Articles Arabic

دور الإرهاب الإسلامي في إستـشهاد الكلدان وتـصنيعـهم قـديسين في هـذا الزمان

إنها وقـفة مشرِّفة تجعـلنا نرجع إلى تأريخ أمتـنا وكـنيستـنا الكلدانية المصبوغ بـدماء أبنائها وشهـدائها وأبطالها الذين يرقـدون ــ رحمهم اللّـه ــ ضحايا الإبادة والإضطهاد العـرقي والـديني والحـضاري والتـراثي والفكـري والـثـقافي والإنساني بكل أسالـيـبه مِن ظلم وعـنف وتعـذيب وتركـيع، بل وحتى من تآمر (عـلى أنـفـسنا) على حساب ترضية الظالم.

كـذلك إلى نحـو قـريب ومنذ إحـتلال العـراق ، ودخـول الـفكـر الإسلامي الإرهابي قـبل أكـثر من 1400 سنة … ومع كـثرة الصلوات والعـبادات، مِن تسعاويات مار أنطونيوس وقـديسة ريتا … إلخ ، تـزداد بكـتبها وتسعاوياتها والتي هي في متـناول المؤمنين الـذين يردّدونها على شفاههم داخل الكـنائس الكاثوليكـية يوميا (منذ الإتحاد الثاني في الكـنيسة الكاثوليكية في زمن البطريرك يوحنا هـرمز – توفي 1838)، تلك الصلوات التي تـقـيمها وترعاها، ونخـص بالذكـر هـنا كـنيستـنا الكلدانية المقـدسة … أقـول مع كل ذلك، لم تستطع كـنيستـنا طيلة سنين القرون الماضية أن تجعـل مؤمنا واحـدا من بين أولئك الشهـداء الأبطال ــ قـديسا بإسمها ــ!!! ولا حتى من ذاته إلى يومنا هـذا … إلّا عـند مجيء الإرهاب الداعشي مؤخـرا!!!!

هذا وبعـد مرور مئات السنين وفـقـدان مئات من الشهـداء الذين صمدوا وإرتـوَت كـنيستـنا الكلدانية من ينابـيع دمائهم البريئة (صلوتا دسهـدي، تهَـر كلدايي) ،

ها هي اليوم تخـطو خـطوة لا بد منها ، لأنه معـروف أنّ لكل جماعة شخصية أو إسم لامع يـبرز منها لسبب يُـنسب له فعـلُ ما حـقـقه ذاك الشخص بإسمه … وهكـذا توصلت كـنيستـنا اليوم بعـد إستـشهاد المئات من أبناء أمتـنا، إلى فـتح ملف تطويب شهـيـد شاب برز إسمه من بين أسلافه، وهـو الأب رغـيد ﮔـني الـذي وقع مقـتـولا بالرصاص مستـشهدا لإيمانه المسيحي ومعه ثلاثة من الشمامسة وذلك في يوم عـيد حلـول الروح الـقـدس في حـزيران 2007.

تساؤلات يستحـقها كل شهـيد من شهدائـنا الكلدان الأبرار:

هل سوف ينال الأب الشهـيد رغـيد ﮔـني وشمامسته الـقـتلى لـقـب الـقـداسة مِن جـرّاء الإرهاب الآيدولوجي الإسلامي في الفكـر الوهابي؟

وما مصير لـفـيف الشهـداء الكلدان الذين رحلـوا من أسلافه؟ هل أن فـتح ملف تطويب الأب رغـيد ورفاقه في هذا الزمن هـو لغايات شخـصية سياسية وإعلامية رخـيصة؟؟

ولماذا لم يدرج معهم ملف شيخ الشهـداء المثـلث الرحمات المطران بولس فـرج رحـو (أسقـف الأب رغـيد ﮔـني)؟؟؟ وماذا عـن أول كاهن شهـيد في الموصل الأب إسكـندر؟؟ ألا يستحق ذلك الشهيد فـتح ملفه أيضا لكـونه إصطبغ بمعموذية المسيحية؟

وماذا عـن شهـدائـنا الكلدان الذين روَوا أراضي بـيث نهـرين الواسعة وسهل نينوى وشمال العـراق بما يسمى إقـليم كـردستان؟؟ ألا يستحـقـون أن نطلب شفاعـتهم ونـتبارك من ذخائرهم؟؟ كـذلك شهـداء قـرية صوريا 1969 ومجازر سميل 1933، حـدث بلا حـرج مجازر 1915 (يجب أن تكـون هناك دراسة كاملة بهـذه الحـقـبة التي أنهت تـقـريـبا وجـودنا في دولة أردوﮔانية الحـديثة)، مَن سـيقـبض إكـليل غـلبة الدم المسفـوك؟؟؟

فالقـداسة إن لم يـبرهـنها الشخص الـقـديس بنفسه ليُـظهـر مقـدرته بنفسه فـما الفائـدة منه ؟؟ !!

(ܩܕܝܫܐ ܐܝܠܗ ܗܘ ܕܡܚܙܗ ܚܝܠܗ قـديشا إيلي آوا د مَخـزيه خـيليه) .

إن الإستـشهاد الذي حـصل على مَر الزمن ليس أبدا ما يطلبه الإنسان لـنـفسه وخاصة إذا كان الشعـب بأكمله شهـيدا كما حـصل للشعـب الكلداني (منذ سقـوط دولتـنا الكلدانية الأخـيرة 538 ق م) . بل إن نـتيجة الإستـشهاد كانت عـدم قـدرتـنا للـدفاع عـن أنـفسنا، فلا يصح هنا أن نستغـل الآية الإنجـيلية بعـد قـبولنا بشارة الخلاص لربنا يسوع المسيح على أيدي رسله الـقـديسين مار ادي ومار ماري، وتـقـول الآية: “من ضربك على خـدك الأيمن حـوّل له الأخـرى “.

ولأنـنا بسبب ضعـفـنا بالأصل، لا نطبق هـذه الآية بـينـنا، بل الـقـوي بسلطته والمقـتـدر، يحـطم الضعـيف ولا تكـون لـديه أية رحمة!!! 

كادر الموقع

Follow Us