Articles Arabic

البطريرك ساكــو يعـود مهـرطقاً وليس مَن يُجـيـب

الاب پـيتر لورنس

الحـلـقة الأولى

في كـثير من الأحـيان أحاول تجـنّـب الكـتابة ، كي لا تـؤخـذ المواضيع التي أطرحها عـلى أنها شخـصية بـيني وبـين البطريرك لويس ساكـو رئيس الكـنيسة الكـلـدانية . لكـنه يطرح مواضيع ويعـمل أعمالاً تـشوّه حـقـيقة الإيمان مهما حاول ان يُـزوّقها بتعابـير تـوحي للـقارئ أو المستمع بأنها ثـوابت عـلمية ولاهـوتية وعـلينا أن نـتعـلمها منه بسبب سلطانه الكهـنـوتي والكـنسي دون جـدال أو نـقـاش.

حـفاظاً عـلى موروثـنا الكـنسي الرسولي ، وملاحـظتـنا لهـذه التـشوهات التي تُـطرح عـلناً ويفـرض تطـبـيـقها عـلى الأساقـفة والكهـنة والشعب المؤمن ، وليس مَن يستـطيع طـرحُ ما لـديه مِن معـرفة بخـصوصها ، وإنطلاقاً من ضميرنا الإيماني ، نستـنـتـج : أن هـذا يـدل عـلى خـلل كـبـير في المَـصف الكهـنـوتي ويجـب الإلـتـفات إليه ، مع تـوضيح معالمه الحـقـيقـية بموجـب تعـليم الكـتاب المقـدس ، وآباء كـنيستنا الكـلـدانية ، واللاهـوت الكـنسي.

حـدَث له هـدف:

في منـتـصف الثمانينات من الـقـرن الماضي ، كـتب غـبطة البطريرك ( القس لويس ساكـو ) مقالة في مجـلة الـفكـر المسيحي عـن الـقـربان المقـدس ، يطرح فـيها أفكاره حـول الموضوع ، ومما ورد فـيها (أن الـقـربان المقـدس هـو مجـرد رمز) . إنّ ذلك المقال دفـع الرئاسة الكـنسية الكـلـدانية في عهـد المثلث الرحمات البطريرك مار بولس الثاني شيخـو إلى تـوجـيه تـوبـيخ إلى صاحـب المقال وتهـديـده بالحـرَم الكـنسي إذا لم يكـتب مقالاً آخـراً وفي مجـلة الـفكـر المسيحي نـفـسها ، معـتـذراً فـيه ومصحّـحاً من خلاله أفكاره اللاهـوتية حـول موضوع حـقـيقة الـقـربان المقـدس ، مما إضطـرّ إلى الـقـيام بـذلك بالـفعـل.

إنّ الهـدف مِن ذِكـر هـذا الحـدث الـذي مرت عـليه سنين طويلة ، ليس تـشويه سمعة البطريرك ، بقدر تعلق الامر بايمانه وانتمائاته الفكرية والايمانية المضادة لتعليم الكنيسة الكاثوليكية، ولمعـرفة شخـصيته وبماذا تـؤمن . ومن هـنا سوف أبـدأ مقالتي هـذه في مناقـشة البطريرك عـلناً حـول موضوعه الأخـير (القداس الأول (اداي وماري)) http://saint-adday.com/?p=37376، وما قام به من تأوين كما يدّعي ، لا بل زاد عـليه تـشويهاً عـن مضمونه الأصيل ، قانونياً ، ولاهـوتياً ، وطقسياً ، وتأريخـياً.

تحـليل المقال:

1ــ إنّ ما قُـدِّم من قِـبَـل اللجـنة الطقسية برئاسة سيادة المطران سرهـد يوسب جمو سنة 2006 ((وليس 2009)) وتم الموافـقة عـليه من قِـبَـل السينودس البطريركي ، هـو ليس تأويناً كما يَـدعّي غـبطته ، إنه تشويه متعمد لعمل اللجنة الطقسية، إنها دراسة طقسية وإصلاحـية لـنص الـقـداس الكـلداني وأنافـورا الرسولين أدّاي وماري.

لماذا هي دراسة وليست تأويناً ؟ إنها دراسة طقسية مبنية على أسس عـلمية تستمد مصدرها من الكـتاب المقـدس وآباء الكـنيسة الكـلدانية . دراسة منبثـقـة من قِـبل لجـنة مؤلفة قانـوناً من مجـموعة إخـتصاصيين والـدراسة دارت حـول موضوع أساسي وهـو : تصحـيح نص الـقـداس والأنافـورا من الإضافات والـتـشوهات التي طرأت عـليه خلال الـزمن كما ذكـر غـبطته ، وإعادته إلى صيغـته الصحـيحة التي تعـطي رونـقها ومفعـولها الروحي ، والإيماني ، ومدلولاتها الأصيلة التي تمتـد جـذورها إلى فصح ربنا يسوع المسيح ، والمتوافـقة بـين كـلمات ، ورموز ، وحـركات . إضافةً إنها دراسة وليست تأوين، لأنها إتخـذت سياقاً كـنسياً وقانونياً صحـيحاً ووفـق شرعـية كـنسية : دراسة لجـنة طقسية ، بموافقة آباء السينودس البطريركي ، موافـقة المجـمع الشرقي والكـرسي الرسولي بعـد دراسته ، والموافـقة عـلى تطبـيقه . أما لماذا لم يطبق في الأبرشيات ، فهـذه مسؤولية الأساقـفة ولغايات في نـفـس يعـقـوب لا أرغـب الحـديث عـنها في هـذا المقال . لكـن سيادة المطران سرهـد عـنـدما إكـتملت الشرعـية القانونية لنص الـقـداس الكـلـداني ، قـد قام بواجـبه كأسقـف وراعي.

2 ــ يورد البطريرك بمقالته : (عاد السينودس الكلداني في 2014 و2018 و2019 إلى هـذه النصوص ) بهـدف تجـديدها وملاءمتها ليس تأريخـياً وليتورجـياً ولاهـوتياً فحسب ، بل راعـوياً ، لتسهـيل مشاركة المؤمنين فـيها “عـبادك الضعـفاء” لغـة روحانـيِّـتهم من “ܛܝܒܘܬܐ – طيبة ” الـله من خلال الإتحاد بيسوع المسيح ، محـور خلاصهم.

يـذكـر البطريرك في هـذا النص الكلمة الكلدانية (ܛܝܒܘܬܗ طيـبـوثيه) التي ترجمتها ( نعمة ) ، التي لا أعـلم هـو يترجـمها أو يؤونها إلى (طيبة اللـه) ، هـذا يدل عـلى أنه ليس فـقـط خـطأ لغـوي في الترجمة ، لكـنه خـطأ فكـري ولاهـوتي عـما يقـصده الـقـديس بولس في رسائله من جهة ، وآباء الكـنيسة عـندما وضعـوها في نصوص الطـقـوس . يقـلب الكـلمة من (نعمة) إلى (طيـبة) ، هـذا يعـني يغـير مجـرى الـفكـر اللاهـوتي المرتبط بشخص المسيح الذي هـو مع الآب مصدر النعمة ، وإنه متساوي معه في الجـوهـر . النص الصحـيح لكـلمة (طـيـبـوثيه) هـو : ( نعمة ربنا يسوع المسيح ومحـبة الـله الآب..)….

3 ــ في مقالة البطريرك : ( تـنـقسم رتبة الـقـداس إلى ثلاثة أقسام : الأول رتبة الكـلمة وملحـقاتها وهو مشترك لـقـداس ثيودورس ونسطوريوس ، والقسم الثاني هـو الأنافـورا وهي قـلب الـقـداس ، ونصوصها مخـتـلـفة ، والقسم الثالث هو الإستعـداد للمناولة والشكـر وهـو مشترك بـينها ) . ألا يعـلم بطريرك الكـنيسة الكلدانية العـريقة ، أن هـناك قـداساً كـلدانياً يضم في مكـوّنه ثلاث رتب للـتـقـديس ( أنافـورا). الأولى والرئيسة لـ(الرسولين أدّاي وماري) من الآباء الكـلـدان ، والثانية لـ (تيودورس) من الآباء اليونان ، والثالثة لـ(نسطوريوس) من الآباء اليونان . وما يخـص كـنيستـنا الكـلدانية هـو الأول فـقـط . كما أعـتـقـد أنه من الـمفـروض أنّ أصغـر الكهـنة يعـلم هـذا ، فكم بالأحـرى غـبطته صاحـب الشهادات.

للمقالة تـتمة

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • صاحب الغبطة لا يتوانى أبدا في تحطيم الموروث الروحي والطقسي لآبائنا القديسين الأولين . في البدايه كنت اعتقد انه فقط يعادي المطران سرهد جمو من باب الحسد والغيرة لما يحمله الثاني من علم وذكاء وشخصيه تعكس ايمانها بجذورها وبكل امانه. لكن اتضح لي بانه يعمل وفق مخطط واضح وجلي هو واتباعه في تحطيم كل شيء يحمل اسم الكلدان من ثقافه ولاهوت وطقس …إلخ . وهذا مايلمسه كل الكلدان الأصلاء والمثقفين ولن يستطيع ان يمرر هذا التدليس والتضليل على الأمناء من شعبنا الكلداني الأصيل . لقد وصل الحال فيه ان ينعتهم ب” كلداي ليلي خوش ” والآن يحاول ان يجمد عقول البسطاء منهم بقوله ” عبيدك الضعفاء” فنحن ابناء الله المحررين يا سياده البطريرك . لن يرحمك التاريخ لما تقترفه يداك من افتراء وتدنيس لكل مقدس في كنيستنا الكلدانيه

  • عندما تبقى الخرفان نائمة بالتأكيد الراعي سيلعب شاطي باطي
    انا من زمان قديم قُلت بأن الرفيق ساكو الزوعوي الاغاجاني المربوطي الهرطوقي
    لا يصلح لقيادة شعب كلداني وانما يصلح بأن يكون راعي لخمسة نعاج عرجاء فقط
    ولكن هذا هو الزمن الذي ابتلينا به من بعد كم نفر محسوب على الكلدان الذين اعطوه منصب اكبر من حجمه
    علماً بان الرفيق ساكو تثبت اعماله كلها بانه يريد انفصالنا عن الفاتيكان واعادتنا الى الهرطقة النسطورية ودمجنا من الاشوريين تحديداً الذين هم اعداء الكلدان
    والتاريخ يشهد.

    فمتى يصحو النائمون من سباتهم ويركلون ساكو وحبربشيته للمزبلة
    وشكراً

    • الفكر النسطوري لا يختلف عن الفكر الأسلامي في موضوع عدم الأعتراف بموت المسيح على الصليب وعدم الأيمان بأ ن مريم العذراء هي أم الله، والبطريرك ساكو أكد بنفسه بأنه اقرب الى الفكر النسطوري من الفكر الكاثوليكي من خلال ما يلي :
      1 – قال عند اعتلائه لعرش كنيسة بابل الكاثوليكية للكلدان : “المسلمون قلَّولي انت غير شكل” أي هو ليس مثل بقية المسيحيين الكفرة، حيث ان غبطته على ما يبدو كان قد كشف أو اعترف لهم بحقيقة ايمانه الذي يميل الى الفكر النسطوري القريب من الفكر الأسلامي، والا ما الذي دفع المسلمون لكي يقولوا له هذا الكلام ان لم يكن هو بنفسه قد بين لهم بأنه غير شكل االتي تعني غير كافر ولا يشرك بالله.
      2 – أنكر بتولية مريم العذراء ونشر ذلك في كتابه ( آباؤنا السريان ).
      3 – أعلن بأنه ليس فقط بطريركاً للمسيحيين وانما أيضاً بطريركاً للمسلمين .
      4 – رفع المصلوب عن الصليب.
      5 – بدأ مع جلوسه على كرسي بابل على الكلدان الكاثوليك بالمطالبه باخضاع جميع ألأبرشيات ألكلدانية ألتي هي خارج حدود ألبطريركية الكلدانية والتابعة ادارياً للفاتيكان، تحت نفوذه واشرافه .
      كان غبطته منذ البداية يحمل افكاراً نسطورية ويخطط للتخلص من الهوية الكلدانية والمذهب الكاثوليكي وارجاع الكلدان الى كنيسة المشرق النسطورية التي اصبحت تلقب بالاشورية، تضامناً مع المرجعية النسطورية والأحبة الاثوريين الذين كان لهم المطالب ذاتها بحسب ما جاء في تصريحاتهم وفي حملتهم الأعلامية المزيفة ضد الكلدان وضد الفاتيكان وضد الكاثوليكية.

  • رغـم زيغانه حـضرة البطرك ساكـو عـن المبادىء المسيحـية الأساسية
    إلاّ أن مطارنة سنهادسه يتحـمّـلـون ذلك الزيغان أيضا وذلك من خلال سكـوتهم عـليه
    بمعـنى يقـبـلـون بإعـتـقاداته وتصرّفاته
    وسؤالـنا لهم … لماذا إستـطاع هـو أن يشـكــّـل كـتـلة (( مطارنة الشمال )) ضد المرحـوم البطرك دلي
    وعـرقـلـوا إلـتـئام السنهادس لـسـنـوات
    ولا ينـبـري أحـدهم الـيـوم إلى تـشـكـيـل مجـموعة من المطارنة المناهـضين لأفـكاره الهـدامة
    وليكـن إسم المجـمـوعة ( مطارنة الحـق ) أو ( مطارنة الـتـصحـيح )…. مثلاً ؟؟؟؟

Follow Us