Articles Arabic

الطاعة العـمياء …. سَـلـبٌ للحـرية بجـفاء وعُـبـودية نكـباء

بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني

الطاعة …..  : (1) مضمونها (2) ضرورتها (3) لِمَن نـؤديها (4) كـيـف نمارسها

لـغـوياً : هي ( إنـقـياد لـتـوجـيهات ، خـضوع لأوامر ، خـنـوع لإرشادات ) وفي كـل الأعـراف والمقايـيس ، الطاعة هي سَـلـب الحـرية من مالكها

عـسكـريا : هي ( نـفـذ ولا تـناقـش ) ولا مجال للحـرية فـيها ، لـذا تـثـيـر إشـمئـزازاً وتمرّداً

إجـتماعـيا : هي ( إحـتـرام الأكـبـر عـمرا ، والـنـزول عـنـد رغـبة الأعـلى مرتبة ) إنها تـقـلـيـد عائـلي وعـشائـري ليس للحـرية مكان فـيها ، وعـنـدنا تجارب مؤلمة ظالمة سبـبها الطاعة لرجال الـدين أدّت إلى شعـور بالإحـباط والغـبـن طيلة سنين الحـياة

دينيا : هي ( عادة موروثة ! مصدرها تخـلـّـف ثـقافي ونفاق إجـتماعي وغـباء ذهـني ) تـنعـدم فـيها الحـرية …… وكـلها بأدلة

إذا سـلـّـمنا ــ جـدلاً ــ أنّ التـوصيات مفـيـدة والـتـوجـيهات حـميـدة والأوامر رشـيـدة ، فـلـنـدَع ذلك جانباً وأقـول مثالاً : حـين أطـيع تـوصية والـدي وتوجـيه والـدتي بإعـتـبار واجـب إحـتـرام الإبن لـوالـدَيه وإكـرامهما ، فأنا أصبحُ مقـبولاً عـنـدهما ومقـيـداً من جانبهما ، وفاقـداً حـريتي من جانبي …….

ولمّا أتـوظـف في وزارة أكـون ملـزماً عـلى تـطـبـيق تعـليماتها فأطيعها ! ولا يمكـنـني الـتـصرّف كما أشاء ! مما يعـني أنّ حـريّـتي مقـيـدة ولا أتمتع بها . فالطاعة تعـني فـقـدان الحـرية … والآن من أجـل الـتـنبـيه أدرج بعـضاً من أقـوال القادة الحُسان

أولاً : البابا فـرانسيس يقـول

(( يجـب عـلى الأسقـف أن يخـدم ولا أن يسيطر ، تجـنّبوا تجـربة أن تصبحـوا أمراءأساقـفة المطاراتسيارات فارهة  )) لأن الـبابا يعـرف مدى الضعـف الـنـفـسي لـدى بعـض القادة الـذين يتصرفـون كأمراء فـيالـق ويطلـبـون طاعة الجـميع لهم

ثانياً : صاحـب الـغـبطة الـﭘـطرك لـويس يقـول

ليس بوَسع إنسان مسؤول وشريف أنْ يكـتـم كـلمته لأنَّ الصَّمت مَوْت لـلـذات وللآخـر

إذن ، نـنبـذ الصمت ونجاهـر بأعـلى صوتـنا لكي نكـون شـرفاء ! وعـليه نـقـدّم الطاعة لمَن يستحـقها بجـدارة ويُـقـيّـمها ويحـتـرم الطائع ، لأن الطاعة ليست رخـيصة كي تـُـبـتـذل لأي كان . كل ذلك مرتـبط بالوعي الـذي يجـعـلـنا ــ كما أوصى المسيح ــ نعـرف الحـق والحـق يحـرّرنا

ثالثاً : سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم

( في قـداس الأحـد الثالث من الصوم 25 شـباط 2018 / كـنيسة مار ميخا الكلـدانية / ألكـهـون / كاليـفـورنيا ) وفي معـرض إنـتـقاده لـدكـتاتـورية رجـل الـدين بل وعـنجـهـيته أيضاً ، كما تـرَون في هـذا المثال ، قال في كـرازته

(( البابا بـيـوس التاسع في زمانه ، كان يَـطلب من المطارنة أن يُـقـبّـلوا رِجـله ــ يعـني أحـذيته ــ ! )) والآن نسأل بـدون إستـثـناء كـل مَن يريـد تـقـديم الطاعة له : بشرفـكم هـل تـؤيـدون مطارنة تلك الأيام وطاعـتهم للبابا ﭘــيّـوس حـين كانـوا يُـقـبّـلـون رجـله ، وهـل تعـتـبرونهم أحـراراً ؟ فـلـتخـسأ هـكـذا حـرية

إذا كان ذلك الـبابا يتبع المسيح ، أما كان المفـروض به أنْ يُـقـبّـل أرجـل مطارنـته كما فعـل المسيح  ؟

هـل يَـقـبَـل مطارنـتـنا الكـلـدان الـيـوم أن يُـقـبّـلـوا رِجـل البطرك لـويس عـلى إعـتـبار طاعة وبالتالي حـرية ؟ ومع ذلك إذا إفـتـرضنا أنهم يَـقـبَـلـون ــ لأسبابهم الخاصة ــ فـلـيعـلموا أنـنا لسنا من عـجـينة مبتـذلة متهـرئة رخـيصة ، ولا نـركع لعـبـد مخـلـوق طمعاً بتـكـريمه لـنا بهـكـذا ( حـرية ﮔـلـﮔـلـية عُـبـودية )

وهـنا أعـيـد كلام المطران إبراهـيم إبراهـيم في كـرازته المذكـورة  

(( كـيـف يرضى مطران وصاحـب كـرسي كـبـير وكاهـن شاب حـديث الرسامة أنْ يُـقـبّـلـوا يـديه )) … طبعاً هـنا نـذكــّـر مَن ينـفـعه الـتـذكـير أنّ تعـليمات لـويس الـبـطرك حـول قـداسه الساكـوي قـد ألغـت تـقـبـيـل الـيـدين عـنـد الـقـراءات في الـقـداس لـتـقـلـيل الحـركة حـول المـذبح ، وهـو إجـراء منـطقي يجـب عـدم تجاهـله …… إنّ تـقـبـيـل الـيـدَين بصورة  ــ أوامر ــ هـو عـبـودية ولـيس طاعة   

وإذا المسيح يوصي بالطاعة في قـوله : إسمعـوا أقـوالهم ولا تـفعـلوا أفعالهم

نـقـول آمنا بالله ، ولكـن ماذا لـو أن أقـوالهم تهـدم كلام المسيح ؟ هـل نـطيع الكاهـن الكـلـداني الـذي يقـول : نحـن نكـتـفي بالتسعة والتسعـين الـذين عـنـدنا ، ولا نبحـث عـن المفـقـود رقم مئة ؟ وهـل نـطيع الكاهـن الـقـمارﭼـي ؟ وهـل نـطيع الكاهـن بائع ( مساعـدات ) المواد الغـذائية في الشورجة ؟ وهل وهل وهل … لا تـثـيرونا كي لا نـثـيـركم ….. مَن لا يـطيع رئيسه ، عـليه أنْ لا يطـلب الطاعة من مرؤوسيه

ومع ذلك نـقـول للـقادة : إنْ كـنـتم سُـعَـداء في طاعة الرخـيصين لكم ، إطمئـنـواوإفـرحـوا ! فالأرض لا تخـلـو من الخـرفان المطـيعـيـن لكم

Follow Us