وَعَدَ اللّـه ان يسحق رأس الحية من نسل امرأة بعد ان أغوت حواء وسقطت مع زوجها آدم في الخطيئة الأصلية التي ورثتها البشرية الى ان في ملء الزمان ولد المخلص من إمرأة وهي مريم العذراء التي قبلت على نفسها بكامل ارادتها ان يتحقق هذا الوعد من ثمرة بطنها التي حملته بقوة روح القدس.
واليوم وفي قراءة الإنجيل المقدس للأحد الثاني من سابوع البشارة، يعلن ذلك رسول الرب الملاك جبرائيل بإلقاء التحية على مريم العذراء ويقول لها ان الرب اختارها لهذه المهمة العظيمة، لهذا فان هذه البنت سوف تشارك في السير مع ابنها لتحقيق الخلاص حتى وقوفها تحت الصليب وأمامها ابنها البكر فوق الصليب، وهو سلمها لتلميذه كي تكون له أُمّا وهو يكون لها إبناً، لهذا بكل حق ندعوها أمنا مريم البتول ونحن أولادها كي نكون أبناء يسمعون ويتكلون بإرادة ابنها يسوع المسيح.
نفس الملاك جبرائيل كان قد بشر زكريا قبل ستة أشهر وسأله كيف يكون هذا لأنه كان كبير في السن وزوجته اليشباع عاقر، ولم يعطيه جواب الا ان يقول له لماذا تسأل هذا لأن اللّـه سوف يحقق وعده، وقاصصه على ذلك بأن يسكت أخرساً الى اي يتحقق ذلك.
وكذلك في انجيل اليوم، مريم تسأل الملاك كيف يكون ذلك لأنها لا تعرف رجلاً، لكن الملاك لم يقدر ان يقول ما قاله لزكريا لأنه واقف أمام امرأة في بطنها ابن اللّـه. لهذا يشرح لها ان البطن الذي تقبله مريم هو من روح القدس يحل عليها.
وعلى طوال تاريخ الكنيسة، كان لمريم دور مهم جداً، ففي طقسنا الكلداني لا يوجد يوم إلا ويُذكر اسمها فيه، وكيف لا؟! أليست هي إبنة ابراهيم من أور الكلدان الذي كان أول إنسان أن يقطع اللـه وعده معه كي يكون ابناً له وهو يكون له ولزرعه الى الأبد.
هذه كانت كرازة الأب نوئيل كوركيس في القداس الذي أقامه مساء السبت 3 ديسمبر 2016، ويقيمه كل يوم سبت بعد صلاة الرمش في الساعة 5:00 مساءً في كنيسة مار يوحنا في الكهون على العنوان التالي: 1430 Melody Ln. El Cajon, CA 92019
آنا كلدايا- Kaldaya.me