المعمودية هي تجديد الخليقة بالمسيح، وبها نولد من جديد بالروح القدس ونصبح أبناء اللّـه.
في مساء السبت 7 كانون الثاني 2017، بعد عيد الدنح المبارك للأحد الأول من العام الجديد بدأت سنة جديدة مع بدء موسم جديد حسب طقسنا الكلداني وهو شاووعي دنحا – سابوع الدنح، وفيه أقام الأب نوئيل كوركيس القداس الالهي الكلداني الأصيل في كنيسة مار يوحنا في الكهون (سان دييكو – كاليفورنيا)، بعد صلاة الرمش، وقال في موعظته:
دنحا هي كلمة كلدانية تعني شروق وبزوغ، اي عندما ظهر يسوع علانية وطلب ان يعتمد على يد مار يوحنان المعمدان في نهر الأردن. ومار يوحنا كان يمانع ذلك لأنه هو الذي كان بحاجة الى يسوع وليس العكس، فقال له يسوع: دعني الأن وما اريد، فهكذا يَحسُن بنا ان نُتِمَ كل “كينوثا” بر، فتركه وما اراد. (متي 3:15) ثم اعتمد. مع ان معمودية مار يوحنا كانت فقط لمغفرة الخطايا وكان جميع الشعب يأتون اليه حتى من الفريسيين والصدوقيين الذين لم يكونوا يؤمنوا بقيامة الموتى.
لماذا إعتمد يسوع من مار يوحنان؟ هل لأنه كان بحاجة الى توبة وهو كله بر، وهو ابن اللّـه، وهو إنسان كامل مثلنا ماعدا الخطيئة، انه ليعطينا مثالاً عن البر وعدالة اللـه الذي اتى ليحققه على الأرض بطاعته الكاملة الى أبيه الذي في السموات، لهذا يقول الكتاب المقدس “فاذا السموات قد انفتحت فراى اللـه يهبط كأنه حمامة وينزل عليه. وإذا صوت من السماء يقول: هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت. (متي 3: 16- 17).
نحن نعتمد بمعمودية يسوع المسيح كما قال لتلاميذه: اذهبو الى العالم كله وعلموهم من يؤمن ويعتمد يخلص، فاننا بقبولنا المعمودية نصبح أولاد وبنات اللّـه. لذا يجب ان نعمل الأعمال التي تُرضي أبانا السماوي. (متي 28: 16- 20).
حتى انه بعد قيامة يسوع وصعوده الى السماء كان هناك من اعتمد بمعمودية مار يوحنا المعمدان لأنهم لم يكونوا يعرفوا بعد عن معمودية يسوع المسيح. (اعمال الرسل 19: 1- 7).
ان اعتمادنا بمعمودية يسوع يُرجع الينا البنوّة التي كنا قد افتقدناها بمعصية أبوينا آدم وحواء. (تكوين 3).
وأول عهد قطعه اللّـه مع إبرام بأن يكون هو إلاهه وهو يكون شعبه كان بالختان (تكوين 17)، وأما العهد الجديد بيسوع المسيح فكان بدمه المهراق على خشبة الصليب والذي يستمر في الذبيحة الإلهية على شكل الخبز والخمر الذي يتناوله المؤمن المعمذ في القداس. (متي 26: 26- 28).