Articles Arabic

نبذة مختصرة عن الاسلام والمسيحية

اكرم فيصل

كان المسيحيون النساطرة ( من اليهود والعرب ) وبضعة قبائل يهودية يقيمون في شبه جزيرة العرب قبل ظهور الاسلام مع العرب ( عابدي الأوثان ) وبشكل خاص أبناء قبيلة قريش، ويعيشون في أمان وسلام ويتعاملون مع بعضهم البعض كأخوة وكأنهم عائلة واحدة بدون خلافات او مشاكل او عداوات، ولم يكن هناك تمييز على اساس انتماءاتهم الأثنية او العرقية او معتقداتها الدينية اطلاقاً، الى ان ظهر الاسقف النسطوري ورقة بن نوفل في الجزيرة العربية وكذلك ظهور محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الذي اصبح نبياً ورسولاً للاله العربي بعد زواجه من بنت عم الاسقف خديجة بنت خويلد، والذي قام بغزوات كثيرة ضدهم، حيث قتل خلالها الكثير منهم، وذلك لعدم اعترافهم وايمانهم به وبالاهه العربي وبديانته الاسلامية. ولكثرة ما انزل الاله العربي من آيات قرآنية على لسان احد ملائكته، تُحرض على الكراهية والارهاب والقتل، اصبح تفكير المسلمين بعد ذلك منصباً بصورة رئيسية على القيام بالغزوات وارتكاب جرائم القتل والذبح والأستيلاء على أموال وممتلكات الضحايا الأبرياء، والحصول على السبايا من النساء والأطفال وسوقهم كعبيد ثم بيعهم في الاسواق الاسلامية، وبالنتيجة تحول عرب الجزيرة بالكامل من ناس مسالمين الى مجرمين ولصوص وقطاع طرق وارهابيين، هذا ما ذكره وتحدث عنه مدرس مادة التاريخ للمرحلة الثانوية، وهو مسلم وعربي الجنسية، اثناء زيارة المرحوم والدي له وأنا برفقته، الى مكان عمله قبل اكثر من ثلاثين سنة.

ان تلاميذ السيد المسيح الاثنا عشر، الشهود على حياته وموته وقيامته وصعوده الى السماء، آمنوا بان السيد المسيح له المجد هو الله وانه هو رب الحياة والموت وخالق السماوات والأرض، وانتشروا جميعهم فيما بعد بموجب توجبهات السيد المسيح بين شعوب وامم الأرض، وقاموا بالتبشير بالمسيحية، واخبروا البشرية بكل ما شاهدوه بأعينهم وسمعوه بآذانهم من السيد المسيح من خلال مرافقتهم المستمرة له، حيث آمنت الشعوب التي اعتنقت المسيحية بالله الحي، وآمنت بيسوع المسيح على انه هو ابن الله وروح الله ، وكذلك آمنت بالروح القدس الذي هو ايضاً روح الله وروح الحق، سر الله الثالوث، أله واحد في أقانيم ثلاثة، الا ان هؤلاء التلاميذ لم يذكروا للناس بأن النبي محمد سوف يكون له ظهور بعد السيد المسيح كما يدعي الاسلام، لأنهم أولاً آمنوا بالسيد المسيح على انه هو الله الحي وليس نبياً كما يدعي ايضاً الاسلام، والنقطة الثانية هي ان السيد المسيح لم يتطرق الى هذا الأمر نهائياً، وانما كان قد حذر تلاميذه من ظهور انبياء كذبة من بعده، لكونه يعرف بأن الشيطان سوف يستخدمهم لتضليل الشعوب، ولو كان قد اخبرهم بمجيء محمد من بعده لكان التلاميذ قد اعلنوا ذلك على الملأ اثناء قيامهم بالتبشير، ولكان الخبر قد انتشر بين جميع شعوب العالم، وانتقل من الأجداد الى الأبناء والى الأحفاد، ومن ثم الى جيلنا هذا في القرن الواحد والعشرين، الا انه لا يوجد هناك شخص واحد من بين المليارات من المسيحيين يؤيد ذلك او ما يدعي به الاسلام، علماً بأنه لا يوجد تهديد بالقتل لمن يعترف بهذا الخبر او حتى لمن يرتد عن المسيحية، وهذا بحد ذاته يؤكد عدم وجود تحريف بالانجيل وبما دونه اربعة من هؤلاء التلاميذ الاثنا عشر ( متى، لوقا، يوحنا، مرقس ) الشهود العيان، في الأناجيل الأربعة التي تتحدث عن سيرة حياة السيد المسيح منذ ان بشر الملاك جبرائيل العذراء مريم بالحبل الالاهي، ولحين ان حكم عليه اليهود وبيلاطس بالموت على الصليب ومن ثم قيامته من بين الأموات وصعوده الى السماء مثلما تنبأ انبياء العهد القديم.

ولتاكيد خلاف ما يدعي به الاسلام من ان السيد المسيح له المجد هو نبي الله نقول :

اولاً : لو كان السيد المسيح هو نبي الله لكان حاله حال النبي محمد وما كان قد صعد الى السماء، او لكان الله قد رفع فقط النبي محمد الى السماء لكونه حبيب الله واشرف الأنبياء والرسل وخاتم الأنبياء والرسل.

ثانيا : لو كان السيد المسيح هو نبي الله لما كان قادراً على احياء الموتى ولا بالقيام بالمعجزات الكثيرة الاخرى المذكورة تفاصيلها في الانجيل، ولكان الله قد اوعز الى حبيبه محمد بالقيام بهذه المعجزات لكونه ذو منزلة كبيرة جداً عنده.

ثالثاً: لو كان السيد المسيح هو نبي الله لما كان هناك ظهورات له بعد قيامته من بين الأموات ( 11 ظهور ) وبحسب شهود عيان كما هو مدون في الانجيل، في حين انقطعت اخبار اله محمد نهائياً قبل موت محمد ولحد الأن، ثم بعد ذلك انقطعت أخبار الملاك بعد ان سلم افكار ومعتقدات الاله العربي الى رسوله محمد، مثلما انقطعت اخبار زيد ( ابن محمد بالتبني ) بعد ان تزوج محمد من زوجته، زينب بنت جحش بمباركة الاله العربي، لكونه قد رأى وجهها وهي بدون حجاب وأعجب بها ولم يحتمل فراقها او العيش بدونها، وأيضاً انقطعت أخبار محمد بعد موته.

مثلما يؤيد الاسلام ونبي الاسلام والاسقف العربي النسطوري ورقة بن نوفل، ما جاء على لسان تلاميذ السيد المسيح بخصوص صعود السيد المسيح الى السماء عندما كان يباركهم، باعتبارهم شهود عيان على هذه الواقعة، ولقيام التلميذ لوقا بتدوين شهادته في الأنجيل، المفروض بالاله العربي ونبي الاسلام اللذان جاءوا بعد اكثر من ستمائة سنة، ان يؤيدا حقيقة صلب وموت السيد المسيح استناداً الى :

1 – ما تحدثت به النبوءات في العهد القديم بتأكيدها على ان السيد المسيح سيولد من العذراء وسيموت على الصليب فداءاً للبشرية، نذكر منها : نبوءة اشعيا 40: 3، نبوءة ملاخي 3: 1، نبوءة زكريا 12: 10.

2 – ما تحدث به تلاميذ السيد المسيح الاثنا عشر لشعوب العالم اثناء تبشيرهم بالمسيحية وتأكيدهم على ان السيد المسيح هو ابن الله وروح الله ورب الحياة والموت وقد تم صلبه وموته من اجل خلاص البشر من الخطيئة، وان السيد المسيح كان قد اخبرهم قبل محاكمته، بأنه سيصلب ويموت، وفي اليوم الثالث يقوم، وانهم تأكدوا من حقيقة قيامته من بين الأموات بعد ظهوره امامهم بعد ثمانية ايام من قيامته، بقيام مار توما بوضع اصبعه على آثار جراحاته التي كان لا يزال يحتفظ بها.

3 – ما دَوَّنه التلاميذ في اناجيل ( متى، يوحنا، لوقا ) التي تعتبر مصدر الأيمان المسيحي، والتي تؤكد على ان السيد المسيح قد تم صلبه وموته على الصليب، حيث كانت العذراء مريم والدة السيد المسيح وأثنان من تلاميذه ( يوحنا الحبيب ويوسف الرامي ) هم الشهود العيان على واقعة الصلب مع شهود أخرين.

علماً ان الاله العربي، اله محمد، لم يعترض، طيلة فترة الستمائة سنة ما بين انتشار المسيحية وظهور الاسلام، على مسألة موت السيد المسيح على الصليب، وهذا بطبيعة الحال يؤكد بأنه لم يكن له وجود أساساً طيلة هذه الفترة قبل مجيء محمد، وانما ظهر في الجزيرة العربية بعد ان دخلها النساطرة واليهود الذين لا يؤمنون بموت المسيح على الصليب ولا بالوهيته ولا بكونه ابن الله ولا باتحاد الأقانيم الثلاثة الالهية، وبالتحديد بعد قيام الأسقف النسطوري العربي ذو الأصول اليهودية ورقة بن نوفل بتزويج محمد ابن زعيم قبيلة قريش من ابنة عمه النسطورية خديجة بنت خويلد، وكذلك بعد ظهور الملاك الذي علم محمد القراءة والكتابة، ولغة الملائكة وأهل الجنة العربية في غار حراء، لكي يقوم بنقل ما جاء في الفكر النسطوري الى القرآن، بالاضافة الى نقل آيات اخرى تنعت المسيحيين بالكفار وتدعو الى محاربة وقتل وذبح المشركين والكفرة من المسيحيين وذلك لقيامهم بالاشراك بالله وبتحريف الانجيل والايمان بأن المسيح هو ابن الله وانه مات على الصليب، بالاضافة الى عدم ايمانهم بالاسلام، ولكي يكون هناك غزوات وحروب وسفك دماء ، ومن ثم حقد وكراهية وصراع مستمر ما بين المسيحيين والمسلمين، ومن هذه الآيات نذكر البعض منها :

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ( الأنفال 65 – 14 )،

في سورة التوبة الآية 29 “قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ،

في (الأنفال 3912-) “وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ”.

“فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا” (النساء 89.

“فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ” (التوبة 5 ( 15-

“فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ” (الأنفال 1210-) ،

“إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ” (محمد 4 – 22 ).

وهناك ايضاً آيات اخرى كثيرة جداً وبأضعاف مضاعفة لهذه الآيات مدونة في القرآن وتدعو الى ما تدعو اليه هذه الآيات. وفي النهاية وبعد موت الملايين من البشر في هذه الغزوات والحروب يقول الاله العربي لمحمد : “ما ارسلناك الا رحمة للعالمين” ( الانبياء:107 ).

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • الاخ الكاتب
    ال” نصارى” و ليس ال ” نساطرة ” من عاشوا في شبه جزيرة العرب مع قريش و غيرها و الفرق بين النساطرة و النصارى مهول.
    وليس من الصحيح ان نقول عن النصارى مسيحيون لانهم ببساطة لم يؤمنوا بشهادة تلاميذ يسوع من تجسّد الاقوم الثاني و آلامه و صلبه و موته و دفنه و قيامته بل آمنوا بافكار بعيدة كل البعد عن الايمان المسيحي و بالتالي تسقط عنهم صفة المسيحية.
    تحياتي و مودتي

  • السيد علاء
    هؤلاء النصارى الذين تكلمت عنهم والذين عاشوا في شبه جزيرة العرب مع العرب عابدي الأوثان كانوا يؤمنون بالمذهب النسطوري الهرطقة

Follow Us