Articles Arabic

الحلقة الثانية: البطريرك ساكو يعود مهرطقاً وليس من يجيب

الاب پـيتر لورنس

يستخدم البطريرك ساكو في مقالته عبارات عدة مثل:(رفع السينودس، رفعنا، لا تتماشى، وضعنا، اصبحنا نقدس، رفعناها، من المحبذ، من الافضل، وادخلنا، قررنا، بأمكاننا، من الافضل اهمال، استبدلنا). كل هذه العبارات تدل على انه عمل شخصي منفرد، ليس عمل لجنة مختصة حسب القانون الكنسي في تصحيح الطقوس أو تجديدها. لكنه في مقالته أراد ان يزكي نفسه على مثال الكاتب في مثل السامري الصالح في انجيل لوقا (10/ 25-37)، ليبين ديمقراطيته للقارئ وشرعيته في عمله حيث كتب: ( أما الصيغة الجميلة واللاهوتية والأكثر طولاً، والتي تُنسب الى ثيودورس المصيصي (428+) تُستعمل في صلاة الصبح للآحاد والاعياد. في سينودس 2018 إقترحتُ أن تُضّم الى رتبة القداس الثاني، لكن معظم الأساقفة رفض ذلك).

تحليل المقال:

1- (المجد للـه في العلى) مع ردة الابانا التي حذفها البطريرك في قداسه.
انطلاقاً من مبدأ هيكلية كنيسة المسيح التي تتكون من قسمين رئيسيين وهي: كنيسة السماء، وكنيسة الارض. لذا في صلاة (المجد…) كنيسة السماء تعلن مجد الـله الذي سوف ينجلي بشخص المسيح فيما بعد بالذبيحة الالهية، فعلى كنيسة الارض تجيب كنيسة السماء على هذا الاعلان السماوي وهو صلاة (الابانا…قدوس…) بردتها فقط كما ثبتتها اللجنة الطقسية لسنة 2006.
من الواضح ان غبطة البطريرك لا يفهم الترابط بين كنيسة السماء وكنيسة الارض في هيكلية الكنيسة التي تعبر عن الوحدة بينهما والتناغم الروحي التي تكتمل معالمه في صلاة (لاخو مارا)، وفتح ستار الهيكل. يكتب البطريرك انه رفعها السينودس لانها لا تتماشى مع بنية القداس والسياق اللاهوتي له. هنا أطرح سؤال على غبطته: ما هي الاسباب اللاهوتية والطقسية التي تجعل صلاة ردة الابانا لا تتماشى مع سياق بنية القداس؟ خارج نطاق السبب الذي وضحته أعلاه. نحن نطالبكم بالجواب وتوضيح الاسباب العلمية واللاهوتية في عملية رفعها من رتبة القداس، لان شعبك المؤمن ليس بجاهل يرغب في ان يتعلم ويقتنع، لا ان تقول له: لا تتماشى مع السياق اللاهوتي، كأنها فتوى لا جدال فيها. لاننا لسنا جالسون أمام الكومبيوتر ونقوم بعملية (فوتو شو)، انها قضية طقسية لاهوتية، لذلك نطالبكم بالجواب.

2- ستار الهيكل:
ستار الهيكل هو الذي يعطي المظهر الخارجي للكنيسة كأنها هيكل اللـه المقدس، لكن لستار الهيكل معنى أيماني ولاهوتي ذو معنى عميق علينا الالتفاته له واعادة النظر في ارجاعها الى كنائسنا واللاسباب التالية:.
أ- كما ذكر غبطته ان هندسة كنائسنا الكلدانية هي على مثال هيكل أورشليم، هذا صحيح. لكن لماذا حافظت كنائسنا على الستار؟ لان الستار في هيكل اورشليم له معنى ايماني وروحي يرمز الى الانفصال بين اللـه والانسان الذي تم منذ بداية الخليقة بسبب خطيئة الانسان الاول آدم وحواء. هذا الانفصال يعبر عنه بصورة فعلية في هيكل أورشليم على شكل ستار مخاط بقطعة واحدة من فوق الى أسفل توضع عند مدخل قدس الاقداس الذي يرمز الى مكان حضور الـله، لا يدخله انسان قط إلا عظيم الاحبار مرة واحدة بالسنة لغرض الوساطة والتضرع وتقديم القرابين.
ب- انجيل متى 27/51 و انجيل لوقا 23/45ب. كلاهما يقول ان ستار الهيكل قد شق، وليس رفع. هذا دلالة على وجوب ستار الهيكل، لان المصالحة حدثت والخلاص تم بصليب ربنا يسوع المسيح، لكن الانسان مازال بالخطيئة، لكنه بنعمة المسيح وبواسطة كنيسته المقدسة يصبح مدعوا الى الملكوت السماوي، لهذا نلاحظ ان الستار انشق من فوق الى اسفل، هذا يعني ان اللـه من جانبه حقق المصالحة، أما من جانب الانسان فمرتبط بالايمان بيسوع المسيح الوسيط وقبول دعوته. لهذا السبب لم ترفع الستارة من هيكل الـله وكنيسته المقدسة.

ج- السبب الثالث: الكنيسة هي هيكل اللـه المقدس، لانها تحوي جسده المقدس، وكلمته الحية الانجيل المقدس. لذا الكنيسة هي ليست قاعة للاحتفلات والمناسبات. من ينتمي الى هذه الكنيسة تجعل له حضور مقدس، ومن لا ينتمي لها، ليس له شراكة بجسد ربها. بسبب عدم وجود الستار في كنائسنا جعل منها مسارح . وليس كنائس.

د- يبرر البطريرك لويس، رفع الستار، واصبحنا نقدس وجوهنا باتجاه المؤمنين بـ(لاهوت التجسد). ما ذكره البطريرك بخصوص (لاهوت التجسد) صحيح من ناحية الفكرة، لكنه ناقص من ناحية التطبيق. كيف؟ علينا ان نعلم جيداً ان سر التجسد لم يحدث لو لا حدث الخطيئة، لولا الخطيئة لما كان التجسد. اذاً آباء الكنيسة ينظرون في التاريخ الكتابي والبشري الحدث الخلاصي، ويجسدونه في طقوسهم بصورة عملية ورمزية. الستار مغلق في بداية القداس، ويفتح في صلاة (لاخو مارا). هذه الحركات الطقسية المرتبطة بصلوات الكاهن والشعب، من غلق ستار وفتحه وتعطير الكنيسة بالبخور، ما هي إلا تعبير طقسي عن خطيئة الانسان، وقبوله الخلاص بالرب يسوع المسيح الكلمة المتجسد. لذا تنفتح كنيسة السماء على كنيسة الارض بطريقة طقسية تعبر عن محتواها الروحي واللاهوتي في قبول الخلاص، الذي يتبين معالمه من خلال تكرار صلاة (لاخو مارا) ثلاث مرات (الاولى السماء تنشد، والثانية الارض تنشد، والثالثة السماء والارض ينشدون سويةً). وهذا لا يعني أن نرفع الستارة، وان نقدس وجوهنا نحو المؤمنين كما يدعي غبطته.

هـ- في رتبة القراءات يذكر البطريرك في الفقرة 8 من مقالته: (في السابق كانت اربع قراءات، وحالياً جعلناها ثلاثة). اخي البطريرك القراءات المقدسة هي كيلو باذنجان وانت توزعه بكيفك! لو هناك سبب يدعو لوجودها بهذا الشكل؟ بما ان القداس الكلداني بنيته الرئيسية مبنية على حدث تلميذي عماوس في انجيل لوقا (24/13 – 35) (فبدأ من موسى وجميع الانبياء يفسر لهما في جميع الكتب ما يختص به)، اذاً يجب علينا قرائتين من العهد القديم، وقرائتين من العهد الجديد.

 

About the author

Kaldaya Me

Comment التعليق

Click here to post a comment
  • الأخ العزيز والأب الفاضل بيتر
    أضف للشرح الجميل والمعنى الأصيل لقداسنا الكلداني انافوره مار أدي وماري. ان أبائنا القديسين عندما أضافوا الصلاه الربيه الى بدايه القداس ومنتصفه بعد كلن بذحلثا وفي نهايته كان ليخدم الغرض والمعنى بكل حذافيره.
    فالصلاة الربيه هي ليست مجرد صلاه علمنا إياها الرب يسوع ولكن الأكثر من هذا ان هيكليه صلاه يعني مراحل صلاه . وكان سياده المطران سرهد أعطى شرحًا تفصيليًا في كيف ان الصلاه الربيه تخدم المعنى اللاهوتي والروحي للانافوره بحيث تفعل فعل التسبيح والشكر راسخ في كل كلمه وحركه من القداس( ممكن الرجوع الى هذه الشروحات) . فبالتالي لم يكن ادخال صلاه الرب الى هذه البانوراما الروحيه الا ليحاكي الإيمان القويم والأصيل لآبائنا القديسين فيكون موروث مقدس لايمكن التلاعب فيه كيفما نشاء. فان لم تكن الاضافه تصب في بناء هذا الصرح الروحي سوف يتهاوى تدريجيا لركاكته. فباطلا يتكلم البطريرك عندما ينسق كلماته التي تفقر ولاتغني.

Follow Us