Articles Arabic

طروحات و أسئلة حـول كـتاب المرحـوم الأب الدكـتـور يوسف حَـبي مجامع كـنيسة المشرق (الجـزء الثاني)

يطرح المؤلف موضوعاً في غاية الأهمية وهو: (الصراع الدائم بـين كـنيسة القانون و كـنيسة المحـبة).

الكاتب: (العديد من المعضلات التي تخص الكهنوت، السلطة في الكنيسة، لاهوت الكنيسة، هي منوطة بالمفاهيم المتعددة المرتبطة بالصيغة القانونية لمن لهم السلطة في الكنيسة. وقد تكونت هذه الصورة (القانونية) عبر العصور من خلال ضرورة التكيف وفقاً للظروف. من هنا مشكلة التطابق بين الاصول الاصلية والتطورات اللاحقة، وما ينجم عن ذلك من تفسيرات صائبة أو خاطئة). ص 17.

الكاتب في هـذا الصدد يعـطي الحـل للكـنيسة المؤسساتية وهـو يجـب أن تكـون هـناك مصالحة دائمة ما بـين كـنيسة القانون وكـنيسة المحـبة .

ما بـين قانونية الكـنيسة ورسالتها الخلاصية :

تأسست كـنيسة المسيح منـذ الـبِـدء عـلى الرسل الـقـديسين في قـيادة رسالة الخلاص إلى العالم أجمع. تطورت الكـنيسة عَـبر الزمن في إنـشـاء كـنائس عـدة في أرجاء الأرض الأربعة، وإحـتاجـت أن تُـقـيم لها نظاماً (قانوناً) يُـنظم حـياتها ورسالتها حسب مكانها الجغـرافي وظروف حـياتها الـثـقافـية والمعـيشية. هـذا النظام أو القانون يجـب أن ينسجم ولا يتعارض مع هـدف رسالة المسيح الخلاصية. بالرغم من العـقـبات والصعـوبات التي تواجه كـنيسة المسيح في مراحلها الأولى، نلاحظ أن كـنيسة الروح تـنـتـصر عـلى كـنيسة القانون (مشكـلة مجـمع أورشليم – و إنـتـقال خـدمة مار مرقـص من كـنيسة مار بولس إلى كـنيسة مار بطرس).

الصراع الحـقـيقي قائم إلى يومنا هـذا بـين الكـنيستين في المؤسسة الواحـدة. يستـشهـد الكاتب، بأن المجـمع الفاتيكاني الثاني قـد قـلب الطاولة عـلى المؤسسة الهـرمية، وأعادها إلى كـنيسة الروح والمحـبة، بأن الكـنيسة هي جسد المسيح السري، وجميع أعـضاء الكـنيسة يلـتـفـون حـوله. السؤال المطروح هـنا: هـل الكـنيسة المؤسساتية القانونية مِن أعـلى هـرمها إلى أسفـله إسـتكـملت ولو بنسبة قـليلة من وثائق المجمع؟ أم هـو عـبارة عـن حِـبر عـلى ورق. أتـذكـر في المؤتمر الكـلـداني الأول لسنة 1996 المنعـقـد في بغـداد، طرحـت الكـثير من الـقـرارات بجـوانب عـدة، ويخـرج أحـد المطارين ويقـول: (خـليهم يقـولون بكـيفهم، وإحـنا نعـمل بكـيفـنا). شعـرت منـذ ذلك الزمان أن كـنيستـنا بخـطر إيماني ورسولي تحـت إدارة مثـل هـؤلاء الأساقـفة. بالـرغم من هـذه الصورة السوداوية للكـنيسة، لكـن هـناك أساقـفة وكهـنة بـين الحـين والآخـر يحاولون أن يُجـسدوا صورة كـنيسة المسيح الحَـية ورسالتها في هذا العالم.

خاتمة:

أنا أدعـو جـميع المؤمنين أن يكـونوا حكـماء في رؤيتهم للواقع الكـنسي، وأنْ يميّـزوا ما بـين الصراع في المؤسسة الكـنسية بجـسـدها الواحـد عـلى صعـيد كـنيسة القانون وكـنيسة الروح والمحـبة. في هذا الصراع الدائم يخـرج صوت كـنيسة المسيح بمؤمنيها وكهـنـتها وتجـبر كـنيسة القانون في أن تكـون خادمة لكـنيسة الروح والمحـبة، وتعـيش بشراكة من أجل خلاص الـنـفـوس وسعادتهم.

الاب بيتر لورنس

Follow Us