Articles Arabic

“بركة الربّ ورحمته تحلّان عليكم”

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف _ www.almohales.org

توضيح:

بركة الربّ ورحمته تحلّان عليكم بنعمتهِ الإلهية ومحبّته للبشر كلّ حينٍ، الآن وكلّ أوانٍ وإلى دهر الدّاهرين“.

عبارة حلّ القدّاس الإلهي، ومن المنطق ان نسأل: هل انتهت الصلاة وانطلقنا عن حضور الله؟ والى اللقاء في حلقة قادمة “الأحد القادم” ويذهب الخوري لرحلة أو تجارة أو للجلوس بدكان قريب أو يهاتف خوري آخر ليقيم الخدمة مكانه لانشغاله بصفقة مربحة تجارية، أمور من الواقع ومن ينكر الواقع المخزي للأغلبية من الخوارنة، فهو لا يقر بالواقع الاليم.

هل هذه مهمة الخوري في القرن الحالي؟ هل من مسؤول أبرشي يسأل الخوري: أين برنامج عملك الأسبوعي؟ ومن افتقدت من الرعية؟ وما حاجاتها مثلا؟

كم خوري وقف عند بركة “الحلّ”، وشرح العبارة؟ وأعلن عن برنامج الأسبوع في الرعية؟ هل وظيفة الخوري إقامة الخدمة فقط لساعة يوم الأحد؟ هل الخوري الرومي الكاثوليكي الذي من المفروض ان ينتمي للطقس البيزنطي يقيم الخدمة الكنسية كما في الكتاب؟ كم خوري يقيم خدمة السحر؟ وبرامون الميلاد ؟ مثلا لا حصرا

خوري يقيم تقديس الماء: “يحضر زجاجة ماء مقدسة من العام الماضي ويسكبها بالوعاء” ويقول للناس الماء مقدسة.

الانكى من هذا الخوري “يحتفظ الماء المقدس للمعمودية بالبراد” لكي يوفر وقت الصلاة؟ والأرذل من هذا “خوري برّاد يحتفظ بالكأس مع الدم والجسد للمناولة لحالة طارئة”؟

ما هذا إلا فتات من خروقات ليترجية عقائدية وفي غياب السلطة الكنسية “زدهم يا رب سوءا زدهم سوءا” من صلوات الصوم الفصحي.

نفحة إنجيلية:

من المفضّل لو شرح الكاهن، ان نهاية القداس ما هي الا بداية وانطلاقة لممارسة الصلاة والوجود مع الرب بطريقة أخرى متى 28: “فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ.”

فحين نعود للحياة اليومية العادية بعد مشاركتنا واشتراكنا بالقداس الإلهي والافخارستيا نحن نتمسك بمعيّة الرب مردّدين على الدوام نشيد الانشاد: “وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ،” أليست هذه النصوص المقدسة تعبّر عظم ما ننال من القداس ليدفعنا بقوة وزخم للافخارستيا القادمة: “الَّتِي تَشْتَهِي الْمَلاَئِكَةُ أَنْ تَطَّلِعَ عَلَيْهَا. وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ. وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ”.

من أفضل ما يساعدنا على إدراك عمق ما أخذناه ونلناه ما قال الرب: “مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ. أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا. إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ.”

وكما اقتبسنا أعلاه من سفر نشيد الإنشاد نمسك بالرب ولم نرخه كذلك في الأخبار الثاني: “الرَّبُّ مَعَكُمْ مَا كُنْتُمْ مَعَهُ، وَإِنْ طَلَبْتُمُوهُ يُوجَدْ لَكُمْ، وَإِنْ تَرَكْتُمُوهُ يَتْرُكْكُمْ.”وهكذا ربنا رب المحبة ورئيس السلام ما دمنا نطلبه فلا يبرح عنّا: “فَأَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ: «امْكُثْ مَعَنَا، لأَنَّهُ نَحْوُ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ». فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا.”

Follow Us