Articles Arabic

دور الكـنيسة في موضوع اللاجـئين والشأن الـقـومي

موفـق السناطي

تحـدثـنا سابقا عـن الـفـرص التي حـصلنا عـلـيها لإنقاذ أكـبر عـدد من المسيحـيـين وعـن دَور الكـنيسة الواقـفة بالمرصاد وإفـشال هـذه الـفـرص … قـد يتصور الكـثيرون أني شخـص معادي للكـنيسة أو أني بعـيد عـن الدين، ولكـن التجارب المثيرة التي عشتها مع سدة الكـنيسة أجـبرتـني عـلى الـوقـوف بالضد من تصرفات رجالها المعـيـبة والمقـيتة، ليس في مجال الهجـرة فـقـط بل أن الأمـر ينـسحـب إلى الشأن الـقـومي أيضا.

فـقـد أصبح دور قـيادة الكـنيسة واضحاً بعـد غـزو العـراق، وجعـلـوا مما تـبَـقّى من المسيحـيـين في الداخل مجاميع هشة وهـدفاً سهـلاً، ولعـبة بـيَـد أحـزاب سياسية فاشلة سواء في المركـز أو الإقـليم، والإحـتماء تحـت عـباءة رجال دين فاسدين وأحـزاب شوفـينية وسـلـّـموا راية الكـنيسة بخـنوع ومذلة للحـصول عـلى مكاسب شخـصية، بـدلاً من الـوقـوف وقـفة رجال لـفـرض هـيـبة الكـنيسة، وكانت الـفـرص متاحة بوجـود المجـتمع الدولي ممثلا بدول التحالف، وسنأتي عـلى هـذا لاحـقا، ولكـن في هـذه الحـلـقة سأسلط الضوء عـلى دور الكـنيسة في أميركا وأخـص بالـذكـر (المطران إبراهيم إبراهيم)

في عام 1989 بعـد أن دخـلـتُ كـمب اللاجـئـين في ديار بكـر بـتـركـيا والوقـوف عـلى الأوضاع المأساوية التي كان يعـيشها المسيحـيّـون والمخاطر التي يواجهـونها وذلك بوضع سموم الـفـئران مع عجـينة الخـبز والوضع المزري والإنـتهاكات والمذلة لإجـبارهم عـلى العـودة إلى العـراق، رصدتُ الأمر وحـملته إلى دوائر الهجـرة في أميركا وشرحـتُ الأمر بالـتـفـصيل، تـفهّـم المسؤولُ الوضعَ ولكـن إجابته كانت تحمل الكـثير من المعاني … قال نحـن لا نتعامل مع أشخاص بل نستـقي معـلـوماتـنا من مصادر رسمية لـذا فـلـتـتـبنّ الكـنيسة الأمرَ وحـينها سنستحـدث برنامجاً خاصاً للاجـئي ديار بكـر، وعـليك أن تحـث المطران لـتـبَـني الأمر والإتصال بنا لـنحسم الأمر … وفهـمت لاحـقا أنها كانت رسالة مبطنة تحـمل الكـثير من التكهـنات، إنهم يعـرفـون سيادة المطران جـيدأ وحـينها لم أسـتـطع فـك شـفـرة الرسالة! ولما كـنـتُ أحـب العـمل في هـكـذا مجال، كان عـليّ محاولة إقـناع صاحـب الغـبطة إبراهيم إبراهيم … في هذه الـفـترة كان من السهـل مقابلة الرئيس الأميركي ولكـن من الصعـوبة بمكان أن تحـظى بمكالمة تـلـفـونية من سيادة المطران، هـذا من ناحـية ومن ناحـية أخـرى كان قـد إتهمني سابقا بأني شيوعي فكـيف السبـيل إلى إقـناعه؟ مع هـذا بدأتُ المحاولة لأكـتـشف أن غـبطته يعـيش في برج عاجي مع حاشيته الخاصة ولا وقـت لـديه للـرد. لـقـد أخـذ مني أسبوعـين لأحـضى بتكـرّمه لمشاغـله الكـثيرة، فهـو إما مع حلاقه الخاص لـتـشذيب سكسوكـته أو مع البدكـير لـتـقـلـيم أظافـره أو في حمام السونا لإراحة جسده من التعـب فالمعـروف عـنه أناقـته، تخاله كأحـد نجـوم هـوليود أكـثر منه رجل دين. وبعـد أن شرحـت له الأمر وموقـف دائرة الهجـرة طالباً منه تكـرّمه وتبني الأمر، كان رده قاطعأ: (لا علاقة للكـنيسة بالموضوع ولن أكلم أحـداً)!! ثم أقـفـل الخـط فعُـدت إلى مسؤول الهجـرة أترجّاه أن يقـنعه، وأمام توسلاتي، أجـرى مكالمة مع المطران ليخـبرني لاحـقا أن الكـنيسة ترفـض الطلب والمطران يعارض بشدة. عـندها أصبحَـت الصورة واضحة، لـقـد أقـفـل الباب أمام أية فـرصة لإنقاذ ثلاثة آلاف مسيحي من براثن الموت والمذلة. إذن، ما نـفـع الكـنيسة إنْ لم تـدافع عـن رعـيتها…. كانت هـذه أول تجـربة لي مع رجال الكـنيسة، والقادم أفـضع فإنـتـظـروني.

منـقـول من صفحة الكاتب المقالة

About the author

Kaldaya Me

Comment التعليق

Click here to post a comment
  • ما ذكر ما هو الا نقطة من بحر ,,نعم انها الحقيقة المرة التي يخاف الكثيرين من معرفتها وخاصة اتباع او ممن يقدس البشر متوهما ان كل من ارتدى ملابس الكهنوت اصبح مقدس ومعصوم من الخطاء متناسين بان تاريخنا لا يخلوا من بعض الاشخاص الذين استغلوا صفتهم الكهنوتية لمصالح شخصية لا اريد ان افتح المواجع ,,للاسف ان هولاء الاشخاص يتصورون النقد هو كفر او الحاد لانهم نسوا الكلمة ونسوا السيد المسيح ولم يتذكروا الا من هو امامهم ,, اما موضوع الهجرة ووقوفهم ضد مساعدة شعبنا المسيحي فعانيت منها منذ مطلع التسعينيات ولحد يومنا هذا وحاولت بامكانيتي الفردية البسيطة كشف كل الحقائق والاكاذيب التي يروجوا لها وكثيرين ممن واجهتهم بالحقائق في الغرب وقف صامتا عاجزا عن الرد ولكن كما يقول الاخ ناشر المقالة انصدمت بالواقع انهم يريدوا ان يسمعوا من رجال الدين لا سباب لا اعلمها ربما تكون سياسية او اخرى الله واعلم ,, لكنني متاكد واقسم للقاري بانه نقلا عن احد الاباء الكهنة بانه كان هناك اكثر من مشروع لمساعدة مسيحي العراق بشكل رسمي دون ركب امواج البحار او دون المجازفة بحياتهم وتجنب افتراسهم من الكلاب السائبة على الحدود , على ان يتم تجميعهم في مناطق خاصة بهم في الدولة المستقبلة ,, لكن للاسف المشروع رفض من قبل البطرك الاسبق ,, نعم انا كمواطن بسيط ممن يعتبرني كما يشاء او لا موقع لي من الاعراب ساستمر في الدفاع عن هجرة اخواني مسيحي العراق لانني اعرف جيدا معاناتهم ولمن ينتقدني اقول لهم انني حر ولا اقبل ان اكون عبد للبشر كاهن كان ام غيره ,,, اخيرا اتمنى ممن هو في الخارج يعيش بنعمة الغرب ان لا يتكلم ( يخرس ) وان لا يدافع عن ممن هو ضد الهجرة ,, باب العودة مفتوح وان لم يملك قيمة تذكرة العودة فاتعهد بان اوفرها له

Follow Us