المدى برس / ذي قار
أعلنت إدارة قضاء الجبايش، اليوم الاثنين، عن اتفاق مع مستثمر محلي لإقامة قرية سياحية في الاهوار بكلفة 3 مليارات دينار، وكشفت أن المستثمر أبدى استعداده للمباشرة بالمشروع حال استكمال الموافقات المطلوبة، وفيما عدت أن القرية ستكون منطلقاً لإنشاء قرى ومدن سياحية أخرى، أكدت أن المحافظة شهدت خلال الأشهر الماضية زيارة ألف سائح يومياً.
وقال قائممقام قضاء الجبايش بديع الخيون في حديث إلى (المدى برس)، إن “إدارة القضاء تمكنت من إقناع احد المستثمرين المحليين بإنشاء قرية سياحية في أهوار الجبايش، (90 كم شرق الناصرية)، على مساحة 20 دونماً على الضفة اليمنى لنهر الفرات وبكلفة أولية تقدر بنحو ثلاث مليارات دينار”، مبيناً أن “القرية من المقرر أن تضم أماكن للسكن ومنتجعات سياحية وألعاب مائية وبحيرة ومرسى للزوارق”.
وأضاف الخيون، أن “المستثمر أبدى استعداده للمباشرة بتنفيذ المشروع حال استكمال الدوائر المعنية للموافقات المطلوبة”، داعياً الدوائر الحكومية إلى “التعاون مع المستثمرين وتسهيل الإجراءات الإدارية”.
وأشار الخيون، إلى أن “القرية السياحية ستكون منطلقاً لإنشاء قرى ومدن سياحية أخرى تسهم بإنعاش الحركة السياحية”، كاشفاً أن “إدارة القضاء سبق وأن فاتحت عدداً من المستثمرين المحليين والأجانب حول الاستثمار في القطاع السياحي في مناطق الاهوار، كونها تمتلك المقومات المطلوبة للنهوض بالواقع السياحي وتحتاج إلى المرافق السياحية المطلوبة لتشجيع السياحة”.
وبيّن مدير القضاء، أن “المحافظة شهدت خلال العام الماضي والأشهر الستة الأخيرة، انتعاشاً في حركة السياحة، حيث بلغت أعداد السائحين المحليين والأجانب في المناسبات والأعياد نحو ألف سائح يومياً”، متوقعاً أن “تنتعش حركة السياحة في ذي قار بالمستقبل مع تزايد الاهتمام بمناطق الاهوار ومواقع الآثار المهمة ولاسيما مدينة أور وبيت النبي إبراهيم، الذي يحضى باهتمام الحجيج المسيحيين ودولة الفاتيكان”.
وكانت سكرتارية اتفاقية (رامسار)، أعلنت في (29 من أيلول 2015) موافقتها على انضمام الاهوار الوسطى وهور الحمار إلى اتفاقيتها، وعدتها مواقع أراض رطبة ذات أهمية دولية، لكونها أراض متنوعة الغنى وتحمل إرث الأهوار في بلاد ما بين النهرين في جنوب العراق والتي كانت تعرف بـ(جنة عدن) على مدى تاريخها الذي يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد حيث ظهرت أولى المجتمعات المتعلمة.
يذكر أن إدارة محافظة ذي قار تعمل مع وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ومنظمات مدنية عدة، على إعلان منطقة الأهوار الوسطى والأهوار الجنوبية ومواقع أور وأريدو وأوروك ضمن لائحة التراث العالمي عام 2016، خلال المؤتمر الذي سيعقد في مدينة اسطنبول التركية، منتصف تموز المقبل.
وتضم محافظة ذي قار، مركزها مدينة الناصرية، (375 كم جنوب العاصمة بغداد)، نحو 1200 موقع آثاري يعود معظمها إلى الحضارات السومرية والأكدية والبابلية والأخمينية والفرثية والساسانية والعصر الإسلامي، وهي من أغنى المدن العراقية بالمواقع الاثارية المهمة، إذ تضم بيت النبي إبراهيم (ع) وزقورة أور التاريخية، فضلاً عن المقبرة الملكية، وقصر شولكي ومعبد (دب لال ماخ) الذي يعد أقدم محكمة في التاريخ.