” كل من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع” (لوقا 14:18)
قبل غروب الشمس الجميل لأُمسية يوم السبت 13 آب 2016، للأحد السادس والأخير الذي ينتهي به سابوع التوبة حسب طقسنا الكلداني المشرقي الرسولي، أقام الأب نوئيل كوركيس الذبيحة الالهية بدعوة من والده والعائلة المباركة في دارهم وذلك بحضور عدد من المؤمنين الكلدان للصلاة والمشاركة بكسر الخبز.
تكلم الأب نوئيل في موعظته عن قراءة الانجيل المأخوذة من لوقا 18: 1- 14 قائلاً:
كلنا نصلي ونقترب من هيكل الرب، كل حسب طريقته، فكما نقرأ في الكتاب المقدس ان اليهود يذهبوا الى هيكل سليمان للصلاة. نحن المسيحيين لنا الهيكل الذي هو الكنيسة والمذبح المقدس الذي نقترب منه لنقدم صلاتنا الى الرب الإله.
كذلك بإمكاننا ايضا الصلاة في كل مكان لان الرب هو في كل مكان، ولكن الكنيسة، والمذبح المقدس هو معناه حضور الله ووجوده معنا، بالأخص في قلوبنا، هناك هي القوة، يقول مار بولس في رسالته الاولى الى قورنثية 3: 16 ” أما تعلمون انكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم”. هكذا نحن مدعوون ان نصلي ونتكلم مع الله براحة وحرية تامة، ولا احد يمكن ان يمنعنا من ذلك.
الفريسي حسب ما يقول الانجيل يكمّل الناموس حرفياً وكتابياً؛ إعمل هذا، لا تعمل ذاك، وليس روحيا! متناسياً ان الناموس هو الله اولاً وفوق كل شيء. اما العشار، فهو ذلك الانسان الذي ينتقده الناس ويتكلمون عنه بالسوء، بينما الله بقول له: انا معك.
الفريسي يصلي للرب أمام الناس، ويصلي لنفسِهِ مقارناً نفسه مع غيره. لماذا يقارن الانسان نفسه مع الآخرين؟ هل ان ما يعمله هو فضل لله؟! يقول مار لوقا في انجيله 17: 10 “كذلك انتم ايضا، متى فعلتم كل ما أُمرتم به فقولوا: لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا”.
ان صلاتنا الطويلة وصومنا الطويل ليسوا فضلا لله، وانما هذه كلها يجب ان نقدمها من اجل التسبيح لله كي يعيننا على تحمل المصائب والمصاعب في وقت الشدة.
مخزى العشار هو الصلاة وطلب الرحمة والغفران من الله رب الكل والاعتراف بالخطأ كي نتمكن من ان نرفع أعيننا نحو الله ونواجهه بتواضع وراحة ضمير، متكلين عليه دوماً بكل أفكارنا واعمالنا واقوالنا وافعالنا، بدون ان نصف ونذكر ما فعلنا وعملنا مع هذا او ذاك. فكل من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع.
في الختام، قدّم الأب نوئيل كوركيس الذبيحة الالهية على نيات الحاضرين، وعلى نية المرضى والمتضايقين، وكذلك على نية اقاربنا الذين هم في العراق وفي البلدان الاخرى كي يصِلوا الى بر الأمان سالمين.
وسن جربوع