الحـلقة الثانية
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
مَن يصدّق بأنّ هـذا بـطرك العالم ؟
المحـور الأول … مشرقـية ساكـو
تالي زمانه فخامة البطرك لـويس العـزيز ــ صار يعـتـمـد عـلى الكهـنة ــ فـيتـشـبّـث بكاهـن غـربي متـناسياً أبـو الكـهـنة والـﭘـطاركة …. تالي زمانه يـريـد البطرك أن يـقـنع نـفـسه بصلـيـبه الـذي يسميه مشرقي وكأنه يكـتب إلى ناس كــْـعـيـبَـريّة أميّـيـن بالشارع … تالي زمانه يعـتمـد عـلى كِـتاب ألـفه واحـد قـس غـربي ما أدري منين ، ويـريـد يقـنعـنا أن الخـشبتين المتقاطعـتين اللتان كانـتا موجـودتين قـبل ميلاد المسيح بـقـرون هي الأولى للأخـذ بنـظـر الإعـتـبار ، لا وﭼـمالة يتـفـلسف بـرأسنا قائلاً :
( صليب فارغ هـو بمثابة الـقـبر الفارغ ) ! نحـلـفـك بشرفـك وأنت بطرك دارس بالسمينير وصاحـب رزمة شهادات ومن ضمنها البـديعـيات ، ألا تعـرف آلـية الفـرق بـين تـفـريغ الصليـب وفـراغـية الـقـبـر ؟ فخـشبة الصلـيب لم تكـن تعـني شيئاً ولم تسبب ظلاماً لولا المسيح المصلـوب عـليه الـذي جعل الكـون يلبس سواداً حـزناً ، الصليب أصبح فارغاً بعـمل أيادي بشرية ـ يوسف الرامي ـ التي إحـتـضنـتْ الجـسـد المقـدس وأنـزِل منه ، أما الـقـبـر فإنه صار فارغاً لا بفعـل إنـسان بل بقـدرة ذات المسيح الإلهـية حـين قام وقـهـر الموت ودحـرج الحـجـر من الـقـبـر فإنـطلق خارجاً متحـرراً واطئاً الموت وهـنا كانت فـرحة الكـون ! فالعـبرة هي بالجـسـد لا بالخـشب !! وحـين تـُـقـدس عـلى المـذبح يا عـزيزنا البطرك فإنـك لا تـبـدأ منهاجـك من فـقـرة الـقـيامة ! وإنما منـذ فـتـرة العـهـد الـقـديم مروراً بالعـشاء الأخـير ثم الموت عـلى الصليب ــ أساس ورمز المسيحـية عَـبْـرَ 2000 سنة ــ .. فـهـل تـلغي المصلـوب ؟ بعـدين تعال أﮔـلــّـك ، أنت شـنـو مشكـلتـك مع المسيح المصلـوب ، هل هـو معـتـدي عـليك أم أنـك تعادي المبادىء أساساً ؟ هل هـو الـذي أخـرجـك من عـضوية مجـلس محافـظة نينـوى ؟ هل هـو الـذي فـصلـك من إدارة السيمينير ) المعـهـد الكـهـنـوتي ؟ أم إنّ هـدفـك هـو إرضاء فلان وتملـق أمام علان … وإذا حـبّـيتْ أجي وياك أبعـد فـستـرى أمراً ثالثاً أخـطـر ! أخي ، إذا عـيـونك تـتخـيَّـلـنا سـود ، فأنت لا تـتـوهم وتـظن إحـنا هـنـود ! .
ويكـرر حـضرته عـبارة ــ الممجـد ــ وأنا أتحـداه إنْ أمكـنه إيضاح معـناها بسطـر أو سطـرَين مثـلما نعـرّف أي مصطلح فـيزيائي أو كـيميائي !! … كما يـوهـمنا بمصطلحات مرتـبة ((روحانية المشرقـية التي هي روحانية النعـمة )) فـيُـضيّع عـلينا الطريق وما نـنـدل أولها من تاليها .
وهـنا تـذكـرتُ كلام الجـعـفـري صاحـبه وهـو يقـول : (( شهـوَنة العـقـل ، إنه تعـبـيـر عـن عـقـلـنـَة الشهـوة ! )) الكلام موثق! …. فـضيّع عـقـلـنا وفـقـدنا شـهـوتـنا ، فـوين نـنـدَب حـظـنا ؟ .
ويكـمل غـبطته في دعايته للكـتاب المشرقي الـمـذكـور قائلاً : أن المؤلف زار العـراق وكـتب عـن طور عابـدين وموّل مشاريع ….. طيب يزور أو ما يـزور إحـنا ياهـو مالـتـنا ؟ و بعـدين ؟
إن صاحـب الغـبطة ينـسى أقـواله التي تـناقـض إحـداها الأخـرى ، فـقـد سـبق أنْ قال ( إنـني لن أحـيد عـن نهج الـﭘاﭘا فـرنسيس وهـو نهج المسيح في تـنـقـية الكـنيسة ) …. فـنسأله : هـل فعلاً نـقــّـيـتَ الكـنيسة ؟ ألم نـذكــّـرك بأمور سلـبـية كـثيرة وغـريـبة ولم تـنـفعـك الـذكـرى ، بل هي أمام عـيـونـك وتعـرفها ولم تحـرّك ساكـناً حـتى الـيوم ، ولكـني أشهـد بأنـك بارع في تـفـريغ ما في جعـبتـك من حـقـد عـلى الأب نـوئيل بالـدرجة الأولى وعـلى الأب أيـوب أيضاً ناهـيك عـن غـيرهما نـتـركهم للمستـقـبل ، وتـركـتَ الساحة لـفلان وعلان ، هـل تـريـد أن أذكــّـركَ بهم من مخـدورهم إلى ريّـسهم ؟ .
طيب ، إذا كـنتَ ملـتـزماً بنهج الـﭘاﭘا ، فها هـو يقـول : (( لا يمكـنـنا أن نـفـصل الكـنيسة عـن الصليب .. الإله عانـق الصليب ـ صليب المسيح ـ لأنه غالباً ما يُـقـدم لنا صليب بدون المسيح !! لكـن هـذا لا ينفع … يسوع على الصليب قـد هـدمَ جـدار العـداوة الـذي يفـصل البشر والشعـوب وحملَ المصالحة والسلام )) ……. هل تحـتاج إلى إيضاح أروع من هـذا يا غـبطة البطرك الموقـر ؟ هل تأخـذ بكلام كاهـنك ولا تعـيـر أهـمية لكلام سـيـده وسـيـدك ؟
المحـور الثاني … الـقـداس الساكـوي
لم يـرضَ صاحـب العـظمة والغـبطة سيادة البطرك لـويس عـن قـداس آباء الكـنيسة الكـلـدان الـفـطاحـل الـقـديسين الممتـلـئين إيماناً وإحـساساً وذوقاً ، فحـذف منه فـقـرات وأضاف أجـزاءً غـريـبات ، وقـدّم مقاطع وأخـّـرَ أخـريات ، وهـو المـدّعي بالأصالة لكـنه طعّـم قـداسه بتعابـيـر لا أصليات …. هـذا عـدا إلغائه ألحان بعـض الصلـوات وتـرديـدها قـراءة كي لا يشعـر ــ هـو أو غـيـره ــ بمحـدودية مرونة حـنجـرته أمام أصحاب الكـفاءات .
طيب ، فأين الـبـطرك لـويس من نهـج قـداسة الـﭘاﭘا فـرنسيس ؟ والـﭬاتيـكان يراجع موقـفه من أداء الطقـوس ويحـذر من إغـراء الكـسل الـلـيـتـورجي ويقـول : إن التراخي في الإلتـزام بها ــ إغـراء من الشيطان ــ … حـيث طلـب الكاردينال روبرت سارا ، أعلى سلطة في هـذا الموضوع في الكـنيسة الكاثوليكية بعـد الـﭘاﭘا فـرانسيس من جميع الأساقـفة والكهنة إلى تبني الموقـف القـديم في القـداس حيث يواجه الكاهـن المـذبحَ جـنبا إلى جـنب مع الجماعة ، بدلا من مواجهـته الشعـبَ .
هـل إلـتـزمـتَ بنهج الـﭘاﭘا فـرنسيس ، يا صاحـب الغـبطة البطرك لـويس ؟