هيمن عبد الله
ان الطرح الذي اعلن عنه الدكتور نجم الدين كريم محافظ كركوك، بخصوص مسألة اقلمة كركوك، أدت الى ظهور ردود أفعال مختلفة، فمنذ أكثر من 50 عاما، والكورد (السياسي والثقافي والمتعلم وحتى غير المتعلم) يفكر بقلبه قبل عقله وقبل القيام بأية خطوة يريدون تحقيقها، ولكن حان الوقت لكي يصحوا من هذا النوم العميق.
لقد كان اهالي كركوك في خمسينيات وستينيات وحتى في سبعينيات القرن الماضي، يعرفون جيدا بأن محافظة كركوك هي لجميع سكانها سواء من الكورد أو التركمان او العرب، وهذا أمر واقع ولا احد يستطيع تغييره.
ولهذا على الإنسان العاقل ان يتعامل مع الواقع وليس ان يتعامل مع الخيال الذي نريده ان يكون واقعا، ومحافظة كركوك تعاملت مع هذا الواقع وعلى هذا الاساس.
وفي نفس الوقت لا يستطيع اي شخص ان يخفي حقيقة بأن ثورة كوردستان في السبعينيات قد فشلت بسبب كركوك، والدكتور نجم الدين مع انه كان في الولايات المتحدة الاميركية إلا انه يعرف جيدا كم المحاولات التي قام بها مصطفى البارزاني في محاولة ارجاع كركوك الى احضان كوردستان، فلم يرضى ابدا بأن تكون كركوك منطلقا لبدء الصراعات والاشتباكات.
ان من يعارضون مسألة اقلمة كركوك يقولون بأن هذه الخطوة هي لإبعاد كركوك عن اربيل، ولكنني اتسأل.. لماذا ينظرون أمامهم فقط، وينسون البعيد، لماذا لا نفكر بأن كركوك ان اصبحت اقليما مستقلا فأنها سوف تكون مستقلة عن خطط الحكومة الاتحادية في بغداد، وسيكون بإستطاعة سكنة كركوك بأن يكونوا هم أصحاب القرار وبما قد يخدم مصالحهم داخل محافظتهم.
ان على جميع الكورد ان يعملوا معا لإبعاد كركوك عن حكومة بغداد، ولتقريبها من اربيل يجب التفكير في الواقع الجديد
لكركوك والتوافق معه. بأن يفكر التركمان والعرب بأن قربهم من اربيل سيكون في مصلحتهم أكثر من قربهم من الحكومة الاتحادية لبغداد.
لقد قدمت العديد من الحلقات في برنامج (به هيمني) عن محافظة كركوك وعن اهالي كركوك، ولن انسى ابدا ما تحدث به احد الضيوف الذي كان ضيفا في البرنامج وكان من المكون العربي، فقال “عندما ارى شخصا يلبس العكال جالسا في برلمان كوردستان، عندئذ سأدعوا الجميع الى الوحدة بين كركوك واربيل”.
ولكن لنسأل أنفسنا.. ما الذي قمنا به خلال السنوات الماضية مقابل العرب والتركمان، لكي يحسوا بأنهم ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية في اقليم كوردستان وان لديهم نفس الفرص التي يتمتع بها اي مواطن كوردي، يعني اذا لم احس يوما بأنني من اصحاب البيت، فكيف تطلب مني ان نتشارك وان نعيش معا.
ولدي اضافة اخرى اود ان اقولها للذين ليسوا مع فكرة اقلمة كركوك، فالجميع يعرف بأن الحديث الآن يدور حول اعلان الدولة الكوردية، فإذا كنتم تريدون رأيي، فأنا أعتقد بأن اقليم كوردستان سوف يقسم الى 3 اجزاء، الاقليم الاصفر، والاقليم الاخضر والنيلي، وأقليم كركوك، ولهذا السبب اتخيل دائما بأن تكون الدولة الكوردية الفدرالية جامعة الأقاليم الثلاث.
رووداو