Articles Arabic

الحـلـقة الثانية ــ الجـمعـيات الكلـدانية الشعـبـية في المهـجـر إلى أين ؟

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ

سـؤال : نـفـتـرض أن رصيد جـمعـية كلـدانية بعـد عـشر سنـين سيصبح ( 100 ألـف ، أو200 ألـف دولار ) فـماذا سـتـفـعـل به ؟ إن نشاطاتها لا تـتـطـلـب هـكـذا مبلغ . نحـن بحاجة إلى تـنـشـيـط الشعـور الـقـومي الكلـداني عـنـد شـبابنا وأطـفالـنا ، إنه أفـضل من رصيد مليون دولار . فأين كـلـدانية الهـيئة الإدارية للجـمعـية التي تسمي نـفـسها (( كـلـدانية )) ؟

*************

أمثـلة لقـصص غـريـبة واقعـية في حـياة الجـمعـيات الكلـدانية :

أولاً : ناشط كلـداني عـرضَ عـلى جـمعـيته إقامة حـفـلة (( للأطفال فـقـط )) عـلى حـسابه الخاص ، لا بإسمه بل بإسم الجـمعـية : ( إيجار القاعة وتـزيـيـنها + مأكـولات ومنعِـشات + الهـدايا + أية أمور أخـرى تـتعـلـق بحـفـلة الأطفال .. عـدا الغـرامات إذا حـدثـت ) وطلب منها تخـمين الكـلـفة ، لكـن السيد الرئيس إمتـنع دون ذكـر الأسباب . فإتجه الناشط إلى جـمعـية كـلـدانية أخـرى وعـرض عـليهم الـفـكـرة فـرحّـبـوا بها ، وخـمّـنـوا الكلـفة بـ ( 1200 ) دولار ، فـسـلـّـم لهم المبلغ نـقـداً مع 100 دولار إضافـية وأقامـوا حـفـلـتـين للأطفال بـدلاً من واحـدة وبإسم جـمعـيتهم … فـما هـو تـفـسير إمتـناع رئيس الجـمعـية الأولى ؟ .

ثانياً : في يوم مضى ، وبـدون إستـشارة الأعـضاء ولا اللجـنة الإستـشارية ، تـبـرّع رئيس جـمعـية كلـدانية من رصيدها بمبلغ 500 دولار لأسـقـف غـريـب ــ لا كلداني ــ كان زائراً من أبرشية كلـدانية . وبعـد سنين جاء كاهـن كلـداني زائـر معـروف لـدى الجـمعـية ذاتها ( ليس عـنـده وارد مالي لأسباب خاصة ) . فإقـترح أحـد الناشطين أن تُـقـدّم هـدية مساعـدة لهـذا الكاهـن من رصيد الجـمعـية ، فـرُفِـض الإقـتـراح قائلين : لا تـفـتح لـنا باباً من هـذا الـنـوع ! … هل لاحـظتم فـرق التعامل مع الأسقـف اللاكلـداني الغـريـب والكاهـن الكلـداني الـقـريـب؟

ثالثاً : حـين سُجّـلـتْ إحـدى الجـمعـيات رسمياً وعـلناً ، أراد ناشط من المنـتـمين إليها ، الإطلاع عـلى وثيقة تسجـيلها فـطلبها من السكـرتير ولاحـظ خـطأ في تـرجمة إسمها ولا يـدل عـليها ، فإتـصل أولاً بالجهة المعـنية وأفادته بأن الخـطأ يمكـن تـصحـيحه بـ ( 70 ) دولار وعـلى عـضو الإرتباط للجـمعـية أن يتابعه . المهم هـذا الناشط حـضر إجـتماعاً للهـيـئة الإدارية وطرحَ موضوع ــ الترجـمة الخـطأ ــ موضحاً أنّ الحـل بسيط جـداً ! فـقالـوا سنـنـظـر في الموضوع . فـما هـو أصل الموضوع ؟ إن الجـمعـية تجاهـلتْ الشـباب الكـلـدان الجامعـيّـين المتمكــّـنـين باللغة الإنـﮕـلـيزية ، وإلـتجأت إلى شخـص ــ لا كـلـداني ــ لهـذا العـمل ((الشاق)) الـذي تعـمّـد وتـرجـمها بصيغة لا تـدل عـلى إسمها المعـروف ! وبقي الخـطأ حـتى اليوم . لكـن الملـفِـت للـنـظر أنّ الهـيئة الإدارية عاتـبت سكـرتيرها عـن سـماحِه للناشط الإطلاع عـلى وثيقة التسجـيل الرسمية وكأنها (( سـرية لا يحـق لأحـد الإطلاع عـليها )) .

رابعاً : في سـنة ما ، أقام الأسـقـف حـفـلة جـمع تبرعات وفـرض عـلى كل جـمعـية عـشرة مقاعـد بمبلغ ( 1000 ) دولار . إن الهـيئة الإدارية لم تـتـصل بالأعـضاء دافعي الإشتـراك ، وإنما إستمتعَـت لـوحـدها بالحـفـلة من رصيد الجـمعـية وكأنه ــ مُـلـكاً لها ــ ، كان المفـروض أن يتـفـقـوا مع الأعـضاء المنـتمين إليها . أما إذا أراد أحـد الأثـرياء ومن جـيـبه الخاص أن يتـبـرّع للأسـقـف ( إبن بلـدته أو آخـر غـيره ) فهـذا شأنه الشخـصي ولا أحـد يتـدخـل فـيه .

خامساً : في يوم ما ، شاء بعـض الكلـدان إستـضافة سياسي كـلـداني من العـراق ، والسفارة تـتحـمّـل كافة التكالـيف منـذ إنـطلاقه من العـراق وإقامته وحـتى مغادرته إلى العـراق . ولما عُـرض الموضوع عـلى الهـيئة الإدارية الكلـدانية ، ردّ السيد الرئيس قائلاً : (( نحـن لا نـتـدخـل في السياسة )) فألغـيَـت تلك الإستـضافة …. ولكـن بعـد مدة فإن ــ السيد الرئيس نـفـسه ــ حـضر حـفلاً أقامه حـزب سياسي عـراقي دعاية له للمشاركة في الإنـتخابات العـراقـية ! ولما ذكـّـروا الرئيس بتـصرّفه المتـناقـض أجاب بسـذاجة قائلاً : (( حـين يـدعـوني أحـد إلى حـفـلة زواج إبنه فأنا أحـضر )) ! وكأنّ حـفـلة حـزب سياسي هي حـفـلة زواج .

سادساً : إحـدى الجـمعـيات الكـلـدانية دعـت أعـضاءها إلى إجـتماع لطرح إقـتـراحات والإتـفاق عـليها بالتـصويت الـديمقـراطي . وقـبل أن يـبـدأ السكـرتير بالكلام ، فإن أحـد الناشـطين هـمس لـزميله الجالس بجانبه في ذلك اللـقاء وقال : (( سـتلاحـظ الحاضرين يـوافـقـون عـلى جـميع الإقـتـراحات مهما كانت وبـدون إعـتـراض !)) إستغـرب الزميل ولم يقـتـنع وقال : هـذا مستحـيل … ردّ عـليه الـناشط : إنـتـظر وسترى .

بـدأ السكـرتير يعـرض إقـتراحاته : (أ) نـرغـب في عـمل نـشرة شهـرية عـن أخـبار جـماعـتـنا ونـوزعها لعـوائـلـنا فـماذا تـقـولون يا إخـوان ؟ الإخـوان رفعـوا أصابعهم تأيـيـداً  (ب) نخـصص يوماً واحـداً في الأسبوع لـلـقاء عـوائـلـنا ونجـري لعـبة ترفـيهـية مثل الـدنـبلة أو ــ Raffle Ticket ــ فـماذا تـقـولـون يا إخـوان ؟ الإخـوان رفعـوا أصابعهم تأيـيـداً (ج) نخـتار أشخاصاً مستـشارين لمسانـدة الهـيئة الإدارية في إتخاذ القـرارات عـنـد الحاجة ، فـماذا تـقـولـون يا إخـوان ؟ الإخـوان رفعـوا أصابعهم تأيـيـداً. (د) … وهـكـذا .

فإستغـرب الزميل وسأل عـن السبب ! فـقال له الناشط : إنهم لا يعـتـرضون كي لا أحـد يسألهم : لماذا وكـيـف ومتى وأين ووووو ، لأنهم ليسوا بمستـوى الحـوار ، فأفـضل جـواب هـو : مْـوافـج !!!!!!! فلا أحـد يناقـشهم . وأخـيراً لم تُـنـفّـذ تلك الإقـتـراحات رغـم الموافـقات .

سابعاً : بعـد إنـتهاء السنة المالية دعـت الهـيئة الإدارية إلى إجـتماع لإنتخاب هـيئة جـديـدة وفـق القانون ، وكما هـو مألـوف في الأنظمة الـديمقـراطية يطمح المرشح إلى كـسب الأصوات فـيُعـلِـن برنامجه العـملي مسبقاً وعـلى ضوئه يُـنـتخَـب ( فـيطـبّـق برنامجه ) . وأثـناء الإجـتماع سألـوا الحـضور : مَن منكم يرغـب في تـرشيح إسمه ؟ فـقام أحـد الـنـشطاء الكلـدان وقـدّم إقـتـراحاً عادياً وقال : نطلـب ممّن يرغـب في تـرشيح إسمه أن يُعـلِـن برنامجه ! … ولكـن قـبل أن يتكـلم أحـد من بـين الحـضور ، قام إثـنان من وُجَهاء الـقـوم فـوراً وقالـوا له : لالا ، لا نـريـد ذلك ! والحاضرون سكـتـوا لأنهم ليسوا واعـين بمستـوى الإقـتراح ، والناشـط سكـت أيضاً ! وبالتالي لم يُـرشح أحـد إسمه إما بسبـب ــ الـتواضع أو العجـز ــ مما جـعـل الحاضرين يخـتارون أسماءً إستـناداً إلى العلاقات ، وأجـري عـليهم التـصويت وفاز مَن كانـت له صداقات دون الإعـتماد عـلى الكـفاءات .

وهـنا يحـلـو السؤال : لماذا رُفِـض إقـتـراح الناشط ؟ الجـواب : كي لا يُحـرَج الشخـص الـذي ينـوي تـرشيح نـفـسه لأنه عاجـز وبدون برنامج ، وإنما هي شكـليات وتباهي بالمنصب وكأنه سـيصبح قائـداً عاماً للـقـوات المسلحة ، ولـو سألـوه : لماذا صرتَ رئيساً أو عـضواً وأنت لم تعـمل شيئا مميّـزاً ؟؟ سـيُجـيب : ( أنا شخـصياً لم أرغـب بالمنصب ولكـنهم إنـتخـبوني ) .

ثامناً : في إجـتماع الإنـتخابات بعـد أنْ تـشكـّـلت الهـيئة الإدارية ، صاح أحـد قادتها فجأة دون أن يحـتـرم الحاضرين ، وقال : أنا أعـيّـن فلان وفلان وفلان مستـشارين ! أما الحاضرون إنـدهـشوا من هـذا الـتـصرّف الغـريـب ولكـنهم لـزموا الصمت ، لأن الثلاثة ( فلان وفلان وفلان ) هم أصدقاء مقـرّبـون ، فالأخلاق والكـياسة لا تسمح بالإعـتـراض عـليهم … فـنـقـول للهـيئة الإدارية الصامتة عـلى هـذا التـصرّف : ما هـكـذا تـورد الإبل يا جـماعة الخـير .

تاسعاً : في إحـدى السفـرات إلى منـتـزه ، وقـبل الـدخـول إليه قام بعـض الأعـضاء بمخالـفة قانـونية ( كـسر أقـفال الـبـوّابة مرتـين ) ! مما أدى إلى تغـريم الجـمعـية آلاف الـدولارات دفـعـوها ولم يـصرّحـوا بها . من جانب آخـر كانـت الجـمعـية قـد إشـتـرتْ عـلى حـساب رصيدها 14 بـدلة ملابس تـراثية للإحـتـفالات قـبل أكـثر من 25 سنة ، بمعـنى هي مُـلـك جـميع الأعـضاء ! إخـتـفـتْ بـين هـذا وذاك من الأصدقاء الحـميمين . وبسبب العلاقات الشخـصية فلا أحـد يسأل عـنها حـتى اليوم . كـل الأمور مخـفـية ومخـفـية ومخـفـية .

عاشراً : دعـت الهـيئة الإدارية لجـمعـية كلـدانية إلى إنـتخاب هـيئة إدارية جـديـدة في لقاء مخـتـصر وقـصير ، وقال السيد الرئيس ( إنـنا تعـبنا ) ونريـد هـيئة جـديـدة ، فـتـقـدّم عـدد من الشبّان وأعـلـنـوا أنـفـسهم هـيئة إدارية وبـدأوا مباشرة بجـمع الإشتـراكات بـدون سؤال ولا جـواب ! ولا ترشيح ولا إنـتخاب ولا جـمع أصوات ولا قـراءة مَحـضر الإجـتماع السابق ، ولا تـقـرير مالي ، ولا نـفـقات ، ولا يُـعـرَف رصيد الجـمعـية … والأعـضاء لا يعـرفـون كم هُـدِرَت من أموال الجـمعـية ، ولماذا ! وما سبب الـتـبـذير ، ولا ولا ولا .

حادي عـشر : جـمعـية تحـمل إسماً تـراثـياً مشهـوراً ، دعـت هـيـئـتها الإدارية ( أشخاصاً للإجـتماع بهم وإستـشارتهم ) في دار السيد الرئيس دون أن يعـرفـوا الهـدف . فكان الموضوع تغـيـير إسم الجـمعـية ــ بلا سبب وجـيه ــ . دار الحـوار بـين السكـرتير والمدعـوّين الـذين رفـضوا الـتغـيـيـر وخاصة الناشط الـذي ردّ عـلى كافة الحجج وفـنـّـدَها ! ورغم ذلك فإنّ الهـيئة طلبت التـصويت عـلى الـفـكـرة ، فجاءت الـنـتيجة بقاء إسم الجـمعـية كما هـو ، ثم غادر الأشخاص المستـشارون المدعـوّون . أما رجال الهـيئة الإدارية أصحاب الـدعـوة شعـروا بالإحـباط والفشل فـقالـوا فـيما بـينهم : (( إن جـماعة المدعـوّين تآمـروا عـلينا )) .

ثاني عـشر : ( وجهة نـظـر خاصة ) … لا شك أنّ أصحاب (business) والمشاريع التجارية مثل المتاجـر والمكاتب وقاعات الإحـتـفالات … يعـتـمـدون في رزقهم عـلى الله أولاً ثم عـلى الـزبائن ويهـدفـون إلى كـسب ودّ الجـميع . من جانب آخـر إن رصيد الجـمعـيات العـلمانية الكلـدانية هـو مُـلك الأعـضاء وليس مُـلكاً شخـصياً لهـيئاتها الإدارية . فإذا كان صاحـب الـ (business) رئيساً أو من بـين جـماعة الهـيئة الإدارية في تـلك الجـمعـية وطلب منه القائـد الفلاني دعـماً مادياً ، فـسيضطر إلى إرضائه بتـلـبـية طلبه عـلى حساب إشتـراكات المنـتـمين إلـيها ، وذلك تحـسّـباً من أن يتخـذ هـذا الزعـيم موقـفاً سـلـبـياً (عاجلاً أم آجلاً) من مشروعه التجاري فـيـؤثـر عـلى رزقه . فـما هـو الحـل ؟

الحـل هـو أن ينأى بنـفـسه عـن أي (( منـصب )) في الجـمعـية ، فلا يكـون مسؤولاً عـن التـصرّف في أموالٍ ليست له شـخـصياً وبالتالي لا يـؤاخـذ عـليه لو لم يُـلـبّ طلب السيد القائـد .

About the author

Kaldaya Me

Comment التعليق

Click here to post a comment
  • والله يا أستاذ مايكل سيپي المحترم
    هذه الجمعيات التي تدّعي نفسها بالكلدانية ,,واضح من تصرفاتهم هم قشامر الكلدان
    ولهذا تراهم كالحرباء يغيّرون جلودهم على هواهم
    الحقيقة أنت طلّعتهم من طيز الچلب وحشكتهم بطيز الجّحش ,,فحيل بيهم يستاهلون ينفضحون
    هسّة أكيد راح يحسبولك مليون حساب

Follow Us