Articles Arabic

وَكَمْ ذَا بِكنيسة ساكو مِنَ المُضْحِكَاتِ وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكَاءِ

لَكَ أنْ تتخيل عزيزي القارى أنَّ كاهنًا يَدَّعِي الاصالة، وهو سَمَّجَ تاريخ كنيسته! فلازلتُ أتذكرُ وأذكرُ لما تسنم الأب لويس ساكو إدارة المعهد الكهنوتيّ في بغداد/ الدورة- ميكانيك عام ١٩٩٨ قام بهدم التماثيل في كنيسة مار بطرس وبولس في المبنى المجاور للمعهد، فهاج الشعب وماج، وقام بكارثة الكوارث بمحرقة الكتب الطّقسيّة والحوذرا والمخطوطات، وقد أشرف على هذه المحرقة الشماس سعيد الشابي بتوجيهٍ من الاب ساكو، فلما طرق خبر الكارثة مسامع المعاون البطريركي وقتذاكَ مار عمّانوئيل دلّي ومدير الديوان البطريركي العلاّمة الأب بطرس حدّاد حارس ذاكرة الكلدان، انفجرت براكين الغضب، فأمر المطران دلّي بنقل ما تبقى مِنَ المخطوطات والكتب الطّقسيّة إلى دار البطريركيّة في المنصور بهمة الأب حدّاد عليه كُلّ المراحم والشّمّاس حبيب النوفلي وقتذاك، إذ كان مسؤولاً عن تصنيف مخطوطات المعهد.

هذه خبرة عاصرتها بنفسي ولم تقع على مسامعي، أنقلها لكم بكُلِّ امانة دون تهويل وقد عاصرها أبناء جيلي. والانكى من هذه الفعلة، هو تسفيه الطقس الكلداني والصلوات وتقليم صلوات القدّاس واستبدال صلاة الصباح والمساء، بصلوات باللغة العربية او استقدام رهبان لاتين (المخلصين، الكرملين، الدومينيكان، وراهبات اخوة يسوع الصغار)، مع جلَّ التقدير لهذه الرهبانيات إن كانت الرجالية او النسائية، لإقامة الصلوات عوضًا عن الصلوات الطقسية، من هنا بدأت الكنيسة تفقد هويتها واصالتها.

قد يعلمُ العالمون أنَّ المعهد الكهنوتيّ او الدير أو السمنير، هو حدقة عين الكنيسة وحافظ تراثها وطقوسها، فكيف تم العبث به بحجة التجديد والتأوين والمعاصرة او العصرنة؟!

لَسْتُ هنا بصدد أن أباركَ يدًا او أن أرمي وجهًا بحجرٍ، بقدر ما أنا بصدد حالة استلاب وتغرب وتدمير وتشويه لتأريخ كنيسة عريقة، فإن كانت كنيستي وقعت فريسة ثقافة ظلاميّة على يد المبشرين البرتغاليين، وهم غرباء عن محيطنا، فأن الطامة الكبرى أن تأتي الكارثة على يد كاهن كلداني يدعي العودة إلى الجذور له تاريخه وهو يجهل تاريخ ولادته ويزوره، فكيف سيكون أمينًا على وديع التراث الكنسيّ؟!

وأنا أستعيد هذه الذكريات من ادراج الذاكرة، غمرتني حالة من الوجع، فوصفكَ للألم بحد ذاته ألمٌ!!

ويبقى السّؤال هل التجديد يعني قلع الأمور من جذورها، أم نفحة هواء على ما تراكم من غبار؟

فإلى البطريرك ساكو عن إيّ عودة للجذور تنادي، وأنتَ مَن قلعت الجذور من أساسها؟.

وعن أية أصالة تنادي وانت عبثت بالقداس الكلداني وجعلته أقصر من القدّاس الروماني؟

فإن كنت أنت البطريرك، بطريرك الكنيسة الكلدانية قبّلتَ يد الكردينال ساندري وهو أقل رتبة كنسية منك، فلا عجب ان تسول لَكَ نفسك العبث بمقدرات شعب وتراث كنيسة وأنت تجهل تاريخ أمتكَ، حتى بابل لم تسلم من غوغائية فكركَ اللاتيني.

مُباركُ لَكَ ولحاشيتك وكُلّ من لفَّ لفكَ، لَقَد فَقَأُت عَينَ تاريخنا لكن عَينَ الكنيسة لَا تُفَقَأُ.

في الختام ها أنذا استعيرُ مِنَ المتنبي بيتًا شِّعريًا بتصرفٍ:

وَكَمْ ذَا بِكنيستي الكلدانيّة مِنَ المُضْحِكَاتِ وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكَاءِ، كالضحكِ أيام كروونا حين قال الدكتور ساكو لأحد أساقفته: سيدنا أكل المكرونة ولن تصاب بالكورونا. ولكن بعد أيام من أكل المكرونة أصيب الأسقف المطيع بالكورونا!!!.

الأب يوسف جزراوي

أحد كهنة كنيسة مار أدي الكلدانية الرسوليّة

أمريكا

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • لا تعـتـب ساكـو …. بل الـذين قـبـلـوا بساكـو أن يكـون رئيساً لهم

  • حين حرق سيادته كتب الحوذرا والمخطوطات النفيسة , ألم يكن يمقدور البترك عمانوئيل والأب بطرس حداد أن يوجها حضرته بسوء العاقبة على فعلته الشنيعة وطرده من أدارة المعهد الكهنوتي

Follow Us