهة . أمّا في العهد الجديد ، فكلمة (Liturgein) – (Liturgos)- (Liturgia): قد وردت بمعنى أوسع ممّا سبق وذكرنا ، فهي ترد أوّلاً معبّرة عن الخدمة الدينيّة اليهوديّة (لو 1: 23) و (عب 10: 11) . كما ترد عانية عمل المسيح الخلاصي الذي سبق وعبّر عنه برموز في العهد القديم (عب 8: 2 – 6 ) ، وهوذا الرسول بولس يستعمل كلمة ليتورجيا قاصداً أيّ عمل رسولي أو خدمة روحيّة (فيليبي 2: 17 ) ، وكذلك أيّ عمل محبّة ورأفة مسيحيّة (رومية 15: 27، 2 كور 9: 12، فيل 2: 25 و 30) . كما يدعو نفسه خادماً (Liturgos) ليسوع المسيح في الأمم (رو 15: 16): “ لأكون خادماً ليسوع المسيح لأجل الأمم .. نقل بتصرف من الموقع التاليalmoutran.com  .
(*2) الثيمات : كلمة من اللفظ اللاتيني ( تايما ) ويعني الشيء الذي نضعه، أما الكلمة نفسها فتعني الفكرة الأساسية أو التكوين الرئيس للجملة أو النص ، ويمكن أن تشير إلى مجموعة كلمات تنتمي إلى حقل واحد لإعطاء دلالة معينة ، فمثلا قد يكون النص موحيا بالحزن ويسيطر على الرواية أو القصيدة  جوا من الأسى فنقول إن التيمة هنا هي تيمة الحزن والأسى ، أو الفرح أو اليأس وهكذا .. / نقل من موقع شبكة الفصيح .
(*3) أستنبطت بعضا من هذه الأسباب من مقال ، في موقع دروب ثقافية بعنوان ” كريستوف لوكسنبرغ ، قراءة سورية -آرامية للقرآن ” المبنية على وحي من كتاب 2007 Die syro-aramäische Lesart des Koran: Ein Beitrag zur Entschlüsselung der Koransprache (2000)  للبروفيسور الألماني كريستوف لوكسنبرغ .. مع أضافات الكاتب . (*4) العشرة المبشرين بالجنة : في رواية عن أبي داود وغيره عن سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : أشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللّـَهِ أَنِّي سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ : العَشْرَةٌ فِي الْجَنَّةِ :النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فِي الْجَنَّةِ ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَلَوْ شِئْتُ لَسَمَّيْتُ الْعَاشِرَ ، قَالَ: فَقَالُوا : مَنْ هُوَ؟ فَسَكَتَ ، قَالَ: فَقَالُوا :مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ : هُوَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ  .رواه الترمذي وصححه الألباني / نقل من الموقع التالي www.almrsal.com/post/328714

Follow Us