Articles Arabic

كان الحسين عليه السلام في كربلاء وهي مدينة من عدة قرى

ذكر المستشرق الفرنسي لويس ماسنيون في كتابه (خطط الكوفة) إن كربلاء كانت قديماً معبداً للكلدانيين في مدينة تدعى (نينوى) كتاب عمارة كربلاء لرؤوف الأنصاري

ذكر السيد العلامة هبة الدين الشهرستاني أن (كربلاء) منحوتة من كلمتي (كُوَر بابل) بمعنى مجموعة قرى بابلية، وقال الأب اللغوي أنستاس الكرملي: (والذي نتذكره فيما قرأناه في بعض كتب الباحثين أن كربلاء منحوتة من كلمتين من (كرب) و (إل) أي حرم الله أو مقدس الله.

وكانت كربلاء معروفة قبل (الفتح العربي للعراق وقبل سكنى العرب هناك) وقد ذكرها بعض العرب الذين رافقوا خالد بن الوليد القائد العربي المشهور في غزوته لغربي العراق سنة 12 هجرية 634م. قال ياقوت الحموي: (ونزل خالد عند فتحه الحيرة كربلاء فشكا إليه عبد الله بن وشيمة النصري الذبان: فقال رجل من أشجع في ذلك:

لقد حُبست في كربلاء مطيتي* وفي العين حتى عاد غثاً سمينُها

إذا رحلت من منزل رجعت له* لعمري وأيها إنني لأهينها

ويمنعها من ماء كل شريعة* رفاق من الذبان زرق عيونها

ومن أقدم الشعر الذي ذكرت فيه كربلاء قول معن بن أوس المزني من مخضرمي الجاهلية والإسلام ،

وذكر ياقوت الحموي هذا الشعر في (النوائح) من معجمه للبلدان. و (المعبر) وذكره قبله أبو الفرج الاصبهاني في ترجمة معن من الأغاني (12: 63 دار الكتب) وقال وهي قصيدة طويلة:

إذا هي حلّتْ كربلاء فلعلعا* فجوز العذيب دونها فالنوائحا

فبانت نواها من نواك فطاوعت مع الشانئين الشائنات الكواشحا

توهمتُ ربعاً بالمعبر واضحاً* أبت قرّتاه اليوم إلا تراوحا

وقال الطبري في حوادث سنة 12: (وخرج خالد بن الوليد في عمل عياض بن غنم ليقضي ما بينه وبينه ولإغاثته فسلك الفلوجة حتى نزل بكربلاء وعلى مسلحتها عاصم بن عمرو، وعلى مقدمته خالد الأقرع بن حابس، لأن المثنى بن حارثة كان على ثغر من الثغور التي على المدائن، فكانوا يغاورون أهل فارس وينتهون إلى شاطئ دجلة قبل خروج خالد من الحيرة وبعد خروجه في إغاثة عياض…. وأقام خالد على كربلاء أياماً وشكا إليه عبد الله بن وثيمة الذباب، فقال له خالد: أصبر فإني إنما أريد أن تستفرغ المسالح التي أمر بها عياض فنسكنها العرب فتأمن جنود المسلمين أن يؤتوا من خلفهم وتجيئنا العرب آمنة غير متعتعة، وبذلك أمرنا الخليفة ورأيه يعدل نجدة الأمة، وقال رجل من أشجع فيما شكا ابن وثيمة: لقد حُبست في كربلاء مطيتي…) الأبيات.

وقال ياقوت الحموي في كلامه على الكوفة: (قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: لما فرغ سعد بن أبي وقاص من وقعة رستم بالقادسية وضمن أرباب القرى ما عليهم بعث من أحصاهم ولم يسمهم حتى يرى عمر فيهم رأيه، وكان الدهاقين ناصحوا المسلمين، ودلوهم على عورات فارس، وأهدوا لهم واقاموا لهم الأسواق. ثم توجه سعد نحو المدائن إلى يزدجر وقدم خالد بن عرفطة حليف بني زهرة بن كلاب، فلم يقدر عليه سعد حتى فتح خالد ساباط المدائن، ثم توجه إلى المدائن فلم يجد معابر فدلوه على مخاضة عند قرية الصيادين أسفل المدائن فأخاضوها الخيل حتى عبروا، وهرب يزدجر إلى اصطخر، فأخذ خالد كربلاء عنوة وسبى أهلها، فقسمها سعد بين أصحابه، ونزل كل قوم في الناحية التي خرج سهمه فأحيوها، فكتب بذلك سعد إلى عمر، فكتب إليه عمر أن حوّلهم. فحوّلهم إلى سوق حكمة ويقال إلى كويفة ابن عمر دون الكوفة…).

قال ياقوت الحمويّ: (نينوى بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح النون والواو بوزن طيطوى… وبسواد الكوفة ناحية يقال لها نينوى، منها كربلاء التي قُتل بها الحسين، رضي الله عنه، وقال في كتاب له آخر: (نينوى موضعان: بكسر النون وياء ساكنة ونون أخرى مفتوحة وواو وألف ممُالة؛ نينوى بلد قديم كان مقابل مدينة الموصل. (ونينوى كورة كانت بأرض بابل منها كربلاء التي قُتل بها الحسين بن علي عليهم السلام) ونينوى من الأسماء الآشورية.

قول أحد الباحثين في تاريخ كربلاء القديم وهو (كل ما يمكن أن يقال عن تاريخها القديم أنها كانت من أمّهات مدن طسّوج النهرين الواقعة على ضفاف نهر بالكوباس (الفرات القديم) وعلى أرضها معبد للعبادة والصلاة، كما يستدل من الأسماء التي عرفت بها قديماً كعموا، ماريا، صفورا، وقد كثرت حولها المقابر، كما عثر على جثث موتى داخل أوانٍ خزفية يعود تاريخها إلى قبل العهد المسيحي، وأما الأقوام التي سكنوها فكانوا يعولون على الزراعة لخصوبة تربتها وغزارة مائها لكثرة العيون التي كانت منتشرة في أرجائها)

كربلاء اسم قديم في التاريخ، يرجع إلى عهد البابليين، وقد استطاع المؤرخون والباحثون التوصل إلى معرفة لفظة (كربلاء) من نحت الكلمة وتحليلها اللغوي، فقيل إنها منحوتة من كلمة (كوربابل) وهي عبارة عن مجموعة قرى بابلية قديمة منها (نينوى) التي كانت قرية عامرة في العصور الغابرة، تقع شمال شرقي كربلاء، وهي الآن سلسلة تلال أثرية ممتدة من جنوب سدة الهندية حتى مصب نهر العلقمي في الأهوار وتعرف بتلول نينوى، ومنها (الغاضرية) وهي الأراضي المنبسطة التي كانت مزرعة لبني أسد، وتقع اليوم في الشمال الشرقي من مقام أو شريعة الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) على العلقمي بأمتار وتعرف بأراضي الحسينية. ثم (كربله) بتفخيم اللام، وتقع إلى شرقي كربلاء وجنوبها. ثم (كربلاء أو عقر بابل) وهي قرية في الشمال الغربي من الغاضرية، وبأطلالها أثريات مهمة. ثم (النواويس) وكانت مقبرة عامة للنصارى قبل الفتح الإسلامي، وتقع في أراضي ناحية الحسينية قرب نينوى، أما الأطلال الكائنة في شمال غربي كربلاء تعرف بـ (كربلاء القديمة) يستخرج منها أحياناً بعض الحباب الخزفية، وكان البابليون يدفنون موتاهم فيها.

وكان الحسين (عليه السلام) عندما حبسه الحر بن يزيد الرياحي عن الطريق، وأمّ كربلاء، أراد أن ينزله في مكان لا ماء فيه، قال أصحابه دعنا ننزل في هذه القرية يعنون نينوى أو هذه القرية يعنون الغاضرية أو هذه الأخرى يعنون شفيه.

وتسمى بـ (العقر) وكانت به منازل بخت نصر وكلها قرى متقاربة

ويرى فريق آخر من المؤرخين أن لفظة (كربلاء) مركبة من كلمتين آشوريتين هما: (كرب) و (ايلا) ومعناهما (حرم الله)،

وذكر صاحب دبستان المذاهب: أن كربلاء كانت في الزمن السالف تحوي بيوت نيران ومعابد للمجوس ويطلق عليها بلغتهم (مه بارسور علم) أي المكان المقدس.

وتحدثنا المصادر أن هناك أسماء قرى أخرى كانت تحيط بكربلاء القديمة عند ورود الحسين (عليه السلام) لها سنة 61هـ منها: عمورا ومارية وصفورا وشفية، وقد أطلقت عليها بعد مقتل الحسين تسميات أخرى منها: مشهد الحسين أو مدينة الحسين والبقعة المباركة وموضع

الابتلاء ومحل الوفاء.

وكربلاء هي أُم لقرى عديدة تقع بين بادية الشام وشاطئ الفرات. ويحدّثنا التاريخ أنها كانت من أمهات مدن بين النهرين الواقعة على ضفاف نهر بالاكوباس – الفرات القديم – وعلى أرضها معبد للعبادة والصلاة كما يستدل من الأسماء التي عرفت بها قديماً. وقد كثرت حولها المقابر كما عثر على جثث الموتى داخل أواني خزفية يعود تاريخها إلى قبل العهد المسيحي.

أما الأقوام التي سكنوها فكانوا يعولون على الزراعة لخصوبة تربتها وغزارة مائها والسبب في ذلك هو كثرة العيون التي كانت منتشرة في ربوعها. وقد أخذت كربلاء تزدهر شيئاً فشيئاً سيما على عهد الكلدانيين والتنوخيين واللخميين والمناذرة يوم كانت الحيرة عاصمة ملكهم، وعين التمر البلدة العامرة ومن حولها قراها العديد التي من ضمنها شفاثا.

في كربلاء.. أقدم كنيسة عراقية

في كربلاء.. أقدم كنيسة عراقية سبقت الإسلام بأكثر من 120 عاما

كربلاء لا تضم العتبات الشيعية المقدسة فقط.. ولكنها تحتضن اقدم كنسية في العراق إذ تشير المعلومات إلى أنها أُسست قبل 120 عاما من ظهور الإسلام، وهي تقع في وسط موقع يطلق عليه (الاقيصر) على مسافة 70 كم جنوب غربي كربلاء، وعلى مبعدة 5 كم من قصر (الأخيضر) التاريخي المعروف.

وكان هذا الموقع مدينة متكاملة تزخر بالحياة منذ قرون بعيدة، ويحكي ما بقي من آثارها انها كانت مدينة عامرة قبل الإسلام. وتضم كنيسة الاقيصر التي تقع وسط الصحراء رسومات متعددة عبارة عن صلبان معقوفة دلالة الديانة المسيحية.

ويقول ماجد جياد الخزاعي مدير هيئة السياحة في كربلاء هذا المكان الذي يطل على حقبة تاريخية مهمة يعطي دلالة على عمق تاريخ المدينة التي يتصور البعض ان تاريخها محصور بما عرف عنها كونها مدينة اسست بعد استشهاد الامام الحسين بن علي (ع) في واقعة الطف.. فهذه الكنيسة ووجودها في كربلاء وقدمها وتاريخها البعيد يعطي دلالة على ذلك.

ويضيف الخزاعي.. توجد على جدران الكنيسة كتابات آرامية تعود إلى القرن الخامس الميلادي حسب ما ذكرته الدراسات التي قام بها عدد من الباحثين والآثاريين.. وفيها كذلك مجموعة من القبور قسم منها يعود إلى رهبان الكنيسة ورجال دينها الذي كانوا يقدمون تعاليمهم وخدماتهم وهي ملاصقة للكنيسة.

والقسم الآخر لعامة الناس من المسيحيين الذي يدفنون هنا وهو يبعد عن الكنيسة بمسافة تزيد عن 20 مترا.

وهذه القيمة البنائية تثبت إنها اقدم كنيسة شرقية في التاريخ لأنها وحسب الدراسات بنيت في منتصف ستينات القرن الخامس الميلادي.. وهذا يعني إن هذه الكنيسة الموجودة في كربلاء قد بنيت قبل الإسلام بأكثر من 120 عاما حسب ما ذكره الدارسون والكتب.

وبين الخزاعي أن التنقيبات التي أجريت عام 1976 وعام 1977 هي التي اكتشفت هذا الموقع والكنيسة عندما قاد السيد مظفر الشيخ قادر البعثة العراقية في هذه المنطقة.

وقال إن موقع الكنيسة كان مثبتا لدى الاخوة المسيحيين من الكلدان الذي كانوا يأتون إلى الكنيسة لزيارتها كل عام لاحياء قداسهم واقامة الصلاة في مذبح الكنيسة، مضيفا أن هذا المكان لا بد أن يكون مكانا سياحيا ودينيا للاخوة المسيحيين لأنهم يعتبرون هذه الكنيسة هي اقدم كنيسة في الشرق الأوسط بل في الشرق عموما .

منقول  من صفحة قحطان المعموري

https://www.facebook.com/profile.php?id=100017613156076

Follow Us