News Arabic

ترجمة بتصرف موعظة الاب نوئيل كوركيس من قبل الشماس الانجيلي صباح حنا الشيخ

ونحن في الأحد الثالث من تكليل (تقديس) الكنيسة بحسب تقويم كنيستنا الكلدانية المصادف 15 تشرين الثاني 2020. جاء في إنجيل يوحنا بأن يسوع لديه غيرة عارمة على بيت أبيه. ونحن نقول الأنسان الذي ليس لديه غيرة على إمور جوهرية وأساسية في حياته هو إنسان فارغ.

ككل ذكر يهودي وملتزم يسوع يسعى الى تطبيق والعمل على إكمال واجباته الروحية وإلاجتماعية بحسب الناموس والتقاليد. كما سمعنا من رسالة بولص الى العبرانيين كانت الفكرة من وجود خيمة يُحفَظ فيها كلمات الله كعلامة لوجود الرب مع شعبه وتذكير لشعب الـله بأن يلتزموا بوصاياه ولا يُشركوا عبادته بإلاه آخر. هذه الخيمة شاركت الشعب ترحاله وتنقلاته حتى إستقروا في عهد داود وبدأ ملكوته بالنمو والتوسع قرر بناء الهيكل إلا إن الـله أوعز لسليمان ببنائه فبناه ليكون مقراً مقدساً للصلاة والتقرب من الرب. وتعميق العلاقة بين الـله وشعبه ومن هنا نرى غيرةُ يسوع على بيت أبيه وهيكله المقدس. نرى ألانسان بمرور الزمن تتغير توجهاته وإهتماماته ورغباته، حيث إستٌبدِل الـله والمكان المقدس الى مكان تحقيق رغباتٍ أرضية فانية ومنافع شخصية جعل من الرب يسوع يطلق عليه مغارة لصوص ولم يستطيع إحتمال الوضع أكثر من هذا بعد أن حاول جاهدا تنظيف وتطهير المكان لأن الفساد والدمار قد نخر بالهيكل حتى ألاساس فلهذا قال إهدموا هذا الهيكل وأنا أبنيه في ثلاثة أيام!؟

إنتهى الكهنوت اليهودي بدمار الهيكل سنة 70 ميلادية حيث الأثنان مرتبطان بإرتباطٍ وثيق بدليل في يومنا هذا الشعب اليهودي أقوى وأغنى حتى من سليمان في وقته ولكن مملكتهم غير مكتملة ناقصة بسب الكهنوت والهيكل مكان وجود الرب الاله. يسوع يبنى فكرة الملكوت الحقيقي فينا، مكان لوجوده الالهي طابع روحاني سماوي لمختاريه وأتباعه بهيكل جسده المقدس لايمكن للفساد أن يطاله أو ينخر فيه.

بعد 2000 سنة وفي هذه الأيام بالذات نحتاج للرب أكثر من ذي قبل ولسوطٍ أغلظ من ذي قبل حيث المؤسسة الكنسية تمارس كل الرذائل والشرور وتنحرف كلياً من مسار المخطط لها من قبل الرب، حيث تضع المسيح وتعاليمه جانباً ولتصنع لها إنساناً تقدسه ويحاول باطلاً الحلول محل المسيح ولكن باطلاً يخططون، فربنا كان قد وعدنا بأن قوات الجحيم لن تقوى عليها.

على الكنيسة مكان الرب المقدس أن تُطْهر نفسها وبجدية وتلتزم بتعاليم مؤسسها فقط يسوع المسيح وعلى الرعاة الصالحين الحقيقيين الذين يحملون عصا القيادة ويقودون رعيتهم الى بر الرب وملكوته فقط بالتأكيد سنتبعه وسنكون جميعنا ملتفين حوله بكل أمانة ليقودنا نحو إلاهنا وربنا يسوع المسيح. إنها دعوة الشيطان في هذه الأيام بإستبدال كلام الرب يسوع وتعاليمه بحجة إنها لا تتوافق مع عصرنا ومفرداته. دعوة وصلت للاستخفاف بعرش الـله وملكوته وألاستهزاء به فهل نتبع راعي أجير هو لصٌ وذئبٌ خاطف بلباس الحملان؟؟؟ أم نبقى على رجاء الرب الذي وعدنا بمجيئه ثانيةَ فلنصلي ونطلب للرب يسوع مخلصنا أن يُعَجْل بمجيئه ليطهر كنيسته من هؤلاء الفاسدين واللصوص. آمين.

Follow Us