Articles Arabic

هل يتعلم المسيحي العراقي ومثقفيهم وكُتابَهم من تجربة القرود

اهلاً بكم في عالم الحيوان وسيكون ضيفي في هذه الحلقة الكاتب والفيلسوف الهندي بيدبا (هذا الاسم يشبه اسماء الآشوريين)! ليلقي الضوء على القرود. سيد بيدبا شنو علاقة بالقرود؟

نعم. شكراً لك والرحمة على كل الاحياء الذين يعتقدون بأنهم افضل من القرود! شنو قصدك؟ ماكو شيء!

قام العلماء بتجربة فريدة على خمسة قرود للوقوف على معرفتهم في درجة وقدرة القرودة على التعلم (ولو آني هاي القصة حاجيها بس ماكو مشكلة من ان تعيدها) كمّل ..

فقاموا بوضع خمسة قرود في قفص خاص بهم واسدلوا بموزة من السقف مربوطة بخيط (موزة طبيعية اقصد مو الموزة القطرية) ووضعوا سلماً تحت الموزة وقاموا بتجهيز القفص ومن كل الاتجهات برشاشات ماء بارد.

من الطبيعي عندما لاحت الموزة لأحد القرود هرع صاعداً الدرج للوصول الى الموزة، ولكن في نفس الوقت قام العلماء بفتح صنابير الماء البارد على القرودة الخمسة، وبعد عدد من المحاولات توقف القرد الاول. ولكن حاول احد القردة من الآخرين بالوصول الى الموزة وفي اول درجة يقومون بفتح صنابير الماء البارد وهكذا الى ان توقفت كل المحاولات للوصول او صعود الدرج.

فقاموا بإستبدال احد القرود القديمة بقرد جديد وطبعاً عند مشاهدته للموزة هرع الى الدرج للوصول الى الموزة ولكن في الحال هجموا عليه القرود الاربعة القديمة وقاموا بضربه وبعد عدد من المحاولات ادرك القرد الجديد بأن عليه ان لا يصعد الدرج نحو الموزة (يعني بعد كَم محاولة تعلم القرد)! فقاموا بعد ذلك بتبديل قرد آخر من المجموعة القديمة بقرد جديد وأول ما حاول هو الوصول الى الموزة ولكن هجم عليه القرودة الأربعة واشبعوه ضرباً وكان القرد المستبدل الأول اكثر شرساً حتى من القدامى بالرغم من إنه لم يرُش بالماء ولا يعي شيئاً عنه ولكنه تعلم أن لا يسمح لأحد بالصعود الى الموزة. بعد عدد من المحاولات تعلم القرد الثاني بأن عليه عدم صعود الدرج فقاموا بإستبدال قرد آخر من القداميى بجديد وهو ايضاً حاول ولكن هجم عليه القرود الاربعة واشبعوه ضرباً وكان الاثنين الاخيرين الذي لا يعلمون السبب اكثر شراسة وهكذا استمرت العملية الى أن تم إستبدال كل القرود القديمة بقرود جديدة وكان حظ القرد المستبدل الخامس ليس افضل من القرود التي سبقته وهكذا تعلم القرود الخمسة بأنه ممنوع الصعود الى الدرج نحو الموزة بالرغم من احدهم لم يُرَش بالماء ولا يعي السبب ولكنه تعلم بأن صعود الدرج ممنوع. وهكذا يتعلم الحيوان مو مثل …. كافي سيد بيدبا لا تدخل! اكثر! اوكي وتحياتي الى الاخ صباح قيا.

هذه التجربة تقول بأن حتى الحيوان يتعلم وإن لم يتعلم القراءة او الكتابة. يتعلم من التجربة ومن الحياة والظروف والآخرين وليس شرط تعلم بعض الامور أن تكون مختصاً او مرشحاً للإنتخابات البرلمانية او مرشحاً لقائمة ……….. !. نقطة.

فقط المسيحي العراقي لم يتعلم من تجربة القرودة. فقط هو الذي يرى ويشاهد ويتعايش مع كل الإجرام والإنشقاق والغدر والخيانة والتصغير والتقزيم واللوي تحت الابط والتهديد والقتل ومنذ عقود ومع هذا لم يتعلم شيئاً واحداً! فأما السياسي هو اكثر بدائي بآلاف السنين من القرودة او إنه يعي ويدرك جيدا ماهو فاعل وهنا تُكمن الخطورة العظيمة. خطورة ادراكه للوضع والمحيط وكل مايدور تحت او فوق الطاولة ولكنه يتغاضى عنها لأجل عيون جيبه او كُرسيهِ. وهنا يشترك معه البعض الآخرون من رجال الدين الذين تصبُ مكاسيبهم ومنافعهم في نفس الخط.

ليس من المعقول أن لا نكون قد وصلنا حتى الى مستوى القرود في الإستنباط والادراك والتعلم (معقولة)! حتى القرودة تعلموا بأن يتحدوا ويقفوا في صف واحد ضد عملية رشهم بالماء البارد بينما الجماعة يتم رشهم بالدم ومنذ عقود وهم اكثر إصراً على قبولهم بالذل والهوان والرش بالدم وذلك من خلال مهاجمتهم لبعضهم البعض وتقديم القرد الآخر (اعني الاخ الآخر) قرباناً للآخرين (طبعاً حتى يرشوه بالماء لا كثر ولا اقل). على كل واحد أن يقارن نفسه ويرى اين هو من التجربة.

والاكثر مصيبة تأتي من كُتابهم ومثقفيهم (؟؟؟؟؟؟؟). فهذا يتباهى والآخر يعلن بعدم وجود منافسة لهم واغباهم يتحدى الآخرين وأشولهم ينادي بأن صندوق الإقتراع هو الفيصل معتقدين جميعاً بأن الفوز في كرسي فاسد سيُوصلهم الى المريخ وهُم لا يعون بأن ذلك الكرسي ثمنه سنوات اخرى من الضياع والتراجع والتفتت. ثمن الفوز بكل كرسي هو جزء من النهاية ……. نقطة.

فلهؤلاء اقول: على كل واحد منكم أن يقارن نفسه بتجربة القرود ويرى اين يقف هو منهم!

لا يمكن للشعوب المتخلفة ان تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر!

نيسان سمو الهوزي

23/03/2018

Follow Us