News Arabic

نازحون عراقيون نفدت أموالهم: لا بديل لنا عن المخيمات

ديالى ــ ميمونة الباسل
بعد أكثر من عامين على النزوح، اضطر أبو مهند وعائلته إلى حزم أمتعتهم في حقائب متهرئة وتسليم مفتاح البيت المستأجر لأصحابه، متوجهين صوب مخيم الوند المركزي، في بلدة خانقين داخل محافظة ديالى، بعد أن ضاقت بهم سبل العيش وصرفوا كل ما في حوزتهم من مال، كغيرهم من العوائل النازحة التي تمر بظروف اقتصادية صعبة، نتيجة غلاء المعيشة، وبدل الإيجارات الشهرية من جهة أخرى.

دريد حسين (28 عاما)، نازح من بلدة المقدادية ضمن محافظة ديالى شرق بغداد، يقول لـ”العربي الجديد”: “بعد نزوحنا منذ عامين أقمت وأسرتي المكونة من تسعة أشخاص في بيت مستأجر لا تتجاوز مساحته مائة متر، ندفع بدل إيجار قيمته 600 ألف دينار شهريا (حوالي 400 دولار)، أي ما يعادل 9600 دولار خلال عامين، فضلا عن احتياجاتنا الأخرى من طعام وملابس وتطبيب وتكاليف الكهرباء وغيرها من المصاريف اليومية التي استنزفت، ولم يعد أمامنا غير خيار العيش في المخيمات، أو العودة إلى مدينتنا ومواجهة الموت في أي لحظة، مدينتنا التي تسيطر عليها المليشيات بعد تحريرها من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

بدورها أم سمير (57 عاما)، نازحة من مدينة الأنبار، تقول لـ”العربي الجديد”، “منذ 4 أشهر أعيش في هذا المخيم مع عائلتي المكونة من 11 فرداً، إذ كنا نسكن قبل ذلك في منزل استأجرناه بـ200 دولار، كنا نظن أن فترة النزوح لن تزيد عن ثلاثة أشهر، لكن المدة طالت”.

وتضيف “ها نحن نقضي عامنا الثاني بين آلاف النازحين، وحياتنا في هذا المخيم عبارة عن معاناة، إضافة لما كنا نعانيه من ضوضاء داخل الهيكل الذي كنا نستأجره، وافتقاره إلى الخدمات الضرورية، وغياب الرعاية الصحية اللازمة، وعدم وجود أماكن للاستحمام، بالإضافة إلى انعدام المرافق الصحية”.

وتمنت أم سمير لو أنها أغمضت عينيها وفتحتها لتجد نفسها وسط منزلها الذي تركته في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار، وقد انقشعت غمامة الحرب واندحر الإرهابيون، متهمة في الوقت ذاته الحكومة والجيش العراقيين بتأزيم الوضع الأمني في كافة المحافظات العراقية، بسبب عدم سيطرتهما على الأمن أو تعمدهما ذلك، وترك المليشيات وداعش يعبثون بأمن وأرواح الأبرياء، حسب قولها. من جانبه، يقول عمر المشهداني، وهو متطوع مع فرق إنسانية، لـ”العربي الجديد”، إنّ العوائل النازحة تعيش ظروفا قاسية وصعوبات جمّة، سواء النازحين في محافظاتهم أو إلى إقليم كردستان العراق، بعضهم يسكنون بيوتا أو هياكل مستأجرة، حيث ارتفاع مبالغ بدل الإيجارات والتي لا تتمكن الكثير من العوائل من دفعها، خصوصا بعد قطع جزء من رواتب المهجرين؛ وصعوبة الحصول على عمل.

 

.alaraby.co.uk

Follow Us