منذ خمسة أيام والشعب الإيراني في الشوارع باحثين عن رغيف خبز وقدح ماء وفتحة هوائية للتنفس. كل الشعب الإيراني خرج الى الشوارع حارقين صور رأس الهرم وهي حالة نادرة تحصل هناك مطالبين فيها في النظر الى إنتفاضة الجوع ولكن الغريب الذي قاله وزير الداخلية الإيراني يقول: بأن جَم الذين نزلوا الى الشوراع غير إيرانيين (يمكن سواح هولنديين) ونحن نعلمهم ومعروفين للأجهزة الامنية واحد بواحد وفرداً فرداً وسنقوم بمعاقبتهم وسنستخدم القبضة الحديدة ضدهم (لا واللـه شاطر) ! .
شعب كله في اكثر من 65 مدينة إيرانية ووزير الخارجية يتهمهم بالإنتماء لأجندات خارجية ( يعني كل الشعب الإيراني مرتبط بأجندات خارجية فأين الشعب الإيراني إذاً والحكومة حكومة مَن ولِمَن ) ! . نفس الاسلوب العربي الإسلامي كلما خرج مواطن مطالباً برغيف خُبز نظيف يتهمونه بالعمالة للخارج . ولكن في نفس الوقت كيف سيتم معاقبة شعب بأكمله يا سيد عبد الرضا رحماني ( إلا إذا كان الحرس الثوري أكثر عددا من الشعب بأكمله ) ! .
آبان الثورة الخضراء التي قام بها الشعب الإيراني عام 2009 والإنتفاضة التي سبقت الهيجان العربي طالبتُ الغرب بوجوب الوقوف مع الثورة والشعب الإيراني إذا ما رغب في الإستقرار والحرية والديمقراطية لتلك الشعوب وذكرتُ بأن الثورة الإيرانية هي اهم من الهيجان العربي ولكن الغرب لم يكن قد انتهى من حلب تلك الابقار .
في تلك الكلمة والتي كانت بعنوان : الثورة الإيرانية والثورات العربية والتي كانت بتاريخ 05/12/2010 قلتُ الآتي :
لقد قامت ثورة الشعب في ايران منذ اكثر من عام ونيف، وهي ثورة عظيمة بكل المعاني، وهي ثورة مسالمة تدعوا الى الأصلاح والتغير في ذلك البلد، وبالرغم من كل الأنواع القمع والترهيب الذي يمارسه النظام الرجعي والعقائدي ضد الشعب المسالم في ايران لازال الشعب الايراني مستمر في نضاله، والجميع يعلم بقوة النظام الايراني في داخل ايران، وبقوة وقسوة حرس الثورة الذي يزيد في العدة والعدد عن جيش الكثير من الدول العربية، بالأضافة الى حرس النظام الخاص وشرطة داخلية كبيرة والأمن والأستخبارات وقسوة التعامل مع المتظاهرين من الأعتقالات والمحاكمات الصورية بل حتى الأعدامات العلنية وهي ظاهرة يتفرد بها النظام الايراني، وعلى الرغم مما ذكرنا وهو القليل مما هو موجود في داخل ذلك النظام وبالرغم من الجدار الحديدي الذي حاصر الشعب الايراني به لازال الشعب مستمرا في ثورته ومقاومته للنظام الدموي الرجعي. وليس بعيدا ان تكون الشعوب العربية قد تشجعت من الثورة في ايران للقيام بثوراتها ضد الأنظمة الحاكمة، وخاصة اذا علمنا ان الأنظمة العربية هي مقارنة بالنظام الايراني انظمة هشة وضعيفة والدليل على ذلك هي سرعة التحول والتغير الذي يحصل وسرعة اختفاء القائد العام وحامي البوابة الشرقية والغربية وراعي المنطقة الشمالية والجنوبية، وخاصة عندما يتدخل العالم الغربي ويهتم بثورة الشعب العربي ضد الأنظمة الحاكمة، وهنا هي المفارقة الغريبة والعجيبة وهي مساندة الأنظمة الراسمالية للثورات العربية وترك الشعب الايراني وحيدا امام نظام دموي وبحجج واهية وهي اعتبار ان ما يحصل في ايران هو شان داخلي، ولكن في المقابل لا يمر يوم لا بل ساعة من ان يتدخلوا في شؤون الداخلية للدول العربية. انها فعلا ازدواجية رهيبة وظالمة وان دلت فتدل على عدم اكتراث الدول الراسمالية بالشعوب والديمقراطية وحرية الآنسان كما تدعي، والدليل على ذلك هو ترك النظام الايراني على ما يقوم به من كل انواع الأرهاب ضد شعبه، واصبحت النية واضحة هنا لمن يسأل لماذا؟ لأن الغرب لا يرغب في ان تنتصر الثورة في ايران، وان يبقى هذا النظام الرجعي في تلك المنطقة الغنية بثرواتها لتكون هناك حجة وسبب دائمي للدخول الى تلك المنطقة. انتهى الإقتباس ..
حصل التغير في بعض الدول العربية وقام العالم بمد يده للإخوان المسلمين وغيرهم من المنظمات المتشددة وإخراجها من سجونها ومعاقلها لتقوم بتدمير تلك الدول كما حصل للعراق وسوريا وليبيا وغيره بينما غض النظر عن كل القمع الذي مارسه النظام الإيراني ضد شعبه واخمد تلك الإنتفاضة الخضراء .
اليوم :
كل الهيئات الدولية تدعي بأن اكثر من اربعون مليون إيراني في فقر مدقع واغلبهم تحت خط الفقر ، بينما الحكومة الإيرانية مستمرة في هدر اكثر من ثلاثة ارباع الميزانية الإيرانية السنوية لإرسالها الى روسيا والصين لشراء الاسلحة والصواريخ ومن ثم إرسالها الى سوريا ولبنان واليمن ( طبعاً راح يجوع الشعب ) .
جاع الشعب الإيراني بما فيه الكفاية من السياسات الإيرانية التوسعية والاحلام الوردية في تصدير الثورة الى خارج اسوار سجن إيفن فخرج وخرجت او طارت معه كل الصور والشعارت الربانية التي كانت تشرق هناك زوراً وبهتاناً .
غلق وسائل الإتصال مثل التلغرام والإنستغرام وغيره سوف لا يفي الغرض يا سيد عبدالرضا . العالم كله يشاهد خروج الشعب الإيراني للشوارع وهو مسالم في حركته الثانية ولكن يطالب بالرحيل ! وأي رحيل ! رحيل آية الـله الخامنئي رأس الهرم الإسلامي الشيعي !!
العالم كله يشاهد المواطن وهو يحرق ويدوس على صور الرموز المقدسة ( لقد سقطت الهيبة يا سيدي الخامنئي ) فبماذا سينفع غلق التلغرام ! نعم قد تسحقون هذه الثورة مرة اخرى ونعم ستلقون القبض على بعض المعارضين او الاكراد او الترك او الاحوازيين وستعلقون رقباتهم على الشاشات متحججين بأنهم الخونة الذين قام بهذا الفعل ولكن لا يمكن لتركي او كُردي او معارض إيراني أن يسحب الشعب جمه لشوارع اكثر من 65 مدينة . االعالم يعي ذلك وانتم اكثر منهم ولكن الشعب اكثر بكثير منكم يعي بأنه خرج من اجل الرغيف وليس من اجل عيون تركي او عربي او بلوجستي .
سيدي الوزير لا تقترفوا نفس الاخطاء العربية في قمع المواطن بالقوة . هذا المواطن سيُكرر مطالبه بما إنه جوعان ومحاصر ومعتقل في سجون افكاركم التوسعية . ستكون مرة ثالثة وهي ستكون الثابتة إن لم تلحقوا انفسكم . اتركوا الاسطوانة القديمة المشرروخة بقولكم هناك اصابع خارجية وخليجية وغيرها من هذه الاسطوانات المعكوفة . الشعب لا يخرج ويضحي بأرواحه ونفسه تجاه اكبر آلة عسكرية داخلية من أوامر خارجية .
لم يبقى لكم غير حل واحد وهو : أن تطالبوا نظام بشار ومن حزب الـله لإرسال مقاتلين لقمع الشعب الإيراني ( واللـه فكرة ) !! . سيدي الوزير عندما تفوح الرائحة فلا يمكن حجبها او منعها بغربال مثقوب . عليكم البحث وبعجالة الى مصدر الرائحة والقضاء عليه وهذا الشيء شبه مستحيل لأنه مصدر داغل في عقولكم واوهامكم التوسعية ( يعني الشغلة صعبة ) ! .
ومن ذلك المنطلق اُكرر هناك وأقول : سوف لا اقول على الغرب مد يد العون للإنتفاضة الإيرانية في المقام الاول حتى لا تتهمونا بالشامتين ولكن سنطلب منكم إعادة سياساتكم الخارجية والتوقف عن إهدار خزينة الشعب في المفاعلات الوهمية والصواريخ التدميرية وتجويع الشعب على حساب الخارج وغير ذلك فلا اعتقد ستقوم لكم قائمة بعد الآن ( إذا مو اليوم سيكون باجر ) ! .
وإذا ركبت العنجهية رؤوسكم ولم تنظروا الى الجوع الذي فيه شعبكم فنطالب مرة ثانية من الغرب بالوقوف مع الشعب الإيراني لإسناده في تحقيق حلمة في الرغيف النظيف .
لم نتحدث عن السياسة التي في رؤوسكم ولا على اوهامكم واحلامكم التوسعية ولا على الظلم والسجن الذي اقمتموه لسجن كل الشعب فيه ، ولكننا تحدثنا عن الرغيف فقط لأنه الاهم بالنسبة للشعب . غلق التلغرام او الانستغرام سوف لا يعطي للمواطن رغيف خُبز فما الفائدة إذاً من غلقهم ومنعهم من المكالمة ! تغذية المعدة وجرعة هواء نظيف هو المهم وهو الضمان الحقيقي لبقاء الثورة وعدم إسقاط هيبتها وهيبة الهرم ..
لا يمكن للشعوب المتأخرة ان تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر ! .
نيسان سمو
02/01/2018