Articles Arabic

الحلقة الثانية -غبطة البطريرك الكاردينال وعقدة الأنا – القائد الحقيقي هو من يصنع القادة

المقدمة .. تعليم كتابي : ينبئنا الكتاب المقدس منذ بدايته لمعايير أساسية للتعامل مع المبادئ واهمها ” اعداد القادة ” فقبل ان يبدأ الرب بالبشارة بتعاليمه كانت الخطة الأولى هي انتخاب مجموعة من التلاميذ ليحقق فيهم اولاً انقلابهم على ذاتهم وبالتالي نقل تلك الثورة إلى مجتمعهم ومن ثم إلى المجتمعات الأخرى …  القاسم المشترك في تلك الثورة هو )شخص الرب يسوع المسيح( )من احب اماً او اباً اخاً واختاً اكثر مني فهو لا يستحقني ” ليس مني ”  كذلك نلاحظ ان الرب لا يشير فقط لشخصه ولكن لمبادئه ايضاً …  انا وابي واحد فمن رأى الآب رآني ( من هنا نكتشف ان البشارة وكل بشارة تبدأ بالتعليم والتعليم لا يصل كما هو إلاّ بإعداد قادة له أمناء لما اكتسبوه من قائدهم …  وهنا يجب ان يكون القائد متميّز في كل شيء … وأول شيء هو ان تنمّى فيه روح الأبداع والمثابرة التي ستميّز شخصيته وتثبتها في مجتمعه لكي يسمع منه الآخرين بثقة الواثق من إيمانه ونفسه …  ونعطي المثال الرائع من الكتاب )  كان الرب يسوع يبتهج عندما يكون أداء الرسل على مستوى التعليم الذي قدّمه لهم وينزعج عندما يخرج الأداء ضعيفاً لا يرتقي إلى ذاك المستوى … ”  إلى متى ابقى معكم يا قليلي الإيمان .. ” …  اذهب عني يا شيطان …  وهنا المقصود بطرس الذي لم يستوعب الدروس …  إلى توما يعاتبه على شكوكه الناتجة من ضعف التعليم ” تعال وضع اصبعك في يدي وجنبي لترى …  هنيئاً للذين آمنوا ولم يروا (.. امثلة كثيرة لما يجب ان يكون عليه القائد في المسيح يسوع واخيراً اختم مقدمتي هذه بمثال رائع من الكتاب ..  عندما جائت ام زبدي وطلبت من الرب ان يضع كل من ابنيها على جانب من كرسييه في الملكوت وكان جوابه الرائع :  هم الذين سيثبتون كراسيهم بقدر ما استفادوا من تعليمهم ( الذي يحدد كم إيمانهم ) وجسدوه على واقعهم فأنا علّمتهم ان يكونوا قادة فليتنافسوا بالإيمان ليحصلوا على كراسيهم … وليس كل من قال يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات .. 
من هذه المقدمة نستنتج ان (( القائد الحقيقي هو من يصنع القادة والمعلمين ويدرّبهم ليقودوا الشعب نحو تحقيق مشيئة الرب الإله ” لا مشيئة القوانين الوضعية التي وضعها البشر ” وهؤلاء هم من يحملون الراية ليوصلها كل واحد منهم إلى الآخرين بكل امانة ناكرين ذواتهم وهم من ندعوهم ” القديسين ” )) .
إذاً ما قرب تلك الحقيقة مما نعيشه اليوم … ؟ اليوم نعيش في ظل قوانين صنعها البشر من اجل اعلاء شأن ليس له علاقة بتعاليم الرب يسوع المسيح ونخصص اليوم موضوع الفرق في  إعداد القادة بين تعاليم المسيح وتعاليم البشر  
 يحث الرب يسوع المسيح ان يكون القائد متميّزاً بشخصيّته ليكون اولا) العامل المؤثر في شعبه وقانونه هو ( الإيمان بالمبادئ والثاني الإيمان بقدرات الشعب نحو فعل التغيير عندما يحسن القائد إيصال البشارة ) فأن فقد القائد شخصيّته من جراء إعداده لا يصلح ان يكون قائداً لشعبه بل سيصل إلى استهزاء الشعب به وهذا ما يجري اليوم ومثالنا : 
أ ) الاحداث التي مرّت على كنيسة ” كندا ” مع اخينا في المسيح ( المطران شليطا واخونا القس أيوب ) وكيف استقبل الشعب عودة القس أيوب إلى حضن كنيسته بعد إجراءات قانونية من اعلى سلطة في المؤسسة الكنسية الكاثوليكية ( الفاتكان ) .. وكيف كان التعامل معها من قبل اخونا في المسيح غبطة البطريرك برسائل سرية توّضح عدم خضوعه للسلطة الأعلى وفرض مشيئته على مشيئة قادته … وهنا نلاحظ جلياً كيف عمل غبطته على ( الغاء شخصية المطران .. وهذا ربّاط مثالنا ) وهو يعرف ان الشعب ذاك اليوم تعاطف مع المطران والقس وأدان القرار الخاطئ ولهذا كانت الخطوة المكمّلة ان ( نقل المطران ) لأبعاده عن مركز الحدث وتنامي الاستياء من قبل الشعب واخماد بوادر الثورة ( عقلية سياسية ناضجة ) . وهذا ما تطرقنا له في موضوعنا السابق حول السينودس القادم ( اسقاط الثورة واحتوائها … )
ب ) القائد الحقيقي يفترض ان يشجّع تلاميذه للبروز فيما يجيدونه ويدعمهم بذلك … وهنا لا بد ان نشير إلى استياء غبطته من حديث اخونا في المسيح المطران بشار وردة ( وهنا لا بد لنا ان نؤشر حيادية موقفنا من جميع اخوتنا في المسيح لا نميّز احدهم عن الآخر إلاّ ما نراه منهم من إيمان بالمبادئ ) في موضوع كشف حقيقة المشاريع التي يراد منها استمرار التهجير لشعبنا والذي تسبب في التناقص المهول لأعدادنا في بلدنا … وهذا الامتعاض ليس وليد اليوم بل كان مكبوتاً ومبيّتاً منذ ان ارسل الرئيس ترامب على اخينا في المسيح ووقع معه ورقة …!! وكان مفهوم القائد كيف لمطران ان يوّقع مع رئيس اكبر دولة بدون اذنه وكان يفترض ان يكون هذا الشرف له وليس لمن تحت امرته وهنا يبرز كبرياء القائد ومحاولاته ان يكون هو ( الكل بالكل وليس جزأً من الكل ) .اشجعكم لمشاهدة فيديو تخرج الدورة لأعداد معلمي التعليم المسيحي ( 23 ) في عينكاوا وجلوس قطبي المؤسسة بجانب بعضهما الآخر واترك لكم التأمل في تلك الأحتفالية … بعد هذا التصريح الأستيائي اغلق الموضوع لأن القائد لا يستطيع هنا ان يتّخذ اي اجراء يجدد ما عمله في السابق وهذا تأثير ما كشفناه من حقائق … وهنا القائد يأخذنا لنظرية ( القائد الضرورة ) الذي يقتل كل شخصية يرى فيها بوادر بروز فيصفيها او يحجمها .. وابحثوا عن من حجّمهم منذ توليه الكرسي ( مطارنة حذروا من التدخل بالسياسة وكهنة دعوا بالمارقين لأنهم لم يسجدوا لكرسيه الذي هو بجوار كرسي الله وهنا لا بد ان نؤشر على فعالية ” النوارس البيضاء في قيادة حملة منظّمة على هؤلاء لأسقاطهم لأنهم لم يخضعوا  لألهتهم وإله النوارس ” هكذا تصنع المؤسسة قادتها

– ثانيا
 مدرسة إعداد القادة مدرسة رائعة تخرّج قياديين وتشترط عليهم ان لا تكون لهم بصمات متشابهة وإلاّ فقد ( الأبداع )في القيادة ومثالنا الأعظم الرب يسوع المسيح ( ليس تلميذ افضل من معلّمه … ) ليتنا نعرف حقيقة هذه الكلمة الرائعة ونتأمل فيها جيداً وهي تعني (( ان لكل قائد بصمته في أسلوب قيادته المهم انه تم تهيئته بالشكل الصحيح فشخصيّته هي من تحدد تلك البصمة فمن غير الممكن ان يكون افضل من معلمه لأنه أعطاه مفاتيح اسراره واطلقه ليعبّر عنها بفكره ( في الإغناء ) وان يستخدم مواهبه في الأقناع بدراسته للمحيط الذي يعمل فيه وهذه هي اسرار نجاح البشارة ( وتذكّروا من الكتاب أسلوب الرسول بولس في روما ” الإله المجهول ” عند الرومانيين  ) فالقائد بالتأكيد ليس افضل من معلّمه ويجب عليه انطلاقاً من تبنيه التعليم ان يحدد نفسه به وينطلق لإبراز بصمته من خلال تلك المبادئ .. ( خير لي ان ارحل وان رحلت ارسل لكم ” المعزي ” الروح القدس ليسكن فيكم … ) فالروح القدس هو لتثبيت المبادئ والبصمة هي للانطلاق بها نحو آفاق تتناسب وطبيعة المجتمع وتطوّره … فتطوّر المبادئ يجب ان يسبق التطوّر المجتمعي لتستحق ان تكون في دورها القيادي له وهذا لا يكون إلاّ بتهيئة قادة جديرون بالقيادة وأول صفاتهم ان يكونوا ذو شخصيات قوّية مستقلّة في الأداء مرتبطة بالمبادئ وشجعان … ( جاء احد التلاميذ يفتخر امام الرب ويقول : رأينا واحداً يعمل المعجزات باسمك فمنعناه لأنه ليس منّا ..!!  فما كان من الرب إلاّ ان يثبت ان الإيمان بالمبادئ ليس مرتبطاً بمؤسسة او جماعة .. اتركوه ولا تمنعوه … السبب هو من استلم التعليم الصحيح لا يستطيع ان ينقلب عليه لأنه حاز على مفاتيحه والمفتاح هنا ” سلطان الشفاء الذي كان عند الذي منع ” ) فأهلا بالمدرسة التي تخرّج قيادييها بهكذا أسلوب
الرب يبارك حياتكم جميعاً  
اخوكم في المسيح يسوع الخادم  حسام سامي    21 / 6 / 2019 

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • عـزيزي حسام
    أرى أن صاحـب العـظمة لـويس الكـردينال … أوطأ من أن يفـهم كلامك

    • اخي العزيز مايكل تحية
      ربما … وربما انه يفهمه جيداً ولكن لا حول له ولا قوّة في ( اختراق المخترق ) وربما هو يفهم ولا يريد ان يفهم ان التغيير تحصيل حاصل للأداء السئ آجلاً ولو بعد حين … تحياتي

Follow Us