(متي 16: 13- 19)
لقد وصلنا الى نهاية السنة الطقسية والتي تبدأ بالأحد الأول من الإسبوع الأول من أسابيع تقديس الكنيسة والتي هي أربعة أسابيع حسب طقسنا الكلداني الرسولي المشرقي، حيث تسير بِنا السنة الطقسية الى ان تضعنا في مكان مقدس وهو الكنيسة التي أسسها يسوع ان تكون “مقدسة بلا لوم أو عيب”. كما ان باعتراف مار شمعون كيبا بيسوع المسيح بأنه هو ابن اللّـه الحي قال له يسوع: ان ما توصلت اليه قد تجلى لك من اللّـه وليس بقوتك الشخصية، ومع ذلك أعطى له الرب سلطان الحل والربط في السماء والأرض. وبنى يسوع المسيح الرب كنيسته على نفسه، فهي ليست مُلكاً لأي إنسان أو سلطة على الأرض.
نحن نأتي الى كنيسة المسيح، ونتعمذ باسم الثالوث، ثم نتغذى من على المذبح جسده ودمه، ونشاهد جسده أعلى المذبح معلقاً على الصليب وجنبه المفتوح الذي يمثل الكأس الذي يوضع مقابلاً لجنبه اليمين على المذبح، لأن المذبح يعتبر قبر يسوع الذي وُضع فيه، وأما الصليب أعلى المذبح فهو الجبل الذي اعترف عليه قائد المئة عندما شاهد يسوع على الصليب قائلاً: بأنه حقا كان هذا ابن اللّـه. وهناك ايضاً كانت واقفة امه مريم وتلميذه الحبيب مار يوحنا (وهناك سلمهم يسوع واحداً للآخر قائلاً لأُمِّهِ: “يَا امْرَأَةُ، هُوَذَا ابْنُكِ، ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: “هُوَذا أُمُّكَ” يوحنا 26:19).
لذلك عندما نأتي نحن المؤمنون الى الكنيسة ونشارك في القداس الإلهي وأمامنا جسد يسوع معلقاً على خشبة الصليب، يتجسد أمام أعيننا بأن هذا الشخص يسوع المسيح هو الإنسان والإله الحي الذي نؤمن به في حياتنا بعد ان نقتبل العماذ المقدس ونتربى على الغذاء الروحي من على مذبح كنيسة يسوع التي بناها لنفسه.
وأما “كيبا” الصخرة وبقية الرسل فليسوا إلا وكلاء ليسوع بأن يكونوا أمناء على ما إئتمنوا عليه، وكذلك الكاهن الذي يقدّس الذبيحة فهو ليس اكثر من وسيط يقود المؤمنين الى يسوع، ويكون وجهه نحو الصليب كي يوصلهم اليه بكل أمانة، لأن الكاهن ليس هو المركز، لذا يتوجب ان يكون الصليب وفوقه المصلوب أعلى المذبح في الكنيسة الكلدانية عندما يتم تقديم الذبيحة الإلهية، وبرفع جسد يسوع المصلوب من عليه يُفقد المعنى الحقيقي لإيماننا بيسوع المسيح.
هذه كانت موعظة الأب نوئيل كوركيس للقداس الكلداني للأحد الأول من سابوع تقديس الكنيسة، مساء السبت 29 أكتوبر 2016، والذي قربّه ويقيمه القس نوئيل في الساعة 5:30 من مساء كل يوم سبت من على مذبح كنيسة مار يوحنا التي تم تأجيرها مؤخرا في الكهون.