News Arabic

أن تتسامى بالأمانة والإيمان أفضل لك من كل سلطان

 احتفل الأب نوئيل كوركيس عصر يوم الأحد 19 شباط 2017، بالقداس الإلهي الذي أقامه ويقيمه كل يوم أحد في الساعة 4:00 عصراً مقرّباً الذبيحة الإلهية على مذبح كنيسة مار يوحنا اللوثرية المؤجرة في الكهون، كاليفورنيا، وهي الكنيسة التي رحبت به، بهذا الكاهن الكلداني الكاثوليكي واالمؤمنين الكلدان معه، وهم يرحبون بكل من يرغب ان يشاركهم للإحتفال بالقداس الإلهي الكلداني التقليدي الأصيل على مذبح كنيسة مار يوحنا اللوثرية المقدسة. (وذلك نتيجة قرار رئاسة كنيسته الكلدانية التي أبعدته ظلماً وأجبرته على قطع صلاته معها في 15 تموز 2016، بقرار غير عادل (قانون الرهبانية 497)، والذي لا يُطبق إلا على راهب إن جحد الإيمان الكاثوليكي علناً، او احتفل بالزواج، او حاول الزواج ولو مدنياً. وأن كل هذه لم تشمله بتاتاً، لكنه كان قد قدم اعتذاراه للرئاسة حسب الأصول الكنسية (لسبب شخصي يخص الرئاسة فقط)، ، ولكن الرئاسة لم تصالحه بل فصلته (في سنة الرحمة).
 هذا وكانت كرازة الأب نوئيل للأحد السابع من سابوع الدنح حسب طقسنا الكلداني المشرقي الرسولي كما يلي، بعد القراءة التالية من إنجيل متى (8: 5-13):
5: وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ كَفْرَنَاحُومَ، جَاءَ إِلَيْهِ قَائِدُ مِئَةٍ يَطْلُبُ إِلَيْهِ 6 وَيَقُولُ: «يَا سَيِّدُ، غُلاَمِي مَطْرُوحٌ فِي الْبَيْتِ مَفْلُوجًا مُتَعَذِّبًا جِدًّا». 7 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا آتِي وَأَشْفِيهِ». 8 فَأَجَابَ قَائِدُ الْمِئَةِ وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ، لَسْتُ مُسْتَحِقًّا أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَقَطْ فَيَبْرَأَ غُلاَمِي. 9 لأَنِّي أَنَا أَيْضًا إِنْسَانٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ. لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. أَقُولُ لِهذَا: اذْهَبْ! فَيَذْهَبُ، وَلآخَرَ: ائْتِ! فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِيَ: افْعَلْ هذَا! فَيَفْعَلُ». 10 فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ تَعَجَّبَ، وَقَالَ لِلَّذِينَ يَتْبَعُونَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلاَ فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَانًا بِمِقْدَارِ هذَا! 11 وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، 12 وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ». 13 ثُمَّ قَالَ يَسُوعُ لِقَائِدِ الْمِئَةِ: «اذْهَبْ، وَكَمَا آمَنْتَ لِيَكُنْ لَكَ». فَبَرَأَ غُلاَمُهُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ.
https://www.youtube.com/watch?v=XGyWwxrx__c
من دقيقة: 10:15- 17:5
 قال الأب نوئيل في كرازته:
ان يسوع المسيح مندهش على إيمان قائد المئة الذي نعتبره كالغريب عن الأمة (لوقا 17: 18)، (لأنه وثني وخارج عن الكنيسة) ولا يستحق اي شيء، بينما يسوع يتعجب ويقول عنه بأنه لم يجد مثل ايمانه في اسرائيل كلها.
ان قائد المئة هذا له سلطة وعساكر تحت امرته، لكن رأفته وشفقته من أجل شفاء خادمه، وشجاعته جعلته ان يتقدم ويتقرب الى يسوع الذي لربما يطرده من امامه لأنه يعتبره نجساً ولا يجوز أن يلمسه، أو لربما سيعمل شيئاً فيشفي عبده الذي يتعذب كثيراً. لكن يسوع قبل دعوته قائلاً: أنا آتي لأشفيه. كيف يقدر يسوع كرجل يهودي ان يدخل بيت شخص وثني؟ وكم من كلام سوف يقوله الناس عنه؟؟؟ عند يسوع لا يوجد حاجز او حدود بان يأتي ليشفي هذا الانسان المعذب، ألم يأتي يسوع الى مثل هؤلاء؟؟؟
 لهذا فعندما ننظر الى ايمان قائد المئة ونحن كمسيحيين بإختلاف كنائسنا ومذاهبنا، كثيرا منا نكون مثل اولئك اليهود ونعتبر بأن ملكوت اللـه هو لنا وحدنا وليس لإنسان آخر. هكذا تُعَلِّم بعض الكنائس، ويُعَلِّم ايضا بعض الكهنة من الكلدان، ويقولون: اذا ذهب أحد المؤمنين الى كنيسة اخرى وهو منتمياً الى كنيسة غيرها، او ان كان ذاك الانسان الكلداني لا يذهب الى اي كنيسة، فهو لا يدخل الملكوت. وهذا ما يجعل البعض ان يقول للكاهن او رجل الدين: أبونا، عندما تذهب أنت الى الملكوت سوف أمسك بطرف ثيابك (شوبلاني) او بثوب البابا او البطرك.
 بالحقيقة، ان الوصول الى الملكوت ليس بأن يمسك أحد بثوب الآخر، كل انسان يجب ان يسير برجليه كي يصل الى الملكوت.. لأننا كمُعمذين نعرف الطريق،: فيسوع قال “انا هو الطريق والحق والحياة”، فكل مسيحي والذي هو مؤمن حقاً لا يقول انه أفضل من الآخر… لأننا جميعاً واحد امام الرب. يسوع كرز على جميع البشرية “انا الطريق والحق والحياة”، لكن المسيحية ارتني الطريق كي اصل الى الملكوت، وانا اسير فيه، وهذا الطريق يقودنا في الحياة، ويوما ما عندما يترحم اللـه الآب علينا ليقول: تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم (متي 34:25).
هنا يجب ان نعرف الحق، ونميّز الصح من الإنحراف، لأن كل واحد يفسر الحق حسب ما يريده، وهنا يوجد الإختلاف،  فلربما احياناً “بلموخ” نغير أنفسنا ومبدأنا كما نريد وكما يفعل بعض رؤساء الكنائس اليوم وكأن المسألة هي حسب مقياس الناس وليست بمقياس الإله الرب.
 اليوم اصبح الحق يستعمل بالتخويف والترهيب وبدون الحقيقة كلها، فيصبح ذاك الشخص ظالماً. عندما كان يسوع في المحكمة سأله الحاكم: ما هو الحق؟؟؟ فنظر يسوع اليه وهرب الحاكم. انت تقول ما هو الحق من جهة، زمن جهة ثانية تدينني؟؟ لذا يجب ان نعرف الحق في هذه الدنيا كما يعلمه يسوع المسيح فقط.
وهناك بعض الكنائس تعلّم في تعليمها بأن خلاص يسوع المسيح لا يأتي إلا من خلالها. وهكذا يُعَلِّم بعض الرؤساء في الكنائس الكاثوليكية ومن ضمنها وما أكثرهم في الكنيسة الكلدانية، فهي تعلِّم ذلك أيضاً، لهذا فهي تسيطر على أدمغتهم بهذا التعليم الخاطيء البعيد كل البعد من هذا المثل الذي قرأناه وسمعناه في هذا الفصل من الإنجيل (متى8: 5-13)
 ان الاسلوب الذي تُعَلم فيه هذه الكنائس بترهيب وتهديد المؤمن من نار جهنم ليس مسيحياُ كما يقول مار بولس: لانه الامم الذين ليس عندهم الناموس متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس فهؤلاء اذ ليس لهم الناموس هم ناموس لانفسهم (روم 2: 14)، متناسين ان الذين مذكورة أسماءَهم في الانجيل، وهم في ملكوت السماء، ليسوا بمسيحيين ولا حتى بكاثوليك ولم يكونوا تابعين الى اي كنيسة، اولئك هم اخونا الكبير ابرام وابنه اسحق وحفيده يعقوب، الذين كانوا كلدانا. ويسوع نفسه منحدر بنَسبِهِ الإنساني من ذرية هؤلاء كما يفتتح مار متي إنجيله قائلاً: كتاب ميلاد يسوع المسيح إبن داود إبن ابراهيم (متى 1:1).
لقد اختار اللّـه ابراهيم وقطع معه وعداً وعهداً، وإن كان قد قام ببعض الأفعال غير المقبولة انسانياً (طرد هاجر وابنها اسماعيل يموت عطشا)، لكن اسمه مسجل في الملكوت وكذلك اسم ابنه اسحق واسم حفيده يعقوب. هؤلاء الأشخاص الثلاثة لم يكونوا ملائكة اي بلا خطيئة… بل كانوا اناساً مثلنا وكثيرا ما نقع في الخطيئة والضعف، ولكنهم كانوا أُمناءاً أمام اللـه ومع عهده.
 فلنسلك الطريق الذي سلكوه هؤلاء ليوصلنا الى حيث هؤلاء الإخوة ونكون في حضن ابراهيم.
فكيف يقدر الإنسان المؤمن والمتعهد ان يكمل العهد الذي قطعه ولا يرى الحق بل يقبل بالظلم ويتعايش مع الظالم وكأنه لا فرق بين الإثنين. انما المهم لديه فقط هو الذهاب الى الكنيسة والصلاة الكثيرة (البذبذة بدون فهم) وممارسة طقوسه التي تبناها ولا يعرف غيرها ولا يبالي بتغييرها، وهي حسب ظنه ستقوده بضمان مباشرة ليقرع باب السماء ويفتح مار شمعون بطرس له الباب على مصراعيه!!! (يا له من تعليم مضلل للمؤمن البسيط من قبل الرؤساء الذين يثق بهم ويطيعهم).
ان المثل أعلاه والأعجوبة هما تماماً عكس المفهوم الذي كان سائداً وحتى اليوم، كيف يقدر أناس مثل قائد المئة الوثني (الروماني) والذي يحتل ارضهم مِن الدخول الى الملكوت؟ والذي يقول عنه يسوع بأنه لم يجد إيماناً في اسرائيل مثل إيمانه. بمعنى ان البقية الذين في اسرائيل، وايضا المؤمنين في كنائسنا اليوم ومعهم كهنتهم وأحبارهم هم جميعاً مرائين، وان إيمانهم شكلي بممارسته، ولكنهم بعيدون عن دخول الملكوت لكون وجود عائق لأنهم ينكرون الحق ويتعايشون مع الظلم والظالم الذي يقودهم نحو الهلاك. وذلك الظالم انما يجعلهم يعتقدوا بأنه يقود خرافه الى المرعى.
 كما نعلم ان الرعية وقطيع الخراف هم أمانة في أعناق الرعاة، ودمهم برقبة راعيهم، حتى الخروف الضال، لأن الراعي هو وكيل على الرعية والقطيع كله، ومسؤول على حراستهم وسلامة كل واحد منهم، وعدم فصل أحدهم أو إبعاده عن القطيع. (أنا الراعي الصالح) يقول يسوع في انجيل مار يوحنا 10: 11.
 في ختام الموعظة يقول الأب نوئيل: نحن نأتي الى الكنيسة، واذا قبل اللـه صلاتنا فهذا تابع له وليس لنا، نحن نعمل واجبنا فقط، واذا يوجد انسان خارج عن الكنيسة ونراه جالس في بيته، نعتبره برأينا وثني وملحد (ولكنه ربما كما قال يسوع، لا يوجد مثل ايمانه)، وانما قلبه زكي وصافي ونقي ومسالم، فماذا يكون جوابنا؟؟؟
 كمؤمن أمين: أقف أمام الرب واقول: انني ابنك ترحم عليّ.

Follow Us