Articles Arabic

غبطة البطريرك الكاردينال لويس ساكو والعبد الفقير انا

الحلقة الأولى ( المقدمة )

صدقاً نقولها … لم يسبق ان جلس على كرسي الكلدان المؤسساتي الإيماني منذ كان هذا الكرسي يؤمن بالعقيدة المشرقية ثم بتبنيه العقيدة الغربية الأوربية ( الكاثوليكية ) بعد الانشقاق شخصية متميّزة متفردة بالصفات كشخصية غبطة البطريرك الجليل الدكتور لويس ساكو جزيل الأحترام والتقدير مما أثار فضولنا لدراسة شخصيته وتحليلها نظراً لما يمثله اليوم من قيادة قومية ومؤسساتية للشعب الكلداني على أساس معطياتها الفكرية ( المادية والروحية ) والتي تشكل منطلق إيمانه المسيحي لكي نضع النقاط على الحروف لعملية التعامل مع تلك المعطيات وخاصة بعد احتدام الجدل بينه وبين المختلفين معه (لا هم فاهمين كيف يتعاملون معه ولا هو فاهم المتغيرات المجتمعية في عملية التطوّر التي رافقت النهضة التقنية بحيث جعلت العالم قرية صغيرة منفتحة على جميع العقول ” العقائد ومذاهبها ” ) إذاً هم يعيشون عالم التطوّر ويطلبون تطوّر عقيدتهم نحو الإنسانية وكما بشر بها سيدهم يسوع المسيح على اعتبار ان ( الإنسان هو غاية الله وهدفه ) وسيادته يمني النفس للعودة إلى ( زمان قيادة الكهنة في القرون الوسطى وعلاقتهم ببني البشر التي تنظر للإنسان التبعي كخروف ) وهذا ما نعيشه اليوم في عقائد أخرى تعمل في ساحة وطننا وشرقنا الآيل للسقوط حسب نظرية ( الشرق الأوسط الجديد ). إذاً نستطيع ان نستنتج ان شخصية سيادته فرضتها الظروف الموضوعية لإحلال تلك المتغيرات التي افرزتها المرحلة التاريخية بعد مخاضات حاسمة لتغيير الزعامات والقيادات بما يتناسب ومصالح قادة العالم والصراع اليوم قائم بين ( التقنية والتطوّر وبين العقائد الكهنوتية والتخلّف ) وهكذا صراع يجب ان يمرحل أي ( يكون على مراحل ) والمرحلة الأولى فيه بناء شرق اوسطي ( سياسي ديني ) يغيّر من طبيعة المجتمعات ( اخلاقياً وإيمانيا ” معتقدات وموروثات ” ) تثار فيها النعرات الدينية المذهبية الطائفية وصولاً إلى العرقية وكذلك السياسية ( للتصفية والغربلة ) ويشمل ذلك التجويع والإبادة والتهجير لمكوّن كبير او مكوّنات صغيرة … هذه المخططات ليست بالجديدة بل من مخاضات ما حصل في أوربا في القرون الوسطى من الشراكة في السلطة بين استعمارين ( مجتمعي سياسي وديني كهنوتي ) مما جعل الشعب يعاني الأمرين منهم فكفر بالكهانة كما كفر بالنظم السياسية التي استخدمت الكهانة للسيطرة على تلك الشعوب واذلالها وافقارها ونشر التخلف والجهل فيها … لقد ناضل الكهان في سبيل التخلّص من تبعيتهم لأربابهم وتأسيس دولهم المستندة على حقين ( الحق المادي والروحي ) في انشاء ما يسمونه ( دولة الله ) مما اثار حفيظة الأسياد وخطر هؤلاء على مصالحهم فقرروا ان يخوضوا معهم حرباً لأعادتهم إلى حجمهم الطبيعي ودورهم الذي كان مقرراً ومنذ البدء او لأنهاء تمردهم بأن يسقطونهم بعيون ( التبّع ) وكما حصل في تجربة أوربا لتنفض الشعوب عنهم فيبقى القادة المجتمعيين من الساسة هم من يديرون كفة البلاد والعباد … هذا الصراع تكلّمت عنه في كتابي الأخير ” لا يزال تحت الدراسة والبحث ” والذي نتكلّم فيه عن الصراع الخفي بين الاستعمارين ( الكهنوتي والتقني ) والموسوم ( المسيح بين استعمارين الكهنوتي والتقني ) وفي الحقيقة اخترنا اسم المسيح لأنه اليوم بالضرورة القصوى محارب على جميع الأصعدة ومن جميع أصحاب المصالح لأنه يعبر بما لا جدال فيه ولا شك عن ( الإنسانية بكل ما لها وما عليها ولأرتباط هذه الإنسانية بالرب الإله ) وبكل تفاصيلها فقد كان عنوان الكتاب سابقاً ( الإنسانية بين استعمارين الكهنوتي والتقني ) والذي هو واحد من مصادرنا في كتابة هذا البحث . من هنا كان لا بد ان نستعين بأحدي الشخصيات الدينية لتكملة هذا البحث وكان الأقرب لنا شخص ( غبطة البطريرك الكاردينال لويس ساكو جزيل الأحترام ) كوننا عاصرناه مذ كان كاهناً ” قساً ” لنورد مراحل تسلقه إلى كرسي الكلدان لكيّ نستفيد من هذه المراحل ( كدروس وعبر ) تذكر في تاريخ مؤسستنا العريقة وتبيّن الشبه مع اسلافه من البطاركة بمقارنات سنستخدمها والتي تنطبق على واقع جميع الكهنة من جميع الأديان والعقائد … إذاً هذا البحث نقدمه بعلمية وبتجرد كامل خالي من عقد الكراهية والبغضاء وسنعتمد مبدأ التعليم المسيحي الإنساني الأخلاقي الذي لا يتبع أي مؤسسة مسيحية لنكون على الحياد اولاً والمصداقية ثانياً وسنتوقّف عند محطات مهمة في تاريخ السبعة سنوات من جلوس غبطته سعيداً على كرسي الكلدان … نذكّر عسى ان تفيدنا الذكرى … ان حق الرد اولاً لغبطته كونه المعني ولجميع الأكليروس في حالة ورود أي تعليم خاطئ يمس الأمانة الأخلاقية المبدئية للسيد المسيح لأننا من خلال البحث سنقدم تعاليم من نصوص سيدنا ومعلمنا وربنا يسوع المسيح ( كلمة الله ) ولا اعظم من كلام الله فكلامه يمثل ( حكمته ) وحكمته تبيّن قداسته وكماله … فالذي لم يرى الله فقد رأى ( كلامه ) والذي لم يعرف الله فقد عرف ( حكمته ) قال موسى لله : ارني مع من اتكلّم … اجابه الرب الإله : ألاّ تعلم ان من يراني موتاً يموت … لكنني سأريك من أكون فكان ( نوراً ) اضاء العليقة فتكلّم النور الذي في العليقة مع موسى ولما ازف الزمان تجسد نور كلمة الله في الإنسان يسوع المسيح ليعيش بيننا يعلمنا يوجهنا يطهرنا من دنس الشهوات الباطلة شهوات الانحراف والفساد ليقودنا على طريق الكمال لنحقق ( مملكة الأرض الطاهرة ) التي تستحق ان يعود الله لها من جديد ولنكون اهلاً ( لمملكة السماء المقدسة الأبدية ). إذاً هذا البحث لا يخلوا من تعاليم ( إنسانية أخلاقية ) كما جاء بها ربنا يسوع المسيح له كل المجد.

الرب يبارك حياتكم واهل بيتكم

الخادم حسام سامي 24 / 9 / 2020

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • استاذ حسام العزيز المقالة جيدة جدا وهادفة المعنى لكنها تشبه قطعة خبز الكاملة… اتمنى ان تقطع مقالاتك الى اجزاء حتى يسهل هضمها وفهمها… مع الشكر الجزيل لجنابكم

    • الأخ الفاضل ابن موزوبوتانيا بلاد ما بين النهرين العريقة المحترم
      تحية سلام ومحبة
      الموضوع الذي باشرنا بكتابته سلسلة مكوّنة من عدّة حلقات مكمّلة بعضها بعضاً ولهذا بالتأكيد يتطلّب ان نفهم هدفها يجب متابعتها …
      شكراً لتواصلكم معنا الرب يبارك حياتك واهل بيتك
      اخوكم الخادم حسام سامي 2 / 10 / 2020

  • بهذه المقالات وهذا الاسلوب تشفون غليل البطرك
    لأنه ينتظر اي شيء يُكتب عنه حتى لو كان عن خرافاته بالكرازة
    او تعفيناته او يَعنيّاته وهيكيّاته
    لأنه يعتبر ذلك اهتماماً به وهو ما يتمناه الانسان الغير كامل

    عسى ان تكتبوا عن صمت الاساقفة وخذلانهم امامه كالخرفان
    حتى سكوتهم على هرطقياته خلال القداس
    وهم حافظوا ايماننا وجميعهم يتمتعون بالدكتوراهات (التي اصبحت بهذه الحالة ترَّهات) بلا قيمة

    ربنا يكون بعونكم وعون الكنيسة الكلدانية الى ان يبتعد عنها البترك ساكو

    • الأخ الفاضل ( مراقب ) المحترم
      تحية سلام ومحبة
      بداية نشكرك على متابعة منشوراتنا … ممكن انني لا اتفق معك في هذه … لأن البطرك يعرف جيداً ويستطيع ان يفرز الغث من السمين … هو بات يعرف من يكون الخادم حسام سامي ويعرف اسلوبه في الكتابة … حسام سامي يذبح بأدب وبخيط من الحرير … لا يسب ولا يشتم وكان يتمنى ذلك لكي يسقطه لذلك فهو يحسب ألف حساب عندما يذكره … وهذا يا عزيزي ليس غروراً ولا كبرياء اعوذ بالله منهما لكنه ( ثقة بالنفس وهذه الثقة هي ثقة إيمانية بالرب يسوع المسيح له كل المجد ) نعم سيأتي دور من ذكرتهم لكن ارجوا منك ان تصبر وتتابع وسترى اننا لن نترك شيئاً إلاّ وجلنا فيه بنعمة الرب يسوع المسيح … تحياتي الرب يبارك حياتك واهل بيتك
      اخوكم الخادم حسام سامي 2 / 10 / 2020

Follow Us