
في عشية الأحد الثاني من تمجيد الصليب حسب طقسنا الكلداني، قرب الأب نوئيل كوركيس القداس الإلهي عل مذبح كنيسة مار يوحنا في الكهون في يوم السبت المصادف 22 تشرين الأول 2016 في الساعة 5:30 مساءا.
وكانت قراءة الإنجيل من كرازة مار متي الرسول 8: 23 حول تسكين العاصفة في البحر عندما ركب يسوع السفينة وتبعه تلاميذه، فاضطرب البحر والأمواج تصعد على المركبة ويسوع “نائم”. وكان يسوع قد قال في نفس الفصل ان “ابن الانسان ليس له موضع كي يضع عليه رأسه” (متي 8: 20).
يتبين ان يوم يسوع المسيح في الفصل الثامن كان حافل بشفاء المرضى والتبشير والتعليم (إبراء البرص، شفاء عبد قائد المائة، شفاء حماة مار شمعون، وشفاء كثير من المرضى). وبينما هو يواصل مهمته لعبور البحر صارت عاصفة وهو في البحر، اي عندما ركبوا كان كل شيء جيد، فأراد يسوع ان يأخذ قسطاً من الراحة لأنه وجد موضعاً كي “يضع عليه رأسه”، فاذا بتلاميذه ايقظوه وقالوا له: يا رب نجنا لقد هلكنا، وهذا من قلة ايمانهم، فزجر يسوع الرياح والبحر، وحدث هدوء تام.
يعلمنا هذا الانجيل بأن حياة الانسان مهما كانت تسير جيدة فلا بد من ان يحدث شيء ويعكر صفاء الحياة. فماذا يجب على الانسان ان يعمله؟؟؟ قبل كل شيء يجب ان تكون له شجاعة وقلب قوي بأن يتوقع حدوث إعصار في اي وقت كان، وأن يكون مستعداً ليجابهه وينقذ حياته. هذا يأتي فقط من الايمان بالرب الذي هو مع الانسان حتى وان كان راقداً، فلا يجب على الانسان ان ينسى ذلك أبداً.
ان يسوع هو معنا دوماً في القربان المقدس وليس “نائماً”، وانما حاضر معنا عندما نذهب الى الكنيسة ونراه معلقاً على الصليب فنلجأ اليه ونطلب منه ان يساعدنا في صعوباتنا ومشاكلنا، ونترجى منه ان يشفي امراضنا واوجاعنا. ان يسوع يأتي الى مساعدتنا عندما نطلب منه ذلك بالايمان والثقة التامة.
ولهذا فان الحياة مهما كانت صعبة وتخوض تقلبات الأمواج من ضيق او مرض او اضطهاد او ظلم، فلا بد وان يأتي يوم ترسو به سفينتنا في ميناء السلام.