Articles Arabic

صلاة السحر

يوسف جريس شحادة

منتدى أبناء المخلص _ كفرياسيف

مقدمة

صلاة السحر في اليهودية تكون من بزوغ الشمس حسب التوراة، مز 5 :72: “يَخْشَوْنَكَ مَا دَامَتِ الشَّمْسُ، وَقُدَّامَ الْقَمَرِ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. ” والتك 27 : 19 : “وَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ فِي الْغَدِ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي وَقَفَ فِيهِ أَمَامَ الرَّبِّ،” وحسب التلمود تُسمى هذه الصلاة : ” תפילת ‘ותיקין” { תלמוד בבלי, מסכת ברכות, דף ט עמ’ ב }.

حسب التلمود يجب الامتناع عن الاكل والشراب قبل البدء بصلاة السحر، والنص العبري : ” לא תאכלו על הדם  ” أي المعنى الحرفي منع الاكل للحم وما زال الدم على الأرض أي عند الذبح، ولكن بخصوص منع الاكل والشراب قبل الصلاة وهذه الآية تمنع الاكل والشراب، لكي يكون الجسم نظيفا قبل البدء بالصلاة، “לֹא תֹאכְלוּ עַל הַדָּם, לֹא תְנַחֲשׁוּ וְלֹא תְעוֹנֵנוּ   _ «لاَ تَأْكُلُوا بِالدَّمِ. لاَ تَتَفَاءَلُوا وَلاَ تَعِيفُوا. ” لا 26 :19 و ” תלמוד בבלי מסכת ברכות דף י’ עמ’ ב “. الرمبام سمح بالشرب للظمآن فقط {משנה תורה לרמב”ם ספר אהבה הלכות תפילה וברכת הכוהנים פרק ה’ הלכה ב’ }.

يقول الكاهن: “تبارك الهنا…” أي عندما نستيقظ من النوم اول ما نبارك الله لنتبارك من بركته، اذ نحن نطلب ان نتبارك من الرب، وإعلان هلمّ نسجد “أي قبل الصلاة يجب اعلان انصياعنا للرب وتسليم ذاتنا لله. من ثمّ مز 19 و 20 : ” يستجيب لك الرب في يوم الحزن” وثم ” قدوس الله”.

ومن ثم يبارك البخور ويبخّر الهيكل {قارن: ”  פרשת הקטורת, תלמוד בבלי מסכת כריתות דף ו’ עמ’ א'”.

بعد التبخير، يقف الكاهن امام المائدة المقدسة ويطلب : “ارحمنا يا الله كعظيم رحمتك… ومن اجل المسيحيين الحسني العبادة… ومن اجل ابينا.. لأنك اله رحيم”، هذه الطلبات استعدادا وتهيئة لتكملة الصلاة، قبل البدء في قراءة المزامير الستّة { راجع תפילת שחרית וקריאת שישה מזמורי תהלים קמ”ה עד נ’} خلال قراءة المزامير الستة يقرا الكاهن امام المائدة المقدسة الافاشين: ” الاول _12 “هذه الافاشين في جوهرها من سفر التثنية9 _4 :6 و 21 _13 : 11 والعدد 41 _37 :15.

بعد نهاية تلاوة المزامير، يدخل الهيكل بعد تقبيل ايقونة السيد، ويشرع بالطلبات، كذلك البركات {  השווה משנה מסכת ברכות פרק א’ משנה ד’}.

” لأنك صالح ومحبّ للبشر”، قارن { תלמוד בבלי מסכת ברכות דף י”א עמ’ ב’ .}.

قراءة انجيل السحر بعد سلسلة الطلبات المعروفة بالصلاة اليهودية: ”  תחנון _ التوسّل” من الجدير ان نذكر ان قراءة انجيل السحر تكون من داخل الهيكل حيث يقف الكاهن من الجهة اليمنى للمائدة وفي حال وجود اسقف يقف من الناحية اليسرى ليرى الاسقف وفي عيد سيّدي يقف الكاهن عند الباب الملوكي. {الوقوف عن اليمين قارن الملاك عند قبر المسيح}

ختام صلاة السحر في اعلان: “المجد لك يا مظهر النور” قارن نص اشعياء في صلاة السحر اليهودية، اش 7 :45: “مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ، صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هذِهِ. יוֹצֵר אוֹר וּבוֹרֵא חֹשֶׁךְ, עֹשֶׂה שָׁלוֹם וּבוֹרֵא רָע; אֲנִי יְהוָה, עֹשֶׂה כָל-אֵלֶּה.  “.

وقفة وصلاة السحر

تُرفَع لاستقبال النهار وأوّل ما نتَفوَّه به: “الله” لان الله بارئ الكل وعقلنا نقيّا طاهرا لذا نفتتح باسمه العظيم، صلاة السحر تتصل بصلاة الساعة الأولى لأنها باكورة النهار وأوله.

تماثل صلاة السحر الملاك الذي ظهر لرعاة بيت لحم وبشرهم: “ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب انه وُلِد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرب” { لوقا البشير 11 _10 :2 }.

لذا نبدأ بصلاة السحر: “المجد لله في العلى ثلاث مرّات مثل ترتيل الملائكة الذين ظهروا مع الملاك حين بشّروا الرعاة ولذلك بعد انتهاء الستة مزامير السحرية تُشعل المصابيح في الكنيسة دلالة لإشراق مجد الرب حول الرعاة ولذلك نرتل أيضا: “الله الرب ظهر لنا مباركٌ الآتي باسم الرب”.

صلاة السحر لتعتقنا من ظلمة الليل، ارمياء 4 :6 : “«قَدِّسُوا عَلَيْهَا حَرْبًا. قُومُوا فَنَصْعَدَ في الظَّهِيرَةِ. وَيْلٌ لَنَا لأَنَّ النَّهَارَ مَالَ، لأَنَّ ظِلاَلَ الْمَسَاءِ امْتَدَّتْ”. وحسب التقليد المقدّس الصلوات بحسب معايير الاب الثلاث: ابراهيم صلاة السحر، في ضوء كوكب الصباح، واسحاق صلاة العصر، وهو الوحيد الذي حظي بفرح الحياة ولم يغيّر الرب اسمه وهو رمزا للمسيح الرب، ويعقوب المساء، حسب المقاييس الثلاثة: الاحسان _البرّ، الدينونة والرحمة.

هذه الصلوات مثل السلّم 1 مل 39 :8 : “فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ، وَاعْمَلْ وَأَعْطِ كُلَّ إِنْسَانٍ حَسَبَ كُلِّ طُرُقِهِ كَمَا تَعْرِفُ قَلْبَهُ. لأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ قَدْ عَرَفْتَ قُلُوبَ كُلِّ بَنِي الْبَشَرِ”، وبرأس السلّم الله ومن السحر نصعد للقمة في سر الافخارستيا والسلم يرمز للمراحل الاربعة والمؤدية لمعرفة الله: الاحسان والبر والدينونة والرحمة. اضافة لدرجات السلم والصعود بالصلاة.

الركوع والسجود والوقوف والجلوس {مطّانيات}: دلالة لخضوعنا لله وسقوطنا في الخطايا وننهض بواسطة التوبة.

الجلوس: في القداس الالهي اوقاتا نقف واوقاتا نجلس بها، نص التثنية 9:9 : “حِينَ صَعِدْتُ إِلَى الْجَبَلِ لِكَيْ آخُذَ لَوْحَيِ الْحَجَرِ، لَوْحَيِ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ، أقمتُ {جلست يجب ان تكون الترجمة} فِي الْجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً لاَ آكُلُ خُبْزًا وَلاَ أَشْرَبُ مَاءً “الترجمة العربية لا توضح النص باللغة العبرية : ” ואשב בהר”. ومعنى الجلوس في الصلاة مثلما فعل موسى “للسّمع” وكذلك ابراهيم جلس عند استلام تعليمات من الملائكة الثلاثة .

الوقوف: أيضا الترجمة العربية هنا للأسف غير صحيحة تستخدم مكث مقابل עמד، تثنية 10:10 : «وَأَنَا مَكَثْتُ {يجب الترجمة وقفت بالنص العبري ואנכי עמדתי } فِي الْجَبَلِ كَالأَيَّامِ الأُولَى، أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. وَسَمِعَ الرَّبُّ لِي تِلْكَ الْمَرَّةَ أَيْضًا، وَلَمْ يَشَإِ الرَّبُّ أَنْ يُهْلِكَكَ”. ومعنى الوقوف بالصلاة المثول امام الربّ لتقدمة الطلبات ونيل البركة. والخضوع امام الرب كما في التثية 22 _17 :9 : “وَمَتَى ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الْخَيْمَةِ كَانَ بَعْدَ ذلِكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَحِلُونَ، وَفِي الْمَكَانِ حَيْثُ حَلَّتِ السَّحَابَةُ هُنَاكَ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَنْزِلُونَ. حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَرْتَحِلُونَ، وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ. جَمِيعَ أَيَّامِ حُلُولِ السَّحَابَةِ عَلَى الْمَسْكَنِ كَانُوا يَنْزِلُونَ. وَإِذَا تَمَادَتِ السَّحَابَةُ عَلَى الْمَسْكَنِ أَيَّامًا كَثِيرَةً كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ الرَّبِّ وَلاَ يَرْتَحِلُونَ. وَإِذَا كَانَتِ السَّحَابَةُ أَيَّامًا قَلِيلَةً عَلَى الْمَسْكَنِ، فَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَنْزِلُونَ، وَحَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. وَإِذَا كَانَتِ السَّحَابَةُ مِنَ الْمَسَاءِ إِلَى الصَّبَاحِ، ثُمَّ ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ فِي الصَّبَاحِ، كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. أَوْ يَوْمًا وَلَيْلَةً ثُمَّ ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ. أَوْ يَوْمَيْنِ أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَةً، مَتَى تَمَادَتِ السَّحَابَةُ عَلَى الْمَسْكَنِ حَالَّةً عَلَيْهِ، كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَنْزِلُونَ وَلاَ يَرْتَحِلُونَ. وَمَتَى ارْتَفَعَتْ كَانُوا يَرْتَحِلُونَ”.

من المهم الاشارة الى ان الصلاة تشمل الحالات الثلاث: وقوف المصلي وجلوس المصلي والسجود _الخضوع. والجلوس لاستماع لكلمة الربّ نجلس عند قدمي الرب مثل ابراهيم جلس واستمع لتعاليم الملائكة الثلاثة والوقوف امام الرب لنقدّم طلباتنا ورجاؤنا وامنياتنا من الربّ.

السجود، قمّة الارتباط بالرب عندما نسجد بكلّ حواسنا وجسدنا وخضوعنا بالكليّة للرب ونعبر بسجودنا عن خضوعنا وتسليمنا ذاتنا للربّ واذلال الروح واستعداد لتسليم النفس والتعبير عن مهابة السماء خروج 6 :3 : “ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلهُ أَبِيكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ” وخروج 30 :34 : “فَنَظَرَ هَارُونُ وَجَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُوسَى وَإِذَا جِلْدُ وَجْهِهِ يَلْمَعُ، فَخَافُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ.” والعدد 8 :12: “فَمًا إِلَى فَمٍ وَعَيَانًا أَتَكَلَّمُ مَعَهُ، لاَ بِالأَلْغَازِ. وَشِبْهَ الرَّبِّ يُعَايِنُ. فَلِمَاذَا لاَ تَخْشَيَانِ أَنْ تَتَكَلَّمَا عَلَى عَبْدِي مُوسَى؟ وامثال 7 :1 : “مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ، أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ.” ومزمور 10 :111 : “رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ. فِطْنَةٌ جَيِّدَةٌ لِكُلِّ عَامِلِيهَا. تَسْبِيحُهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ” وخروج 23 :2 أعلاه توجه بني اسرائيل للرب وصموئيل الاول اعلاه ايضا.

في السجود تحرير الروح من الجسد لتصعد حرّة لعرش الربّ، مثل نصّ اشعياء النبيّ 14 :22 : “فَأَعْلَنَ فِي أُذُنَيَّ رَبُّ الْجُنُودِ: «لاَ يُغْفَرَنَّ لَكُمْ هذَا الإِثْمُ حَتَّى تَمُوتُوا، يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ». ومزمور 2_1 :25 : “إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَرْفَعُ نَفْسِي. يَا إِلهِي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، فَلاَ تَدَعْنِي أَخْزَى. لاَ تَشْمَتْ بِي أَعْدَائِي” .

Follow Us