بغداد ـ «القدس العربي»: كشف كاتب عراقي بارز ونائب سابق أن هناك اتفاقا أمريكيا إيرانيا لإقامة الإقليم السني غرب العراق، مؤكدا أن المستفيد الأكبر من تقسيم العراق هي إيران لأنها ستهيمن على وسطه وجنوبه.
وأعلن الكاتب والنائب السابق حسن العلوي في لقاء تلفزيوني تابعته «القدس العربي» أن هناك ترتيبات يتم الاتفاق بشأنها حاليا بين أمريكا وإيران لتقسيم العراق إلى أقاليم أولها الأقليم السني في المحافظات الغربية إضافة إلى الإقليم الكردي في الشمال، وأن هذا الترتيب هو جزء من صفقة الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني الذي تم توقيعه مؤخرا.
وأكد ألعلوي أن زيارة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري إلى أمريكا قبل أيام جاءت من أجل اللإعداد للإقليم السني الذي قطع شوطا كبيرا ووصل إلى مرحلة رسم الحدود، حيث الخلاف الآن بين أمريكا وإيران هو هل تكون تكريت وسامراء التي فيها مراقد شيعية مهمة، ضمن الإقليم السني أو الشيعي، حسب قوله.
وكشف العلوي ان قيام الإقليم السني في المحافظات الغربية سيجعل الإقليم الشيعي الذي يضم وسط العراق وجنوبه، خاضعا لإيران وسيلغي الحدود بين العراق وإيران باعتبارها العمق العقائدي للشيعة بمواجهة الإقليم السني ذي العمق العربي. وانتقد العلوي الزعماء السنة الساعين لإقامة الإقليم السني الذي وصفه بأنه سيولد ميتا وليس فيه مقومات الحياة لعدم وجود موارد لديه وانعزاله وسط الصحراء، داعيا إياهم لتحرير مناطقهم أولا من تنظيم «داعش» ومساعدة أهلهم النازحين قبل التفكير بالإقليم.
وأكد العلوي النائب في دورة مجلس النواب للدورة السابقة، أنه مطلّع على الكثير من المعلومات والحقائق أكثر من رئيس الوزراء حيدر العبادي بحكم كونه محايدا وله علاقات واسعة مع كل اطياف الشعب العراقي ومختلف السياسيين سواء في العملية السياسية الحالية أو المعارضين لها، وأنه يعلم بأن مخطط تقسيم العراق يسير بثبات نحو التحقق.
ومعروف عن حسن العلوي أنه كاتب وصحافي بارز له العشرات من المؤلفات الخاصة بالوضع السياسي في العراق بحكم كونه ضمن المعارضة العراقية قبل 2003 ولديه صلات واسعة مع كل الأحزاب والقوى السياسية والدينية العراقية، وكان نائبا في مجلس النواب عن التيار الصدري خلال دورته السابقة، ويركز في كتبه وطروحاته على الانتماء العربي لشيعة العراق وضرورة إبعادهم عن الهيمنة الإيرانية.
وكان ائتلاف متحدون للاصلاح بزعامة نائب رئيس الجمهورية السابق أسامة النجيفي قد طالب في اجتماعه الموسع الثلاثاء الماضي، وضمن مناقشته للوضع الداخلي في العراق، بالتوصل إلى رؤية استراتيجية لاحتواء التناقضات والمشاكل التي تعترض مسيرة العراق، مع التأكيد أن «متحدون» مع إنشاء أقاليم المحافظات ضمن حدودها الجغرافية بعيدا عن أي تقسيم طائفي، وبما يتفق مع بنود وفقرات الدستور المعتمد.
كما أكد أسامة النجيفي، الأربعاء، أثناء لقائه بالسفير الكويتي في بغداد، ان دعوته لإنشاء أقاليم المحافظات تأتي متفقة مع الدستور، معتبرة انها تعد أساسا صالحا للرد على مشاريع التقسيم المرفوضة وتقليل السيطرة والاستحواذ من المركز.
ويذكر ان إعلان الإقليم السني في المحافظات السنية العراقية، يعتبر من النقاط الخلافية المهمة بين قيادات الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية السنية، حيث يعتبره طيف واسع من الشعب العراقي وبعض قواه السياسية والدينية، مقدمة لتقسيم العراق، بينما يعتبره المؤيدون للمشروع، الطريقة الوحيدة لرفع هيمنة الحكومة (الشيعية) عن المكون السني أسوة بالإقليم الكردي الذي يشجع التوجه نحو إنشاء المزيد من الأقاليم في العراق.