Articles Arabic

الحلقة الثّانيّة: كَيفَ تَبَوَّأْ البطريرك ساكو السَّدَّة البطريركيّة؟

موقع أنا كلداني

ذَكَرَ البطريرك ساكو في كتابهِ (لا تنسونا) جرت الأمور في خمس جلسات وكانت غالبية الأصوات ضده وبدأت تتجه نحوه فيما بعد!!.
السبب في ذلك وبحسب قول البطريرك ساكو أن اسقفاً آخراً وهو (رجل جيد) تنازل عن أصواتهِ ولم يرغب في ترك ابرشيته.
ولكن ذلك الرجل الجيد بحسب وصف البطريرك، هو الأسقف الحكيم الجليل الذي كان يدرك بحكمته وحنكته وخبرته الإنسانيّةِ والكهنوتيّة أنه في حال فوزه فأنَّ المطران ساكو وجبهته (اساقفة الشمال) سوف يضعون العراقيل في دربه كما فعلوا مع البطريرك دلّي عليه رحمة الله، سيّما وأنه قد ترك العِراق منذ زمن طَوِيلٍ ولم يعد البلد مرتعاً آمناً للعيش بل يفتقر إلى العلاقات مع المسؤولين وغريباً عَنَ المحيطِ الجديد للعراق، والرجل قد أوشكَ على آواخر السبعين مِنَ العمرِ وله وضعه الصحيّ الذي يمنعه مِنَ الذهاب للعراق لعدم توفر البيئة الصحيّة والمناخ السليم، فضلاً عن أنه طلبَ من أكثر من أسقف مرافقته لبغداد ليكونوا يد العون له، فامتنعوا، لهذا تنازل عن الكرسي فجأةً وتزهدَّ عَنَ المنصبِ للمرشحِ الثاني بنقاء سريرته رغم أنَّ المرشح لويس ساكو كان متمسكاً ولم يتنازل بل قال: إذا تريدوني أنا مستعد ونعمل كإخوة وبروح الفريق الواحد، لهذا مالت بعض الأصوات للمطران ساكو بعد تنازل المطران إبراهيم لأنّ قرعة الإنتخاب كانت تدور في حلقة المطرانين إبراهيم وساكو.
لم تتم الموافقة على المطران ساكو إلا بعد أن تعهد أمام الجميع ومِن ضمنهم الكردينال ساندري بالتّالي:

زرع المحبة والوئام والالفة

التجديد لا يمحي الأصالة وتاريخ الكلدان وعراقة طقوسهم
توحيد البيت الكلداني وردم الفجوة بين المصاف الأسقفيّ والعمل كفريق واحد والمشاركة بصنع القرار

نشر بذور الوحدة، حتى لو كلفت الوحدة عدم قبول المدعو اشور سورو الذي كان قد حول أملاك كنيسته الى اسمه وسرق النقود، ولكن البطريرك ساكو نكث بوعدهِ وقبله متحججاً بانه لم يكن يرغب بقبوله ولكن سورو حصل على اغلبية أصوات المطارنة الكلدان ودعم من روما، وهذا كذب فاضح لأنَّ المؤيدين لباوي كانوا مطارنة امريكا مع مطران استراليا ومطران كندا وقتذاكَ. فكيف حصل على اغلبية الاصوات؟!.


– كما جاء في تعهداته أيضاً ضمان حقوق المسيحيين في العِراق واستخدام علاقاته لحمايتهم، ورفع اسم الكلدان عالياً، لكن هذا الامر لم يتم بزمن البطريرك ساكو المتسلق كالبلابِ. كما تعهد للكاردينال  ساندري بنقطتين:

الاولى: ان يفعّل الوحدة، ويكمل ما بدءه البطريرك روفائيل بيداويذ حتى لو اضطر الى عدم القبول بسورو ومنحه منصبا بالفاتيكان.


ثانياً: اذابة الجليد بين الاساقفة وتوحيدهم والعمل كفريق واحد، كما تعهد لاحد الاساقفة بعدم محاربته للجبهة التلكيفية، فرسم اثنين منهم بناءًا على تزكيته والابقاء على احد المطارنة التلاكفة رغم انه وبخه امام الملأ وفي لقاءٍ شخصي أيضاً، بل اهانه ووصفه بالجاهل والديكتاتور الرجعي امام المؤمنين واضاف زمن الفوضى انتهى وليس عندي  نهايات سائبة. لكن البطريرك ساكو كعادته يعمل بخلاف ما يقول، إذ مدد له فترة خدمته بعد تجاوزه السن القانونية، وبقي يفاضل بين المطرانين سعد وأميل؛ وفي الاخير ابقاه في منصبه لاكثر من سنتين لانه خضع له خضوعاً أعمى واغدق على خزانة البطريركيّة بالكثير من الدولارات، في وقت ان الخزانة المذكورة قبل قليل نهبت مع اوقاف البصرة والجنوب من قبل المخرب البطريركي كزيلي.


البطريرك ساكو، حاول ان يضعف المصاف الاسقفي، حيث أجتث أكثر من أسقف معارض له  عام 2014 بحجة وصولهم للسّنِّ القانونية، فرسم مطارنة على هواه، ولكن معظمهم انقلبوا عليه سراً او علانِيَةً مع سواهم من الاساقفة. ويبقى السؤال قائماً: لماذا هذا التمزق بين الاساقفة ولماذا راحوا يعارضون البطريرك؟ أبسببِ نكثهِ للوعودِ؟ ام لانه اظهر لهم انه (ربهم الاوحد) وبات يتفرد بالقرارات مستخدماً صلاحياته ككردينال وهو الابن المفضل لدى البابا كما يحب ان يصف نفسه؟ ام لانه يود ان يعيش دور الناظر الديكتاتور (سي السّيّد على اساقفته)؟.


البطريرك ساكو لم يفِ بما وعد، حَتّى لما أجبرَ بعض المطارنة على التقاعد، تعهد في سينودس 2014 بأنه أول مَن سيُقدم على التقاعد فيحال وصولهِ لسن 75، فطالبهُ بعض الأساقفة وأجبروه على توقيع ورقةٍ مفادها: أنا البطريرك ساكو، سأكونُ أولَ المستقيلينَ في حال وصولي من العمر75 عاماً….
فهل سيلتزم البطريرك بهذه الورقة، أم سيلتزم بالمثل العراق المعهود: (أواعدك بالوعد واسكيك يا كمون)؟؟. ولكن حَتّى الكمون على قولِ الشِّاعرِ إن فاته السقي أغنته المواعيد!.
أخيراً
في راديو الكلدان بديترويت طلَّ البطريرك ساكو وشكر شيخ الكنيسة الكلدانية (المطران إبراهيم) امد الله بعمره وقال ما انسى فضل المطران ابراهيم، لولاه لما صرت بطريركاً…. واردف بالقول: لقد انتخبت بطريركاً بالاجماع وهذه أول مرّةٍ تحدث، ان تجتمع أصوات الأساقفة على أسقفٍ واحدٍ لينتخبوه بطريركاً.


ولكن في كتاب لا تنسونا يقول البطريرك: فزت بالاغلبية.
وهنا يتساءل القارئ اللبيب:
مَن نصدق البطريرك ساكو في لقائه عبرَ اثير راديو ديترويت، أمْ في كتابهِ لا تنسونا؟!
لعلّ البطريركَ ساكو وقعت على مسامعهِ غنوة: يلي نسيتونة يمتى تذكرونة)؛ لهذا طابت له تسمية لا تنسونا.
أجل سوف لن ننسى ما اقترفت بحق كنيستنا وتاريخها والكثير إكليروسها ومعظم مؤمنيها مِن عبثيةٍ وتخبطٍ وفوضى. أجل لن ننسى.

Follow Us