Articles Arabic

مؤامرة الصمت في الموروث الأسلامي

يوسف تيلجي
أستهلال :
سأسرد بعضا من المحطات في الموروث الأسلامي ثم سأعرض قراءتي الخاصة لهذه المفاصل الأشكالية !! .
المقدمة :
1 . منذ وفاة الرسول سنة 11 هجرية ، والتصارع الذي حدث على السلطة والحكم قبل دفنه في أجتماع – سقيفة بني ساعدة ، ومن ثم مراحل جمع القران في عهدي أبو بكر الصديق وعثمان بن عفان .. ، ومن ثم عملية تنقيط القرأن ، (وأول من وضع النقط في المصحف هو التابعي الجليل: أبو الأسود الدؤلي من أصحاب علي بن أبي طالب فشكل المصحف بالنقط ، فجعل النقطة أمام الحرف علامة على الضمة ، وفوقه علامة على الفتحة ، وتحته للكسرة .. نقل من موقع / أسلام ويب ) ، بالرغم من أن بعض المصادر تقول أن الأعجام كان معروفا في الزمن الجاهلي ، حيث يقول بهذا الصدد ( الدكتور جواد علي يعود إلى الرواية التي تنسب إلى ابن عباس والتي تحكي عن النفر الثلاثة من بولان ، الذين اجتمعوا في الأنبار فقام أحدهم بالجزم وقام الأخر بعملية الفصل والوصل بين الحروف ، أما آخرهم فقد أنيطت به مهمة وضع النقاط على الحروف لكي تتمايز وتسهل قراءتها / نقل من ملتقى أهل الحديث ) ، ومن ثم بدأت مرحلة كتابة سيرة الرسول ، وأول من كتب بهذا الصدد عروة بن الزبير المتوفي عام 92 هجرية ثم أبان بن عثمان المتوفي عام 105 هجرية وغيرهم الكثير ، ولكن لم يصلنا شيئا مما كتبوا ، أما أول محاولة في كتابة السيرة النبوية كانت من قبل محمد بن أسحق المتوفي 152 هجرية – كتاب المغازي ، والمصادر تبين أن الأخير كان غير دقيقا ، يهمه جمع الروايات فقط دون أن يدقق ما بها من أحداث ” لقد كان منهج محمّد بن اسحاق يعتمد على جمع الرّوايات من غير سند ، فقد كان ابن اسحق أن يجمع كلّ ما ورد عن النّبي .. / نقل من موقع موضوع ” ، وقام بعد ذلك أبن هشام المتوفي 215 هجرية ، بكتابة سيرة أبن هشام المعتمد على كتاب المغازي لأبن أسحق ! ، أما بالنسبة لأحاديث الرسول فقد رويت عن طريق البخاري المتوفي سنة 256 هجرية / أي بعد حوالي قرنين من وفاة الرسول ! ويعتبر رجال الأسلام من أن ” كتاب صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى .. / نقل من موقع الألوكة الشرعية ” .
2. ومن مذابح الحقبة النبوية ، قتل أسرى بني قريظة ، قال الشيخ الطوسي في (المبسوط): ((فصل : في حكم الأُسارى: الآدميون على ثلاثة أضرب : نساء وذرّية ، ومشكل ، وبالغ غير مشكل . فأمّا النساء والذرّية فإنّهم يصيرون مماليك بنفس السبي ، أمّا من أشكل بلوغه فإن كان أنبت الشعر الخشن حول الذكر حكم ببلوغه ، وإن لم ينبت ذلك جُعل في جملة الذرّية ؛ لأنّ سعداً حكم في بني قريظة بهذا فأجازه النبيّ ، وأمّا من لم يشكل أمر بلوغه ، فإن كان أُسر قبل تقضّي القتال فالإمام فيه بالخيار بين القتل وقطع الأيدي والأرجل ويتركهم حتّى ينزفوا ، إلاّ أن يُسلموا فيسقط ذلك عنهم ، وإن كان الأسر بعد انقضاء الحرب كان الإمام مخيّراً بين الفداء والمنّ والاسترقاق)) .. وهذا الأمر أتبعته منظمة ” داعش ” في واقعة سبايكر في العراق ( وهي مجزرة جرت بعد أسر طلاب القوة الجوية في قاعدة سبايكر الجوية من العراقيين في يوم 12 حزيران 2014م ، وذلك بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على مدينة تكريت في العراق وبعد يوم واحد من سيطرتهم على مدينة الموصل حيث أسروا (2000-2200) طالب في القوة الجوية العراقية وقادوهم إلى القصور الرئاسية في تكريت ، وقاموا بقتلهم هناك وفي مناطق أخرى رمياً بالرصاص ودفنوا بعض منهم وهم أحياء ) .
3 . وفي عهد الدولة الأموية ، كان عبدالملك بن مروان وراء أختلاق الكثير من الاحاديث النبوية التي تشد من أزر العائلة الأموية في الحكم ، مستغلا في ذلك الأمام الزهري ، كما لا يخفى دور معاوية بن أبي سفيان في أضطهاد آل بيت الرسول ، وحياكته للدسائس ومنها دس السم للحسن بن علي ( تؤكد كتب التاريخ بأن التي باشرت قتل الامام الحسن هي زوجته جعدة ، لكن الذي خطط لقتل الحسن وأمر بذلك وأعطى الوعود والجوائز على قتل سبط رسول الله هو معاوية بن أبي سفيان . نقل من / موقع الأشعاع الأسلامي ، فعن يحيى بن الحسين بن جعفر ، باسناده ، أن الحسن سقي السم ، وأن معاوية بعث الى امرأته جُعدة بنت‏ الاشعث‏ بن‏ القيس‏ مائة الف درهم‏ .. ) .
4 . ومن مذابح العباسيين ضد الأمويين ، حيث وقع الألاف من القتلى ، فقد كتب علاء الدين السيد في موقع / SAS ، التالي ( الثورة العباسية التي قامت ضد حكم الأمويين هي الأكثر تنظيمًا في تاريخ الدولة الإسلامية . وللقيام بها قام العباسيون بمجازر رهيبة لم يعرفها العرب عبر تاريخهم راح ضحيتها طبقًا لأقل الروايات 600 ألف مسلم بينما الرواية الأصح تقول أنه تم قتل أكثر من مليون مسلم في هذه الثورة التي قادها أبو مسلم الخراساني ، غالبية هؤلاء الذين تم قتلهم لم يكن لهم ذنب إلا أنهم عرب حتى يمكن اعتبار هذه المجازر بمثابة أول مجزرة عرقية في التاريخ الإسلامي ، قام أبو مسلم الخراساني خلال حروبه ومعاركه لتكوين الدولة العباسية بعمليات قتل واسعة حتى قارنه البعض بالحجاج بن يوسف الثقفي . الخراساني لم يكن يقتل بعد التثبت بل كان يقتل بمجرد الظن والشك حتى أجرى مذهب القتل فيمن خالف سلطانه ).
القراءة :
أولا – هذا مجرد غيض من فيض من الموروث الأسلامي المسكوت عنه ! ، نعم أنه موجود في المصادر والمراجع المعتمدة ، ولكن لا يثقف به العامة ! ، فرجال الأسلام من شيوخ وعلماء وفقهاء ودعاة ، يغضون الطرف عنه ، همهم نشر وتسويق مقولات بحد ذاتها ، ك ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ / سورة الانبياء 107) وحديث ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق / مسند البزار عن أبي هريرة ) ، ولا يتفق هذين النصين والرسول أمر بقتل أسرى بتي قريضة ! .
ثانيا – أما اللواط فكان منتشرا حتى من قبل الخلفاء أنفسهم ، فهذا الخليفة الأمين كان شاذا جنسيا ( ففور أن وضع خاتم الخلافة في يديه ، إبتاع “الخصيان” وجعلهم لخلوته في ليله ونهاره ، ورفض الجواري والسراري . وعبثاً حاولت أمه أن تثنيه عن عادته هذه . فقد أتت له بفتايات يتمثلن بالغلمان ، وسمتهم “الغلاميات” ، فما أستطاعت أن تصرفه عن شذوذه الجنسي / نقل من الموقع التالي .karefalbkare.blogspot.com)، ومنهم من راودوا حتى أشقائهم فهذا مثلا (الوليد بن يزيد – 86-126 هجرية ، هو الخليفة الأموي الثاني عشر ويختلف الوليد عن سابقه يزيد ، فالأخير في تحدّ مع الإله والسلطة ، ونزواته ليس لها حدود. بالإضافة إلى حبّه للشرب والغناء وضرب الموسيقى، كان يجهر ب المعاصي . فمرّة أراد الحج ليسكر في الكعبة ، ويقال إنه راود أخاه عن نفسه . الوليد لم يقم اعتباراً لأحد ولا لأي مقدّس .. / مصادر متعددة منها رصيف 22 ) ، كل هذه الروايات مسكوت عنها في العلن من أجل تجميل صورة الموروث !
ثالثا – خلفاء دولة الأسلام ، بعض أمهاتهم داعرات ك : ( 1 – حمامة أم أبي سفيان وهي زوجة حرب ابن امية بن عبد شمس وهي جدة معاوية ، كانت بغيا صاحبة راية في الجاهلية . 2– الزرقاء بنت وهب ، وهي من البغايا وذوات الاعلام ايام الجاهلية وتلقب بالزرقاء لشدة سوادها المائل للزرقة وكانت اقل البغايا أجرة ، ويعرف بنوها بنو الزرقاء وهي زوجة ابي العاص بن امية ، ام الحكم بن ابي العاص ، طرده الرسول من المدينة ، جدة مروان بن الحكم ، يقال ان الامام الحسين رد على رسول مروان بن الحكم قائلا ” يا بن الزرقاء الداعية الى نفسها بسوق عكاظ “. 3– أمنة بنت علقمة بن صفوان ام مروان بن الحكم جدة عبد الملك بن مروان وكانت تمارس البغاء سرا مع ابي سفيان بن الحارث بن كلدة .. جزء من مقال للكاتب بعنوان ” بغايا وسبايا الجاهلية تلدن حكام وأمراء ” .. الدولة الأسلامية – قراءة نقدية ) . أيضا لم يذكر شيوخ الأسلام بشئ من السوء أمهات أمراء وخلفاء دولة الأسلام وهن بغايا ! .
رابعا – مؤامرة الصمت متفقون عليها رجال الأسلام من أجل أستمرار التعتيم على الموروث الأسلامي ، هذه المؤامرة هدفها تجهيل وتسطيح عقلية المسلم ! ، مع تغييب الوعي لديه ، وهذا سيعمل على ولادة أجيال مستقبلية ضائعة تائهة ، لا تعرف أساس موروثها ، وهي أصلا لا تفقه ما موجود بين دفتي هذا الموروث الأشكالي ، وذلك لأن رجال الأسلام يخفون الوجه القبيح لهذا الموروث ! بارزين محطات معينة يمكن أن يقال عنها مقبولة مجتمعيا ! .
أضاءة :
أن مؤامرة الصمت في الموروث الأسلامي / كموضوع ونهج ورجال ، تستوجب ثورة من الشفافية ، من أجل كشف الحقائق للعامة ! ، فمن الضروري مثلا أن يثقف المتلقي ، أنه كان هناك أغتصاب للطفولة بزواج الرسول من عائشة بنت أبي بكر وعي بعمر ست سنوات ، وأن زواج الرسول من زوجة أبنه بالتبني / زينب بنت جحش ، كان عملا مرتبطا بالشهوة ، وليس كما قال الشيخ محمد متولي بأنها ” رياضة أيمانية ” ! ، فأي رياضة أيمانية هذه بأن تطلق زينب من زوجها زيد ثم أن يتزوجها الرسول ، ولا بد من الأعتراف من أن الأحاديث والسيرة النبوية ، معظمها وضعية وليست فعلية ، وذلك لأنها كتبت بعد عشرات السنين من وفاة الرسول ، ومن أناس لم يعاصروا حتى أصحاب الرسول ! ، وأن الدولة الأسلامية من الخلافة الراشدة الى الخلافة العثمانية ، كانت زهوا وحضارة وعدلا ، بل كان الدم والخيانة والظلم والفسق والفجور يكتنف جوانبها ، وبأن الأسلام كعقيدة كان غطاءا ووسيلة لأستمرار وبقاء هذه الدول ..
خلاصة أن مؤامرة الصمت في الموروث الأسلامي هي أكبر جريمة في الفكر الأنساني ، لأنها تبرز الباطل على أنه فضيلة وتحجب الحقيقة الفعلية للوقائع والأحداث

Follow Us