ميدل ايست أونلاين
بغداد ـ قال مصدر عسكري عراقي السبت إن تنظيم الدولة الإسلامية يحاصر 100 عسكريا في شمال مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار، غربي البلاد، في وقت اعلنت فيه السلطات العراقية ان المرحلة الثانية لاستعادة محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل بدأت فجر السبت.
وأوضح ضابط في الجيش العراقي برتبة رائد طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريح صحفي، أن “تنظيم داعش يحاصر قوة من الفوج الثاني التابع للواء مغاوير بقيادة عمليات الأنبار في منطقة زنكورة شمال مدينة الرمادي، بالقرب من جسر علي الحاتم”، لافتا إلى أن “تلك القوة قوامها 100 ضابط وجندي”.
وأضاف أن “تنظيم داعش يقصف القوات العراقية، التي يحاصرها بقذائف هاون، وسقطت إحدى تلك القذائف داخل المقر العسكري؛ وأسفر انفجارها عن إصابة آمر الفوج الثاني المقدم هيثم محمد بجروح (لم يوضح طبيعتها)”.
ويشن مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية هجمات على القوات العراقية في مناطق متفرقة من البلاد بعد خسارتهم الفلوجة، كبرى مدن الأنبار.
واستعادت القوات العراقية الجمعة المجمع الحكومي وسط الفلوجة، مع مواصلة القتال في أحياء سكنية بأطراف المدينة.
والسبت، قال قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي السبت إن “القوات الأمنية من جهاز مكافحة الإرهاب والرد السريع في الشرطة الاتحادية والجيش من خلفهم واصلوا صباح السبت تقدمهم في عمليات تحرير مناطق واحياء الفلوجة في الجزء الشمالي من المدينة”.
واضاف ان “شرطة الانبار تواصل تطهير المناطق المحررة جنوب الفلوجة ووسط المدينة وتفتيش المنازل بحثا عن جيوب لتنظيم داعش ربما تكون مختبئة فيها”.
وكان رئيس الوزراء اعلن تحرير مدينة الرمادي كبرى مدن الانبار في كانون الاول/ديسمبر الماضي، لكن القوات الامنية لم تبسط سيطرتها عليها الا في شباط/فبراير.
واوضح الساعدي وعدد من المسؤولين العسكريين انهم لم يواجهوا سوى مقاومة محدودة خلال التقدم نحو قلب مدينة الفلوجة منذ اربعة اسابيع.
واشارت مصادر امنية الى ان مقاتلي التنظيم بدأوا بالفرار من المدينة من خلال الاختباء بين المدنيين النازحين.
وقال الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية العراقية، إن قواته عثرت على ثلاثة سجون لتنظيم الدولة الإسلامية وسط الفلوجة.
أوضح جودت أن “قوات الشرطة الاتحادية وخلال عملية تفتيش وتطهير البيوت من الألغام، تمكنت من العثور على المحكمة الشرعية لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة حي نزال وسط الفلوجة”.
وأضاف جودت أن “المحكمة الشرعية كانت تحتوي على ثلاثة سجون خالية من جميع السجناء”، مرجحا أن “يكون التنظيم قام بإعدام المحتجزين جميعا، أو نقلهم إلى خارج الفلوجة قبل دخول القوات الأمنية العراقية إليها”.
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي مساء الجمعة استعادة الفلوجة من قبضة الدولة الإسلامية بعد أقل من شهر على انطلاق العملية العسكرية، التي بدأت في 23 مايو/أيار الماضي لكنه قال إن هناك “بعض البؤر لا تزال تحتاج إلى تطهير”.
وفي شمال العراق، تسببت العواصف الترابية وسوء الأحوال الجوية في إبطاء تقدم القوات العراقية المشاركة في عملية محور شمال صلاح الدين (التي بدأت السبت)، والتي تهدف إلى استعادة مناطق شمال محافظة صلاح الدين وجنوب محافظة نينوى (شمال) من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية بمشاركة الحشد العشائري (قوات سنية)، وجهاز مكافحة الإرهاب (التابع لوزارة الدفاع)، وقيادة عمليات صلاح الدين ونينوى، التابعة للجيش العراقي.
وقال قائد “جهاز مكافحة الإرهاب” في العراق، عبدالغني الأسدي إن “القوات تتقدم بشكل بطيء في محور شمال صلاح الدين بفعل الظروف الجوية، وحتى الآن (19:30 تغ) لم تتحرر قرية المسحك غرب مدينة بيجي (بمحافظة صلاح الدين/شمال)”.
وأضاف الأسدي أن “الهدف من عملية شمال صلاح الدين هو الوصول إلى ناحية القيارة في محافظة نينوى، حيث سيتم تجميع كل القوات في قضاء مخمور (في نينوي)، والتي ستتقدم لاحقا باتجاه القيارة (الغنية بالنفط)”.
وفي وقت سابق السبت، اعلنت السلطات العراقية ان المرحلة الثانية لاستعادة محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل بدأت فجر السبت.
وقال وزير الدفاع عبدالقادر العبيدي “بدأنا عند الساعة الخامسة (2:00 ت غ) من فجر اليوم (السبت) المرحلة الثانية لتحرير نينوى”.
واضاف ان “العملية تهدف الى تحرير القياره وجعلها مرتكزا نحو الموصل”.
وتضم القيارة الواقعة على بعد 60 كلم جنوب الموصل مطارا عسكريا مهما تسعى القوات الامنية الى السيطرة عليه لاستخدامه مرتكزا لعمليات استعادة الموصل.
وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان ان “جحافل قواتكم المسلحة (…) باشرت الآن (…) التقدم في هذه الساعات باتجاه شمال صلاح الدين وجنوب الموصل”.
واوضح البيان ان العملية يشنها “جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة وقطعات قيادة عمليات صلاح الدين وقطعات قيادة عمليات تحرير نينوى والحشد العشائري وكتائب الهندسة العسكرية بمشاركة القوة الجوية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي”.
وقالت خلية الاعلام الحربي ان القوات المتقدمة تمكنت من تفجير سيارتين مفخختين كانتا معدتين لعرقلة التقدم في قرية عكاب الواقعة شمال بيجي.
من جهته، قال محافظ صلاح الدين احمد عبدالله عبد ان العملية تهدف كذلك الى تحرير الشرقاط (300 كلم شمال بغداد) اخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في محافظة صلاح الدين.
وفي بغداد، قُتل 11 أشخاص بينهم 4 من نازحي الفلوجة، في إطلاق نار وتفجيرات بمناطق متفرقة من العاصمة العراقية، وفق ما أفاد به ضابط من شرطة العاصمة.
وقال الرائد نوفل الزاملي إن قوات الشرطة عثرت على أربع جثث لنازحين من الفلوجة، في منطقة سبع البور، شمالي بغداد.
وأوضح أن جميع الضحايا من أسرة واحدة، وبدت على جثثهم آثار إطلاق النار.
وفي حادث ثان، قال الزاملي إن عبوة ناسفة تم تفجيرها على مقربة من سوق شعبي في قضاء أبو غريب، غربي بغداد؛ ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 12 آخرين بجروح (لم يحدد مدى خطورتها).
كما قُتل شخصان آخران في تفجير عبوة ناسفة أمام متاجر بمنطقة الوشاش، غربي بغداد، فيما تم تفجير عبوة ناسفة أخرى في منطقة النهروان، جنوب شرقي العاصمة؛ مما أدى إلى مقتل شخصين، وإصابة 7 آخرين بجروح (لم يحدد مدى خطورتها)، حسب المصدر ذاته.
ولا تعلن في العادة جهات محددة تبنيها هذه الهجمات والتفجيرات، لكن السلطات تلقي المسؤولية عنها على تنظيم الدولة الإسلامية.