هذا الأحد هو السادس من الدنح وايضا في هذا الاسبوع نحتفل بعيد الحب، فاذا ما نظرنا في حياتنا لا يوجد أعظم من الحب الذي أعطاه لنا يسوع المسيح لأن الحب هو “ذبيحة” وهذا هو معنى الحب الحقيقي.
هذا كان مطلع موعظة الأب نوئيل كوركيس لقداس الأحد 12 شباط 2017، والذي يقيمه عصر كل أحد في الساعة 4:00 مساءً في كنيسة مار يوحنا المؤجرة للمؤمنين الكلدان في الكهون-كاليفورنيا. فاستمر في كرازته قائلاً:
اننا نرى تناغماً في هذا الانجيل (يوحنا 3: 22-36) بين يوحنا المعمذان ويسوع المسيح، فلا يوجد هناك حسد او عدواة (نحن امريكان نفهم هذا بسهولة)، ألا نقول نحن الكلدان “كول ناشا باخل رزقِه ـ كل انسان يُرزق”.
اذن يسوع يعمذ ويوحنا يعمذ، والإنسان المؤمن يأخذ الأفضل، لكنه توجد غيرة بين تلاميذ يوحنا واليهود، والغيرة الأكبر هي عند تلاميذ يوحنا لأنه كيف باستطاعتهم ان يروا ان معلمهم يأخذ المرتبة الثانية؟؟ مع انه اعترف بان الذي شهد له كان يعمذ اكثر من يوحنا بالرغم من ان تلاميذ يسوع كانوا يعمذون ولا نعرف بأي معمودية كانوا يعمدون؟؟ لأن يسوع لم يكن ممجداً بعد لحد اليوم، ولم يحل عليهم روح القدس كي يذهبوا ويبشروا العالم ويعمدوا بإسم الاب والابن والروح القدس.
ان الجدال بين التلاميذ واليهود لم يخيب آمال يوحنا، بل نراه يقول ان فرحه تم لأنه هو قريب وليس الختن…لا تعتقدوا انتم تلاميذي وانتم اليهود بانكم ستوقعوا بيني وبين يسوع. فيسوع مع يوحنا كلاهما رفعا الانسانية الى اعلى درجاتها (لا حسد ولا نميمة…). ولا توجد بينهما هذه الصفات غير الحميدة، انما هي بيننا نحن، فبين يسوع ويوحنا لا يوجد مثل هذا الشيء أبداً.
الذي ذهب واعتمد عند يسوع اخذ شيئا جيدا، ويسوع لم يقل للناس لا تذهبوا وتعتمدوا عند يوحنا، لان يوحنا كان يعمذ ايضاً “في عينون، بالقرب من ساليم لما فيها من الماء، وكان الناس يأتون فيعتمدون” . لهذا فالمنافسة Competition هي شرعية، اذ أن الذي يعمل أفضل يذهب الناس عنده، ولهذا يجب ان لا يوجد هناك ترهيب وتخويف، بل هو شيء واضح.
لأنه اذا كانت كرازة يسوع قد جُعلت لتخويف الناس وحصرها بفلان، فلن نقوم بواجبنا نحن باتجاه انجيل المسيح بالاتجاه صحيح، لذا يجب ان نأخذ هذا الموقف الصالح والجيد كما يقول يوحنا ليسوع “عليه ان يرتفع لأنه من السماء ولي ان انخفض…انا من الأرض.. الذي من السماء يشهد الحق ولكن انتم لم تقبلوه.”، لذا فالترهيب والتخويف لا يقف عائقاً، والحقيقة يجب ان تقال في كرازة المسيح.
لهذا ايها الاخوة والأخوات: يجب ان نأخذ يوحنا المعمذان مثالاً لنا. يوحنا كان يجب ان يكون في الهيكل لأنه كان كاهناً ومن بيت الكهنة، ولم يتحمل ان يبقى هناك فهرب من الهيكل لأن الهيكل “خربان ـ فساد، مغارة للصوص” بحيث لا يقدر أحد ذو ضمير صافي امام الرب ان يتحمل هذا الخراب…فذهب يوحنا الى البرية ومن هناك جمع له تلاميذ، وايضا قام بواجبه أمام ربه بضمير نقي، ولكن كان ينتظر الى الكمال لأنه قال “انا لم اكن اعرفه” ولكن الذي ارسلني ان اعمذ قال هو الذي تحل عليه الحمامة، هذا هو حمل اللـه، هذا هو يسوع المسيح.
لهذا كان يوحنا يقوم بواجبه ويعلم ويكرز وهذا لم يعجب بعض الناس، فتآمروا وقالوا انه من الأفضل ان نقطع رأسه ونتخلص منه. نحن ايضاً في كثير من الأمور يحدث لنا مثل يوحنا المعمذان، فاذا قلنا الحقيقة فسوف نُطرد، واذا نقول الكذب خوفاً من الآخرين فنحن لا نُرضي ربنا وإلاهنا، والأصيل لا يقدر بالأساس ان يكذب.
الكثير يعيشون كالمرائين ويقولون اذا اكون محتال لربما تسير اموري، ولكن ليسألون انفسهم اين ضميري الإنساني والمسيحي؟ وكيف انام واسلم نفسي الى ربي واكون محتال (بِبخت)، كيف اقدر ان أعيش ايماني كمسيحي، واقول لا يهمني هذا العالم فهو ظالم! نعرف ان العالم لا يبقى لأحد، فكيف اقدر ان اعيش واشترك مع المحتالين في عالمهم؟!
لهذا فان هذا المثل رائع، وان شهادة يسوع نفسه لم تُقبل من قبل الناس. المهم على كل واحد منا ان يكون ضميريا مرتاح امام الرب، وما يقوله الناس عنا فليقولوا ويزمّروا… لأن “حقوثا” الحقيقة يجب ان تقال.
ان الحقيقة هي واحدة وليست اثنتان، الحقيقة صعبة كما قال يوحنا المعمذان للسلطات الحاكمة “لا تقدر ان تأخذ امرأة اخيك” ولهذا دفع ثمنها بقطع رأسه، ولكن المهم الحقيقة قيلت.
ان الشيء الذي اراد مار يوحنا ان يكشفه لنا في هذا الانجيل هو المحبة التي هي أعظم من كل شيء، وهي في تقريب النفس (ذبيحة) … وهذا الشيء من الصعب علينا في هذا العالم والناس ان ندركه، قليل منا يفهمها.
وفي الختام يقول لنا يوحنا ان فرحي تم لأني انا قريب الختن وانا صوت صارخ لتحضير طريق الرب. لذا إن كان كل واحد منا يعرف نفسه ويقول بالرغم من انني خاطئ وضعيف ولكن يجب ان اكون أمين امام ربي، وأعيش وضميري مرتاح اذا ما ذهبت الى سريري في نهاية اليوم كي اكون حاضراً قدامك اذا ما ترسل يا رب ملاكك ويأخذ أمانتك.
بامكانكم سماع على الكرازة على هذا الرابط من دقيقة 19:58-10:25
https://www.youtube.com/watch?v=LoP0Ug30U4s