Articles Arabic

سفر التكوين وقـصة الطوفان

قـراءة معـمقة للمشروع الخلاصي بناءاً عـلى نصوص الكـتاب المقـدس

سفر التكوين وقـصة الطوفان

الجـزء الثامن

الاب پـيتر لورنس

مقـدمة

إنّ قـصة الطوفان في سفر التكـوين (6/5-8/22) مكـتوبة في زمنين مخـتلفين، مصدرهما الحضارة البابلية كما في قـصة الخلقة، وقـصة الخطيئة، وقـصة قايـين وهابـيل. يجمعها وينظمها كاتب سفر التكـوين بالشكل الحالي الذي أمامنا الآن بأسلوب لاهوتي وفلسفي، الهـدف منها

أولاً: خـطيئة الإنسان التي تـفـشت في الأرض من الصعب السيطرة عليها، ومعالجتها بأسلوب إلهي.

ثانياً: سلالة إسرائيل البشرية التي رأسها أبرام بن تارح الكلداني (إبراهيم) وذريته، الذي به عـرف الإنسان الـله وخلاصه الشامل للبشرية جمعاء. إضافةً الى المحـتوى الكـتابي الذي يحـوي عمقاً لاهوتياً وخلاصياً.

خطيئة الإنسان والطوفان:

يرى جامع كتاب سفر التكوين ان خـطيئة الإنسان هي سبب بلائه على الارض بكل ما يحـدث له وللآخـرين من حوله، لذا يـبدأ قـصة الطوفان بقـوله: (ورأى الرب ان شر الانسان قـد كـثر على الارض وان كل ما يتصوره قـلبه من أفكار إنما هو شر طوال يومه. من هذا التصور الواقعي لخـطيئة الانسان وشره في الارض يدفع الكاتب ان يقـول: (إن الرب نـدم على أنه صنع الإنسان على الارض وتأسّف في قـلبه).

تعـبـير بشري يشرح من خلال قـصة مأخوذة من الاساطير البابلية تعـطي مفهـوماً إيمانياً لوضع الانسان الذي بسبب شروره يغـرق في طوفان مياه تـؤدي به إلى النهاية الموت). الكاتب بمعطيات كتابه يريد القول: ان الانسان الفرد بخطيئته يخرج من الملكوت بقرار فردي، أما الانسان كجماعة بخطيئتها وشرورها تؤدي بها الى الزوال.

بالرغم من خطيئة الانسان هناك حلول يجدها الـله لخلاصه. نوح إسم معروف في تاريخ سلالة اسرائيل، يأخذه الكاتب ليجعل منه بطل قصته، رجل بار نال حظوة في عيني الـله. من خلال نوح البار الـله ينقي الجنس البشري ويبعث فيه الروح من جديد حتى تأخذ الارض البشرية صورة جديدة وعهد جديد تنطلق من رحم هيكل الـله الذي رمزه السفينة.

خاتمة:

قـصة الطوفان وعي فكري وإنساني، وقـراءة واقعـية لتأريخ اسرائيل. بها الانسان المؤمن، أي المرتبط بالعهـد المقـدس مع الـله كـفـرد وجماعة بسبب الخطيئة والشرور يفـقـد إنسانيته وحريته ومن المحتمل حياته، إذا اصر على إرتكابها، هذا من منطلق ما تـزرع تحـصد.

ذكاتب سفر التكوين يعطينا الحل الشافي من خلال قصة الطوفان، البرارة باللغة الكلدانية (زديقا)، إي النقاء أو الصفاء (النوايا الحسنة من اجل فعل الخير) على مثال نوح البار، في ان تدخل الى سفينة الخلاص (هيكل الـله)، حيث كلماته ووجوده تمنح الحياة والديمومة في العالم.

About the author

Kaldaya Me

التعليق

Click here to post a comment
  • بارك الله فيك ابونا بيتر
    نحن بحاجة ال مثل هذه التوعيه والتفسير اللاهوتي

  • أجزاء المشروع الخلاصي قيمّة وثيمنة في محتواها الفكري واللاهوتي تصلح ان تكون محاضرة توعية دينية وثقافية
    نشكر الأب بيتر لمجهوده وواجبه تجاه كنيسته ومؤمنيه الذين هم بحاجة ماسة لهكذا تعليم

Follow Us