Articles Arabic

خضوع

عنوان لرواية من الخيال السياسي اصدرها الكاتب الفرنسي الموهوب Michel Houlbec ميشيل هولبيك* عام 2015 وقد لاقت نجاحا باهرا من حيث ان مبيعاتها قد بلغت 350 الف نسخة في بضعت اسابيع ، وقد نالت اهم الجوائز الادبية الفرنسية للعام المذكور، وامام الاقبال الكبير على شراء الرواية، وضعت المجلة المشهورة (Charly hebdo ) شارلي هيبدو صورة المؤلف على غلافها قبل يوم من هجوم الدواعش الفرنسيين على مقر الصحيفة وقتل محرريها.

موضوع الرواية: اختار هولبيك مستقبل فرنسا القريب كموضوع لروايته “خضوع” واعتمد في تحليل توقعاته لموضوع مستقبل فرنسا السياسي ثلاثة عوامل اساسية لتحديد المستقبل:

1 سياسة وزارة التعليم العالي وخياراتها

2 قناعة المدرسين وتوجهاتهم في التعليم

3 – فهم الطلبة واستعدادهم لتبني النظريات الاجتماعية والدينية المعاصرة .

 بخصوص اهتمامات وزير التعليم العالي “اليساري” المغرم بالغلمان ، يتوقع كاتب الرواية سهولة تجنيده عن طريق تزويده بالغلمان من الشباب الحالم بالالتحاق بالجامعات المشهورة باي ثمن مثل (جامعة السوربون …) ويتوقع كاتب الرواية قيام الجمعيات الممولة من قبل الامارات النفطية/الغازية بتسهيل حصول الوزير على مبتغاه من الطلبة المعوزين، المحسوبين على قائمة تلك الامارات الاسلامية، ثم يختار البعض من الاساتذة المشهورين والمهوسيين بحب الفتيات الصغيرات من ذوي ال 18/ 20 عاما ويشرح بشكل واقعي كيفية تحقيق رغباتهم عن طريق الجمعيات الاسلامية المجندة لخدمة “مشروع الدولة الاسلامية”.

واخيرا يحكي كيفية قبول الطلبة الفقراء بشروط الدول النفطية/ الغازية الرامية الى تمويل مشروع فرض الاسلام على اوربا عن طريق التمويل وشراء المؤسسات الاكاديمية.

رواية خضوع تحكي كيفية نجاح عملية شراء طبقة المثقفين من قبل الدول النفطية لغرض فرض الدين الاسلامي على اهم دولة اوربية ناضلة من اجل المسيحية ومن ثم العلمانية عبر تاريخها الثقافي، واستخلص هولبيك بعد سرد تفاصيل كيفية تحول الاساتذة الى تبني مطاليب الاسلام السياسي، الى توقعات بحصول ذلك في عام 2022. وويمكننا ان نقول بان الخيال الروائي لميشيل هولبيك راح يتحقق رويدا رويدا، ويكفي متابعة تطور نشاطات اهم نقابة طلابية “اتحاد طلبة فرنسا ذو التاريخ العريق، تاسس عام 1907″ والذي تتراسه شابة مفعة منذ بضعة سنوات، وكذلك ما يجري من عمليات تهديد واجبار اساتذة على الاستقالة، ويجري هذا اليوم في اعرق المؤسسات الاكاديمية في فرنسا، مثل جامعة العلوم السياسية في مدينة (غرونوبلgronoble) حيث قام اثنان من المدرسين بالاختفاء بعد ان قام اعضاء من نقابة اتحاد الطلبة بتعليق اعلانات تحتوي على اسماءهم وعناوينهم على مداخل كلية العلوم السياسية مع الاشارة الى ان هؤلاء الاستاذين هم من الحاقدين على الاسلام (وتتلخص تهمة الحقد بقول احد الاساتذة بان ممارسة حرية البحث العلمي تنطوي ايضا على امكانية نقد الاديان بما فيها الدين الاسلامي)، ومن يومذاك يخضع هذان المدرسان الى حماية الدوائر الامنية مثلهم مثل زميلهم مدرس الفلسفة في اطراف باريس الذي استقال من مهنة التدريس ويعيش تحت حماية الشرطة ليلا ونهارا وذلك لانه قام بالدفاع عن زميله “صمؤيل باتي” الذي قطعت رقبته من قبل لاجئ سياسي جيجاني بالاشتراك مع مناضل اسلامي من المغرب العربي . رواية خضوع عمل ادبي يتميز بالذكاء السياسي وموهبة الكتابة الروائية، ومن المؤسف جدا ان يكون كاتبها مضطرا الى الاختفاء.

• ميشيل هولبيك : روائي فرنسي من مواليد 1956 ومنحدر من جزيرةLa Reunion الفرنسية الواقعة في قلب محيط الباسيفيك، وكانت هذه الجزيرة قد تم احتلالها وضمها الى المستعمرات الفرنسية خلال الحروب النابولونية، وان نابوليون نفسه هو من قام باول عملية الغاء للعبودية في هذه الجزيرة عام 1848. وربما يكون ميشيل هولبيك قد حمل في جيناته شحنة من الرفض للخنوع وهو ما دفع به الى كتابة روايته المعنونة “الخضوع” كانت صحيفة النيويورك تايمس قد صنفتها كواحدة من اهم مئة رواية في عام 2015.

 اتمنى ان لاتتحقق نبؤة ميشيل هولبيك

صبحي توما السناطي

Follow Us