يوسف تيلجي
المقدمة:
في مقال سابق لي حول عملية أرهابية وقعت في الولايات المتحدة الاميريكية يوم الاثنين 13 يونيو/حزيران2016، كتبت مقالا/ تزامن مع وقوع الحادثة، مقرونا بديباجة وكما يلي:
قراءة .. ل “عملية أورلاندو” والتخلخل الفكري لمسلمي الغرب (القراءة لا تنطبق على كل مسلمي الغرب بالضرورة، ولكنها بدأت تظهر صحة تأكيداتها أكثر فأكثر من خلال الأحداث والوقائع الأخيرة .. كاتب المقال)
وبعض الأصدقاء قال لي كنت “مبالغا” في طرح المقال، وأنا اليوم أقول لأصدقائي وقرائي، كنت “مقصرا”!.
النص:
أفادت وكالةRT في 14.7.2016-نقل بتصرف / ((أنه قتل 84 شخصا على الأقل وأصيب العشرات بينهم 18 في حالة حرجة عندما اقتحم شخص يقود شاحنة حشدا مساء الخميس 14 يوليو/تموز في مدينة نيس جنوب فرنسا، حسبما أفادت وزارة الداخلية الفرنسية. وقال كازنوف للصحفيين بعد ساعات على الهجوم الذي وقع بينما كان الناس يشاهدون ألعابا نارية احتفالا بالعيد الوطني لفرنسا”نحن في حالة حرب مع إرهابيين يريدون إيذائنا مهما كلف الأمر”.وأفادت تقارير إعلامية بأن المهاجم من سكان نيس ومن أصل تونسي… وقال الرئيس الفرنسي في خطاب متلفز إن “فرنسا تحت تهديد إرهاب الإسلاميين”، موضحا أن بلاده ستعزز وجودها العسكري في سوريا والعراق… من جهته قال مكتب عمدة مدينة نيس، كريستيان أرتروزي، إن شاحنة دهست حشدا من المحتفلين بالعيد الوطني الفرنسي (يوم الباستيل) في شارع بروميناد ديز أنغليه، مضيفا أن أشخاصا مجهولين خرجوا من الشاحنة بعد عملية الاقتحام وفتحوا النار على الناس… كما تم العثور على أسلحة وقنابل على متن الشاحنة التي قادها منفذ الهجوم..)) ..
وأنا أرى أنه لا زال السياسيين الغربيين، يغردون خارج السرب، حيث أنهم لا يسمون الوقائع والاحداث بأسمائها الحقيقة!! وكأنهم يخافون الحقيقة، لأن الساسة أصبحوا كالنعامة التي تخفي رأسها ظنا منها أنها تتخفى!، ساسة الغرب يقولون أننا في حرب مع الأرهاب، دون تسميته! فكيف لهم يحاربون “ذاتا ” مجهولة، دون تحديد أسمها وعنوانها وفكرها وهدفها ونشاطها ومكوناتها وأسباب وجودها!!
القراءة:
أولا– أرى أن فرنسا التي منحت البشرية مفكرين أمثال فولتير وديكارت وأندريه مالرو وسارتر وروجيه غارودي وغيرهم، أيصعب عليهم تحديد “أساس المشكلة”، هل أنتهى الفكر الفرنسي! أين أحفاد ساسة كديغول وشيراك وديستان!! ألم يستطيعوا أن يضعوا أيديهم على لب المشكلة!، ماذا تعمل المخابرات والشرطة و.. ! أتراقب فقط حركة السيارات وتغرم المخالفين! .
ثانيا– ألم تتعظ الحكومة الفرنسية من عمليات سابقة كعملية هجمات باريس (نوفمبر 2015): وهي سلسلة هجمات إرهابية منسقة شملت عمليات إطلاق نار جماعي وتفجيرات أنتحارية واحتجاز رهائن حدثت في مساء يوم 13 نوفمبر 2015 في العاصمة الفرنسية باريس، تحديداً في الدائرة العاشرة والحادية عشرة في مسرح باتاكلان وشارع بيشا وشارع أليبار وشارع دي شارون. حيث كان هناك ثلاثة تفجيرات انتحارية في محيط ملعب فرنسا في ضاحية باريس الشمالية وتحديداً في سان دوني، بالإضافة لتفجير انتحاري آخر وسلسلة من عمليات القتل الجماعي بالرصاص في أربعة مواقع، والهجوم على صحيفة شارلي إبدو: وهو هجوم وقع باقتحام ملثمين إثنين مقر الصحيفة الساخرة شارلي إبدو في باريس في 7 يناير 2015 بحدود الساعة 11 صباحًا بتوقيت وسط أوروبا. أدى هذا الهجوم إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة 11 آخرين، حيث دخل المسلحون المبنى وبدأوا إطلاق النار من أسلحة كلاشنكوف.. وغيرها الكثير من العمليات، ألم تلاحظ الحكومة وجود عوامل مشتركة تجمع بين كل العمليات! كفكر وأهداف وغايات ومنفذين ومستهدفين !!
ثالثا-المنفذين مواطنين فرنسيين/ عامة، أرهابين مسلمين، والضحايا مواطنين فرنسيين على الأغلب مسيحيين دون تمييز! وصفة القتل هو التوحش كما حدث مؤخرا في نيس “دهسا”،
رابعا– أرى هناك محرك رئيسي في القتل وهو “الأختلاف” في المعتقد والدين والتوجه والفكر! وهناك محرك “مشترك” يجمع بين القاتل والضحية وهو أن الأثنين مواطنيين فرنسيين!
خامسا– معظم المهاجرين المسلمين خاصة لم ولن يندمجوا فكريا ومجتمعيا ومعتقديا مع البلد المهاجرين اليه! وهذا الأمر الذي يجب أن ينتبه أليه المسؤولين عن هجرة المسلمين خاصة الى الغرب! وهذا الذي ستعانيه ألمانيا في المستقبل القريب مثلا!، عند قبولها عددا هائلا من المهاجرين جلهم من المسلمين!
كلمة:
علق بعض الدعاة الإسلاميين بأنهم يدينون هجوم نيس.. حيث قال شوقي علام مفتي مصر/وذلك حسب ما جاء بموقع بوابة الوفد الألكترونية، أن: “مرتكبو تلك الجرائم اتبعوا خطوات الشيطان.. “، وأنا أقول للمفتي، لا زلت أنت أكثر الأشخاص معرفة بالحقيقة ولكنك لا زلت لا تسمي الوقائع بأسمائها! وأسألك، أي خطوات أتبعها الأرهابيون المسلمين، أهي خطوات المسيح والأنجيل أم خطوات بوذا وتعاليمه في سبيل إنقاذ الروح البشرية ونشر والمبادئ الخلقية، أم هي خطوات الرسول محمد والقرأن!!.