الكاتب: حمورابي الحفيد
تنكرت كل الحكومات العربية والاسلامية لابوة داعش بدون ذرة من الخجل وكأن داعش وليد من العدم.
تكررهذا التنكر على كل منابرها الاعلامية وعلى لسان كل مسؤوليها وحتى تطوعت ظلما على محاربته، ومن كثرة تكرارها ان داعش هي الفئة الضالة والخارجة عن الاسلام ومتطرفين وشباب طائش وانه ليس من الاسلام بشيء وان الاسلام بريء من جرائمه وهو دين سلام وان الارهاب لا دين له الى اخر القائمة من الاكاذيب التي تظاهرت بتصديقها كذبا.
لانها اي تلك الحكومات على يقين تام انها تكذب في تبرئة نفسها وان والوليد ليس لقيطا بل هو ابنها الشرعي الذي تربى على تعاليمها خلال 14 قرنا ونيف.
اما سبب هذا الانكار ومبرره هو علمهم انهم في الموقف الضعيف في ميزان القوى في عالم اليوم وانهم الطرف الخاسر في حالة التحدي والمواجهة.
لكن لو كان الحال عكس ما هو عليه اليوم لكانت تلك الحكومات تمطر اغلى البركات على شباب داعش واصفة اياهم طليعة جند الاسلام وحملة رايته ليصبح كل الدين للله.
وانهم جند الله المنصورين بقوته على الاعداء الكفرة من اليهود والنصارى والبوذيين والملحدين وكل حي على الارض، ولرددت كل المنابر الاسلامية سيروا على بركة الله ورعايته وانه لناصركم، وان ينصركم فلا غالب لكم.
انشروا الرعبة في صفوف اعداء الله ورسوله الكريم ولتجري الدماء انهارا الى اخره من النعم على المجاهدين المسلمين وكل اللعنات على اعدائهم من الكفار في جهات الدنيا الاربعة.
لكن من هو داعش ومن ارضعه وما الذي ارضع من حليب ومن كانت مرضعته؟؟؟؟؟؟
ايها السادة ان داعش هم الشباب الذين تربوا على تعاليم ذويهم وتتطبعوا ببيئتهم الاجتماعية وتتلمذوا على مناهجكم المدرسية وتخرجوا منها، وتغذوا من مواعظ علماء الاسلام وخطب شيوخه وأئمته ورددوا اللعنات على الدنيا كلها خمس مرات كل يوم في صلواتهم، وخرجوا الى تطبيق ما تربوا عليه وما تلقوه من معارف في معاهدكم فالذي يفعلونه ليس الا تطبيقا عمليا وترجمة حية على ما لقنوا به من انه شرع الله وفرض عين ومكملا ايمانهم ارضاء لربهم؟
ما الذي تفعله داعش خلافا لما فعله الاسلام منذ ولادته الى اليوم.
اذكروا لنا فعلا واحدا صدر من داعش مخالفا لاحكام كتاب الله العزيزالذي تامرون بحفظه.
اذكروا لنا عملا واحدا عملته داعش ليس تشبها بما فعله الرسول الكريم وسيرا على سيرته العطرة ومتوافقا وعملا وفقا لاحاديثه الشريفة.
اذكروا لنا عملا واحدا ارتكبته داعش لم يكن اقتداءا بالسلف الصالح وسيرا على خطاهم.
اذكروا لنا عملا واحدا ارتكبته داعش خارجا عن السياق التاريخي للاسلام.
اذكروا لنا عملا واحدا ارتكبته داعش كان مخالفا للتربية البيتية والمجتمعية وتوجيه اولياء الامر.
هاتو مثالا واحدا في سلوكيات وممارسات داعش ليس مستوحا من التعليم المدرسي، والخطاب الديني في المسجد والجامع من ادعية الهم يتم ورمل ..الخ.
هاتو مثالا واحدا خارجا عن التوجيه الرسمي والحكومي في سلوك داعش، او يتعارض مع القوانين المستمدة من الشريعة الاسلامية، او لا يتفق مع التوجيه والارشاد والاعلام، ومنهجية تجسد نمط وطبيعة الحياة البدوية، والثقافة الاجتماعية السائدة والمفروضة من الدولة.
اذكروا لنا عملا واحدا تفعله داعش لا يمارس في المملكة العربية السعودية وبقية الدول الاسلامية دون استثناء واحدة منها، وعبر التاريخ الاسلامي كله.
انكم من استغليتم وتستغلون الحرمان الذي انتم صانعيه لهم في الحياة وتخدرونهم عقليا بالمتعة التي تنتظرهم في المباغي ودور الدعارة الربانية وبقدرات ذكورية لا تقبل الانثناء، والتي لا وجود لها الا في خيالكم المريض وعقولكم المتعفنة، وعضويا بتزويدهم باقوى انواع المخدرات كي يكونوا في حالة فقدان الوعي عند تفجير كياناتهم العفنة بين الناس لكي لا تخونهم الشجاعة، او يفجرون من بعيد.
فاذا داعش لم ياتي من العدم وهؤلاء الشباب هم ضحايا اجرمتم بحقهم وبحق ضحاياهم.صنعتم منهم مجرمين معبأين بكل مشاعر تجميل وتحبيب الاجرام الى نفوسهم، واعتباره فروسية ومرجلة، وتريدونهم ان لا يخرجوا الى الحياة وفقا للقولبة التي تشكلوا عليها حسب مقاسات صنعتموها لهم انتم ورميتموهم في سوح الاجرام.
فعندما انكشفت حقيقتكم امام العالم احرجتكم بشاعة ثمار مدرستكم وتعاليمها، وتنكرتم لهم واعتبرتموهم اطفالا غير شرعيين لكم ظلما.
علما ان كل التحاليل المنطقية منها والمختبرية تثب بما لا يقبل الشك ان DNA خلاياهم هي تتطابق كليا دون ذرة مخالفة لما انتم عليه، فالمسؤول عما يفعلونه هو انتم اولا ثم شيوخكم ودعاتكم وكتبكم واهلهم.
ان من تلقبونهم ظلما بالعلماء وصلواتكم المفخخة باللعنات والدعاء لموت الجميع. ثم كتبكم التي تامرهم بما يفعلون ثم ذويهم الذين ربوهم وفقا لتعاليم المدرسة التي وفرتموها لهم في طفولتهم وشبابهم جيلا بعد جيل، وهم يكررون انفسهم وسلوكياتهم بمنتهى الامانة والصدق مع الذات.
والا ما الذي دفع بشاب من اصول بدوية اسعفه الحظ ان يعيش عيشا رغيدا وحرية لا حدود لها في بروكسل وباريس وبرلين ولندن وستكهولم وكل امريكا واستراليا وغيرها من بلاد الكفار ان يفجر نفسه على اولياء نعمته ومصدر رفاهيته والذين احسنوا اليه وعلى اهله من قبله.
ان يترك كل هذا ويختار ان يفجر نفسه في ازقة مدينة الصدر او حلب او الفلوجة او حمص او بغداد او دمشق او غيرها من سوح الوغى ان لم تكن كل ملكاته العقلية قد تشمعت بفضل التربية البيتية والدينية والتعليمية التي وفرتموها له كأرث مقدس يجب نقلها من جيل الى اخر.
اما ان كان من شباب ابناء البلد المضيف ممن يغرر بهم من نزلاء السجون وذوي السجل الاجرامي الذين يصور لهم الشيوخ ان ما ادينوا بسببه وفقا لقوانين الكفار ليس من العدل بشيء، ففي شريعة دين الله ما قمتم به هو جهاد في سبيله وفضائل تنالون عليها ثوابا سخيا في الاخرة.
هذه هي اساليب الدعات والشيوخ الذين بعثتهم دول الخليج كمرشدين روحيين للايقاع باعداد من الشباب المنحرف في فخاخهم في بلاد الكفار.
وعند افتضاح امركم تنكرتم لهم وكررتم اكاذيبكم ببرائتكم وعقيدتكم من اعمالهم حتى صدقتم اكاذيبكم، من ان هذا ليس هو الاسلام الى غير ذلك من الهذيان والدجل الذي هو بضاعتكم المميزة في ميادين الكذب والنفاق، ممنين انفسكم وحالمين بان العالم هو الاخر قد صدق اكاذيبكم وهذيانكم..
لا ايها السادة اللعبة مكشوفة، انتم الان عرات امام العالم وفي شتاء قارس، سوف لن يرحم، لانكم بتوحشكم وعدم خجلكم من بضاعتكم التي سوقتموها الى العالم قضيتم على اخر جرعة من الصبر والتحمل لدى البشرية.
اصبح العالم على علم تام بما تحمله دواخلكم الفكرية والغريزية من ميول ونزوع فطري نحو الاجرام والعداء والكراهية لكل انواع الحياة وكل خير وجمال على الارض.
ان العالم على ادراك تام بادق الهواجس الشريرة في دواخلكم، لكنه اختار ان يجعلكم تتصورون بانكم اقنعتموه بصدق برائتكم من ابوة داعش لكي يكلفكم بابادتها بانفسكم وباموالكم وبجندكم.
لقد غدرتم بحياة ومستقبل اجيال من المبتلين بثقافة الصحراء في العالم كله.
فلو كنتم تحملون ذرة من الشرف لخرجتم على الملاء وبملء حناجركم وعلى المآذن وشاشات التلفاز والمذياع واعلنتم مسؤليتكم لانحراف اولئك التعساء وقدمتم لهم اعتذاركم على ما اصابهم بسبب توجيهاتكم وتعليمكم ونمط الحياة الذي فرضتموه عليهم كموتى في الدنيا ونكاحين وهميين في الاخرة.
كان حري بكم الاعتراف ان التعاليم التي تقدسونها لا يمكن ان تثمر غير ما يعيشه العالم اليوم من ويلات وكوارث بسببها فلما المكابرة!!!؟؟؟
لقد اعطي لها من الزمن قرونا لتثبت صلاحيتها للحياة لكن لم تظهر اشارة واحدة من تطبيقاتها العملية جغرافيا وزمنيا غير توزيع الفاقة والجهل والمرض مكللة في النهاية بنعمة الموت تحت ظلالها الجرداء اينما حلت، ولمن حولها ولمعتقديها من الضحايا البشرية المتبهيمة بنموذجها البدوي، وتاكد بالتجربة الحية ان البذرة السامة لن تعطي الا ثمارا اكثر تسمما.
كان عليكم ان تعتذروا للبشرية كلها على الالام والعذابات التي سببتموها وتسببونها لها الى اللحظة، وستبقون كذلك ان لم يبادر العالم على انقاذكم والعالم من هذا الوباء القاتل لكل انواع الحياة.. اتقدم باحر التعازي للبشرية بسبب وجودكم بينها متشحا بعميق الحزن عليكم بسبب عدائكم لانفسكم اولا، وللحرية والفن والجمال والعقل والحياة والانسان ثانيا… اترككم راجيا لكم الامان والسلام .. والى اللقاء.