News Arabic

البطريرك لويس ساكو يكتب إن لغته الأم هي العربية ويتبجح بنجاحه في تعريب الكلدان ولغتهم وطقسهم وتراثهم ويكيل المديح لنفسة ويدعي إنه ملتزم برفاهية المسيحيين العراقيين ووحدتهم ومن ثم يضع ذلك كله على لسان الفاتيكان

منقول من صفحة دكتور الشماس ليون برخو

هالني ما قرأته من تعاليق على صفحات وسائل التواصل نقلا عن منشور أورده البطريرك ساكو من على موقعه. وهو كعادته ينشر على هواه دون تحقق او تمحيص ودون أي إعتبار أن هناك من القراء من يتكىء على عقله وليس عواطفه للحكم على النص.

هالني الأمر لأن بعض المواقع نقلت السيرة الذاتية للبطريرك ساكو المنشورة على صفحة هيئة الكرادلة في الفاتيكان وكأن الفاتيكان ذاته هو الذي كتبها.

ولكن الذنب ليس ذنبهم. الذنب يقترفه البطريرك ساكو لأنه يغشّ القراء ويكذب عليهم من خلال تقديم سيرته الذاتية التي كتبها هو بنفسه في صفحة الكرادلة في الفاتيكان كونه عضو هيئة الكرادلة.

فكما أن أعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات ينشرون سيرتهم الذاتية التي يكتبونها عن أنفسهم في مواقع جامعاتهم كذلك أعضاء هيئة أي مؤسسة أخرى مثل مؤسسة الكرادلة في الفاتيكان، حيث صاحب السيرة الذاتية هو المسؤول الأول والمباشر عن المحتوى والنص وفي إمكانه سحبه أو تعديله أو الإضافة متى ما شاء.

حقا هالني الأمر لأن أغلب التعاليق كانت سلبية جدا ونابية وبعضها يمس الفاتيكان ذاته بينما الفاتيكان بريء براءة الذئب من دم يوسف من السيرة الذاتية التي كتبها البطريرك ساكو عن نفسه وقدمها للفاتيكان للنشر ومن ثم يعيد نشرها وكأن الفاتيكان كتبها، وهذا كما قلت نموذج صارخ لما يمكن أن يكون عليه التحايل والغش والخداع والكذب والنصب والاحتيال.

إنبرى الكثير من المعلقين وهم يرمون بسهامهم صوب الفاتيكان والفاتيكان لا ناقة أو جمل له بها. كل مؤسسة عريقة مثل الجامعات تنشر السيرة الذاتية للمنتمين إليها. والسيرة الذاتية يكتبها صاحبها وتنشرها المؤسسة بموافقته كما هي لكون الشخص عضو في هيئتها ربما ببعض التحرير لتحسين اللغة.

يكتب البطريرك ساكو قائلا إنه ملتزم “بدوره لرفاهية المسيحيين العراقيين” وينسب لنفسه ملكات لغوية هائلة مثل تمكنه من اللغة الإنكليزية وأتحداه أن يكتب فقرة قصيرة سليمة بهذه اللغة.

ولكن الأنكى والأخطر إنه يقول إن “لغته الأم (هي) العربية والكلدانية.” متى كانت لغتك الأم العربية يا غبطة البطريرك؟ ألم يكون مولدك كما نحن في قرية كلدانية عن أبوين كلدانيين لا ينطقان غير الكلدانية؟ ألم نكن سوية في الدير أنا وأنت إلى بلوغنا سن الخامس عشرة وكل شيء في الدير كان بالكلدانية؛ فمتى أصبحت العربية لغتك الأم التي اليوم تفضلها درجات على لغتك الأم الكلدانية لا بل تستهين بالأخيرة وتقدم عليها الأولى.

وثم يكيل البطريرك المديح على حملته لتعريب الكلدان وتراثهم وطقسهم وفنونهم وتراثهم وآدابهم وشعرهم التي يقوم بها بلا هوادة ويشيد بها جزافا ويأتي بأسباب أقل ما أقول إنها لا يمكن أن تأتي إلا من عقل مشوش لا يكن حبة خردل من الغيرة والمحبة لشعبه وكنيسته وأصله، وإلا كيف يجوز لصاحب شأن في أي شعب أن يتنكر للغة وطقس وآداب وفنون شعبه وكنيسته بهذا الشكل الصلف.

هذا أمر صلف لأن يؤكد ويكرر أن تعريب الكنيسة عمل جيد ونجاح باهر بالنسبة إليه وهو في منشوره على صفحة الكرادلة يدعو ويؤكد على “استخدام اللغة العربية في طقوس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية،” ومن ثم يشدد “أن هذا ليس خيانة”.

التعريب الذي تقوم به ياغبطة البطريرك خيانة عظمى للشعب والتراث واللغة لا بل إنه جريمة إبادة ثقافية، لانك لا تعرب وحسب بل تنتحل وتزور وتشوه التراث والأدلة قاطعة على ذلك.

ويتكئ في هذا على مقررات المجمع الفاتيكاني الثاني وهذا محض كذب وأفتراء لأن المجمع يخص الكنائس المشرقية الكاثوليكية ومنها الكلدانية بمقررات خاصة يؤكد فيها على قدسية المحافظة على التراث الكنسي المشرقي وعدم إستبداله ويستوجب ممارسته وتعليمه على أوسع نطاق كما أتانا من ابائنا الأجلاء والمحافظة عليه.

ويضع شعاراته “الوحدة الأصالة التجدد” في رأس سيرته الذاتية لأن المنشور لا يعد كونه منشورا بطريركيا رسميا. وهذه شعاراته التي نسفها بنفسه حيث لا أصالة بقيت في مؤسسته الكنسية التي يعربها عن بكرة أبيها فارضا نصوصا هزيلة منتحلة مزوة ركيكة دخيلة عليها بدل الأصيل.

الأصالة والتجدد ينبعان من الأصيل من الموروث وحسب.

أما “الوحدة” فهذا الشعار أصبح مهزلة لدى البطريرك ساكو لأن مؤسسته الكنسية الكلدانية قد تشرذمت وكل يعمل على ليلاه فيها؛ الذي يفشل في توحيد وجمع مؤسسته الكنسية كيف يدعي سعيه لوحدة المسيحيين.

وعن أي “وحدة” مسيحية تتحدت لا بل على من تقرأ مزاميرك يا غبطة البطريرك وأنت قبل يومين أو ثلاثة كتبت منشورا إستفزازيا غير مبرر ودون سابق إنذار على الإطلاق يفتقر الى أخلاق الكتابة والكياسة والحس الإنساني السليم وغبطتك تهاجم إجتماعا للطوائف المسيحية في العراق التي لا تستطيع التعايش معها.

إن الذي يهمش وينتحل ويزور ويؤن ويزدري تراث ولغة وطقوس وفنون شعبه وكنيسته توقع منه أن يفعل أي شيء، مما يخطر في البال ومما لا يخطر.

كل هذا التهريج والغش والإدعاءات الفارغة وغبطة البطريرك يطبل ويزمر إنه في رياضة روحية وصلاة يقيمها في أربيل وينشر دون إنقطاع مقالات هزيلة مثل هذه وصور ونشاطات أكاد أجزم أن لا علاقة لها بما يقول إنه رياضة روحية، لأن مثل هذه الصلاة أولها واخرها الصمت والتأمل والعودة إلى النفس وغلق الباب والتقرب من الله بسكون وصمت.

وأين الرياضة الروحية؟ في أربيل مناكفة بغرمائه من أساقفة الشمال المعارضين لنهجه وسياساته وتصرفات مثل هذه التي نحن في صددها.

والله يا غبطة البطريرك وأنا أنظر إلى وجوه الحاضرين أرى أن أغلبهم قمت بإستقدامهم غصبا عنهم وأنهم حضروا خشية من سطوتك وعقوباتك ليس إلا.

Follow Us