Articles Arabic

الأبعاد السياسية لمقترح غبطة البطريرك الكاردينال ساكو المحترم تسمية الكرسي البطريركي للكلدان بين كرسي بابل وكرسي بغداد

الجزء الأول : استعراض تاريخي

المقدمة :

نشر غبطة البطريرك الكاردينال لويس ساكو المحترم بتاريخ 17 / 3 / 2021 في موقع البطريركية الكلدانية تحت الرابط : https://saint-adday.com/?p=42249 مقترح في نيته طرحه في السينودس القادم لغرض مناقشته وبالتأكيد حضرته يأمل في ( اقراره ) ، سنبيّن ما جاء في هذا المقترح وهل يستوجب طرحه في السينودس القادم لانتفاء وجود ما هو اعظم لطرحه وما هي الأبعاد السياسية لطرح هكذا مقترحات … ؟؟ كل هذا سنتناوله من وجهة نظرنا التحليلية منطلقين من دراسة لشخصية البطريرك الكاردينال … وكما بدأ غبطته باستعراض تاريخي كذلك نحن سنقدم استعراضنا التاريخي في الجزء الأول من تحليلنا ، ونحن متأكدين من انكم لم تسمعوا مثل هكذا توجيز وتحليل تاريخي من قبل …. من كتابي ( المسيح بين استعمارين الكهنوتي والتقني ) :

1 ) البناء المذهبي للمؤسسات الكنسية بعد العام 325 م أي بعد ( مجمع نيقيه ) الذي جعل من المؤسسة الكنسية شريكاً في الحكم واعطاها شرعية قيادة الجماهير على أساس الانضباط تحت لواء ومنهج الدولة السياسي لا تحيد عنه بل تأتمر بأمره … لقد كان مذهب الكنيسة المشرقية في الإسكندرية هو الذي طغى على قرار الإمبراطورية في تسيّد المسيحية المؤسساتية على روما ومنه استخرج ( قانون الإيمان المسيحي ) وتم تعيّن اول بابا على المؤسسة الكنسية الحاكمة ( البابا الكسندروس ) وكان ممثلي الشرق 210 اسقفاً وممثلي الغرب 8 أساقفة وحضر آريوس وثلاثة أساقفة وعشرة فلاسفة من مؤيديه وقد كان المجتمعون بعدد ( 318 اسقفاً من كل العالم المسيحي ) … فازت مجموعة الأساقفة التي كانت مع البابا الكسندروس على مجموعة آريوس بعد تدخل الشماس ” الخادم الخاص للبابا ” ” اثناسيوس “ في النقاشات اللاهوتية . من هنا طبعت المؤسسة الكنسية بطابعها القومي المشرقي الإسكندري القبطي …. وبعد ان تزايد عدد أساقفة روما احسوا بأنهم خاضعين للشرق قومياً فأنقلبوا على قيادتها المؤسساتية وحوّلوا المؤسسة إلى مؤسسة قومية صرفة بتسيّد بابوات ( رومان ) على كراسيها وبهذا انتهت تلك الانتفاضة لصالح روما واستمر ذلك المنهج لغاية ( ستينيات القرن الماضي أي اكثر من 1500 عام لحكم أساقفة روما حيث تم تعيين البابا يوحنا بولس الثاني الروماني ) باباً على المؤسسة الكنسية وهو الاول الذي كسرت به تلك القاعدة واستمر ذلك لما بعده ( البابا بندكتس الألماني والبابا الحالي فرنسيس الأرجنتيني ) نعم كان أسباب كسر تلك القاعدة ( سياسي بحت ) وليس عقائدي … انظر الأحداث التي حصلت في بولونيا وأوربا وقتها كمثال على ذلك ..

2 ) بعد ان تم تغيير المؤسسة إلى المنهجية القومية في روما واعطائها خصوصيتها القومية كانت هناك ردّة فعل قوية غيّرت مجرى تاريخ المؤسسات الكنسية الدينية وفتحت الأبواب للانشقاقات المتتالية ( وهنا لا بد ان نشير إن المؤسسة الدينية في الشرق كانت مؤسسات قومية حيث نقلت ذلك المنهج إلى روما فاكتوت بعدها بنفس الداء الذي نقلته إلى أوربا ) ، لم تعترف المؤسسة الدينية الشرقية بعملية التغيير وما كان منها إلاّ ان أعلنت انفصالها عملياً عن روما بعد ( مجمع خلقدونيا العام 480 م ” على الأرجح ” ) فعادت المؤسسة الدينية الشرقية الى أصولها القومية حيث تم ( تجديف ) ما آلت إليه المؤسسة الرومانية على الرغم من ان واضعي قانون المؤسسة هم كهنة المشرق فقد انقلبوا على تشريعاتهم ودعوا انفسهم بـ ( الأرثدوكس أي الإيمان الصحيح او القويم ) واعطوا تسمية للمؤسسة الرومانية ( الكاثوليكية أي الملكية ) … لم تتوقّف الانشقاقات منذ ذاك الزمان حيث طال الانشقاق مؤسسات المنشقين ايضاً فانفصلت المؤسسة الأرثدوكسية ايضاً على الأساس القومي … وجميع هذه الإنشقاقات كانت تغلّف بمبادئ لاهوتية واختلافات لاهوتية في ( طبيعة الرب يسوع المسيح وكينونته اللاهوتية والإنسانية وابتدأت الفتاوى تصدر من ” الباحثين في لاهوت الرب يسوع المسيح ممن دعوا قديسين وحسب تبني المؤسسات الدينية لبحوثهم ” اما الذين لا يتوافقون ومنهج أي مؤسسة منهم يدعى ” مهرطق او هرطوقي ” ولهذا نلاحظ قديسين من هذه المؤسسة يهرطقهم قديسي المؤسسة الأخرى وهكذا دواليك ) فأصبح لكل مؤسسة ( مسيحها القومي ) الذي يختلف عن ( مسيح ) الأخريات … وقد تضمن كتابنا الأخير ( المسيح بين استعمارين الكهنوتي والتقني ) تفاصيل ذلك .

3 ) الخلاصة : ان مؤسساتنا الكنسية تم تعريفها على أساس قوميتها ( إلاّ النزر القليل منها ) بتبني أسماء تلاميذ الرب الذين بشروا بها … وهذا يعني ان تسمية المؤسسات انطلقت من ( قوميتها اولاً والرسل الذين بشروا تلك القوميات ثانياً ) لا على أساس جغرافية موقعها ولم نشهد يوماً ان مؤسسة دينية سميت على اسم مدينة بشر بها رسول او تلميذ او أنشأت فيها اول تنظيم كنسي مؤسساتي إلاّ في زمن الرسل وخاصة ( الرسول بولس ) وهذا ما نشهده في سفر اعمال الرسل وخطابات الرسول بولس وهذه لم تكن ( مؤسسات كنسية تفرض نفسها على الواقع الاجتماعي للمؤمنين ) بل كانت تنظيمات مجتمعية تقرّب المؤمنين بعضهم من بعض أي لم يكن المؤمنون بعد ( تحت الإستعمار الكهنوتي ) بل كانوا هم من يعيّنون الكهنة ويفصلوهم حسب اخلاقياتهم المجتمعية … إذاً الكنائس كانت في زمن الرسل ( كنائس شعبية مناطقية ) منفصلة ادارياً ومالياً بعضها عن بعض يوحدها ايمانها بالرب يسوع المسيح ( الواحد الكتابي الأممي ” العالمي ” ) … ( وهذا هو أساس الكهنوت المسيحي الذي لا يحاجج الرب في كينونته ولا يخترع له كينونات ويلصقها به ارضاءً لمصالح هذي المؤسسة او تلك ولا يجيز فتاوى لا علاقة لها بالرب وينسبها إلى كتاب او انبياء فيجعلهم ” اعظم منه حاشاه ” )

وهنا لابد ان نعطي امثلة على الانشقاقات وانشقاق الانشقاقات وتخصيصاتها القومية (( فيما يخص المؤسسات الكنسية الأرثدوكسية : الكنيسة المرقسية الأرثدوكسية القبطية … الكنيسة الأرثدوكسية اليونانية … الكنيسة الأرثدوكسية الروسية والأرمنية … الخ )) المؤسسة الكنيسة الكاثوليكية وتقسيماتها القومية (( المؤسسة الكاثوليكية الرومانية … المؤسسة الكاثوليكية المارونية .. الكلدانية .. الأرمنية .. السريانية … الخ )) الجميع تسمى بأسمائها ( القومية ) اما أسماء الرسل الذين بشروا بها فهم يأتون في المرحلة الثانية .

4 ) من هنا نكتشف إن الارتباط المؤسساتي هو ارتباط قومي وليس مناطقي ولا محلي لأنه يمثل ( هوية الشعب ) ولم نسمع ( بكنيسة مناطقية يرتبط اسمها بمدينة او منطقة بعد ان أصبحت المؤسسة دولة وتنظيم سياسي …. لكونها متغيّرات جغرافية تتبع سياسة محتلي الأرض وادارتها ) منذ انتهى عهد الرسل الأوائل … إذاً فالمؤسسات الكنسية هي مؤسسات قومية ومسيحها ( مسيحاً قومياً … يلتقي بإنسانيته ويختلف بلاهوته وهذا ما قصدته المؤسسات الكنسية لتميّز كراسيها الواحدة عن الأخرى ولأعطائها الحق بتجديف الواحدة للأخرى ” هكذا تلعب المصالح وشهوات الكراسي وتمجيد الذات الميّته ” ) يتكتل اجزائها ويتفرّق على عقائدهم وحسب مميّزات الكراسي مستخدمة اسم مبشريها من التلاميذ او الرسل . من هنا لا يسعنا إلاّ ان نقول ان المؤسسات الدينية بنيت على أساس المصالح والامتيازات ولتمجيد الذوات البشرية على حساب الذات الإلهية على أساس انها وكيلة الله على الأرض وبيدها مفاتيح الحل والربط يبيعون ويشترون أراضي الملكوت ويدخلون من يدفع اكثر لهم مقابل جنانهم ، وما المؤمنون إلاّ خرفاناً يرعون في مراعيها جاهزين للذبح حين تحتاجهم مصالح المؤسسة او موظفيها من ” الكهنة “ لتقديمهم ذبائح وقرابين . هكذا يولد العبيد وتستمر العبودية بالقضاء على حرية الإنسان في المسيح يسوع وتعاليمه في التحرير فينتقل المؤمن من ( مفهوم فكر الله من انه ” ابن الله ” إلى ” خروف مؤسساتي ” في أي مؤسسة دينية ) هكذا يستعمر فكر الإنسان الجاهل .

في الجزء الثاني سنتكلّم عن مقترح غبطته وهل هو ضرورة تاريخية لبحثها في ( سينودس ) ام ( مراهقة فكرية ) لإشغال الأساقفة في موضوع لا يضر ولا ينفع تطورات مستقبل شعبنا وما تقتضيه المرحلة من مواجهة الصعوبات والأزمات المفتعلة لتقليل وجوده في المنطقة بل وانهائه ان جاز لنا التعبير … و أين يكمن التخبط وشعاره ” فسر الماء بعد الجهد بالماء ” ( نرجو ان لا يكون طويلاً فنضطر لتجزئته ) . تحياتي الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم جميعاً

اخوكم الخادم حسام سامي 19 / 3 / 2021

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • حـقاً أخي حـسام …. لم نسمع مثل هكذا توجيز وتحليل تأريخي مِن قبل
    دمت سالماً منـتـظرين منـك المزيـد مما لم تـتـوفـر لـنا الفـرصة للإطلاع عـليه بشأن كـنيستـنا … حـيث صارت مـؤسّـسات فعلاً ….. وبعـد الـقـداديس صارت ساحاتها أسـواقاً لـبـيع الحـلـويات والسـنـدويجات … وأنا لستُ أبالغ ولا أكـتـب بـرموز

    • الأخ العزيز مايكل سيبي المحترم
      تحية سلام ومحبة
      لن اكتب ما كتبته لأجابتك في موقع عينكاوا وانما ستكون لنا خصوصية اخرى هنا
      هذا الموضوع هو جزء صغير من كتابي الأخير ( المسيح بين استعمارين الكهنوتي والتقني ) وهذا الجزء يخص الكهنوت في المسيحية … الذي سبقه هو نشأت الكهنوت المسيحي ومن وضعه وهل الرب يسوع المسيح له علاقة بالكهانة والكهنوت وكيف كان شكل الكهنوت وهل كانت هناك اسرار في المسيحية ومن بدأ الكهانة وربطها بالمسيح وما الغاية من ذلك … وهذه المواضيع كلّها من الكتاب المقدس ( بحثاً وتأملاً ) … إذاً استوجب في كتابنا ان نوّضح كيف كان الكهنوت وكيف اصبح اليوم ولأي نظام كهنوتي تتبع مؤسساتنا الكنسية اليوم … كتاب مثير للجدل … نعم لأنه يسلط الضوء على ما نحن عليه بعد ان غادرنا ( كهنوت المسيح وبولس وتبنينا الكهنوت اليهودي ) واضفنا إليه شيئاً من تمجيدنا لذواتنا … كثيرون سيتهمونني بأنني احاول ان انسف المؤسسات الدينية بجميع اديانها ولم يفكروا لحظة بأننا نحاول ان نعيد ما بناه الرسول بولس وما خربه من بعده آخرون …. والسؤال المهم الذي نطرحه : هل نحن مع التنظيم المؤسساتي الديني … ؟ نجيب بصراحة كاملة وبدون ان نخشى احداً … نعم وبكل تأكيد نحن مع البناء المؤسساتي الديني ولكن كما انشأه الرسول الرائع بولس رسول الأمم .. سننشر اشياء كثيرة من هذا الكتاب على الرغم من اننا لم نصل حتى إلى نصفه لضرورات تقتضيها المرحلة التي نمر بها اليوم … اخي العزيز مايكل … انا اعلم انني سأتعب كثيراً مما وصلت له لكن ليس بيدي اخفائه لأنه ليس ملكاً لي … الذي يشكك بمصداقية ما نطرح ليحاورنا بشرط ان يعود للكتاب المقدس ويقارن صحة ما نقوله …. تحياتي الرب يبارك حياتك وخدمتك واهل بيتك
      اخوكم الخادم حسام سامي 21 / 3 / 2021

  • الاستاذ حسام سامي المحترم
    سلام بالرب يسوع
    شاكراً جهدكم بهذا العمل البديع الذي يحتاجه كل انسان مثقف يريد ان يطلع على خبايا المؤسسة الكنسية وكيفية تشكيلاتها الهرمية وتأسيسها عبر التاريخ، حقيقةً انه عمل رائع. لكن لدي ملاحظتين لتصحيح الملعلومة ووضعها في المنهج الصحيح
    1- تفضلتم في مقالتكم ان ابناء الشعب كانوا يعينون كهنتهم ويفصلوهم حسب اخلاقياتهم: هذا صحيح من جانب ، اذا كان الكهنوت هو مجرد وظيفة يقوم بها الكاهن في هذه المؤسسة . الكهنوت هو وسم مسيحاني تأسيسي من قبل الرب يسوع المسيح مثل سر العماد المقدس والميرون. هذا يعني ان الكهنوت لا ينزع من الاشخاص المرتسمين ، لكن الخدمة الكهنوتية ممكن ان تتوقف في هذه المدينة أو في هذه المؤسسة لسبب ما أو خلاف ما، وممكن توظيفها وتفعيل خدمتها في مدينة أخرى أو مؤسسة وحتى شخصياً على نطاق محدود ، لان حامل سر الكهنوت مفاعيله تأتي من المسيح مباشرة وليس من المؤسسة
    2- الكنائس تقسم الى قسمين : غربية وشرقية
    الغربية متمثلة بكنيسة روما . والشرقية متمثلة بكرسي باطريركيتها
    الكنائس البطريركية بموجب المادة 26 من مجموعة قوانين الكنائس الشرقية الذي يسمي الكنائس الشرقية باسمائها الصحيحة وهي: الكنيسة القبطية الاسكنرانية، كنيسة الروم الملكيين، الكنيسة الكلدانية، الكنائس الانطاكية التي تضم (الكنيسة المارونية ، والكنيسة السريانية) هذا التقسيم هو فقط للكنيسة الكاثوليكية
    ودمتم تحت حماية امنا العذراء مريم

    • عزيزي الأب بيتر لورنس المحترم
      تحية سلام ومحبة
      للدخول في الحوار معك يحتاج لمساحات كبيرة لما طرحته في مداخلتك … ممكن ان اتفق معك بشئ وممكن ان اختلف معك بأشياء لكن ليكون الحسام بيننا هو الكتاب المقدس وهذا سيحتاج منك لتعب فأرجوا ان تتعب معي … سأفرز جزء من الجواب في مواضيع مستقلّة لأن كتابي الأخير يشرحها بالتفصيل … نعم سأختار الإختصار هنا
      (( في الرد ….. اقتباس : (( الكهنوت هو وسم مسيحاني تأسيسي من قبل الرب يسوع المسيح
      عزيزي الأب بيتر … المؤسسة الكنسية هي من قالت هذا وليس الرب يسوع المسيح فالرب لم يؤسس للكهنوت الذي نعرفه اليوم … الآن ارجع إلى الأناجيل الأزائية الثلاث واعطني دليلاً واحداً يقول فيه الرب يسوع المسيح انه يؤسس كهنوت او انه كان كاهناً او اختار تلاميذه ليكونوا كهنة … ولكي اطمأنك انه لا توجد حتى اشارة لذلك وإلا كان بالحري ان يدعوا تلاميذه كهنة … أوليس الكهنة والفريسيين والشيوخ ( مجلس السنهدريم ) هو من صلب الرب أوةليس انجيل لوقا ملئ باللعنات على الكهنة … بالمنطق اجبني ارجوك … كيف لرجل يبشر بمؤسسة تسببت في محاربته منذ اليوم الأول لبشارته … هل هذا منطق … ان كنت ستأخذني للعشاء الأخير وتقول لي كما بقية الكهنة ان ( تأسيس للنظام الكهنوتي ) قأجيبك بصراحة ان العشاء الأخير هو تأسيس ( للنظام العائلي ) الذي انشأه الرب يسوع المسيح وتم سرقته وتنسيبه واعطائه صبغة السريّة لجعل المؤسساتيون ينعمون ( بحصانة القداسة ) وسنحكي قصة ( التقليد ) لقول الرب يسوع المسيح ( اعملوا هذا لأجلي ) ارجع إلى الرسول بولس ورسائله حول هذا الموضوع وكذلك اعمال الرسل … هذا السر ( لم يكن سراً ) فلا اسرار في المسيحية لأن جميع التي كان يعتبرها التلاميذ اسرار من خلال امثاله كان يفسرها لهم ليتعلّموا فك الأسرار … الرسول بولس وموضوع العشاء الأخير كان (( طلب الرسول بولس من شعب الكنيسة ان يأتي كل واحد منهم بطعامه من بيته فيفرشون الطعام ويجتمعون حول المائدة ثم يبدأؤون بالصلاة للرب انم يكون معهم يباركهم ويبارك طعامهم فيأكل الجميع من المائدة التي اعهدت للرب …. بعدها جائت شكاوى عديدة تبلغه بأن شعب الكنيسة انقسم لقسمين ” اغنياء وفقراء ” وكان لكل فئة منهم استقلالية في الطعام الأغنياء يأكلون من موائدهم والفقراء من موائدهم فامتعض الرسول بولس ووبخهم لتقسيم مائدة الرب … )) من هنا نعرف ان العشاء الأخير لذكر الرب كان في الجماعة الواحدة من الشعب فكان التعليم نقلها إلى التقليد ( العائلي ) فكلما جلست العالائلة إلى المائدة تذكر الرب وبركته ونعمته على الطعام وبذلك فذكر الرب يكون دائماً مع الشعب وليس مع ( النخبة ) هذه هي ادبيات مبادئ الرب وكما نقلها الرسول بولس … هذه فقط للجواب على فقرة واحدة لذلك سأرجي الجواب على الفقرات الأخرى للتعليق الثاني فيرجى مراجعة ( اعمال الرسل ورسائل الرسول بولس ) … تحياتي الرب يبارك حياتك وخدمتك واهل بيتك
      اخوكم الخادم حسام سامي 21 / 3 / 2021

      • عزيزي الغالي الأب الفاضل بيتر لورنس
        المداخلة الثانية
        من خلال دراستنا للكتاب المقدس تقصدنا ان نأخذ جانب الحياد من جميع المؤسسات الدينية لكوننا سنضيع في ادبياتها وقوانينها التي دامت اكثر 1700 عام وبما اننا باحثون في الشأن الأجتماعي الديني والسياسي ومختصون بالمسيحية قررنا وقتها ان نعتمد على الكتاب المقدس العهد الجديد وما سجّله تلاميذ الرب ورسله ليكون مصدراً ننطلق به لدراسة شخصية الرب يسوع المسيح مما يقدمه لنا التلاميذ … نعم لقد كان اكتشافاً مذهلاً بالنسبة لي عندما تبيّنت ان من بين جميع تلاميذ الرب فهمه اثنان فقط بصورة جليّة وواضحة والبقية راحوا يراوحون بين ( هل جاء الرب يسوع ليكمل النظام الكهنوتي او جاء ليعطي الشريعة ابعادها الإنسانية ) فانحازوا جميعاً إلى ان الرب جاء ليكمل النظام الكهنوتي ما عدا اثنان فقط هم ( رسل ايديولوجية الرب يسوع المسيح رسول الأمم بولس وحبيب الرب يوحنا ) (( الرسول بولس استقل بالرب مبيّناً خصوصية ايديولوجيته الأخلاقية فبنى القواعد الأساسية للمسيحية التي لا تتبع اي نظام او فكر ايديولوجي انما ” طريق خاص للوصول إلى الرب الإله … وارجوا ان يكون لي الوقت لأشرح ذلك بالتفصيل … اما يوحنا الحبيب فقد تجاوز كل الأعتبارات واعلن بأن الرب يسوع المسيح هو الكلمة وهو جوهر فكر الرب الإله ومنه استقى الباحثين في ايديولوجية الرب ” الأقانيم الثلاث ” وقد ابدعوا في ذلك فيوحنا بنى الخصوصية اللاهوتية واشترك مع الرسول بولص لوضع النظام الإنساني لفكر الرب يسوع المسيح لأنه المصدر … ارجوا ان يكون لنا الوقت الكافي لشرح ذلك ايضاً )) اما البقية من التلاميذ ونظراً لخلفيتهم في التبعية الدينية فقد صعب عليهم تحديد ماهية الرب حتى بعد الموت والقيامة وأصرّوا لربط المسيح بعجلة المفاهيم الكهنوتية التي مانت سائدة ذاك الزمن واصبحوا حيارى بين ان يكون ( استكمالاً لكهنوت موسى او خصوصيته بأنه الكلمة كما اعلنه يوحنا ) وهنا ايضاً نرجوا ان يكون لنا الوقت لشرح ذلك …
        وهنا رسمت اول بوادر التوهان بين (( المسيح الكاهن والمسيح الكلمة )) والمصيبة التاريخية انه استحالة ان تكون الكلمة كاهناً او تمارس لعبة الكهنوت والكهانة فالإثنان لا تربطهما اية علاقة … فمفهوم الكاهن والكهنوت في العهد القديم هو ممارسة الطقوس وتقديم الذبائح والحفاظ على تابوت الرب وخدمته وهي ( تستلم التشريع وتحاول الحفاظ عليه …. اما الكلمة فهي التي تشرع لأنها هي المصدر ومنها يصدر التشريع … فهل يتساوى المشرع مع الذي يطبق التشريع … بالتأكيد …. كلا ) إذاً كل واحد منهم له طريقه الخاص …. فلا يليق بالمسيح ان يكون كاهناً لأ[نه اعظم من كاهن ولا يليق بنا ان ندعوا الكاهن ( كلمة الرب الإله ) لأننا بها سندخل في التجديف
        من هنا اثبتنا انه لا يمكن للمسيح ان يكون كاهناً كما لا يمكن ان يكون الله كاهعناً حاشاهما من ذلك ولا يمكن ان يصل الكاهن ليدعى إلهاً … يقول الرب للكهنة ( الم تقولوا انكم آلهة … )
        ملاحظة مهمة جداً : النظام المسيحي هو نظام يعتمد على رجالات آمنوا بمبادئ الرب فدعوا ( رجالات الله ) وهم بالتأكيد موجودون في المؤسسات الدينية لكنهم ( مكبلون ) … والمسيحية ليس لها كهانة ولا كهنوت كما عرفناه لدى الآخرين وانما كهنوتها يعتمد على ( رجالات الله ) وليس الكهنة
        نكتفي للمداخلة الثالثة ان كان لديكم الوقت عزيزي رجل الله وخادم الشعب المؤمن …. تحياتي الرب يبارك حياتك وخدمتك واهل بيتك
        اخوكم الخادم حسام سامي 21 / 3 / 2021

        • عزيزي الأب بيتر لورنس المحترم
          المداخلة الأخيرة
          اشكرك بداية لطولة بالكم علينا سأرد على الفقرة الأخيرة التي أثارت انتباهي جداً كباحث في الشأن الديني والسياسي ومختص بالمسيحية وسأجعلك تعيش في تأملها معي ….
          اقتباس : لان حامل سر الكهنوت مفاعيله تأتي من المسيح مباشرة وليس من المؤسسة …. وسؤالي البسيط جداً
          من الذي جعل للكهنوت سراً ولماذا …. ؟ قبل ان تستخدم المؤسسة الكنسية الكهنوت وتجعله سراً كان الكهنوت قبل المسيحية وحتى قبل اليهودية سراً … لماذا … ؟ لكي تعطى اهمية للعمل الذي يقوم به الكاهن على اساس اتصاله بالقوى الخارجة عن الطبيعة والتي تتحكم بالإنسان وحياته ووجود الأسرار حول الكهنة تعطيهم تميّزاً لدى الكرسي الحكومي … لنستذكر لقاء ( موسى بفرعون وقصة العصا وتحوّلها لأفعى وقدرة الكهنة على فعل السحر وممارسته ) … نعم لكل مهنة اسرارها الطب الهندسة التجارة … الخ وان تم كشف اسرار اي منهما اصبحت شائعة فلا يعود لصاحب المهنة اهمية في المجتمع لأن اي فرد في المجتمع يستطيع ان يقوم مقامه فتنتهي الأسرار حينها …. نعود لنذكّر ان العلم ايضاً له اسراره العميقة التي لا زالت خافية علينا وهذا ما يجعله مهاباً ومحترماً ومقدراً … كان كهنة النار يعبدون النار لأنها كانت سر كبير من الأسرار وعندما عرفت النار من قبل الإنسان واصبح هو من ينتجها لأغراضه الخاصة ( انتهى كهنة النار فلم يعد هناك حاجة لهم باستدعائها وعبادتها ) هذا ينطبق على جميع الظواهر الطبيعية من ( عبدة النجوم والقمر الرياح والمطر … الخ ) إذاً الأسرار يخرّجها من يستفيد منها لمصالحه … الرب يسوع المسيح في الكتاب المقدس العهد الجديد ليس له اسرار حتى في علاقته مع الرب الإله حيث كان يطلق عليه ( الأب … ابانا وعندما طلبنا منه ان يعلمنا صلاة قال : قولو ابانا الذي في السماوات … وعلاقة الأب وأولاده ليسس فيها اسرار فيقول اذا طلبت من ابيك الأرضي خبزاً اسيعطيك حجراً كذلك ان طلبت من ابيك السماوي اي طلب يفيدك فلن يبخله عليك … الأب الأرضي عرفناه وعشنا معه بالجسد وابونا السماوي عرفناه وعشنا معه بالروح وهذه ارقى من الجسد فأي سر سيخفيه عني ابي السماوي …. ؟ يفترض انه غير موجود من خلال فكر الرب يسوع المسيح
          وبما اكدناه في المداخلتين السابقتين ان الرب يسوع المسيح ( لا يمكن ان يوصف كاهناً لو آمنا بأنه كلمة الله وجوهر فكره ) فنكون هنا قد عينّا الله موظفاً لخدمة افكار الدولة وحاكميها ( حاشا الله ) وهذا تجديف بحق الله … لهذا نحن نتخبط في إيماننا بأن ( كلمة الله والله واحد وبأنهما كهنة عند الملك او الإمبراطور ) تأمل معي في هذه الجمل . وبما ان سر الكهنوت او الكهنوت كلّه ليس له مفاعيل عند الرب يسوع المسيح ولو كان كذلك لما استحى الرب ان يدعو تلاميذه ( كهنة او عرافين ) ولما قال لهم ولكل من آمن به عندما سألوه اننتظر نبياً من بعدك فكان جوابه كالصاعقة (( ما حاجتكم لأنبياء ، انتم الأنبياء )) فمن ارقى واكثر منزلة عند الرب يسوع ( الأنبياء ام الكهنة … ؟ ) لقد جاء ( المسيح ثورة على فساد الإنسان ) وشعوذته والتطرف الذي رافق الشريعة والظلم الإنساني على بني البشر بإستعبادهم واعادتهم إلى سابق عبوديتهم التي جاهد لتخليصهم منها والسبب ان البعض الذين تحوّلوا إلى المسيحية من اليهودية جاؤا بالتنظيم الكهنوتي وحشروه في الإيمان المسيحي فأصبح تقليداً لأكثر من ( 1700 ) عام وليس من السهولة ان ينتهي بعدّة سنوات
          لذلك على الكاهن الحقيقي ان يرتب اوراقه من جديد فيكون ( رجل الله وليس رجل المؤسسات ) ونحن اليوم نعيش كهنوت رجال المؤسسات الحاملي لشهادة البكالورسيوس في اللاهوت والكتاب المقدس حالهم حال جميع المهن العلمية وتشكيل النظام ( النقابي ) الكهنوتي كما للأطباء والمهندسين والتجار والأقتصاديين … وهذا ليس عيباً لكونهم سيشكلون تنظيماً اجتماعياً كما اخوتهم الآخرين لا يرتقون عليهم بشئ سوى انتمائهم لرب المجد يسوع المسيح فالكاهن ضرورة مجتمعية كما الطبيب والمهندس والمعلم والجميع ( حلقات ) في المجتمع … وأخيراً اختم كما تعوّدت ان اقولها بسؤال ساذج :
          إذا كان الكاهن حامل سر الكهنوت مفاعيله تأتي من المسيح مباشرة … فلماذا نرى هذا الكم من الكهنة حاملي سر الكهنوت يغتصبون الأطفال والنساء ويلعبون القمار ويعتدون على الشباب جنسياً كمثليين ويتاجرون بالمخدرات ويقتلون بعضهم بعضاً في سبيل الكراسي لقد اصبحت سيرهم على صفحات المجلات والتواصل الإجتماعي واهمها في المحاكم الدولية ….. امفاعيل هؤلاء المجرمونتأتي من المسيح مباشرةً …. ؟
          اشكرك عزيزي خادم الرب الأمين ورجله لصبركم … الرب يبارك حياتك وخدمتك واهل بيتك
          اخوكم الباحث في الشأن المجتمعي ” السياسي والديني ” والمختص بالمسيحية الخادم حسام سامي 23 / 3 / 2021

  • سادتي الكرام
    تحية طيبة للجميع

    الحقيقة انا لحد هذه اللحظة اصبحت اشكك بعقلية الرفيق ساكو فهل هو بكامل العقل ام يوجد شئ آخر
    هذا الموضوع ( تسمية الكرسي البطريركي للكلدان بين كرسي بابل وكرسي بغداد ) قرأته بمكان آخر وتابعت قراءته بموقع البطركية ولكن الذي استوقفني ولم افهم ما المقصود هو بالصورة ادناه
    [img]https://i.ibb.co/nwZGbm9/hosam-sami.jpg[/img]

    فكتبت ردي عليه وبما يلي
    ــــــــ
    الى الرفيق ساكو ,, تابع معي في ادناه لكي نفهم؟؟؟؟

    1- الولادة ……ولد يوحنا في القوش سنة 1760
    2- رسم شماس ……رسم شماساً وهو صبي ذو 12 سنة
    3- رسم كاهن واسقف ….. رسم كاهناً واسقفاً في عيد حلول الروح القدس سنة 1776
    4- عمّه البطريرك ايليا الثاني عشر دنحا (1778- 1804) طيب اذا كان عمه بطرك لغاية ( 1804 ) فيوجد فرق 26 سنة لغاية صار يوحنا هرمز بطريرك بابل رسميا,,, شني هاي 26 سنة كانت فترة الخصوبة
    5- تم تثبيته رسميا بطرك بابل على الكلدان ……. الخامس من تموز1830

    يعني نريد كلام مقنع …… وراح نحسبها حسبة عرب الولادة (1760) وتثبيته بطرك (1830)

    (1760) ولغاية (1830) يكون عمره (70 سنة ) طيب كيف صار بعمر 16 سنة كاهن واسقف

    شنو يعني هو كان في طور اليرقة والشرنقة والا شنو ؟؟؟؟

    وباعتقادي لو طرح هذا الموضوع ( تسمية الكرسي البطريركي للكلدان بين كرسي بابل وكرسي بغداد ) في السينودس القادم سيكون وصمة عار في جبين كل المطارنة الموجودين حالياً والتاريخ لن يرحمهم ابداً

      • الأخ العزيز يوهانس المحترم
        حقيقة لم انتبه لما قدمته من ملاحظتك … كون الموضوع لم يشغلني ولم يكن له فرق عندي لأنني ركزت على ( الفكرة ) والتي شكلت عندي وكأنها ( فتوى ) لذلك فقد فاتتني تلك الحسابات
        شكراً لملاحظتك ومتابعتك مواضيعنا
        تحياتي الرب يبارك حياتك واهل بيتك
        اخوكم الخادم حسام سامي 31 / 3 / 2021

Follow Us