الكاتب: حمورابي الحفيد
لقد عان العراق من امراض ونرجسية وطائفية هذا الرجل ما لا تتحمله اية حوصلة بشرية، لقد نجح في تدمير والقضاء على مستقبل وطن عزيز، وشعب ابي، كان له كل الفرص في ان يكون في طليعة الامم الراقية، لغنى وكرم ارضه المعطاءة ونهريه الخالدين، وتنوع تركيبته الاجتماعية ومهارات ابنائه، لكن لعمالة هذا الرجل لدولة لا تريد لبلادنا الخير، وقيادته لحزب معاد لكل طموحات الانسان السوي من حرية وكرامة انسانية والرغبة في الابداع وعداء للعلمانية والحداثة، فاصبح مشجبا لحماية وتنفيذ ودعم وتهيئة اي عمل اجرامي في البلد.
ومن عجائب الامور كوفيء الرجل تقديرا لخيانته بمنحه الحصانة القانونية الكاملة ليتسنى له تنفيذ مآربه الدنيئة خدمة لاسياده في طهران، لدرجة ان الكل يطالب بمحاربة الفساد ولا احد يجرؤء على تسمية من هو حوت الفساد الاكبر القابع في القصر الجمهوري محصن من اي اتهام، هل وجدتم بلدا بهكذا مواصفات يكرم فيه خونته ويجرم نبلاءه؟
ان يكرم من يعمل على تدميره ومنحه الحصانة القانونية كي يصبح مصون غير مسؤول ويستمر في تنفيذ منهجه التدميري وهذا ما يفعله الرجل الى اللحظة.
لدرجة بلغت القناعة لدى الطرف السني ان العيش تحت حكم داعش ارحم من حكومة يرأسها هذا الرجل الممسوس والمعبأ بالشر فمن بركاته ضاع نصف العراق.
كان من منجزاته ايضا انه افقر البلد وجعل من ابناء الشعب اما متسولا او شحاذا، او هاربا من جحيم البلاد معرضا نفسه لان يصبح غذاءا لحيتان المحيطات، او نزيل الملاجيء والمعسكرات التي تفتقرالى ابسط مقومات الحياة اي الاذلال بكل ما تعنيه الكلمة.
فكان عضيدا وحاميا لكبار الحيتان، وسهل لهم السرقات والهروب الى الخارج كي يكونوا في منئى من المسائلة.
اذ لم يبق للقانون اية حرمة واصبح البلد يحكم بشريعة الغاب الاسلامية التي يتحكم بها هذا المخلوق.
لم يكتف بالتخريب المادي لاسباب الحياة للبشر، بل شمل كل جوانبها بما فيها التخريب الاجتماعي والثقافي والتعليمي والصحي نجح في جعله في أسوأ حالة يمكن ان ينحدر عليها مجتمع في كل اطراف المعمورة، وكان من اكبر ضحاياه المرأة العراقية بشكل عام واستهداف الاقليات حيث تلقت كل الضربات وبأحط الوسائل من تهديدات بالخطف والقتل ومحاربة للأرزاق وسد كل سبل العيش أمامها، وتحجيم حرياتها التي كانت نتيجة للحرب القذرة التي شنتها الاحزاب الاسلامية وعلى رأسها حزب الدعوة العميل على كل مظهر من مظاهر الحداثة في البلاد لدرجة أصبحت صورة المجتمع العراقي اقرب منها لنموذج قندهار الافغاني منه لبغداد المعاصرة والتقدم، اضافة الى انه عمل كل ما في وسعه ان لا تتمكن مكونات الشعب العراقي من التعايش مع بعضها، اي مزق النسيج الاجتماعي العراقي بما يمهد لتقسيم البلد وان لا تقوم له قيامة بين الامم.
اخر منجزات هذا الرجل
١- قمعه بوحشية كل تحرك شعبي للمطالبة بالاصلاح ومحاسبة الفاسدين ودون رحمة واخرها كان الهجمة على المتضاهرين قبل ايام تحديدا 13 – 01 – 2017 مطالبين الحكومة بتوفير الحماية لهم ولعوائلهم من المفخخات والتفجيرات التي باتت الغذاء اليومي لاهالي بغداد اليتامى، فهجمت عليهم بوحشية الفرق التي خرجت من مطار المثنى المحتل من قبل حزب الدعوة الارهابي الذي يحكم العراق و المدربة تدريبا عاليا والتي تأتمر باوامر المالكي وهم ملثمون ومدججون بكل الآت القتل والتجريح، وفرقوا التظاهرة بابشع اساليب العنف والقمع الوحشي، واقتيد البعض منهم الى السجون.
فأين كانت الحكومة ومن هو الحاكم الفعلي للعراق؟
أهو المالكي الذي تعمل تحت إمرته معظم فصائل الحشد الشعبي الذي اصبح نظيرا للحرس الثوري وجيش القدس الايرانيين؟؟
اما العبادي فهو مجرد ظل للمالكي ووظيفته هي بروتوكولية لاستقبال ممثلي الحكومات والادلاء بتصريحات لا يتمكن من الوفاء بها او لا يؤمن بها شخصيا.
٢- لقد امتدت لعنات الرجل لتشمل كل العراق من زاخو لحد الكويت حيث عمل ما يمكن عمله لاجهاض التجربة الكردية من حصار وعداء سافر لها وكل اساليب التخريب لوحدة الصف الكردي باعطاء وعود مغرية للقوى السياسية المتنفذة في السليمانية لكي يدخلوا في نزاعات كردية كردية ويبدو ايضا انه نجح في هذا المسعى التخريبي.
٣- واخر انجازاته تسربت مؤخرا اخبار عن هجوم قوات الاشايس الكردية على احياء يقطنها الاخوة الاشوريين مما ادى الى مقتل شاب واصابت اخر نتيجة دفاعهم عن جماعتهم، وهذا ايضا من منجزات المؤمن الورع المالكي حيث عن طريق تابعه المدعو يونادم كنا المتدعون والذي ينفذ توجيهات وإرشادات سيده المالكي، حث الاخير الى ممارسة كل نشاط من شأنه ان يستفز الجانب الكردي الى ان ينفذ صبره ثم يلجأ الى ممارسة اعتداءات على بعض التجمعات المسيحية، والاعتداء المذكور كان من بركات هذا المنهج التدميري للرجل.
خاصة القوى الاسلامية في المجتمع الكردي التي تتحين الفرص للانقضاض على ما تبقى من انقاضنا على ارض الاجداد، والخاسر الأكبر في هذا المشهد هم جماهير اخوتنا الاشوريين خاصة والمسيحييىن بشكل عام، هذا اضافة الى دق اسفين في نعش التعايش إلقائم بين الاخوة الاكراد والمسيحيين بصورة عامة، وللاسف الشديد نجح هذا العميل الوضيع في توحيش الرأي العام الاشوري بان يكون عدوا لكل مكونات محيطهم من خلال توجيه حزبي وخطاب شعبوي لا عقلاني موغل في نرجسية قاتلة وشوفينية بلا حدود وبدرجة عالية من عاهة جنون العظمة.
اذ ان الاخوة الاشوريين فقدوا الصلة بواقعهم ما عادوا يقرون بوجود غيرهم على الارض حتى اللـه تأشور، اذ جل تفكيرهم يتمحور حول وجوب اشورت البشر والشجر والحجر، احلام لا تتناسب وحجمهم في الوطن وفي المهجر، كونهم اقلية الاقليات عددا.
ينوحون ليل نهار ان الاكراد اغتصبوا ارضهم، دون الاخذ بنظرالاعتبار التغييرات الحاصلة عبر الزمن للتشكيلات العرقية في العالم كله، ايها الإخوة قيل في الامثال لكل زمان دولة ورجال، لهذا اسمحوا لي ان اقول: لا هكذا تورد الابل يا حسن.
ان العالم والحياة في تغيير مستمر تولد اقوام وحضارات ثم تشيخ وتقهر وتنقرض، ليولد بديلا جديدا لها وفقا لموازين القوى على الارض، فماذا تبقى من حجمنا لنعلن التحدي للاوضاع القائمة التي فرضتها الشروط المادية الداعمة لها.
فما الذي يريده الاحبة الاشوريين منا ان نفعله ب 5 ملايين كردي و 30 مليون عربي هل نرميهم في البحر؟
حتى هذا لا وجود له على حدودنا، لتقر عيون عدة الاف اشوري وما هي فرص وامكانيات النجاح في هذا المسعى الخرافي، اليس هذا نوعا من التحشيش ؟
وبالنسبة لنا نحن مكونات الشعب المسيحي على ماذا نتخاصم؟
خصومتنا هي على وطن كان اجدادنا سببا في فقدانه وضياعه والى الابد وفقا للأفق المنظور، حيث دمرت أشور بابل مرتين وبلغت وحشية حصار احداها ان الاحياء اقتاتوا على جثث موتاهم، وكنتيجة لهذا تدبر البابليون امرهم للقضاء على هذا التهديد والى الابد بهذا نجح الطرفين في إنهاء بعضهم البعض والى الابد فعلى ماذا نتخاصم اليوم نحن أطلال تلك الصراعات.
نعم كنا يوما سادة على هذه الارض، فهل نختار طريق الانتحار ومعادات محيطنا وجعله عدوا لنا؟؟؟
وكيف لنا بعددنا الضئيل ان نعيش في بيئة لا يتناسب وجودنا مع ضخامة امكاناتها ان نخاصمها ونشتري حقدها وعدائها علينا؟؟؟.
ام ان من مصلحتنا ان نبني جسور الثقة مع محيطنا ونكون نموذجا صالحا في اعمالنا وممارساتنا ونتبنى مواقف بناءة تصب في خدمة الجميع لكي ننال احترام من هم حولنا من الشعوب ونكسب ودهم كي يتعاطفوا معنا؟
لا يفوتني ان أعرج هنا على ما يسمى سهل نينوى والكلام عن اقامة حكم ذاتي فيه للأقلية المسيحية وتشكيل كتائب مسلحة من شبابنا كند لما للجيران ليكون بمثابة محرقة لبقايانا، اي وضعنا بين نارين صنعنا كراهيتهم لنا بهذياننا، وحتى من يتحجج بتبرير ما يدعيه بحماية دولية فهذا ضرب من الخيال ان اعظم دولة في العالم لم تتمكن من حماية مواطنيها من الاٍرهاب داخل بيتها فكيف ستتمكن من حمايتنا بنفر من العسكريين سرعان ما يفجرون في خيمهم انه تخريف ليس له اية ادراك لطبيعة المنطقة.
ان الذي سيحفظ لنا امننا وسلامتنا ليس جيتوا يصبح سجن لنا لا بل مقبرة، حيث الاعداء من كل حدب وصوب.
ان الامان كل الامان هو في دولة علمانية تولد وتنموا مع إيقاع نمو الطبقة الوسطى في المجتمع التي هي الضمانة الحضارية التي تضمن الامان للجميع ولنا الديمومة وإمكانية العيش على ارض الاجداد.
اذ ان الطريق الذي تروج له القوى السياسية الاشورية هو الانتحار بعينه اي نطرق ابواب الجحيم باصابعنا العشرة.
فما الذي فعلته ماكنة دعاية الاحزاب الاشورية انهم لم يعترفوا بوجود غيرهم في الحياة، اذ انكروا للكلدان وجودهم واجبروهم لكي يشعروا بالعداء تجاههم.
لنقبل بخرافة الإخوة منظري الآشورة اننا تكلدنا عندما تكثلكنا.
سؤالي اليهم هو الم تكن الفاتيكان تريد لكنيسة اتباعها الجدد السؤدد والرسوخ والشموخ اليس هذا امر بديهي.
السؤال الثاني هل كان غائبا عن ذاكرة الأوروبيين في الفاتيكان الذين عرفوا بعقلانيتهم ودقة تشخيصاتهم وصواب خياراتهم للامور ان على ارض النهرين قامت حضارتين لكل منها خصائصها المتميزة بابل بالعظمة التي بلغتها نتيجة تفرد شعبها في كل جوانب الابداع بكل فروع المعرفة، وآشور القوة المتمثّلة بالعسكرة، فَلَو كان لمصلحة كنيستها الجديدة خير في اشورتها لماذا اختارت كلدنتها؟؟؟
مجرد سؤال اطرحه لدعاة الآشورة الأعزاء، لماذا كلدنتها ولم تأشورها؟؟؟؟
مرة اخرى اعود الى نفس النقطة لنفترض جدلا اننا قد تكلدنا بعد تكثلكنا اليس من باب الادب احترام خيارنا وعدم ازدراء قوانا العقلية بقبول الهوية التي أردناها لانفسنا، وهل يمنع هذا ان نكون اخوة واصدقاء لنعمل معا لخير بَعضُنَا وجميع ممن حولنا.
الا يستطيع اكثر من اخ العيش تحت سقف واحد؟؟؟؟
هل من الادب ان يقدم شخص نفسه اليك باسمه كان يدعى انه يعقوب وانت تقول له لا انت لا تعلم اسمك وانا الذي اعرفه وامنحك إياه اسمك توماس، فهل في هذا شيء من احترام الاخر وكسب وده وصداقته ام اهانة وصهر عرقي واحتقار لكرامته كإنسان، اليس هذا ما تفعلونه ايها الإخوة؟
هل تدركوا حجم التجريح والالم الذي نتحمله من هكذا عنجهية، لكن لرقي اخلاقنا نترفع عن الرد ونسكت على الاهانة لا ضعفا ولا عسرا ولا قلة حجة بل تأدبا لعل الإخوة يتفكرون، يا ليتهم.
وهكذا الحال مع السريان وثم الاكراد، وموقف العرب في غنى عن التعريف يكفي الاشارة الى مذابح 1933 .
اي ان الإخوة الاشوريين تعودوا دوما على قطع الغصن الذي سيجلسون عليه حين حلول الكارثة نتيجة انسلاخهم من واقعهم البائس.
لنسأل قادة الاشورة ما هو حجمكم ايها الاخوة لخوض هكذا معارك مع الجميع؟
لهذا ما يقلقني ويرعبني ان يتعرضوا الى ما لا تحمد عقباه من كوارث عليهم وعلى من يتعاطف معهم نتيجة قيادات حمقاء اشتهرت بغبائها وعرضتهم الى ويلات لا زالت جراحها تنزف وتأبى ان تندمل.
هذا ما يحزنني ويشغلني لانكم اخوة لي في الوطن والايمان يهمني امركم وتحزنني الامكم.
أصبت وكثيرين معي بخيبة امل من حماقات احزابكم وقادتكم وصانعي الرأي العام لديكم كلها كوارث.
بالـله عليكم اذكروا لي حالة واحدة في تاريخكم لم تنتهي بكارثة؟؟؟؟
سؤالي الاخر الى القيادات الاشورية: ما هي المستلزمات التي تحت تصرفكم لمواجهة كل هذه التحديات والجبهات التي فتحتموها على اهلكم وعلى من يكن لكم الود والاخلاص؟؟؟
هل هو عددكم الذي لا يتجاوز عدة الاف مبعثرة في كل ارجاء المعمورة مقابل الملايين في الجبهات الاخرى التي تعملون بوعي او دونه لجعلهم أعداءا وخصوما لكم رغما عنهم؟؟؟
هل هناك دولة اجنبية تدعم طموحاتكم ولنفترض انها وجدت، لاجل ماذا ستدعمكم وانتم الحصان الخاسر وليس لديكم ما تقدموه من خدمات لها مقابل دعمها لكم، فحتى لو وجدت فانها تريد بكم شرا كما جربتم مع حكومة صاحبة الجلالة للمملكة البريطانية في عشرينات القرن الماضي.
اين العقل ايها الاحبة؟ اني اصرخ واعقلاه أين انت !!!!!!
لماذا لا تأخذون من الماضي الاليم عبرة لتدبر الحاضر واستقراء المستقبل؟؟
اتوجه برجائي الى عقلاء القوم ان يتصدوا لهذا المنهج التدميري الذي تقوده زوعا ورئيسها الذي تحول الى شايلوك (شكسبير في تاجر البندقية) لا يروي عطشه الا من دماء اهله… تحياتي.
17 – 01 – 2017