Articles Arabic

ان الحجر ختمه اليهود

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف _ www.almohales.org

“أناشيد القيامة اللحن الأول إِنَّ الحجرَ ختمَهُ اليهود. وجسدَكَ الطَّاهرَ حرسهُ الجنود. لكنَّكَ قمتَ في اليوْمِ الثَّالث. أَيُّها المخلِّص”

الحجر ويعقوب:

بعد خروج يعقوب من بئر السبع لحاران { هوشع 13 :12 } وخوف يعقوب من المستقبل ومن الحيوانات { التكوين 11 :28 } ويصف الحكماء الشيوخ {חז”ל} نص المزمور 1 :121 :” من أين يأتي عوني” وتصف لنا التوراة سلوك يعقوب {تك 11 :28 } حين اخذ يعقوب حجارة ونام، ما غاية التوراة من هذه القصة والحجارة؟ ولماذا ذكرت التوراة وضع الحجر تحت رأسه؟ :” وَأَخَذَ مِنْ حِجَارَةِ الْمَكَانِ وَوَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ،”.

الحجر مثله مثل يعقوب، الحجر منزوع من الأرض ويمكن نقله من مكان لآخر، يشبه يعقوب الحجر المنزوع من الأرض، لذلك يأخذ الحجر ويضعه تحت رأسه. وأهمية الحجر تظهر في الغد يأخذ الحجر ويستخدمه.

يحلم يعقوب ويظهر له الله { التكوين 15 _13 :28 }. يقول الله ليعقوب، أنت لست وحدك فانا معك، تستطيع النوم بأمان وحارسك أنا. وفي الصباح باستيقاظه يحمل الحجر { التكوين 18 :28 وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ وَأَقَامَهُ عَمُودًا، وَصَبَّ زَيْتًا عَلَى رَأْسِهِ”. الترجمة استخدمت عمود والمفضل نُصب للكلمة العبرية {מצבה} وأصبح الحجر النصب الثابت الدائم، واخذ الجواب لسؤاله :” من أين يأتي عوني” والجواب مزمور 2 :121 :” مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، صَانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ.”

ويستمر يعقوب عن معنى الحجر بقوله نص التكوين28: 20-22 :”وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْرًا قَائِلًا: «إِنْ كَانَ اللهُ مَعِي، وَحَفِظَنِي فِي هذَا الطَّرِيقِ الَّذِي أَنَا سَائِرٌ فِيهِ، وَأَعْطَانِي خُبْزًا لآكُلَ وَثِيَابًا لأَلْبَسَ، وَرَجَعْتُ بِسَلاَمٍ إِلَى بَيْتِ أَبِي، يَكُونُ الرَّبُّ لِي إِلهًا، وَهذَا الْحَجَرُ الَّذِي أَقَمْتُهُ عَمُودًا يَكُونُ بَيْتَ اللهِ، وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَإِنِّي أُعَشِّرُهُ لَكَ».”. لم يبق الحجر يتيما فيصبح بيت الرب مع حجارة أخرى، واللفظة بعبرية التوراة :” אבן ” التكوين 24 :49 :” מִשָּׁם רֹעֶה אֶבֶן יִשְׂרָאֵל وَلكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ. مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ يَعْقُوبَ، مِنْ هُنَاكَ، مِنَ الرَّاعِي صَخْرِ إِسْرَائِيلَ،” والترجمة الآرامية :” דבמימריה זן אבהן ובנין זרעא דישראל ” أي :”אבן – אב ובן اللفظة بالعبرية لغة الأصل توضح أكثر حيث مركبة هي من أب وابن أي الحجر هو من الآب والابن” هذا المعنى حسب {האגדה מידה י”א} أي نقرأ الكلمة لمرتين مع الحرف الأخير فيكون :” אב בן”، لان حرف الباء هو الرابط والمشترك بين اللفظتين ” فكشف يعقوب ان الحجر الذي وضعه تحت رأسه لينام بالراحة هو :” الآب والابن” وهو يبني بيت إسرائيل وهذا الحجر يكون :” بيت يعقوب”.

وما الحجر إلا جمع لفتات كثير تتصلّب هذه الفتات.يكشف يعقوب بحلمه سرّ الحجر:

الوحدة. وليس الحجر بعد بأمر منزوع من الأرض لا بل نُصب ثابت دائم ومع حجارة أخرى مستقبلا تكوّن البيت {القصد الهيكل_ كنيسة الله _ المسيح}.

يذهب يعقوب لحاران ويرى منظرا غريبا { التكوين 3 _2 :29 :” وَنَظَرَ وَإِذَا فِي الْحَقْلِ بِئْرٌ وَهُنَاكَ ثَلاَثَةُ قُطْعَانِ غَنَمٍ رَابِضَةٌ عِنْدَهَا، لأَنَّهُمْ كَانُوا مِنْ تِلْكَ الْبِئْرِ يَسْقُونَ الْقُطْعَانَ، وَالْحَجَرُ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ كَانَ كَبِيرًا. فَكَانَ يَجْتَمِعُ إِلَى هُنَاكَ جَمِيعُ الْقُطْعَانِ فَيُدَحْرِجُونَ الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ وَيَسْقُونَ الْغَنَمَ، ثُمَّ يَرُدُّونَ الْحَجَرَ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ إِلَى مَكَانِهِ.} حسب الحكماء الشيوخ {חז”ל} فيعقوب لم يشاهد بعد تجمّع القطعان ودحرجة الحجر والسؤال ما غاية الوصف هنا؟ ولاحقا من حديثه والرعاة يفهم مغزى الحدث { التكوين 8 _7 :29 }.

يرى يعقوب هذه الأمور بعينه الروحانية، والآيات التي تصف البئر مع القطيع هي رؤيا يعقوب. البئر لها المعنى الخاص، لوجود الحجر الكبير على البئر، والسؤال لماذا الحجر على البئر؟ ولماذا بعد دحرجة الحجر أعادوا الحجر ؟ وبكل بساطة لئلا تشرب الناس من البئر دون الإذن. والمعنى الأعمق لذلك حسب التوراة، ان يعقوب رأى هناك ثلاثة من قطيع الغنم، واللفظة :” שם هناك ” فهي كلمة زائدة لا حاجة لها، لكن ليس صدفة قالها الرب، فاستخدام هذه اللفظة يكون لوصف أمر روحانيّ {راجع הלכות יסודי התורה פ”א ה”א} وحسب الحكماء الشيوخ اللفظة :” שם” والثلاثة هي الرمز والدلالة :” لموسى واهرون ومريم، أي ثلاثة أرجل وثلاثة من القراء للتوراة، الكهنة واللاويين والإسرائيليين {כהנים לוים וישראלים, משה ואהרן ומרים، בראשית רבה פרשה ע’, ח’-ט’}.

البئر مليء بمياه صافية باردة، لكن على فتحة البئر الحجر الكبير مانعا الوصول للمياه.يستطيع الإنسان سماع الخرير دون الشرب من المياه الباردة او ان يسقي القطيع.

يرى يعقوب بعينه الروحية، فقط حين اجتماع القطعان كلها، يمكن دحرجة الحجر والشرب من المياه وإعادة الحجر ثانية.

ما المعنى لذلك؟

ان يبقى البئر للعامة وتحت خدمة الكل. ولئلا يسيطر الواحد على البئر تم وضع الحجر، وفقط في تجمّع الناس يمكن دحرجة الحجر، وبغياب البعض لا يمكن للبقية ان تدحرج الحجر.

يرى يعقوب ان مياه الحياة هي بمتناول اليد. وفق باجتماع الكل، وبالوحدة يمكن الحصول على المياه ويدحرج الحجر بسهولة، ويضعون الحجر ثانية لتغطية البئر. {المسيح الواحد والمجتمعون باسمه}.

في الوقت الذي رأى يعقوب راحيل امتلأ قوّة ودحرج الحجر لوحده، وما تصفه لنا التوراة ان رؤية راحيل هي رؤية بيت إسرائيل الذي سيبنى بأيديهم بمعنى ان كل إسرائيل واحد والحجر يتدحرج من ذاته.

ليس صدفة إرادة الله بوجود الحجر على البئر، لم يتم تقسيم اورشليم لأسباط، لئلا تتخاصم الأسباط على ملكية اورشليم والهيكل. وتم بناء الهيكل بوجود الملك {מורה נבוכים ח”ג פמ”ה} وبوحدة بيت إسرائيل يحظى الشعب بالهيكل. {مزمور 3 :122 :” أُورُشَلِيمُ الْمَبْنِيَّةُ كَمَدِينَةٍ مُتَّصِلَةٍ كُلِّهَا، יְרוּשָׁלִַם הַבְּנוּיָה כְּעִיר, שֶׁחֻבְּרָה-לָּהּ יַחְדָּו الصيغة العبرية שֶׁחֻבְּרָה توضح المعنى أكثر أي تمّ “ربطها ورُبطت” وكل زاوية تطلّ عليها {ברכות ל’ ע”א} كل هذا مرتبط بوحدة إسرائيل.

يعقوب يصلّح الحجر، ويحوّل الوحدة لنداء باسم الله “بيت الله” ففي التكوين 3 :11 و 6 :11 لكن هنا مشكلة والخصام، وهذا ما صلّحه يعقوب بالوحدة يدحرج الحجر والكل ينعم من المياه الصافية الباردة. راجع الجامعة 9 :10

ولو راجعنا نص الخروج 21 :28 ان الحجارة تكون على أسماء بني إسرائيلوأبواب المدينة بأسماء أسباط إسرائيل أي أسماء أبناء يعقوب منحوتة على الحجارة.

مقارنة الحجر بين التوراة والإنجيل

اللفظة اليونانية {Lithos} لفظة شاملة لكل أنواع الحجارة وتقابلها بالعبرية {אבן} واستخدمت 350 مرّة، وفي الكثير من الأحيان تستخدم ألفاظ عبرية أخرى للكلمة اليونانية، مثل حجر الرحى وحجر الحدود وأكوام الحجارة، الفعل {Lithazo} ورد في 2 صم 13 ،6 :16 بمعنى رجم شخص ما بالحجارة، أما بالنسبة للمفهوم اللاهوتي في التوراة للرجم بالحجارة فاللفظة {Lithoboleo} مثلا، لاويين 27 ،2 :20 ويش 25 :7 .

اللفظة “Mylos” حجر رحى وردت في السبعينية خر5 :11 وتث 6 :24 واش 2 :47 تعني حجرين مستديرين مسطحين بينهما توضع حبوب لإزالة القش وفي القضاة 53 :9 قُتل ابيمالك بحجر رحى .

واشعياء يحذر من” حجر عثرة” 15 _11 :8 بمعنى كما يعثر شخص ما بحجارة في منتصف الليل، هكذا ستكون دينونة الشعب وبشكل مفاجئ.

في أش 16 :28 الاستخدام تصور بناء بيت، وحجر الأساس في مقابلة مع سياسة، وكذلك استخدام مزمور 22 :122 بما يشبه “حجر الزاوية”.

زكريا يجعل عدة إشارات للحجر حول إكمال بناء الهيكل في فترة ما بعد السبي، 10 _7 :4 ، يخبر دانيال 35 _34 :2 عن حلم نبوخذنصر، الذي فيه كلام عن خروج حجر من جبل بدون أي تدخّل بشري ويُحطّم التمثال العظيم عند قدميه اللتين من حديد وخزف.وفي دانيال 45 _44 :2 فسّر الحلم كتأسيس لملكوت الله الذي سيسحق كل الممالك الأخرى عن الأرض.

في اشعياء 16 :28 ، حيث تَوقّع اليهود تجديدا للهيكل .

أكثر حالات ورود الكلمة ” حجر _Lithos” في الازائية { Synopticمن الكلمتين synchronus التي تعني في نفس الوقت وoptic الرؤية المشاهدة} وعند متى بشكل خاص بمعنى ” حجر الرحى { 60 :27 و 2 :28 ولوقا 2 :17} او حجر كريم { رؤ 16 ،12 :18 و19، 11 :21 }.

التعبير عند لوقا 40 :19 :” فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ” نفهمه بشكل جيّد لو رجعنا للتوراة والخلفية التوراتية، حيث صيحات الاتهام من الأشياء الميّتة، قارن التكوين 10 :4 وحبقوق 11 :2 :” فَقَالَ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ. لأَنَّ الْحَجَرَ يَصْرُخُ مِنَ الْحَائِطِ فَيُجِيبُهُ الْجَائِزُ مِنَ الْخَشَبِ.”

قول يوحنا المعمدان بإقامة الله أولادا لإبراهيم من الحجارة يعني ان الله يمكن ان يشكّل إسرائيل جديدة من الذين لا يمتلكون أية مؤهلات مثل الأنساب التي لهم ، متى 9 :3 ولو 8 :3 ورو 25 _9 :4 .

ومرقس 2 :13 عن دمار الهيكل بقول الرب، انه لا يترك حجر على حجر فهي رؤية مستقبلية للرب لخراب الهيكل سنة 70م.

هناك نصوص إنجيلية تشبّه المسيح بالحجر { مر 10 :12 ولو 18 _17 :20 واستنادا على مزمور 22 :118 } وفي ارتباط مع مثل الكرامين عن رفضهم له وسيصبح حجر الزاوية والرأس لهم، والمرفوض من قبل الشعب، وطبقا لأعمال الرسل 11 _10 :4 حدث تمجيد الرب بقيامته أف 22 _20 :2 .

من ناحية أخرى في لوقا { 18 :20 } يسوع يشبّه بالحجر الذي يُحطّم ويسحق معارضيه تلميحا لنص دانيال 34 :2 وفي رومية 22 :9 يقتبس بولس اشعياء 14 :8 ويفسر ان حجر العثرة هو المسيح وهو سبب خراب اليهود.

في رومية { 33 :9 } و رسالة بطرس { 1 بط 8 _4 :2 قارن لو 34 :2 } يندمج التفسيران : الايجابي ليسوع كحجر الزاوية والسلبي كحجر عثرة لمعارضيه، ومقارنة والتوراة لمعنى الصخرة، هذا يساعدنا على رؤية أهمية يسوع في الإنجيل والشريعة، في الخلاص والدمار، والإيمان الفردي وحده الذي يقرر التأثير المحيي او المهلك { 1 بط 4 :2 ولو 18 :20 }.

يشبه بطرس { 1 بط 5 :2 } المسيحيين بِ : ” مبنيين كحجارة حيّة” قارن افسس { 20 :2 }.

متى 41 :24 مقارنة بسفر العدد 8 :11 :” اِثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى الرَّحَى، تُؤْخَذُ الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى. كَانَ الشَّعْبُ يَطُوفُونَ لِيَلْتَقِطُوهُ، ثُمَّ يَطْحَنُونَهُ بِالرَّحَى أَوْ يَدُقُّونَهُ فِي الْهَاوَنِ وَيَطْبُخُونَهُ فِي الْقُدُورِ وَيَعْمَلُونَهُ مَلاَّتٍ. وَكَانَ طَعْمُهُ كَطَعْمِ قَطَائِفَ بِزَيْتٍ. “تحذيرات الرب لمجيئه، والحقيقة ان :” وصوت رحى لن يسمع فيك فيما بعد” طريقة واضحة جدا لإظهار الدينونة على بابل { رؤ 22 _21 :18 } فالدينونة على بابل قارن النصوص ، ارميا 64 _60 :51 ودانيال 35 _34 :2 .

في رؤيا 22 :18 يدل حجر الرحى على نشاط غير مؤذي وضروري، بينما حجر الرحى في النص 21 :18 يصبح أداة للدمار كما قول يسوع في مرقس ومتى ولوقا { 42 :9 6 :18 و 2 _1 :17 } التعبير اليوناني عند متى ولوقا {Mylos Onikos } يعني ” رحى حمار” وهي حجارة تعود للطاحونة دلالة لكبر الحجر والحاجة للقوة لتحريكه.

اللفظة اليونانية في السبعينية {Lithazo} استخدمت 9 مرات في العهد الجديد، وتشير لعملية الإعدام بالرجم { يو 5 :8 و 33 _31 :10 واع 19 :14 ومتى 35 :21 واع 59 _58 :7 }.

راجع :“דרכי לימוד מדרש”,

אינציקלופדיה עולם התנ”ך

אינציקלופדיה מקראית

Follow Us