Articles Arabic

البطريرك لويس ساكو .. ونظرية الولي الفقيه وتطبيقها على الكنيسة حصريا وعلى عموم الكلدان….؟

موفـق السناطي

الوليّ الـفـقـيه هـو نائب إمام الزمان بحسب الـفـقه الشيعي ، وكان الخـميني هو أول نائب للإمام يحكم إيران ، ومفهـوم الـفـقـيه هـو : يجـب أن لا يخـلو الزمان من وليّ له السلطات الدينيه والدنيوية ، بل ذهـب الخـميني أبعـد من هـذا بتعاليه ووضع نفسه فـوق مرتبة الأنبـياء والرسل وأعـلـن فـلسفـته المقـرونة بدعـوة التألـّـه … كما كـوّن له خـصوصيته الإلهامية التي لا تـقـبل المناقـشة وهـذا ما منح للوليّ سلطة مطلقة عـلى شـؤون البشر الدينية والدنيوية وعـمّـق مفهـوم الولاية المطلقة في الإجـتهاد والتكـفـير …

 وهـذا ما يحـدث مع .. الباطريرك لويس ساكـو الذي إستـنبط مفهـومه من دراسته المعـمقة في الـفـقه الإسلامي متخـذاً من أفكار (السهـروردي) التي إعـتمدها الخـميني لتأسيس إمبراطوريته وهكـذا حاول الباطريرك ساكـو أن يستحـدث هـذا النموذج محاولاً تطـبـيقه عـلى الكـنيسة الكلدانية وإتبع نفس النهج في التحـريم والتجـريم والطرد مِن الملـّة لكل مَن يعارض مفاهـيمه . فـقـد حاول تطبـيقها فـعـلياً حـينما أصدر أوامره بتجـميد المطران سرهـد جـمو ، وطرد الأبـوَين ﭘـيتر ونـوئـيل وأعـطى لـنـفسه سلطة شـبه إلهـية مطلقة ، وذهـب أبعـد بكـثير بمحاولاته تحـريف مفاهـيم الكـنيسة ومحاولـته تغـيـير تأريخ الكـلـدان ونكـرانه لإرثهم وأصولهم وحـضارتهم في أكـثر مِن مناسبة ومِن عـلى منابر الإعلام ، وحاول تطبـيق المنهج الإيراني بحـذافـيره ، فـكل السلطان والجاه للوليّ الـفـقـيه وحاشيته ، والشعـب أغـلبه تحـت خـط الفـقـر والفاقة ، وسيف السلطة عـلى رقاب الجـياع بقـوة وسطوة الميليشيات التي تستعـمل العـقـوبة الحـديدية لقـمع الشعـب من أجل حـماية الوليّ الـفـقـيه ، وبما أن البطرك ليست له الـقـدرة للتجـيـيش لحـمايته ، صار يحـتمي تحـت عـباءات رجال الدين الشيعة ليحـصل عـلى الحـماية بتودّده لهم وإحـتـضان أفكارهم . ولكي يمرّر أفكاره وفـلسفـته عـلى الرعـية إستحـدث ذراعه السياسي تحـت مسمى الرابطة الكلدانية لفـرض سلطته وسطوته عـلى أبناء الكلدان في الداخل والخارج معـتمداً عـلى سلطة الكـنيسة وجعـلها بوق دعاية للـتـنظيم ، وهي محاولة لقـطع الطريق أمام أي تـنظيم سياسي أو مدني يعارض أفكاره ونصب نفسه الأب الروحي للرابطة … ولكـنه فاته أن قـوة نفوذ ولاية الـفـقـيه في إيران وتجـذرها هي وجود المقـومات اللازمة والمِعـوَل الهـدام ، وهي تـفـشي الأمية وإنعـدام الثقافة مع إزدياد الـفـقـر والجهـل عـلى مرّ عـقـود ، مما رسّخ مفهـوم هـذه الولاية مقـرونة بفـتاوي المرجعـيات مع سلطة وجـبروت الميليشيات … وهـذه المقـومات معـدومة ما بـين ظهـرانَي الشعـب الكلداني ، فهـو مِن الصفـوة المثـقـف ، هـو المتعـلمة والرائـدة في العَـولمة والمتحـررة من سلطة رجال الدين ، وبالإضافة إلى هـذا فإن الغالبـية العـظمى تعـيش في بلاد المهجـر ، لـذا نرى دعـوات الباطريرك المُلحة والمطالبة بعـودتهم ، وتوَسّـل الفاتيكان لدعـم دعـواته وهـو خـير العالمين إنهم سيكـونوا لقـمة سائغة للـقـتـل والإغـتـصاب والإخـتـطاف وسيكـونوا ورقة محـروقة بأيدي سياسيّي الفساد المتسلطين عـلى رقابهم ، وكل هـذا فـقـط لإشباع رغـبات وطموح السيد الوليّ ، وهـذا ما جعـل الكـثير من الأصوات المعارضة تـرفع من سـقـف نبرتها نابذة الفلسفة الجـديدة لسيد الكـنيسة … وفي المحـصلة النهائية سـتـزداد الـنقـمة وينـقـلب السحـر عـلى الساحـر وتكـون نهاية هـذه الحـقـبة المظـلمة مِن تأريخ الكـنيسة الكلدانية …؟

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • الأخ موفـق السـناطي
    وردَ في مقالك ما يلي

    الباطريرك لويس ساكـو الذي إستـنبط مفهـومه من دراسته المعـمقة في الـفـقه الإسلامي متخـذاً من أفكار (السهـروردي) التي إعـتمدها الخـميني لتأسيس إمبراطوريته

    **********

    وأنا أؤيـدك بالـدليل الـذي يُـنـشـّـط ذاكـرة لـويس أبـو الـيعـني … وأقـول

    بمناسبة إعـتلائه السدة البطركـية ، إتخـذ الشعارات ( الوحـدة ، الأصالة ، التجـدد ) له ، بإعـتـبارها نابعة من فـكـره الـفـريـد من نـوعه …. وبالسرعة عـيّـن لجـنة لـدراسة شعارات البطرك ( كأنها من فـكـره ) برئاسة المطران يوسـف تـوما !!!!!…… ولما بحـثـتُ هـنا وهـناك
    إكـتـشـفـتُ أنها شعارات خامنـئي الإيـراني منـشورة قـبل سـنـتـين !!!! فـكـتـبتُ مقالاً عـنها مع الرابط الإلكـتـروني الـذي قـرأتها فـيه
    فـما كان منه إلاّ أن ألـغى اللجـنة التي كان قـد عـيّـنها لـدراسة تلك الشعارات
    شعارات خامنـئي
    يا حـيـف عـلى المطارنة
    لكـن نـرجع ونـقـول ::: عـلى قـدر أهـل العـزم تأتي العـزائـم

  • السيد موفق السناطي المحترم

    اقول لك بأننا نحن الكلدان قبل عام 2003 لم يكن لدينا مشكلة مع احد في بلدنا العراق، وكنا نعيش في امان وسلام مع اخوتنا السريان في مناطقنا في سهل نينوى، وكانت هناك علاقات ابجابية تربطنا بهم قائمة على المحبة والاحترام المتبادل، حيث كانوا معروفين لدينا ولدى جميع المكونات العراقية الأخرى على انهم سريان ويتبنون المذهبين الكاثوليكي والأرثودوكسي، ونحن كنا معروفين لديهم ولدى جميع المكونات العراقية الأخرى على اننا كلدان ونتبنى المذهب الكاثوليكي، وطيلة فترة تواجدنا مع بعضنا البعض،لم يجرح سرياني واحد مشاعر الكلدان، وكذلك لم يجرح كلداني واحد مشاعر السريان، ولكن بعد عام 2003 وبعد ان شن الاثوريين احفاد الاسباط العشرة حرباً اعلامية شعواء ومزيفة على الكلدان والسريان، ومن بعدهم جاء البطريرك الأثوري لويس ساكو وشن ايضاً حرباً ضد الكلدان، تزعزعت العلاقات وانفجرت الصراعات واثيرت المشاكل والاحقاد والعداوات بين الأثوريين احفاد الاسباط العشرة والكلدان والسريان

  • سادتي الكرام
    تحية طيبة للجميع

    مخطئ وواهم من يعتقد بان ساكو هو مسيحي لان الذي لديه شهادة( ماجستير في الفقه الإسلامي سنة 1984م)فكيف تكون افكاره ومعتقداته

    تابعوا هذا الرابط لكي تعرفوا ما هي شهادة الماجستير التي يحملها ساكو

    https://www.bts-academy.com/blog_det.php?page=567&title=%D8%B9%D9%86%D8%A7%D9%88%D9%8A%D9%86_%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84_%D9%85%D8%A7%D8%AC%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D8%B1_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%87

    فكل من يحمل هذه الشهادة ولا يعترف بالدين الاسلامي يعتبر مرتد حسب الشريعة الاسلامية ومصيره سيكون مثل الباسطرمة !!!!!
    ولهذه الاسباب أنا سابقاً نصحت ساكو أن يشهر أسلامه علناً ويلتحق باسياده الشيعة تحديداً ويتم تعينه رادود حسيني في احدى حسينيات المنطقة الغبراء الذي هو يومياً متواجد بها
    مع الحرامية واللصوص
    وشكراً

  • الأخ الفاضل موفق السناطي المحترم
    تحية وبعد
    بعض الملاحظات المهمة :
    اولاً : نظرية ( ولاية الفقية ) اساساً هي مسيحية كهنوتية واقتبستها الشيعة والـخميني بالذات ليجعلها مشروع لعودة الأمبراطورية الفارسية بشكلها الكهنوتي القداسي
    ثانياً : البطريرك ساكو اعتمد نظرية ولاية الفقيه بمفهومها المسيحي مع تحديثها بإضافة العنصر السياسي واعتماده لكون ولاية الفقيه الشيعية مبررات استمرارها هو السلاح والعناصر التي تحمله
    ثالثاً : في القرون الوسطى كانت النظرية مدعومة بالسلاح لحماية مصالح ولاة الفقيه وتطبيق قانونهم عليها وبعد الإنقلب عليهم تم تجريدهم من عنصر السلاح وبقيت ولاية الفقيه المسيحية ( ناقصة ) عنصر ديمومتها فاعتمدت الدولة السياسية ( الفاتيكان ) للحفاظ على مصالحها
    رابعاً : من هنا انطلق البطريرك ساكو لأنه يعي انه لا يستطيع تشكيل تنظيم مسلح لذلك اعتمد ان يشكّل الرابطة الكلدانية لتقوم مقام التنظيم السياسي الذي به سيحتوي التنظيمات السياسية المسيحية ومنها سيخضع تلك التنظيمات تحت ولايته … لكنه لم يحسبها بشكل صحيح كون ضروف العراق السياسية لا تتحمّل تنظيم كالرابطة يخترقها سياسياً لأن تمويلها متواضع بينما التنظيمات السياسية التي احتوت المسيحيينلها تنظيمات ممولة جيداً مادية وكذلك لها وجود جغرافي على ارض العراق
    خامساً : البطريرك يعي عدم زج اسمه كـ ( اب روحي ) للرابطة كونه سيكشف وجهها السياسي لذلك انتخب من يستطيع ان يسيّره وان يعيّنه كأب روحي وهو ( الأب بولس ساتي ) وبهذا يضرب عصفورين بحجر اولاً تكليف اعضاء الرابطة كجواسيس على ( الأكليروس والشعب ) وبقية المهام الأخرى وتنقل معلوماتهم من خلال الأب الروحي لكي يكون في الواجهة ويكون هو خلف الستار في التوجيه والتكليف … هذه هي مهمة الأب الروحي ان يكون هو حلقة الربط بين الرابطة والبطرك ( واحد مستور والآخر مكشوف ) وإلاّ ما هو الداعي لتوظيف اب روحي مستقل والذي يفترض ان يكون كل كاهن في الكنيسة هو اب روحي للجماعة .
    الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم
    اخوكم الخادم حسام سامي 29 / 3 / 2021

Follow Us