ان تقدمة الطفل يسوع الى الهيكل تمت بعد ثمانية ايام من ميلاده العجيب، حين قدماه مريم امه ومار يوسب الى الهيكل كي يتمما الوصية (كل بكر فاتح الرحم يُقدَّم الى الرب- لوقا 2: 21- 24).
يسوع كأي طفل يهودي بكر يُختن بعد ولادته بثمانية ايام ثم يقرَّب الى الرب ويقرَّب معه قرباناً كل واحد حسب امكانياته المادية، فمريم ويوسب عملا لطفلهما يسوع ما يستوجبه القانون.
بالطبع ان الختان لم يكن من موسى بل من اللّـه نفسه عندما اختار شخصاً من اور الكلدانيين اسمه إبرام، وقال له الرب “أنا الرب الذي أخرجك من أور الكلدانيين لأعطيك هذه الأرض ميراثاً لك” (تكوين 15: 7)، وأمَرَه ان يخرج من أرضه ويترك عشيرته وأهل بيت آبائه ويذهب الى حيث يريه اللّـه الذي اتكل عليه اتكالاً كاملا فأسكنه في أرض الميعاد )اسرائيل ((تكوين 12: 1- 3)، كي يكون إبناً له (تكوين 15: 4) بعد ان قطع عهداً معه في عملية الختان. وكان عمر إبرام حينها ٩٩ سنة (تكوين 17: 1- 8)، وغيَّر اسمه الى ابراهيم اي يكون أب للأمم عِوَض ان يكون فقط –أبرام- أبّا راما – لعائلة واحدة حتى وان كانت كبيرة جدا في ذلك الزمان. “هذا هو عهدي معك: تكون أباً لأمم كثيرة، ولا تسمى أبرام بعد اليوم، بل تسمى أبراهيم، لاني جعلتك أبا لأمم كثيرة….” فجميع أبناء ابراهيم المؤمنين بإله ابراهيم واسحق ويعقوب استمروا في تطبيق هذا العهد المقدس، حتى يسوع المولود جسدياً من مريم كمَّل هذا العهد وإن لم يكن بحاجة اليه لأنه هو نفسه رب ابراهيم .
عمل يسوع هذا كي يبيّن لنا مدى قدسية هذا العهد المقدس، تماماً عكس نواميس موسى التي انقضها يسوع، “قيل لكم…. وأما انا أقول لكم….” (متي 5: 21- 48).
بعد يسوع كان عهد جديد، ذاك الذي قطعه بدمه وهذا يؤكده لنا يسوع في العشاء الأخير لما سلّم لنا سر القربان المقدس وأسس كهنوته “إعملوا هذا لذكري دم العهد الذي يراق من أجل الكثير.. (متي 26: 26- 28).
لذا قرب يسوع نفسه مرة ذبيحة على الصليب بدمه واشترانا من الخطيئة والعبودية، وأعطانا بنوّة جديدة في المعمودية بحيث اي انسان يقبل المعمودية يُمنح أن يكون إبناً وبنتاً للّـه الحي، فيدعو اللّـه الرب بكل فخر: أبّا – بابا – ولا يُمحى هذا الختم البنوي أبداً، وبالطبع يُمنح سر العماذ في كنيسة معينة فيُنتمى اليها، ويُقبل بها إبناً طاهراً لا أحد يستطيع ولا قوة على الأرض أن ينزعها منه او منها. “انت أبني الوحيد حيث سررت” (متي 3: 17).
ففي ختام هذه السنة وابتداءاً بالسنة الجديدة لنجدد عهد بنوّتنا للّـه، ونكون أمناء على الوديعة التي قبلناها منه يوم عماذنا.
هذه كانت الموعظة لاحد الاول من بعد الميلاد التي قدمها الأب نوئيل كوركيس عشية السبت 31 ديسمبر 2016، لقداس ليلة رأس السنة باللغة الآرامية الكلدانية، والذي يَحتفل به حضرته مساء كل سبت في الساعة 5:30 عصراً، وهو قداس مار أدي ومار ماري حسب طقسنا الكلداني المشرقي التقليدي والاصيل، وذلك في كنيسة مار يوحنا المؤجرة في الكهون.
هذا وبعد القداس الإلهي، اقيمت حفلة عائلية في قاعة الكنيسة حضرها المؤمنون وعوائلهم لإستقبال السنة الجديدة بالرجاء والأمنيات لتحقيق أهداف أبناء الكنيسة المؤمنين الأصلاء.
الى الامام وسنة مباركة للجميع.
kaldaya.me– آنا كلدايا