كمتابع للأحداث المعتمة والدامية وعموم الطروحات من قادة وممثلي شعبنا المسيحي (وهذا أخفاق بحق المكونات الأصليلة عندما نسميها بالمسمى الطائفي كما هو سائر الآن)، وعموم الشعب العراقي يقف اليوم بالضد من الطائفية ، والمسمى الطائفي هذا .. هو نقيض الدستور العراقي المستفتى عليه من الشعب العراقي والمقر برلمانياً في عام 2005 .. وعلى أية حال أطلعنا على التقرير المنشور في موقع عنكاوا حول الندوة التي أقامتها الحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) والتي تحدث فيها النائب يونادم يوسف كنّا (ياقو) تحت أدارة منظمة زوعا في مدينة القوش الخالدة اليكم الرابط أدناه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=812510.0
ما أثار أنتباهنا للحدث هو الآتي:
- المقتبس الأول من التقرير: ( وتطرق كنا في ندوته الى الاوضاع السياسية والامنية التي تشهدها البلاد، حيث قدم وباسهاب شرحا مفصلا عن ماشهدته وتشهده بعض المحافظات الجنوبية والعاصمة بغداد من اوضاع مقلقه حيث المظاهرات والاعتداء على مقرات الاحزاب الدينية
وبين كنا ان ما يحدث هو فوضى وتخريب لمؤسسات الدولة ولو كان هناك مظاهرات منضبطة تهدف للاصلاح الحقيقي لكنا اول المشاركين بالمظاهرات)
من جانبنا من حيث المبيدأ نحترم جميع الآراء ، أياً كانت نوعها وشكلها ومهما كان مصدرها مستندين الى مبدأ (حرية الرأي والرأي الآخر) ولكن أي رأي قابل للصواب كما وللخطأ ، ويتطلب من الجميع تقييمه كما وأنتقاده أن تطلب ذلك ، من أجل تصحيح المسار الشعبي والوطني والأنساني كما والقومي وحتى الطائفي اللعين أن صح التعبير بما يجري التعامل معه حالياً كونه مفروض على الشعب العراقي الوطني منذ عقود من الزمن ، وهذه هي الكارثة الحقيقية التي جنى ويجنيها شعبنا العراقي بكافة مكوناته القومية والأثنية ، من دم جاري لا يتخثر ودموع سالية لا تجف وخراب دائم ، من جميع النواحي الحياتية في عراق الأنقلابات الدامية والتغييرات الجارية بأثمان باهضة.
ما لفت ويلفت أنتباهنا حقاً هو موقفه من ثورة الشعب العراقي المستمرة والمتواصلة منذ تموز \ 2015 ولفحد اللحظة ، رافعة شعارات موضوعية بناءة بالضد من الفساد والمفسدين ، وبالضد من الطائفية اللعينة المدمرة للبلد منذ نيسان 2003 ولحد الآن ، والأستاذ كنّا معها على طول الخط ، وتبين أنه مرتاح جداً لهذا الخراب الطائفي المدمر والفساد المالي والأداري المستشريبالضد من الشعب والبلد ، حيث ينتقد تلك المظاهرات وذلك الحراك الشعبي المستمر المطالب بدولة مدنية لا طائفية ، والتي أيدها غالبية الشعب العراقي بما فيها المرجعيات الدينية المختلفة أسلامية ومسيحية مطالباً ويطالب ومستمر من أجل الأصلاح ونهاية الفساد الأداري والمالي ، وقادة المظاهرات هم من التيار المدني الديمقراطي ليلتحق معه أخيراً التيار الصدري.
فالأستاذ كنّا وللأسف يصف الثورة الشعبية العراقية وحراكها المدني بالفوضى كما وينعتها بالأعتداء على مقرات الأحزاب الدينية ، أنها لمفارقة عجيبة لكنها ليست غريبة كونه مرتاح جداً لهذا الوضع القائم الفاسد .. وهنا نسأل الأستاذ كنّا هل يمتلك أثباتات كاملة بقيام المتضاهرين المدنيين العزل بالأعتداء على مقرات الأحزاب الدينية؟! وهل هو مخول للدفاع عنها كونها مكبلة اليدين ومعصومة العينين؟؟!! وهل كانت تلك المقرات الدينية خالية من الميليشيات والحراس كي يتم الأعتداء عليها ، أم الحقيقة التي وصلتنا عبر وسائل الأعلام المسموعة والمقروءة والمرأية تنطق وتقول غير ذلك ومخالفة تماماً لأقوال الأستاذ كنّا؟؟!! حيث تم الأعتداء على المتظاهرين في بغداد والناصرية وبابل والديوانية والبصرة وغيرها من المدن والمحافظات ، فقدمت شهداء وجرحى وأعتقلت السلطة الدينية الطائفية ثوار العراق لتعذبهم أشد التعذيب في سجونها الجائرة ، كما ومارست الميليشيات الحكومية ممارسة الأغتيالات المتتالية بحق ثوار العراق .. فهل الأستاذ كنّا غافلاً عن كل ما جرى ويجري على الأرض؟؟أم هو خداع وتظليل للحاضرين في مدينة النضال والشهداء الوطنيين؟؟!!
- المقتبس الثاني من التقرير: ( كما وتحدث سكرتير الحركة الديمقراطية الاشورية عن قوات NPU وكيف كانت بداية تشكيلها والمعوقات التي وجهتها القوة ولازالت تواجهها خصوصا من حيث التسليح)
من خلال حديثه أعلاه يبين الأستاذ كنّا معاناته بخصوص القوات التي شكلتها الحركة(زوعا) وهذا شيء جيد أن يعترف بأن تلك القوات لها معوقاتها العسكرية بما فيها التسليح ومتطلبات مواجهة العدو الشرس ووسائله القاتلة والمميتة حباً بالسيطرة على مناطقنا العراقية في محافظات عديدة ومنها مناطق سهل نينوى .. وهنا نسأل الآستاذ كنّا وهو يملك خبرة سياسية وعسكرية متقدمة .. من يتحمل دماء هؤلاء الشباب المتواجدين في ساحات القتال وهم يفتقرون الى أبسط مقومات المواجهة لعسكرية واللوجستية ومتطلبات الحرب وصد ورصد فعل العدو برد فعل قوي وقاهر للعدو!!؟؟ ، وتلك القوات لا زالت تفتقر للتسليح والتدريب وتحوطات الامان وعموم متطلبات الحرب؟! فهل دماء شبابنا رخيصة الى هذا الحد لمجرد التبرجح بأننا لنا قوات مواجهة للعدو الفاشي على الأرض؟! وفق أي سياق تتم المعادلة السليمة المطلوبة ضمن الواقع المرأيي والمكشوف يا ترى؟!!
3.المقتبس الثالث من التقرير:( وابدى كنا تفاؤله من قرار الكونغرس الامريكي الاخير بتسليح القوات المسيحية مستغربا رفض بعض الجهات والشخصيات لهذا القرار مؤكدا ان NPU ليست ميليشيات كما يدعي البعض وانما هي قوات نظامية معترف بها من قبل الحكومة العراقية ومن المؤمل ان تدمج مع الحرس الوطني)
تحدث الأستاذ كنّا عن تفائله بقرار الكونغرس الأمريكي الأخير بتسليح القوات المسيحية والأزيدية ، مستغرباً رفض بعض الجهات والشخصيات للقرار دون أن يسميها!!.. الأستاذ كنّا سياسي قديم وله باع طويلة في العمل السياسي والعسكري معاً ، كونه يتقن فن الممكن والمراوغة واللف والدوران ، وذو خبرة لا يستهان بها ويعلم المناورات المتنوعة ، فهل نسى أو تناسى أو أخفى كل هذا على رفاقه وشعبه في قبول هذا العامل الذي لا يعلم أحداً ما هو المخفي والمخبأ لهذه المناورة الأمريكية ، المعروفة النوايا والأهداف التي لا تهمها غير مصالحها وحساباتها الخاصة ؟؟، والكل يعلم صغيراً وكبيراً دور داعش في المنطقة وصانه ونشأته ومموله ، منذ عقود من الزمن ولم يظهر وليد الصدفة ضمن حدث عابر ، منذ نشوء الوهابية والسلفية والأخوانية الأسلاموية النابعة من تمويل غربي والوليدة من رحم بريطانيا العظمى ورديفتها أمريكا، كما أوجدت وخلقت أبن لادن والزرقاوي والحمراوي والصفراوي والماعشي الطائفي الحاكم للعراق منذ 2003 ولحد اللحظة . وأذا كانت حقاً قواته نظامية معترف بها من الحكومة العراقية ، اليس من الصح والصحيح الأعتماد على الحكومة العراقية تسليحاً وتمويناً وتدريباً والخ دون الأعتماد على أمريكا وغيرها؟؟!!
4.المقتبس الرابع :
وكشف كنا عن الحصول على الموافقات لانشاء فوج اخر من قوات NPU (في محور الخازر لتكون قريبة من بلدات بغديدا وبرطله وكرمليس).
مبروك لكنّا حصوله على موافقة تشكيل فوج جديد ضمن محور خازر .. ونسأل الأستاذ كنّا طالما هناك موافقات لتشكيل فوج جديد ضمن قاطع خازر ، طيب اليس من الصحيح والمعقول ترتيب وتدريب وتسليح هذا الفوج وغيره من قبل المعنيين بالأمر؟؟!! فهل حصل كنّا على موافقات التشكيل من قبل قوات أمريكية أو من قبل الكونغرس؟؟!! أليس من الأفضل أن يوضح الأمر للحضور؟؟
5.المقتبس الأخير:
(وختم كنا ندوته بالحديث عن مرحلة ما بعد تحرير الموصل والقضاء على داعش، حيث ابدى عن تفاؤله بمستقبل المنطقة خصوصا بعد ماتناولته وسائل الاعلام عن فكرة تقسيم محافظة نينوى الى عدة محافظات ومن ضمنها محافظة سهل نينوى)
تمنياتنا بتفائل الأستاذ كنّا أن تتحقق ما بعد داعش والتقسيم المطروح من قبل بعض الجهات ، ولكننا نسأل هل هناك ضمان للسلام الدائم والآمن الوافر في المنطقة بعد كل هذا الخراب والدمار والقتل والسبي والهجر والتهجير ، الذي عصف بالمنطقة كاملة والذي دفع ثمنها غالياً شعبنا من القوميات الأصليلة أثنياً بسبب أنتمائهم الديني من جهة وتشبثهم الوطني من جهة أخرى؟؟!!
بأعتقادنا أنه سؤال يحيّر خيرة السياسيين ذو الباع الطويل والخبرة الفائقة على مدى عقود من الزمن القاتل الغابر المعتم ، فالكلام والحديث سهل ، لكن التطبيق والفعل على الأرض هو الصعب..
منصور عجمايا
16\6\2016