بي. بي. سي.
قالت تركيا إن وصف البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية عمليات القتل الجماعي للأرمن التي وقعت في الحرب العالمية الأولى بأنها إبادة جماعية يظهر “عقلية الحروب الصليبية”.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي نورالدين جانيكلي إن تصريحات البابا “ليس لها صلة بالحقيقة”.
وتقول أرمينيا والعديد من المؤرخين إن مليونا ونصف المليون من الأرمن قتلوا على أيدي القوات العثمانية في عام 1915.
وتعترض تركيا على استخدام وصف “الإبادة”، وتقول إن مقتل الأرمن كان نتيجة حرب أهلية أثارتها الحرب العالمية الأولى وقتل فيها غيرهم، كما تشكك في عدد الضحايا.
وقد استمر الخلاف حول هذه القضية في توتر العلاقات بين تركيا وأرمينيا ودول أخرى مثل ألمانيا التي وصف برلمانها مؤخرا عمليات قتل الأرمن بـ”الإبادة الجماعية”.
وجاءت تصريحات البابا فرانسيس خلال زيارة إلى يريفان عاصمة أرمينيا.
وقال البابا في كلمته إن “هذه المأساة، وهذه الإبادة الجماعية، كانت للأسف بمثابة بداية لسلسلة حزينة من الكوارث الكبرى في القرن الماضي.”
لكن نائب رئيس الوزراء التركي نورالدين جانيكلي رد يوم السبت على تصريحات البابا بشدة، ووصفها بأنها “مؤسفة.”
وقال المسؤول التركي: “من الممكن أن نرى جميع البصمات أو الانعكاسات لعقلية الحروب الصليبية في أنشطة البابا”، في إشارة إلى الحملات الصليبية ضد المسلمين في العصور الوسطى.
وكان البابا فرانسيس استخدم أيضا نفس العبارة العام الماضي، مما دفع تركيا لاستدعاء سفيرها لدى الفاتيكان لمدة عشرة أشهر.
وأنهى البابا زيارته لأرمينيا اليوم الأحد بإقامة قداس في الهواء الطلق وجولة إلى حدود البلاد مع تركيا.
حرب كلامية
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في عام 2014 قدم لأول مرة التعازي لأحفاد الأرمن الذين فقدوا أرواحهم في الحرب العالمية الأولى.
لكن أكد في الوقت نفسه أنه من غير المقبول أن تحول أرمينيا القضية إلى “مسألة صراع سياسي”.
وتقول أرمينيا إن نحو 1.5 مليون شخص لقوا حتفهم بين عامي 1915 و1916 في الأيام الأخيرة من تفكك الإمبراطورية العثمانية. وقالت تركيا إن عدد القتلى كان أقل بكثير.
وكان العديد من الضحايا مدنيين جرى ترحيلهم بشكل جماعي لمناطق صحراوية قاحلة حيث توفوا من الجوع والعطش، ولقي الآلاف حتفهم في مجازر أيضا.
ومعظم المؤرخين للأحداث من غير الأتراك يعتبرونها إبادة جماعية، ومن بين الدول التي تتبنى رسميا هذا الوصف أيضا الأرجنتين وبلجيكا وكندا وفرنسا وإيطاليا وروسيا وأوروغواي.
وتؤكد تركيا أن العديد من الضحايا قتلوا في اشتباكات خلال الحرب العالمية الأولى، وأن ذوي الأصول التركية عانوا أيضا من الصراع.
– See more at: http://elaph.com/Web/News/2016/6/1095855.html#sthash.HTtygKY5.dpuf