Articles Arabic

الأب عامر ساكا لمْلمَ ندمه وجمعَ طوفان توبته ليكونَ نائب التّائبينَ في برلمانِ التّوبةِ

في عينيه غيم كثيف لا يمطر وفي قلبه غصة يتلظى بها، إنّهُ الأب عامر بُطرس ساكا الذي سيم كاهنًا في بغداد عام ١٩٩٢. خدمَ في كنائس عدة وتركَ فيها بصماتٍ حسنه.  كما أنّهُ الكاهن الوحيد الذي أقامُ الذبيحة الإلهية ولسنوات في سجن ابي غريب. لا ننسَ بأنه الكاهن الوحيد أيضًا الذي أسس المعهد الطقسي. وقد تخرج من هذا المعهد مئات الشّمامّسة الذين توزعوا في العالم أجمع.

وعندما استولوا على خورنة مار كوركيس في بغداد، بقي الأب عامر من دونِ تعييّنٍ لمدةِ سنتين على أمل ان يتم تعيينه في أحد بلدان الانتشار. ظلَّ يتنقل بين عمان ودمشق والعِراقِ. ونتيجة لهذا الاهمال من قبل رؤساء الكنيسة صار عنده فراغًا كهنوتيًّا. وبعد ان تم تعيينه في لندن اونتاريو- كندا لم يجد أيّ اهتمام من اسقفه مما دفع به الى ارتكاب فعلته – القمار – .

ولما استفاق مِن إدمانه وجد نفسه في حالةٍ لا تمت إلى حقيقته بصلةٍ؛ لذلك قصد اسقفه باكيًا نادمًا معترفًا… طالبًا معونته الأبويّة؛ بيدَ أنَّ هذا الاسقف الظّالم قام بابلاغ البطريرك ساكو بالأمر، فأمر هذا الأخير بابلاغ الشرطة. وتم تجميده والتشهير به دون مراعاةٍ لتاريخه ولخدمته ولأهله. علمًا أنَّ الكنيسة الكلدانية من كبيرها الى صغيرها تعجُّ بالفساد والفاسدين. فأصبح الاب عامر ضحيةً وكبش فداء لتبيّض وجه الرؤساء الملطخ بالسواد.

أودع الاب عامر في السجن لمدة عامين دون أي سؤالٍ أو دعم من كنيسته التي خدمها لمدة ربع قرن.

البطريرك ساكو والاسقف شليطا وغيرهما – رؤساء الاحبار – على ما يبدو يعرفان إلهًا ليس بِذلكَ الإله الذي بشّرنا به يسوع المسيح، أوَليس المسيح هو مَن بشّرَ: “أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ.” (لو 15: 7).

الأب عامر ندم وتابَ ونال عقوبته مِن القضاء الكندي المدني، ثُمَّ تقدم بطلبِ مغفرةٍ مِن العوائل التي انفق أموالها على القمار. فهو يعاني مِن ظرفٍ ماديٍّ، صحيٍّ، وإنسانيٍّ…قاهرٍ لا يوصف.

المسيح قبلَ زكا، المجدليّة، لص اليمين، الخُطاة وتقبّلهم، فلماذا الرؤساء لا يتقبّلونَ تصحيح وضع الأب عامر؟!.

هل أصبح كخًا، مرذولاً منبوذًا؟. وهل مِن هفوةٍ واحدةٍ مهما كان حجمها يقطع عنق كهنوت الكاهن ويعامل كالمجرم وتنسى خدماته؟’. هل تناسى البطريرك ساكو واساقفته قول السّيّد المسيح: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ!»” (يو 8: 7).

بطرس الرُّسول نكرَ معلمه يسوع، لكَنَّ السّيّد المسيح لم يطالبه باشهار كتابِ اعتذارٍ أو التكفير عن خطيئتهِ، بل أوكل إليه رسالة رعاية التلاميذ. فهل الكردينال ساكو مَعَ الأسقف المحلي السّابق والحالي لكندا، يقرأون إنجيلاً مغايرًا؟ أم تنطبقُ عليهم مقولة الرب يسوع: “وَيْلٌلَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ.” (مت 23: 27). “«لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ.” (مت 23: 13).

مَن مِن الاكليروس الكلداني في كنيسة البطريرك ساكو كان أمينًا على كهنوته ورسالته واكملهما على أتم وجه؟! كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ، لأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا».

هل هي مسألة توبة أم كتاب اعتذار وكسر رأسٍ؟ ام انهم يريدونَ أدمغة حمير وطاعة عمياء لكي يتم لجم الافواه واقتيادهم على هوى البطريرك كما فعل مع الآخرين؟!!.

الأب عامر أعلنَ ندمه الصريح وتابَ ويودُّ ان يختم حياته بالكهنوت، فعلامَ تتم معاملته بطريقةٍ غيرَ إنسانيّة؟ فهو لم يجد معاملة حسنة مِن البطريرك الذي أدعى أنّهُ الطف وأحنَّ مِن الرّبّ يسوع! ولا مِن الكنيسة التي كرس لها حياته!.

الأب نوئيل وأخوته الكهنة في كنيسة مار أدي الكلدانيّة الرسوليّة مَعَ الشّعب المؤمن على تواصلٍ معه ويقدمون لَهُ الدّعم الإنساني والكهنوتيّ والنفسي. وهذا ما أثلج صدر الأب عامر، ونشطَ عزيمته الكهنوتيّة…

فحتى متى سيظلُّ الأب عامر ساكا مصلوبًا على صليب الماضي؟!. أوَليس هُنَاكَ مِن الاكليروس الساكوي مَن سرقَ ومارس الجنس وخان كهنوته وربما عائلته ومَنْ تاجر بالمخدرات وادمن الخمور ومارس الشذوذ أو ترك رعيته وهرب وهم اليوم في أفضل المراكز الكهنوتيّة ويتم التّستّر عليهم!!

الأب عامر شأنه شأن الكثير مِن المظلومين، هو ضحية سُلطة كنسيّة فاسدة، لا تعرف رحمة الإنجِيل ولا تمت بصلةٍ للربّ يسوع.

فليتذكروا جيدًّا (ساكو) وكُلّ من لفّ لفه مَن يرحم في الأرضِ سيُرحم في السّماءِ. ووَيْلٌ لِلَّذِي تَأْتِي بِوَاسِطَتِهِ العثراتِ!” (لو17: 1).

الأب يوسف جزراوي

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • عاصرت القس عامر في بغداد وكنت واحدا من شمامسته.

    القس عامر يعترف بالخطاء الذي ارتكبه وطلب المغفرة وهذا لعمري لا بد وان يشفع له لان من اركان المسيحية التوبة ومغفرة الخطايا.

    وحسنا فعل كاتب المقال الموقر حيث ذكر فضيلتين مهمتين للقس عامر لا اظن امتلكهما او يمتلكهما اي اكليروس اخر في الكنيس الكلدانية.

    وهاتان الخصلتان انا شاهد عيان عليهما. الاولى، اقامة قداس وتقديم الاسرار للسجناء المسيحيين في سجن ابو غريب، حيث لوحده وبجهوده الشخصية كان يحصل على الموافقات الامنية المعقدة.
    وكنت ارافقه في اقامة القداس والاسرار الاخرى في السجن كشماس وكنا نقيم القداس في قاعة في بهو كبير وتمتلئ القاعة وكان السجناء يحيطون بالقاعة المكشوفة منبهرين بطقس القداس وبالحانه الشجية والخشوع كان يخشى المكان.
    وكان القس عامر يحمل معه هدايا الى مسؤولي السجن وطبقات من الكباب لتسهيل مهمته.
    وكان يحمل الهدايا الى السجناء ورسائل من ذويهم …
    وكان الامر مكلفا جدا حيث كان يتوسل الاغنياء والمحسنين لمساعدته في مهمته النبيلة.
    هذه شهادة للتاريخ.

    اما مدرسته الطقسية فانا شاهد لها ايضا حيث كان مقرها في ام المعونة في بارك السعدون وكان يدرس لغتنا وطقسنا الكلداني وحول كنيسته الى ما يشبه مدرسة؛ ونعم تخرج العشرات وربما المئات من الشمامسة على يديه

    كتبت هذا كشاهد عيان رافق القس عامر في بغداد وكذلك شهادة للتاريخ.

  • كاهـن بهـكـذا مواصفات … ما الـذي دفـعه وأغـراه للعـب القـمار ؟؟؟

  • الاب الفاضل يوسف جزراوي
    كل ما تقدمت به عن الاب عامر صحيح ويصب في موضوع عدم رحمة السلطة الكنسية الكلدانية التي تتعامل في الوقت الحالي وخاصة في عهد بطريركها لويس ساكو الذي يشخصن أخطاء الكهنة على هواه ويبوبها حسب ارادته الخبيثة في ادارة كنيستنا الكلدانية
    لكن بخصوص الاب عامر الذي انا شخصياً أكن له كل الاحترام وأقف معه في محنته واصلي من أجله حتى يستطيع أن يقف من جديد على قدمه ويخدم كهنوته من جديد ويكون الماضي له عيرة لا تتكرر ويتعافى من جميع أمراضه الجسدية والنفسية والروحية أيضاً
    أولاً: ان ما أرتكبه من خطأ هو جنحة ضد أبناء شعبنا الكلداني وليس الرئاسة الكنسية
    ثانياً: توبته يجب ان تقدم أولاً على طبق من ذهب الى الشعب الكلداني وخاصة للذين سبب لهم الاذى ويطلب منهم الغفران عندئذ هو لا يحتاج الى دفاع لا منك ولا مني ولا من أي كان
    ثالثاً: أنا لو كنت بدلاً منه لعملت ليل نهار لاثبت للاخرين عن مدى توبتي وندامتي لاسترجاع اموال المساكين حينها عندما يرى جديته من أجل تحقيق هدف الحفاظ على كهنوته سوف يقف معه الجميع ، وانا أعلم جيداً أن شعبنا سوف ينسى ويسامح ويساند خدمته الكهنوتية ويدعمها نحو الامام وخاصة الخيرين منهم
    ابتي العزيز عامر تقدم بخطوة نحو الامام ونحن جميعاً معك
    وأبتي العزيز يوسف كن سند للاب عامر ونحن معك أذا توجه الى شعبه بالتوبة والندامة وطلب الغفران
    وانا أويد كلامك: أذا في كنيسة المسيح لا يوجد رحمة وغفران من أين سوف نحصل عليها
    الرب يوفق الجميع بشفاعة أمنا العذراء مريم

    • الأب الفاضل بيتر لورنس
      أتفقُ مَعَكَ قلبًا وقالبًا
      الرب يباركك ويباركَ الجميع
      لنذكر جميعنا الأب عامر في صلاتنا لأن الصلاة مفتاح الفرج

Follow Us