News Arabic

مشاركة الأسقـف مار ماري كانت لها فـرحـتها المستقبلية الخاصة مع ذكـرى رسامتي

 

الأب نـوئيل ﮔــورﮔــيس

 في زيارته الأخـيرة إلى مدينتا الجميلة سان ديـيـﮔـو شارك سيادة الأسقـف ماري عمانوئيل القادم من أستراليا بالـقـداس الإلهي الذي أقمته في تمام الساعة 11:30 من صباح يوم الأحـد 5 آب 2018 ( بعـد صلوثا دصـﭘـرا ) كما نحـتـفـل به أسبوعـيا صباح كل يوم أحـد في كـنيسة مار يوحنا المؤجّـرة في مدينة الكهـون كاليفـورنيا ، وشاءت الصدفة أن تكـون في ذلك الاحـد مناسبة الإحـتـفال برسامتي الكهـنـوتية الـ 29 ، وكـنت قـد طلبتُ من سيادته ان يلقي موعـظة بعـد قـراءة الإنجـيل ، فـلبى الـنـداء مشكـوراً بموعـظة قـيمة في تـفسير انجـيل يسوع المسيح وتطبـيقه على حياة الانسان ، حـيث كان لكـلماته وقـعاً مريحاً ومُنعِـشاً عـند المؤمنين المشاركـين في هذا القـداس التـقـليدي (أنافـورا مار ادّي وماري) حسب طقسنا الكلداني المثبت والقانوني 2006 الذي نحـتـفـل به أنا والأب ﭘـيتر لورنس كل يوم أحـد.

وعـندما وصلنا رتبة التـناول شارك الأسقـف مار ماري عمانوئيل في تـناول القربان المقـدس مِن على المذبح مع الكهنة ، كما شارك أيضا بمناولة القربان المقـدس جسد المسيح للمؤمنين الكـرام ، وأخذ سيادته الخمر ــ دم المسيح ــ من الكأس الذي حمله الشماس الانجـيلي صباح حنا الشيخ والجميع يُسبّحـون الرب باللحن الطقسي “مارن إيشوع ملكا سغـيدا” على أنغام الأورغـن من عـزف الموسيقار الأخ أوجين قـيصر . وفِي ختام الـقـداس بارك سيادته بصليـبه جمع المؤمنين بتلاوة البركة الختامية عليهم بصوته الرخيم ولحـنه ، وحسب الطقس الكلداني الذي هـو عـينه الطقس الذي يقـدس به سيادته خادم الرب وشريكـنا في كـنيسة يسوع المسيح . هـذا وإلـتـقِـطـتْ صورٌ تـذكارية بهـذه الزيارة والمشاركة الفعـلية والتضامنية ، وأخـذ بركـته الحبرية .

كما سأل مار ماري عن ايقونة الصليب التي لفتت انتباهه ونالت اعجابه والتي نضعها اعلى المذبح في كنيستنا المؤجرة، وهي مصنوعة من القماش، فقلت له بأنه محظوظ لانه لدينا واحدة اخرى مثلها بالضبط وباستطاعته اخذها معه الى استراليا، وقال سوف يضعوها في مكانها المناسب عندهم. حيث كانت هذه الايقونة هدية مقدمة لي منذ اجّرنا الكنيسة تبرع بها مشكورا احد الفنانين الكلدان الاصلاء من أيران في لوس انجلوس.

ومن ثم إنـتـقـلنا الى قاعة الكـنيسة للمشاركة بصفـرة مائدة المحبة الأخـوية التي يُحـضرها كل أحـد اعـضاء من اخـوية الـقـلب الاقـدس وبمشاركة سخـية كل أسبوع من عـوائل المؤمنين ، بجـلب ما هـو متيسّر عـنـدهم ببركة الرب . وبعـدها قـطعـنا الكـيك بمناسبة تـذكار رسامتي الكهنوتية الـ 29 والتي كانت في عـيد التجلي 6 آب 1989.

وفي مساء ذلك الاحـد نفسه كان للأسقـف مار ماري منهاجا مُعَـداً لإلقاء محاضرة في كـنيسة ام المعـونة الدائمة للسريان الكاثوليك في مدينة الكهـون ، وكان عـدد الحضور جـيدا ، وإنـدهش الجميع بأسلوب الاسقـف مار ماري بإيصال الفكرة النابعة من بشارة يسوع في الكـتاب المقـدس بطريقة بسيطة وسلسة وروحانية عالية .

وفي الفـقـرة الاخيرة من المحاضرة تحـدّث المطران ماري باللغة الانكليزية للشباب موجّـهاً إيّاهم أنْ لا يخجلوا من مسيحيتهم ، فهم يحملون فكـرة الشرقـيين ، ويعيشون كجماعة وسط الجماعة ، وهم في بلد غـربي يحب المرء فـيه التـفـرّد بنفسه . كـذلك تكلم عن ملابسنا التي هي هـويتـنا ، وعـن الزي الخاص الذي يلبسه ويذهب به الى اي مكان ، وان لا نستحي من لبسهم .

وفي الختام طلب سيادته من الجميع الصلاة بأن تـتحـقـق نيته ، وطلب دعـمهم معـنويا وروحـيا على أمل ان نلـتـقي معه في عمل مشترك آخـر في سان ديـيـﮔـو .

هـذا وجـدير بالذكـر اننا كـنا قـد إلتـقـينا مع مار ماري عمانوئيل مِن قـبْـلُ ، للتعاون مع البعض لإصلاح كـنائسنا (كـنيسة المشرق بفـروعها الثلاثة) ذات الجـذور المشرقـية النابعة من الانجـيل الذي هـو دستورنا في الحياة وميراثـنا الروحي الأصيل لآبائنا . ولا احـد ينكـر بأن رؤساء كـنائسنا مع احـترامنا لهم نصبوا أنـفسهم لـيكـونوا هـم المركـز ! وأزاحـوا يسوع خارج كـنيسته . إنـنا حـقا نعـيش في زمن يسوع المسيح الذي فـيه دُنس الهيكل بسبب رؤوساء الدين (الأحبار والكهنة واللاويين = ما هو في الديانة المسيحية) ، واليوم نحـن بحاجة ماسة الى سوط ( قـمـﭼـي) يسوع ان ينظف هـيكله ، وإلّا سوف يتركه خـرابا .

Follow Us