ثـامــر صــبّــاغ
وأقترب عيد الفصح عند اليهود، فصعد يسوع الى اورشليم . ورأى في الهيكل باعة البقر والغنم والحمام ، والصيارفة جالسين الى مناضدهم، فجَــدَلَ سوطــاً من حِـبـالٍ وطردَهُـم كلــهـم من الهيكل مع الغنم والبقرِ، وبعثرَ نقود الصيارفة وقلب مناضدهم، وقالَ لباعة الحمام (ارفعوا هذا من هنا، ولا تجعلوا من بيت أبي بيتاً للتجارةِ) فتذكّر تلاميذه هذه الآية (الغيرةُ على بيتِــكَ يا اللـه ستأكلني)
في هذه الآية المقدسة (وأنا لستُ المختص بالتفسير لآيات الكتاب المقدس) ينتظر الكثيرون أن يجلس ولغاية يومنا هذا بعض من التجار او باعة الحمام امام باب الكنيسة ليبيعوا ويتاجرو وليعملو من هذا الهيكل مزاراً عندها سيتذكر الجميع هذه الآية الكريمة، وإن تذكر فانه يبقى واقفاً متفرجاً مكتوف اليدين لربما منتظرا أن يأتي يسوع ليضرب هؤلاء بالسوط من جديد.
“حملة تنظيف للكنيسة لنرجع هيبتها واحترامها… سأكون طيباً إلى أخر حد لكن أيضاً سأكون حازماً، ولن أقبل ولا اترك أي نهاية سائبة في الكنيسة“.
كلمات وعد بها سيادة البطريرك لويس ساكو من تنظيفٍ لكنيستنا الكنيسة الكلدانية بكل ما هي عليه من إساءة في السمعة ونتيجة لسوء تصرفات أكثر السادة الكهنة أينما وُجِدو جعلني في الموقف الذي أسأل فيه نفسي وكل يوم تُرى ماذا يشمل التنظيف من وجهة نظر سيادة البطريرك ؟
قبل كل شيء كلمة ( التنظيف ) هذه لها عمق وبُعد أكبر مما يتصوره أي شخص ولعلها خرجت من فمي عدة مرات وعبّرتُ عنها في كتاباتي وأخص الذكر من خلال رسائلي الألكترونية التي كنت أخاطب بها أحد السادة المطارنة والذي كان قد وعدني هو أيضاً بإتخاذ اللازم تجاه هذا الموضوع ( نقل الكاهن من هذه الكنيسة إلى مكانٍ آخر مقابل السكوت عن هذا الأمر) ، والذي كان يتقبلها مني بكل إحترام ولعل المواطن العادي لن يتقبلها مني كما لو أنها خرجت من فم سيادة البطريرك.
سيادة البطريرك كنت قد وضعتُ بين يديكَ الكريمتين موضوعاً مهماً يخص كنيستنا الكلدانية في مدينة ميونخ ( منشن ـ المانيا ) رغم محاولة الكاهن إرغامي وبأستعمال بعض الجهات الحكومية في ألمانيا على تغيير أقوالي أمامكم ناهيكم عن التهديد التي جائتني من أحد الكهنة بقوله أن لكل كاهن كلداني في أوربا ستة محاميين في ظهرهِ كمحاولة لغلق فمي والمونسنيور في أوربا قالها بالحرف الواحد ( أضــيـّــعك ) عدا السباب الذي وجهه لي ، وذلك بعدَ أن أصبحَ الأمر بين يدي سيادة البطريرك السابق قبل أكثر من عام ونصف والذي كان جوابه مشابهاً لجوابكم ألا وهو ( الموضوع تحت قيد الدراسة ) ، ولا أعرف حقيقة الدراسة في مثل هذه المواضيع المهمة والتي تقلل من شأن كنيستنا وتطعن في أجمل رسالة سماوية رسالة السيد المسيح كم ستأخذ من الوقت للوصول إلى الغاية سيما وإن من يحملها يتكلم بأسم السيد المسيح ولكنه يعمل بأعمال الـ ( ــــــــ ) ،ناهيك عن أن هذا الموضوع وبأعتراف من الكاهن نفسه لا يُخفى عليكم وعلى بعض من السادة المطارنة أحدهم أرسل لي رسالة ألكترونية ( أيميل ) يصف خلالها إعتراف الكاهن بفعلتهِ وبخطأهِ بحقي شخصياً .
الآية أعلاه هي مثل لكنائسنا بصورة عامة ومثل للكثير ممن يقوم برعايتها ، كاهن كان أم بدرجةٍ أعلى أم أدنــى ، والمثل الذي ضُربَ قبل أكثر من 2000 عام صار اليوم بطريقةٍ اخرى وهي الأبــشـع ولكن ليس هنالك من يدرك وإن أدرك أحدهم فأنه يسدل الستار ليغطي عينيه وكأنه لايرى ، فحكاية الكاهن راعي الكنيسة الكلدانية في ميونخ ، حكاية أصبحت في كل منزل من منازل أبناء شعبنا منهم من يخون ضميره فيتناسى الأمر لأن مصالحه وكما هو معروف فوق كل شيء ومنهم من تخونه شجاعته ليواجه الأمر ومنهم من يقول ليس لنا الحق بالتدخل في امور الكاهن الشخصية وهذه جملة قالها لي أحدهم عندها عرفتُ مستواه عندما قال ( إذا رأيت كاهناً يلعب القمار في صالات الألعاب ، او يسهر في أماكن الدعارة ليلاً أو يكون مع أحداهن في وضعٍ غريب فليس لك الحق بأن تتفوه بكلمة ضده ) إحترامي لهذا الشخص ولكن طبعا بطريقتي الخاصة .
الهدم يعني إعادة البناء وبالطريقة الأفضل ، الأمر الذي استغرب فيه عندما يقول ، إذا كان الأصلاح يقتضي برحيل هذا الكاهن الذي أصبح ملطخاً بالفضيحة فهل أنه الحل وهل سننتظر أن يأتي من هو بأفضل منه ؟
من خلال هذا السؤال يؤلمني أمران ، أولهما أن الشعب تعـوّد أن يعيش حالة اليأس وأن يكون أتكالي لاغير والأتكال يكون أما على اللـه ( ولا أعتراض على ذلك ) وأما أن يكون الأتكال على القــدر الذي يكون سبباً لنا في التغيير ، الأمر الثاني الذي يؤلم فعلاً إن الشعب المسيحي الكلداني وبشكل خاص أصبح في حالة من اليأس تلك الحالة التي وصل بهم الأمر أنهم أصبحوا على يقين بأنه لايوجد راعٍ نجد فيه صفات التلميذ الحقيقي للسيد المسيح والذي يسير وبحسب تعاليم الكتاب المقدس ، ولعل مقالتي التي نشرت بتاريخ 10.07.2011 والتي حملت عنوان ( الربيع العربي يا ,,, الريّس ) والتي نُشِرت في منتدى باطنايا الموقر ( الرابط أدناه ) لم تكن حافزاً كافياً للتغيير الجوهري والظاهري ، لا بل أن ما يُدهش أن هؤلاء انفسهم الذين يعيشون حالة اليأس من أيجاد الأفضل صارو يتعاملون مع الكاهن وكأنه الخالق فأصبحوا يعبدونه عبادة عمياء منتظرين منه أن يكون الوسيلة التي يصلون من خلالها الى الخلاص ، وأنا أقول ليخلص هذا وذاك منهم نفســه أولاً.
عودة الى حالة كنيستي في ميونخ تلك الكنيسة التي لانملكها نحن وليس لنا فيها غير طلب ترخيص للسماح لنا بالحضور وإداء مراسيم القداس فيها ، وإذا ما غضب علينا أحد المسؤولين الألــمــان يكون ملزماً على الراعي والشعب أن يجدوا لهم مكاناً آخر يؤدون فيه طقوسهم وعلى ما أعتقد أننا الشعب المسيحي الكلداني الوحيد في العالم الذي يعيش هذه الحالة ، وعلى الرغم من ذلك فأن حالة التغطرس والعنجهية يشهدها الكثيرون من ابناء الشعب ممن صاروا يقودون الكنيسة في هذه المدينة أبتداءً من الراعي وأمتدادا بسكرتيره الخاص ووصولاً الى بقية الخدم والحشم والآخرون المتواطئون ، ولعلي مراراً ذكرتُ هذا وذاك بأن سيادة الكاهن هو ضيف لا أكثر ستأتي ريح قوية تأخذه الى مكان آخر كما أخذت غيره وبحسب علاقاته مع أسياده الذين ما ترددوا بالاتصال به بعد سماعهم بفضيحته تلك مستغلين نقطة ضعفه بعد أعترافهِ أمامهم بذلك وهذا الذي يزيد الطين بــلــة.
بِــقَـــلَـــمــي / ثــامــر صــبّــاغ
الخميس 04 أبريل 2013
-
تم نشر هذه المقالة في موقع (انا كلدايا) بعد اخذ الموافقة من صاحب القلم الجريء وكادر الموقع ينحني امام قلمه الشجاع
http://iraqiaramichouse.yoo7.com/t63942-topic
أخي ثامر العـزيز
مقالك هـذا يستـحـق تعـقـيـباً ، لـذا سأكـتـبه مقالاً بعـنـوان
تعـقـيـب عـلى مقال الأخ ثامر صبّاغ ــ سيادة البطريرك ، التـنظيف ماذا يشمل ؟
فإنـتـظرني
[…] https://kaldaya.me/2017/04/10/5969#comment-416 […]
اعتقد بان الكنيسة الكلدانية تعني أزمة اخلاق وفساد مستشري والكاهن النزيه بحارب اما ان يسقط مثل البقية ويصبح كلنا في الهوي سوي او يطرد ويحارب وأصبح هذا الامر معروفا من قبل كل الشعب لذلك والكل يدري ويسكت ويجامل حسب المصلحة والكهنة أصبحوا فراعنة والويل لمن يقف أمامهم لذلك فمستقبل الكنيسة الكلدانية سينتهي في الأجيال القادمة ان لم يحدث تغيير جذري وعاجل