Articles Arabic

مبادئنا الكاثوليكـية في خـطـر عـنـد المقارنة بـين ما جاء به (باباي الـقـديم ولويس ساكـو الجـديـد؟)

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني ــ

نـشر الـﭘَـترك ساكـو في موقعه الإلكـتروني مقالاً بعـنوان : ( لقب مريم أم المسيح وأم الله في فـكـر باباي الكبـير ) يمكـن قـراءته عـلى الرابط ……………… وجاء فـيه :

https://saint-adday.com/?p=50624

بتـولية مريم

لا يختلف شرح ( باباي ) لبتولية مريم عـن تفسير مَن سـبقـوه كأفـرام ونرساي ، سوى أنه لا يذكـر الحَـمل عن طريق السماع ـ الأذن ـ . يقـول ( باباي ) : ” بإرادة الآب والروح القدس وبتواضع مدهش ومذهل لا مثيل له ، تجسَّـد [الكلمة] وتأنّـس من الروح الـقـدس ومن مريم البتول ” … أعـني أخذ منها إنساناً كاملاً ، حُـبـِلَ به من الروح القـدس من دون زواج ، وتجسَّـد بحسب نظام طبيعـته الإنسانيّة ، دون أن تُحَـلّ بكارتُها وتفسد الأختام الطبـيعـيّة التي تؤكـد طهارتها النقـيّة… كانت العـذراء الطوباويّة من ذرّيّة داؤد وإبراهيم وعشيرتهما . ويعـود يؤكـد هذه المعـطيات : فـما أن غادرها الملاك جبرائيل ، حتّى سارت الطوباويّة مريم بتأثير إلهي [ لزيارة اليصابات نسيـبتها ] لكي تعـلم وتفهم أنّ هذه الأمور المدهشة قـد بدأت تـتحـقّـق ، وأنّ الجـنين الذي أخـذ من طبـيعـتها بدأ يتكـوّنوإنْ كان بدون زواج ، فهـو إبن الله بحسب كلمة الملاك …………… إنـتهى

******************

والآن لنا إسـتـفـسار من الـﭘَـتـرك لـويس :

إن ( باباي … قـبل حـوالي ألـف وخـمسمئة سـنة ) شـرح بتـولية مريم أم المسيح بعـبارات هي أساس عـقـيـدتـنا المسيحـية اليوم ، ولكـنك للأسف لم تـذكـر في مقالك ما تـؤمن به كمسؤول كـنسي ولم تـناقـشه بالتأيـيـد أو عكـسه ، وإكـتـفـيتَ بتـدوينه فـلـفـتَ إنـتـباهـنا إلى ما يلي :

(1) حُـبـِلَ به من الروح القدس من دون زواج

(2) دون أن تُحـلّ بكارتُها وتفسد الأختام الطبيعـيّة التي تؤكـد طهارتها النقـيّة

(3) الجـنين الذي أخـذ من طبـيعـتها بـدأ يتكـوّن ، وإن كان بدون زواج

هـذا هـو مفهـوم بتـولية مريم إجـتماعـياً ودينياً ولغـوياً عـنـد الـقـدماء دلالة عـلى معـناه المادّي ، والأكـثر من ذلك ثـبـوتهم عـلى إيمانهم ! ولكـنـك أنت في عـصر الحـداثة والتجـدّد نـشرتَ إعـتـقادك المناقـض والهـدّام لإيمانـنا في كـتابك ( آباؤك السريان ) عـن مريم العـذراء وقـلـتَ فـيه رأيك : ((( أنهم لا يقـصدون المفـهـوم المادّي الضيّـق ، بل يشيرون إلى المفهـوم الروحي العـميق والخـصب … مريم بكـر في قـلبها ))) ؟ إن إعـتـقادك يعـني أنّ بتـولية مريم ليست مادّية ، ومعـناه أنّ كـل شيء تـمّ عـلى السرير ! وبالتالي يعـني أنّ بكارتها غـير مصانة ؟ وطالما أنـت ذكـرتَ كـلمة ( بكارتها ) فـنحـن يسـرّنا أنْ تخـبرنا مَن الـذي فـضّ بكارتها ؟

تُـرى كـيـف تـوفـقُ بـين كلام الـقـدماء مثل ــ باباي ــ وأنت القائل عـنهم ( ليس كـل قـديم شـريف … وبـين إعـتـقادك بالحـديث الـناسـف لـشـرف بتـولية مريم أم المسيح يسوع ) ؟ ….

والشاهـد عـلى إعـتـقادك موجـود عـلى هـذه الصفحة من كـتابكَ :

إنْ إدّعـيـتَ بأنك تـنـقـل الكلام نقلاً ! فإنك تـستخـدم كـلمة (( بإعـتـقادي )) لـذا فإنّ كل ما يأتي بعـدها هـو إعـتـقادك كـﭘـتـرك ساكـو . لأنه متى كان آباؤك السريان يعـتـقـدون بعـذرية فـيزياوية ؟ أكـرّر إنه إعـتـقادك الشخـصي . وباللغة العـربـية نـفهـمه ــ نـشـوزاً ــ عـن تعاليمنا الكاثوليكـية وربما لا توجـد هـكـذا عـقـيدة لأية كـنيسة أخـرى رسـولية أو غـير رسـولية ! وبالـنـتيجة تكـون أنت أحـد المجـتهـدين … ( ثم إسـتـناداً إلى إنـتمائـنا إلى الكـنيسة التي ترأسها حـضرتـك ، نكـون نحـن مطالـَـبـين بالإلـتـزام بهـذا الإعـتـقاد كأساس لإيمانـنا ) .

لهـذا أرى نـفـسي كأحـد المنـتمين إلى الكـنيسة الكـلـدانية الكاثوليكـية ، أحـتاج إلى توضيح وموقـف مبدئي ، ليس مِن سيادتـك فـحـسب بل ومن السادة أعـضاء السنهادوس الذين يجـتمعـون برئاستك ( ويتبعـون ما تؤمن به قانوناً وروتينياً ) خاصة نراهم ساكـتين .

فـسـؤالـنا لك حـول إعـتـقادك :

حـين لا يقـصدون بـبتـولية مريم العـذراء ( المفـهـوم المادّي الضيّـق . بل روحـياً ومعـنـوياً ) فهـذا معـناه أنها قـد حُـلـّـت بكارتها وفـسـدت أخـتامها الطبـيعـية وخـسرَتْ طهارتها ؟ ثم ترجع في مقالك الحالي تـشهـد عـكس ذلك . تُـرى هـل تراجـعـتَ عـن إعـتـقادك المادّي الضيّـق

المنـشور في كـتابك ؟ وإذا كـنـتَ قـد نـدمـتَ عـليه ، ألا يتطـلـب منك أن تعـيـد طبع كـتاب ــ آباؤك السريان ــ لتـصحّـح رأيك الناسف لبتـولية مريم ، وتعـتـرف فـيه عـن خـطئـك ؟

من جانب آخـر ، جاء في مقالك عـن ( باباي ) قـوله : “ تجسَّـد [الكلمة] وتأنّس من الروح القدس ومن مريم البتول ” …… ولا شك كـلـنا نعـرف أن الكلمة هي يـسوع المولـود من مريم ……. طيب ، ولكـنـك قـلـتَ في إحـدى كـرازاتـك أنّ الكلمة هي يسوع المسيح : والكلمة هي أنا وأنـتَ وأنـتِ !!! لاحـظ في الـدقـيقة 3:03

 

هـل أنا وأنتَ وأنتِ تجسّـدنا من الروح الـقـدس لكي نكـون كـلمة ؟ وهل أنا وأنتَ وأنتِ وُلِـدنا من بتـول ؟

https://saint-adday.com/?p=50624

لهـذا نـقـول أنّ لـدينا في كـنيستـنا الكـلـدانية أساقـفة متخـصصين في اللاهـوت والفلسفة والتأريخ الكـنسي مطلـوب منهم ( أن يحـفـظـوا إيماننا ) ، نـنـتظر من حـضراتهم تـنويرنا بما يؤكـد ويثـبّـت إيماننا الذي توارثـناه من آبائـنا الـقـديسين ، وربطه مع ما أوردنا في أعلاه مشكـورين ، أو تكـونون جميعكم مسؤولـين أمام الله والإنسان بقـبولكم به ، والذي سيكـون سـبـباً في إنحـراف مؤمنين من كـنيستـنا نحـو الإلحاد أو إلى تعاليم أخـرى غـريـبة .

About the author

Kaldaya Me

Comment التعليق

Click here to post a comment
  • عزيزي الأخ مايكل المحترم
    أشاطرك الرأي في أن التوغل قي شأن مسيحي بحث وخاصة في الأمور العقائدية واللاهوتية هو من الأمور الكنائسية واللاهوتية , وبلغة واضحة لا لبس فيها , ولكن قد تخون عند ” البعض ” التعابير اللازمة حين تكون اللغة العربية لغة ثانية بعد لغة الأم وهذا ما يظهر جلياً في المقال الذي يعده فلان ويأتي الآخرون بالأنتقاد لذلك المقال آنف الذكر وعلى ما أعتقد!!!! أن العديد منا ومِن ضمنهم غبطة البطريرك ساكو قد؟!!!! لا يستدرك الكلمات المناسبة لتأويل المفهوم و”تعريبه” بالذي يحمله ويختارالتعبيرالمناسب له فيأتي بمضمون “مغاير” أحياناً لما قد يناقض المفهوم العقائدي الذي يحمله وبذلك يقع قي “مطب لا خروج منه “, ألاّ وتنهال على هذا أو ذاك شتى النعوت والأتهامات. ولا ضير في أن يتناول كاتب المقال هذا أو ذاك ويتجرأ في أن يخطو خطوة لمراجعة شاملة ويحسن الصقل والتعديل والتنقيح والتجميل!! ليخرج صاحب الفكرة أو المبدأ بوجه ناضع – وسبحان من لا يُخطئ – حبذا لو غبطته أن يحاول مخاطبة المسيحيين من خلال لغتهم الأم – الكلدانية – وبذلك يكون في مأمن من سهام الذين حوله – الأساقفة الأجلاء – الذين ألمامهم باللغة العربية ضعيف وأن لم أقل – ضعيف جداً – والآخرون أمثالي وأمثالك الذين أعتركنا الحياة وأدركنا وميّزنا الغث مِنَ السمين. كلمة أخيرة , لا اُحبذ كلمة – بأعتقادي – في موضوع لاهوتي جدلي لأنك أِما مع الفكرة أو ضدها لأنك يا – سيدنا البطريرك – تجعلنا ندور في فلك التيه والضياع والدوران حول أنفُسنا , وكأنك كنت حاضراً بينهم حينما كان “الآباء الأوائل” يتناقشون وتراقب!!! الوضع المتأزم – أحياناً – بينهم وكصحفي أِستقصائي!!!!! , تولَّد لديك هذا المعتقد الذي قد يحتمل الصواب أو الخطأ. المبدأ مبدأ , أِما تتقبله وتذود عنه أو ترفضه بالمطلق – المسألة العقائدية ليست قابلة للتأويل – وعذراً أن أنقل ما قاله أبو الأسود الدؤلي في قصيدته المعهودة
    يا أيها الرجل الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ هَلَّا لِنَفْسِك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ
    تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى كَيْمَا يَصِحَّ بِهِ وَأَنْتَ سَقِيمُ
    ابْدَأْ بِنَفْسِك فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ
    فَهُنَاكَ تُعْذَرُ إنْ وَعَظْتَ وَيُقْتَدَى بِالْقَوْلِ مِنْك وَيحصل التسليمُ
    لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ عَارٌ عَلَيْك إذَا فَعَلْت عَظِيمُ
    هذه القصيدة على سبيل الأستعارة لا غير وليفهم من يفهم , وله العبرة منها ولا أقصد أِهانة أحد بها أو الأنتقاص منه أو الأستهزاء بآ رائه
    سلام من الرب والنعمة معكم دائماً

Follow Us